اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

سياسة الحرق .. بين ضياع المعالم و إبقاء الأثر// ايهاب عنان سنجاري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

سياسة الحرق .. بين ضياع المعالم و إبقاء الأثر

ايهاب عنان سنجاري

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

منذ أن سَدَفت علينا سحاب الشؤم (داعش) وأمطرت علينا الدماء وانبتت منها الممارسات الخالية من بذرة الرحمة التي بثها الله في أنحاء السماوات والأرض للعيش بسلام ونحن نشهد الصور البشعة في فَقْدِ الأبرياء والمظلومين على يد هؤلاء الشرذمة مستخدمين فن التعذيب قبل الموت والتمثيل بعده والفظاعات التي تقشعر لها الأبدان من رجم وقطع أيدٍ وسمل جفون وفقء عيون وقطع ألسن والزج من بنايات مرتفعة الى قاع صَلِب، ولعل ماتعدى الشناعة من اساليب هو .. الحرق ..

إن عدنا بعض الشيء إلى زمن أبي الأنبياء إبراهيم (ع) حينما تكالب عليه قومه ليلقوه في كوم حطب مشتعل أعدوه انتقاماً لآلهتهم التي لا نفع لها ولا ضر، ولولا رحمة الله لكان إبراهيم (ع) رمادا .

تواتر هذا الموروث - الحرق- للعقاب حتى القرون الوسطى التي لم تَخلُ هي الأخرى من حرق الأحياء المعارضين للكنيسة من (المهرطقين) والسحرة وكل من سار عكس تيارها، وايضاً عصور ظهور الإسلام والتداعيات بين التصديق

والتكذيب والتحريم والكراهة لحرق المرتدين كما ورد من قصص مشكوك بصحتها .. ربما! ، بَيْدَ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تعذبوا بعذاب الله"

 و"لا يعذب بالنار إلا رب النار" ، وعذاب الله المقصود هو في الآخرة على وجه الخصوص، فلم نشهد عذاباً أو عقاباً من الله في الدنيا على قوم ظالمين او عاصين بالحرق، فهو إما بالغرق أو جعل القرى عاليها سافلها أو إمطار حجارة من سجيل

وغيره ..

لعل من يُعَذِب بالنار في الدنيا أراد أن يعتلي منصة الألوهية ويتحكم بمقدّرات البشر حساباً أو دفاعا .. ربما ! ..

هكذا نجد هتلر وما قام به بمحرقته الكبرى لليهود، حيث يقول بعض الباحثين: "وجد هتلر أن العقيدة اليهودية المعبر عنها بالتعاليم الماركسية تنكر قيمة الإنسان الفردية، كما تنكر أهمية الكيان القومي والعنصري، مما يؤدي إلى تجريد البشرية من العناصر اللازمة لإستمرارها ولبقاء حضارتها، وهكذا آمن هتلر بأنه بدفاعه عن نفسه ضد اليهود، إنما يناضل في سبيل الدفاع عن عمل الخالق في الدفاع عن الجنس البشري كله".

اشتد وطء الحرق في عصرنا ولا يخفى على القارئ النماذج التي شوهدت على مرآى ومسمع الرأي العام والدولي راح ضحيتها العديد ممن لا ناقة لهم ولا جمل في صفقات تحت الطاولة الكبرى والإتفاقيات التي تُبرم على حسابهم وحساب ابناء جلدتهم من قِبل أفعى متعددة الرؤوس، لن ننسى الشهداء كل من معاذ الكساسبة الطيار الأردني الذي تلذذ داعش في تصويره وهو يحترق و الـ (٢١) جندي عراقي الذين حُرقوا على يد أبناء الغاوية ..

كل ذلك يصب في إضمار معالم البشرية و إيقاد الوحشية التي أكلت الأخضر

واليابس ورفع راية (الفتنة) ..

لم يقتصر الحرق على الأحياء فقط فهناك مجالات اخرى له، فحرق مؤسسات العِلم والمعرفة والتأريخ لا تخلو بشاعة وارهابية هي الأخرى من سابقتها، فإضرام النيران في آلاف الكتب في المتاحف والمكتبات والجامعات في مدينة الموصل بالعراق من كتب الفلسفة والقانون والشعر هي خطوة اخرى للتطهير الثقافي وطمس هويه المدينة بالكامل كما التدمير الممنهج للتراث واضطهاد الأقليات أمور اخرى تهدف إلى حرق التنوع الثقافي الذي هو روح الشعب العراقي ..

كذلك العبث بإقتصاد البلد و مستحقاته المتمثل بحرق المصارف كمصرف الرافدين

والبنك المركزي العراقي والبنوك الأخرى بـ ( تماس كهربائي ) مرة تلو مرة ..

(هو العراق شايف كهرباء حتى يصير تماس !!! ) .. ماعلينا ..

وما شهدناه من التصرفات الشخصية الهمجية التي قامت بها مجاميع ضالة في قضاء سنجار بعد تحريره من حرق منازل المواطنين الذين اغلبهم نازحين في كورستان ومحافظات العراق بعد نهبها ، وغيرها من المناطق الأخرى التي شهدت ذات العمل ..

كل ذلك حرق، بفعل فاعل، بنيّة دثر الأخطاء، أو تفريغ شحنات كراهية، انعكست كل الأسباب على واقع تشتت به الآراء لصالح من لهم مصالح واصبحت الفتاوى يتشدق بها القاصي والداني .. ضد أو مع .. هي فاتورة يدفعها الفقراء في البلدان فقراً ودماً ودمعاً وتشرداً و تهجيرا،  فمهما اضاع الرماد المعالم .. فسيبقى الأثر .. مادياً او معنوياً .. و كلٌ له حساب ..

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.