كـتـاب ألموقع

بَغدادُ والأغرابُ// شعر: زهير كاطع الحسيني

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

بَغدادُ والأغرابُ

زهير كاطع الحسيني

 

(في ذكرى إحتلال بغداد  - 2003نيسان)

 

بغـدادُ يا بغـدادُ أهلي

أصحابُ المرؤةِ والدَينِ السَـدادِ

وبغـدادُ الجديدةِ  بالحبِ أضحت ْ

كبغـدادَ القديمةِ  فيها زادي

ما كان (المُعلقُ) في الأمس ِجِسراً

ولا كان السبيل ُ إلى إنقيـادي

عراقي أنا بغـداد ُ روحي

وأسرح ُ فيها كما الطير شادي

أمرُّ علـى ( الأحـرارَ )1 أبغي

طريقاً للوصـولِ إلى مُرادي

فلمْ يوقفني في اللّيلِ شُـرطي

ولم يَسألني في الصُبحِ ِ حادي

إبن العراق أنا والأرض ُ أرضـي

لَهم أوطانهم .. وليّ بِـلادي

وناسي في الرصـافة َ ناس ُ خير ٍ

وأصحاب ُ الكروخ ِ هـم جدودي

يفيضون علينا الحـُـبَ فيضا ً

كما فاض َ الفرات ُ على السِـدودِ

وصُحبي على الشطين راحوا

يقيمـون المآدبَ للوفـُـودِ

ما كنا نبالي إذا ما ضاق َ فينا

زمان ُ العَيشِ أو وقت ُ ألشِـحودِ

رياحين ٌ وأعنابُ  ونَخـل ٌ

على الصوبين وألبستان ُ(دادي)2

يفيضُ على الأغرابِ حُبـاً

وإبن الخير ما كان يُعادي

إلا إذا الأجناب ُ داسـوا

بأرجلهم نِعَمَ البوادي

عِراقيٌّ أنا ما كنت ُ أبغي

قِتال َ الرومِ والجُـندِ الأعادي

فَهم عَبَروا الحِـدود َ بلا مُنادٍ

وحاجوها  لنا حُججا ً عِناد ِ

وقالوا هو المحذورَ كان َ،

لدينــا  لـَم يكن غَير الزِنادِ

ومادوا في كذبهم شوطا ً فشوطا ً

وشاعوها  فأشعلوا كلَّ البِلادِ

خرّبوا البنيان َ والإنسان َ فينا

وبثوا الجورَّ وأنواعَ الفَسادِ

ولما أوشكوا الأهدافَ قـالوا

سـنخرج بعدها يوم النَـجادِ

ضاقت ْ بهم بـغداد ُ حـتى

سلكوا الطريق َ إلى الحدودِ

ما كانوا لنا  قـُوات َ نَـجدٍ

غُـزاة َ مطامع ٍ والظلمُ بـادِ

تركوا وراؤهم فوضى وذعراً

وتفرقة ً تَسود  بها النَـوادي

وأحزاباً إذا ما قلت فيـها

تـُصارع نفسها حتى تـُمادي

زَرَعوا الفِتنة َ مابين شَـعب ٍ

وشَعبُ العراقَ تَجمعهُ العَـوادي

 

زهير كاطع الحسيني

ـــــــ

(1)  جسر الأحرار ببغداد

(2)  ترجع تسمية بغداد إلى إشتقاقها من كلمتين (باغ )وتعني بستان و ( داد) إسم صاحب البستان