كـتـاب ألموقع

عنفوان شعب.. صورتان// زكي رضا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

زكي رضا

 

عرض صفحة الكاتب

عنفوان شعب.. صورتان

زكي رضا

الدنمارك

4/10/2019

 

صورتان في إنتفاضة أكتوبر العراق، كافيتان لوحدهما بأن يثبتا للعالم أجمع، ومنهم جميع المشكّكين بقدرات شعبنا وخزينه الثوري، من أنّ شعبنا سيحسم معركته ضد قوى الظلام عاجلا أم آجلا. فإنتفاضة أكتوبر تمرين شعبي ثوري يضاف الى تمارينه السابقة وهو يتظاهر وينتفض ضد سلطة العصابات ببغداد، حتى الوقت الذي يتحول فيه الى مارد من نار ليحرق كل من يقف في طريقه وهو ينشد نشيد الحريّة. وعلى القوى السياسية الحيّة والمؤمنة بقدرات شعبنا وفساد السلطة، أن تهيئ هي الأخرى نفسها لتدخل أتون تلك المعركة الفاصلة بأن تنحاز الى الجماهير من خلال إدانتها بالفعل والقول لما تسمى بالعملية السياسية التي بان عوارها اليوم أكثر من ذي قبل، والتي رفضها شعبنا وهو يعلن تمرده عليها اليوم. فشعبنا بحاجة الى قوى ثورية لتقوده، والقوى الثورية بحاجة للشعب الذي بدونه لا تملك هي نفسها شيئا، والتأريخ سيحاسب من يترك ضفة الجماهير ليتركها عزلاء أمام وحش الإسلام السياسي الفاسد والمرتشي والقاتل والعميل لطهران.

 

الصورة الأولى ..

إمرأة كادحة ينهشها المرض والفقر والجوع، لكنها تمتلك كرامة لا يملكها كل الساسة ورجال الدين بالعراق المبتلى والمنكوب بهم. إمرأة من بلادي لا تعرف الذل ولا المهانة، فتقف بدل أن تستجدي بذل، لتبيع المحارم على أرصفة الشوارع بعزّة نفس قلّ مثيلها. هذه المرأة الأميّة لم تقرأ كتابا يوما، ولا تعرف أنّ رأس المال جبان كما يقال. الّا أنّها أثبتت للعالم أجمع من أنها أشجع من كل الشجعان وهي تتقدم بكل رأس مالها وهو محارمها التي تبيعها لتعيش منها بكرامة، لتمسح بها دماء جرحى أبناء وطنها الذين إستهدفتهم رصاصات ميليشيات آيات الله. هذه المرأة أوصلت رسالة الى كل العالم وبكل اللغات، من أنّ شعبنا الذي يتعرض للموت اليومي سينتصر حتما. أوصلت رسالتها بكل اللغات وهي خرساء .... فهل من يمتلك مثل هذه المرأة في وطنه، لا يملك خزينا ثوريا ..؟

 

الصورة الثانية ..

سلطة العصابات تستخدم خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي بمواجهة الجماهير، ويقف قنّاصوها على أعلى البنايات ليطلقوا رصاصاتهم الغادرة الجبانة نحو الشباب الثائر. الكرّ والفرّ يتسيد المشهد والمدرعات تسير مسرعة لتدهس المتظاهرين، فيتراكض الشباب بسرعة الى حيث الأماكن الآمنة ليعودوا الى الشارع من جديد. لكن فجأة وفي خضم تلك المعارك، يهرول شاب برجل واحدة وأخرى حديدية وهو يهتف ضد سلطة الفساد. شاب قد يكون قد فقد رجله في إنفجار من تلك التي غذّتها العصابات الطائفية، أو من أثر لغم في معركة ما، أو من خلال قتاله الدواعش، لا أحد يعرف. لكن العالم كله رآه وعرف من أنّه وبتلك الرجل الحديدية وهو يشارك أبناء شعبه في إنتفاضة أكتوبر المجيدة، من أن شعبنا هتف وهو يرعب الطغاة (والحديد سقيناه). فهل شعب فيه مثل هذا البطل، لا يستطيع تكملة مشواره في ماراثون الحريّة ..!؟