اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• صندوق الاقتراع أصدق أنباء من القلم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

تيري بطرس

            صندوق الاقتراع أصدق أنباء من القلم

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قال أبي تمام

السيف أصدق أنباء من الكتب             في حده الحد بين الجد واللعب

لقد ناضلنا وعملنا سنين طوال من عمرنا، لأجل أن يأتينا يوما نختار فيه من يمثلنا بأنفسنا ومن خلال صناديق الاقتراع. نعم لم نبالي بالأيام والسنين التي كانت تسير الهوينى، وتتركنا خلف الآخرين في كل مجال من مجالات الحياة، لأننا كنا نعتقد بان الحياة يصنعها من يضحي ويعمل لأجل القيم العليا، وبالتأكيد أن هذا الاعتقاد هو اعتقاد صائب على المستوى العام أو على مستوى المسار البشري، ولكن لو قسناه على مسار فرد واحد لكان مخيبا للآمال.

النظام الديمقراطي، يعني تغيير السلطة، بوسائل محددة ومعروفة للجميع وتستوعب الكل فيها، بمعنى أن قانون اعتلاء كراسي السلطة هو واحد وعام ولا يستثنى أحد، لأسباب تتعلق بالجنس أو اللون أو اللغة أو الدين. ويعني كذلك أنه نظام غير متكامل بل هو مهيئ لتقبل كل الطروحات مادامت لا تعمل على عزل أي مجموعة معينة من حقوقها الوطنية. ولكنه في نفس الوقت وضع آلية محددة لتطبيق هذه الطروحات وحددها بأن يكون من خلال البرلمان الذي مثل الشرعية ويمثل أنه القيم على الدستور وعدم تجاوزه، لأن النظام الديمقراطي احتكم في حل كل المشاكل التي يواجهها والتي يقر بأنه سيواجهها، إلى منظومة مبادئ تسمى الدستور ومنه تنبثق كل القوانين. والانتخابات لها غاية واحدة وهي تجديد الطاقم السياسي، بمعنى اعتلاء أناس جدد أو الإبقاء على من كان في السلطة، وكل الناس تتنافس لكي تعتلي كرسيا فيها ولكي تحاول تحقيق برامجها. إلا أبناء شعبنا فالكل متهم بأنه يعمل لأجل الكرسي، أي أن له رغبة للجلوس على كرسي من كراسي السلطة، وهذا الاتهام يوجهه في الغالب من يعمل لنفس الهدف. وكان هذا السعي عيب لفلان ومباح لطارح الاتهام. لا بل وصل الأمر بالبعض إلى حد الدعاية لكي لا يتم انتخاب أي شخص من أبناء شعبنا وكانه عار لنا أن نشارك في سلطة بلدنا!!!

كل التبريرات التي تقال، قد تبقى كاذبة أمام حقيقة ما يقوله صندوق الاقتراع، فلنحني لما يقوله ونقبل بما أقره ونعمل من أجل إصلاح الخلل فينا قبل أن نصلحه في الآخرين. أي نعم فلو لم نكن قد أخطأنا لغير صندوق الاقتراع رأيه، ولقال ما نبتغي، لأننا نعمل من أجل أن يختارنا صندوق الاقتراع، وليس لأي غرض آخر. فالناس تضع فيه اسم من تعتقده الأفضل، حتى لو كان هذا الأفضل بالحقيقة جلاد الشعب، ولكنه بالتأكيد قد سوق بضاعته بشكل جيد، وقيل عراقيا الكذب المرتب أفضل من الصدق المخربط.

ليس المهم من يفوز لو كنا حقا نؤمن ونعمل من أجل الحقوق العادلة لشعبنا الواحد، ولكننا كلنا في شك من هذا الأمر، فحبال التواصل بين الكل مقطوعة، وقد أثبتت الحركة الديمقراطية الآشورية أنها الأفضل، والأقوى والأكثر جماهيريا. لماذا؟ لأنها تمكنت من أن تفرض خطابها على الجميع، فكل شيء مباح لها وحرام على الآخرين، وكل الوسائل مسموح بها لها وحرام على الآخرين، والشعب أيدها في ذلك، والدليل أنه انتخبها، رغم علمه وإدراكه أن الحركة قد قصرت كثيرا في خدمة الشعب، رغم الدعم اللامحدود الذي قدم لها، كل الآخرين يمكنهم القول إنكم لم تدعمونا ويمكن لهم التنصل من كل شيء، لأنهم حقا لم يتلقوا الدعم من الأمة، لان الأمة بقيت مشغولة بوليدها المدلل والوحيد، ولكن الحركة لا يمكنها ذلك. هذا بالحقيقة ولكنها تجد صدى لتبريراتها ولها القاعدة الصلدة التي لن تتخلى عنها، فالناس مقتنعون وكفى المؤمن شر القتال، والمؤمنون هنا لا يريدون سماع أي نغمة أخرى. إنها عملية تبرئة الذات من أي جهد، على الأقل أمام المرآة حيث سيبرر كل منهم لذاته  أنه ساند ودعم ولكن الآخرين خانوا.

المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، والذي استساغ الخطاب الزوعاوي في اتهام الآخرين بأنهم يرغبون بالكراسي، لم يقل لنا ولكن لماذا رشح أشخاص إلى البرلمان ليحتلوا هذه الكراسي، إن كان هو في غنى عنها. إن سياسة الكذب والخداع التي اتبعها البعض ونجح فيها، ليس من المضمون نجاحها على الدوام، والدليل أن فرض المجلس على الأحزاب الانسحاب من خلال فرض مرشحين دون أي تشاور من هذه الأحزاب أضر المجلس وأضر بهذه الأحزاب، لأن الناس فكرت أن كنتم اليوم تتصارعون على الكراسي فغدا ما أنتم فاعلون، فاما تقاعست الناس عن المساندة الكافية أو حولت اتجاهها إلى الوجهة الأخرى رافضة الاثنين.

ائتلاف عشتار الخاسر الأكبر باعتقادي، لأنه كان الأضعف من كل النواحي المادية والإعلامية والاهم من الناحية الايدولوجية، حيث انه والحركة والمجلس متفقون على الأيدولوجية العامة عدى مسألة الحكم الذاتي، ولذا فالناس لم تختار هذا الائتلاف لان بديلها موجود لدى الآخرين، والمعروفين على الساحة ولهم دعم وإعلام أكبر. إن هذا الائتلاف وبتركيبته الحالية كان يمكن أن يكون بيضة القبان، أو الحارس الأمين للتطلعات القومية المشروعة،هذه التطلعات التي صارت ضحيةللإعلام وللمواقف الوسطية ومن ناحية أخرى لعدم وجود مبادرات خاصة يمكن أن تثير الجماهير وتجعلها ولو أن تعطي الإذن للنغمة الجديدة. ولكن هذا لا يبرر أن نتهم الشعب بأنه عشائري أو أنه جير صوته لفلان أو للعلان، فتبريرات السيد نمرود بيتو في إذاعة س ب س غير مقبولة وغير سليمة ولا تتماشي حتى مع خطاب الحزب الوطني الآشوري باعتقادي.

كل هذه أقوله ولكن اليوم نحن أمام موقف مهين لشعبنا، نعم أنه مهين لأن الشعب إن كان حقا 73 ألف نسمة فهي طامة كبرى وإن كان مليون أو أكثر فالطامة أكبر وأعظم، وأعظم الكبائر هي أن نحتفل بهذه المصائب كلها رقصا ودبكات ونحرا للآخرين. إذا مع وجود خمسة قوائم وشخصيتين مستقلتين، ومحطتي تلفزيون فضائي نحن تمكنا من أن نحشد 73 ألف شخص، السؤال أنه لو سرنا بهذا المسار يا ترى فبعد أربعة سنوات هل سنتمكن من أن نحشد 20 ألف؟ أنه السؤال الذي بقيت أحاول لفت أنظار الجميع إليه خلال السنة الماضية.

إذا صار لنا في البرلمان العراقي ممثلين وعددهم خمسة، وصوتهم الموحد هو الذي يقرر تمثيلنا، وتشتتهم يعني تشتت أمتنا في الميول والتطلعات، في حين أن 43 ممثل للتحالف الكوردستاني يضاف إليها دون أي تردد أصوات التغيير والإسلاميين ليكون المجموع تقريبا 57 صوت في البرلمان العراقي، أي أن الكورد في الأمور الداخلية مختلفين ولكنهم أمام بغداد صوت واحد، فهل سنتمكن نحن من خلق هذه المعادلة الصعبة؟ وخصوصا أنها الآن أسهل لان الممثلين الخمسة تابعين لجهتين اثنتين فقط؟ أنه السؤال الواجب الإجابة عليه الآن.

أمة لن تمارس حقوقها وتشعر أن هذه الحقوق ليست شعارات رومانسية بل إنها تجلب الراتب والمنصب والمستقبل، يمكن أن تعيش، ولكن أمة عيون أبناءها تتطلع إلى الخارج وإلى الشتات فمصيرها الضياع، وواجبنا جميعا اليوم أن نضع أيادينا في يد البعض لكي نعمل من أجل أن يبقى أبناء شعبنا في الوطن، الضمانة الأكيدة لبقاء شعبنا محافظا على ذاته وهويته.  فهل يمكننا أن نتعاون من أجل وضع برامج حقيقية لتحقيق هذا الأمر، أم أن الاتهام الموجه والذي يقول إن الأحزاب لا يهمها مصير الشعب، بل الذي يهمها هو الكرسي، سنثبت أنه صحيح؟

مرة أخرى نعم لصناديق الاقتراع، ونعم لخيار الشعب وليعيد الخاسرون حساباتهم من جديد وأولهم أنا، ولكن على المنتصرين، أن يدركوا أن الساحة لم تخلى لهم يعملون ما يحلوا لهم، فالعيون لهم بالمرصاد لاي هفوة او خطاء، ستسجل وستنشر وتحلل، ولن نقبل ماذا سنفعل خمسة من مجموع 320 فهذا أيضا تبرير العاجزين كما كان تبرير ماذا يعمل واحد من مجموع 275 وهو لم يكن واحد بل اثنان، وكان تبرير العاجز أيضا.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.