اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا إنقرضت المسيحية في العراق!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

لماذا إنقرضت المسيحية في العراق!

نيسان سمو

 

لماذا إنقرضت ! لاء ... لم تنقرض بعد !!! إنها في طريقها النهائي للإنقراض .. إنها في مرحلة الإحتقان ولم يبقى غير إعلان ساعه نقل مقر الكنيسة الى المهجر ................. آلاف الأقوال ولكن النتيجة هي هي واحدة نحن في المرحلة الاخيرة من الإنقراض ..

 

مَن كان يتصور او حتى يتأمل في إنقراض المسيحية من بلد المسيحية الأول في العالم ... أرض الانبياء والرُسل ( هذولة هَم صاروا بلوة علينا ، جائوا ورحلوا دون سابق إنذار! ليش ما يرجع واحد منهم ما أعرف ) ! عندما كانت الكنائس تعم وتشرق في ارض الحضارات لم تكن هناك أديان أخرى!

 

طيب كيف ولماذا إنقرضت إذاً! مرت على العراق آلاف الهجمات الوحشية ومئات الدكتاتوريين ورؤساء غير مسيحيين ومع هذا لم نشاهد ما نراه اليوم! في زمن الحكومة السابقة ( إن صح التعبير او صححوا بأنفسكم ) كانت هناك بعض المضايقات وخصوصاً بسبب حرب القادسية للطائفة المسيحية ( حرب إسلامية تاريخية بين مذهبين فلماذا يحترق بها المسيحي ) فهرب العديد من الشباب والعوائل المسيحية للنأي بأنفسهم من تلك الحرب .. ولكن كانت نسبة الهروب معقولة ومقدور عليها ... أما بعد السقوط ووصول الديمقراطية ( الإسلامية طبعاً ) الى العراق هاجر وفرّ أكثر من ثلاثة أرباع الباقي منهم الى المهجر .. عندما سمح المالكي للدواعش بالسيطرة على الموصل والقرى المسيحية علمنا إنها نهاية المسيحية هناك .. ولكن كانت فترة تظام الاوحد ( بالرغم من دكتاتوريته ) افضل حال للمسيحي من الوضع الراهن والذي لا حكومة ولا راس ولا قاعدة ولا حتى وطن في العراق . هذا الذي أجبر المواطن المسيحي الغير المسلح على الهروب .. لا حكومة ولا دولة ولا أمن جعلت القوميات والطوائف الصغيرة تنسحق تحت أقدام المذاهب المسلحة .

 

حتى بعض الاحزاب المسيحية الصغيرة عندما رأت الفلتان والتيهان الحكومي إعتقدت بأن لها فرصة للحصول على بعض المزايا الشخصية كانت او القومية ولكن في النهاية حتى هي خسرت هذا وفي نفس الوقت هاجرها المواطن .. تاهت كل تلك الاحزاب وهي في طريقها للإنقراض هي الاخرى .. الكنيسة هي ايضاً ................................. إشراح إنقول !! ماكو داعي ....

 

بعض الاحزاب الصغيرة المتبقية لم يبقى أمامها غير أن تبيع نفسها او ترهنها لهذا الجانب او ذاك من أجل الحماية وهذا أيضاُ  أزاد النقمة على المسيحي نفسه فعزل وقاطع تلك الاحزاب وهاجرها وعينه أضحت على الهجرة فقط ..

 

عدم وجود الحكومة وتناحر الاحزاب وتنافر المذاهب وتزايد المحاصصة وتعاضم الفساد وغياب القانون والعدالة وفقدان الامن وإشتداد الارهاب وإنهيار الإقتصاد وغيرها كلها أسباب حقيقية وشرعية لهروب المسيحي من أرض الاجداد . والله فكرة ..

 

ولكن هل هذا هو السبب المباشر للإنقراض ! لاء وألف لاء ! فهذه كانت موجودة بالوراثة منذ الازل في ارض الانبياء ولم نقترب من اللإتقراض ..

 

ولكن السبب الحقيقي والاهم في هذا الإنقراض هو فقدان الامل في الغد . في كل فترة ومرحلة من مراحل العراق التاريخية لم يصل المسيحي الى النقطة التي وصل إليها في العقدين الاخيرين وهي لا أمل ولا خير يترجى من ذلك التراب . هذه هي المصيبة . المسيحي تحمّل وقاوم وناضل وبقى ولكن كانت عينه على الغد أما اليوم فلا غد بقى في الافق . وصلت القناعة بأن لا خير بقى في ذلك البلد ولا غد له ولا مستقبل ينتظر ولكن كل با تبقى للحاضر  والمستقبل هو صراع دموي بين المذاهب الإرهابية وبإسم القانون والشريعة! شوف المصيبة!! حتى الطفل الصغير يعي بأن الصراع المذهبي الطائفي المقيت هو المنتظر! حتى مهدي المنتظر أرجأ عودته لقرون أخرى!!

 

هذا هو السبب الاعظم والاكبر والأبشع لهجرة المسيحي!! من أكثر من مليونين مسيحي قبل عقدين لم يبقى غير عدد بسيط لأصابع اليد الواحدة! كيف يكون الإنقراض إذاً!! حتى الذين لازالوا يحلمون او لم تسعفهم ظروفهم للهروب فهم على حافات الحدود .. المصيبة لا أمل في الافق!! حتى الذين كان يحلمون ببعض العدالة والإستقامة في المناطق الكُردية هذه أيضاً بدأت تتبخر أمام عيونهم. وضع المسيحي في الاقليم ليس بأفضل مما هو عليه في الديوانية ( لا هاي هواية أحسن )!

 

كيف سيكون وضع العراق بلا مسيحي لا اعلم! عادي راح يصير مثل إفغانستان! والله فكرة ....

 

إنتظرنا ولسنوات طويلة معجزة إلهيه ولكنه أخاب ضننا هو الآخر! إذاً لا مفر  من الإنقراض!

 

لا يمكن للشعوب المذهبية التقدم إلا البدأ من نقطة الصفر !

 

نيسان سمو 06/09/2022

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.