اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشعوب المتخلفة لا تتقدم ولا تنتصر فأينَ نحنُ من ذلك!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الشعوب المتخلفة لا تتقدم ولا تنتصر فأينَ نحنُ من ذلك!

نيسان سمو

 

كنتُ جالساً في مسرح بغداد مع صديقين لسماع سمفونية موسيقية لا تسعفني الذاكرة لأي مايسترو كانت (على الاساس آني خريج معهد بالي الروسي)!.

الصمت يُخيّم الحضور والكل حابس الانفاس للإستمتاع والتمتع بذلك الفن الراقي الذي كان يصدر من الاجهزة وحركات المايسترو. ولأننا دخلنا ذلك اليوم صدفة للمسرح بعد ان ضاقت بنا السبل في تلك الليلة فلم نكن نعلم بنوعية الفن المعروض فرأينا انفسنا كثلاثة وحوش دخلوا متحف اللوفر وهم لا يعون شيئاً عن الفن السريالي وعظمة الرساميين الكبار ولا يدركون حبة خردل عن جمالية ورُقي اللوحات الزيتية ولا شيء حتى عن الاحجار البابلية والسومرية والآشورية (ماجان اكو كلدانية) او الفرعونية الملقات على اصنام في هيئة توابيت حجرية.

بدأنا نتهمس فيما بيننا في البدأ عن نوعية الموسيقى الصادرة (احنا عبالنا مسرحية كوميدية)! وعندما طالت القطعة اكثر من صبرنا وإستيعابنا بدأت قهقهتنا تدريجياً بالإرتفاع، فلمس ظهري وبكل هدوء (عبالك ريشة لمست ظهري) الشخص الذي كان يجلس خلفي منوهاً على الهدوء والسكوت (طبعاً جان اجنبي مو عروبي). لم استوعب الحركة في المرة الأولى لهذا زاد شخيرنا وارتفع زفيرنا وخرج صوتنا الشاز ليصل الى ابعد من الجيران الذين حولنا، فلمسني للمرة الثانية (نفس الشخص) ولكن هذه المرة بدرجة اقوى من السابقة مؤشراً اصبعه على علامة السكوت (يلّله افتهمت القصة) فهمستُ في اذن صديقي بوجوب الخروج من هنا فوراً. في الصالة بدأنا نبحث في اللوحات الإعلانية وعلمنا حينها إنُ عرض اليوم هو قطعة موسيقية لأحد العظماء. خرجنا ونحن كاتمي النفس الى الخارج وبدأت ضحكاتنا ترتفع الى اقصى ما يمكن لأننا دخلنا المكان الخاطيء (ضحكنا على انفسنا بما فيه الكفاية) !! وحوش متخلفة تدخل اللوفر!! او واحد مثلي يحضر سمفونية! ما ترهُم!.

تأملتُ كثيراً قبل أن اُسُطّر سمفونية اليوم. أعي جيداً بالكلام الفارغ الاهوج الذي سيلي بعد سماع السمفونية (ليش نفهم الموسيقى حتى ننتقد السمفونيات) !. لكن حتى واضعي تلك الروائع كان يعون بأن القليلون سيدركون ويستوعبون ويستغيسون ذلك الفن الراقي ولهؤلاء القلة رسموها ونحتوها ولحنوها (اللبيب يفهم النوتة وهي طايرة) . الشعب الذي لا يعي الرقص على أنغام السمفونيات يجب ان تدق له الزورنا والدهول.. نحن مضطرين لذلك...... 

الشعوب التي لا تعي الموسيقى عليها عدم حظور تلك البدائع ولا تدخل المتاحف العالمية الراقية والعظيمة لأنها ستصدر اصواتاً شاذة بين الحظور.

الشعوب التي لم تستوعب الفن الراقي او تدرسه بالشكل الجيد، او تتعلم النوته، لا يمكن لها ان تتقدم في هذا الشأن. حتى الرُعات والبدور القطريين او العمانيين او الإماراتيين استطاعوا ان يتناغموا بطريقة واخرى مع السمفونية وأكملوا العرض إلا شعبنا نحن لم يستطع حتى ان يُكمل او يستمتع الى مقطوعة واحدة من سلسلة السمفونية. لم نستطع ان نتناغم مع اي قطعة فنية ولم نتعلم نوتة واحدة وكل ما خرجنا به هي اغنية نركز نركز.

بينما حاول احدهم دق الدهول كان الآخر صوت زقيق زورنته يصدر شاذاً، يقاطع نغمات طبلة الدهول. عندما أرادَ أرقصهم قيادة سير مجموعة (الخكة) من الراقصين كان بهلواني آخر قد قطع الخكة وقام بحركات بهلوانية مع مجموعة مضحكة في الجانب الثاني.

تضاربت الاصوات، وتشاذئة صوت الدهول، وتمزقت طبلته بسبب شدة الدق الشاذ عليها، انبترت الموسيقى واصواتها، وانقطع زمار الزورنة، واختلطت المجموعات الراقصة ببعضها وكأنهم مجموعة من المهرجين تقفز مع وحول نفسها كما يقفز الاطفال ومن كل الإتجاهات والاصواب على كومة نار تم إيقادها بمناسبة عيد النوروز (عبالك عيد اجدادهم هو) ! تاه الراقص بين الناطين الشاذين ولازال الحفل بهذا الهرج دون راقص حقيقي او موسيقار واع او حتى زورنجي نافخ حتى وصل الامر الى إن اغلب الحاضرين لا يعون مناسبة ذلك الهرج (حتى العريس والعروسة عافوا الدبكة وهربوا خوفاً من ذلك اللغط والهرج والقفز المزعج).

انهار المسرح  فتبعثر الجمهور وتعلثم اللسان  وانبترت اللغة وتقطعت الأوصال ولازال القائد المغوار مُصر على إن لغة نركز نركز التي يغنيها ويكررها كل يوم احد ستعيد ذلك المسرح وستلم الجمهور وتنبعث السمفونية من جديد!!! . نقطة. 

لا يمكن إستيعاب السمفونيات إلا الشعوب التي درست ذلك الفن الراقي (على الاقل عمل النوتات) ولا يمكن الرقص بالتناسق إلا للمجموعات التي تعلمت فن اصول الرقص، ولا يمكن للشعوب أن تبني او تُلحّن مقطوعة يتيمة ما لم تتقن الفن والحس الموسيقي!.

وشعبنا لم يستوعب أي نوع من الفن او رقصة او حتى نوتة يبني عليها رقصته. حتى الذي يعتقد بأنه يقود مجموعة غنائية بأنه افضل زورنجي ونافخ لا يعي بالإزعاج الذي يصدره زماره. والراقص الذي لا يترك عصى رأس الخكة (هاي العودة الي بيها ريش طاووس) متوهما بأنه افضل بهلواني راقص لا يدرك كم هي حركاته مزعجة وكم هي إلتوائاته فارغة.

كيف لهذه المجموعات والشعوب العقيمة ان تؤلف قطعة موسيقية او ان ترقص رقصة متناسقة او ان تشارك وتنتصر في اي حفل غنائي. حتى الزورنة والدهول زائدة عليهم (حتى هاي كوردية مو سريانية) ونحن شعب حي على ذلك الفشل..  نقطة...

لا يمكن للشعوب ان تُغني دون ان تتعلم فن الغناء واصوله ! نيسان سمو

 

نيسان سمو 03/10/2017

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.