كـتـاب ألموقع

أشكر الشعب العراقي على مقاطعته للإنتخابات الهزلية!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أشكر الشعب العراقي على مقاطعته للإنتخابات الهزلية!

نيسان سمو

 

شخصياً طالبت الشعب العراقي قبل كل دورة إنتخابية بوجوب مقاطعة تلك المهزلة. ولكن لطيبته ولآمالهه لغدِ افضل لهذا البلد الكبير وشعبه كان يخرج في كل فترة وبنسبة بالرغم من  بالظروف الامنية المرعبة في حينها ليدلي بصوته آملاً فرجاً او إستقامة او تغيراً في النهج السياسي الذي يقود ذلك البلد ولكن لا تغير في الوجوه الفاسدة (اعني السياسي مو الشعب)!.

 

في هذه الدورة ايضاً طالبتُ في كلمة بالإمتناع عن المشاركة وترك السياسي يتناحر مع بعضه ولتبقى صور المرشحين ناشفة على اعمدة الكهرباء (المقطوعة أصلاً) دون شعب يساندهم او يضع يده بيدهم او يثق بهؤلاء الطائفيين المهرجين وها قد فعلها الشعب هذه المرة .. شكراً.

 

إنني شخصياً شاركتُ هذه المرة ولأول مرة في تلك المهزلة لا من اجل الإنتخابات القبيحة ولكن لأسباب شخصية خاصة وأول كلمة ذكرتها للقائميين على المركز الإنتخابي الذي ادليتُ بصوتي فيه كانت: هذه اول مرة اشارك في إنتخابات عراقية وأنا مطرود من بلدي.....

 

لم تتجاوز نسبة المشاركة في هذه المسرحية على 44 بالمائة من الشعب العراقي وهذا يعني اقل من نصف الشعب العراقي شاركو واكثر من النصف الآخر رفض هذه المحاصصة. أما نسبة المشاركة الخارجية فلم تصل الى عشرون بالمائة. وفي بعض المحافظات لم تصل نسبة المشاركة الى 30 بالمائة (يعني عيب على الذي سيقول نحن حققنا اي نصر)!. هذا إذا علمنا بالطرق الملتوية التي تبعتها بعض الجهات لإرغام الناخب وترعيبه من اجل التصويت للقائمة الفلانية او العلانية، كذلك الإشتباكات التي رافقت العملية في كل من السليمانية وكركوك والنجف وحلبجة وغيرها. أما المناطيق الريفية والاقضية الصغيرة فتكون اغلب الصناديق جاهزة قبل فترة الإنتخابات، اي ربع الاصوات ستكون مزورة بشكل مسبق (يعني حتى في هذه تضكون على شعبكم)...

 

لماذا قاطع الشعب العراقي هذه الإنتخابات بالرغم من استبداد الامن بشكل كبير مقارنة بالدورات السابقة؟

 

كان من المفروض ان تكون نسبة المشاركة اكبر بكثير من الدورات السابقة وخاصة بعد زوال الخطر الداعشي (معقولة كانوا يشاركون في الدورات السابقة من اجل عيونه! بس راح الداعش وجاء محله الحشد) ! إذا لماذا هذه المقاطعة او المشاركة الهزيلة؟

 

استنبط اغلب الشعب العراقي بالمسرحية القائمة وهي مسرحية تدوير السلطة لا اكثر ولا اقل ! يخرج العلاوي فيأتي الجعفري، يرحل الجعفري فيحل محله المالكي (قائد الموصل والسبايكر) ، يسافر المالكي في سفرة مؤقة فينوب عنه العبادي! يزعل العبادي فيجلس محلهُ الصدري وهكذا على التوالي وكأنها دورة حلزونية شيعية بغطاء ايراني! . والسنة يتراوحون بين هذا وذاك وتتغير الأوجه بين الحين والآخر ولكن الإتجاه والطريق يبقى هو هو لا تغيير. أما الاكراد فيُغيرون رئيس الجمهورية من شخص لا يكش الى آخر لا ينش (فرحانيين) ...... اما باقي الكُتل السياسية والكوتات العشائرية فحلمها أن يكون لها كُرسي في ذلك البناء الاهوج وهي قمة الإنتصار الذي يحلمون به.

 

يعني شنو حكومة محاصصة او على أساس حُجم الطائفة؟ هل كُنتم تعتقدون بأنكم كُنت ستقدرون على الإستمرار في الضحك على عقول المواطن بهذه المسرحية الى مالا نهاية؟ (رئيس الجمهورية كوردي، رئيس الوزراء يجب ان يكون شيعي، رئيس البرلمان سني، وزير الدفاع صدري، وزير الداخلية حشدي إيراني، وزير النفط حرامي (اقصد تياري) ، وزير التعليم يجب ان يكون إمامي، وزير البيئة مسيحي (لأنه لم تبقى هناك اصلاً اي بيئة حتى النخيل تم بيعه لأصفهان)! 

 

هذه المسرحية المُخجلة متواجدة على ارض بلاد النهرين والسومريون  والأكدين والبابليين  فقط. الحشد الشعبي شكل حزب وتيار إيراني جديد! الشيوعيين ولمعرفتهم بعدم القدرة على أي تغير  في حضور هذه المحاصصات المقيتة إندمجوا مع التيار الصدري (يعني هاي وين صايرة غير في العراق) ! الأحزاب الصغيرة المعتدلة والتي تدعوا الى حكومة ونظام ديمقراطي علماني بسبب عجزهم مقارعة تلك الملالي المحاصصية فقدوا حتى تلك المبادىء والقيم واضطروا للإنبطاح تحت تيارات صدرية او حشدية او شيعية او سنية (يعني مذهبية طائفية) . اما الكوتات الصغيرة (صغيرة جداً) فبدأت هي الاخرى تترك اربعة او خمسة مواطنين مؤيدين لها وبدأت تدخل في تيارات وقوائم غريبة لها وفي كل شيء من اجل كُرسي يجلس عليه ولكن تحت الطائفة المحاصصية التي شفطتهُ تحتها. المستقل المسكين بدأ يركض ويركض والى الآن لا يعي أين خط النهاية ومن شدة الارهاق والتعب وعدم رؤيته لخط النهاية عاد الى ومن حيث قدِمَ . هذا بالإضافة الى الإنقسامات العشائرية والقبائلية والطائفية والنهجية والفكرية التي تشق صفوف الحزب المذهبي الواحد نفسه (السنة لهم خمسون حزب لوحدهم)!!

 

بالرغم من إن الشعب لا يقرأ ويسمع ما نقوله ونطالب به إلا انه ادرك واستوعب  هذه المسرحية المقرفة لهذا فقد رفسها وسيرفسها اكثر في الدورة القادمة (اتمنى ذلك).

 

ماهو المطلوب إذاً ؟

سنقولها للتيارات الطائفية والأحزاب المحاصصية وللقوائم الحشدية المذهبية  عليكم نبذ اسمائكم هذه ومن قِبلكم قبل أن ينبذها الشعب بشكل نهائي. عليكم أن تدركوا بأنكم وفي إلحاحكم على هذا النهج التدميري تسيرون في طريق الحرب الاهلية والإقتتال الطائفي.

 

يجب أن تعوا بان النهاية قد تتحول الى حرب طائفية تقسيمية تدميرية تعود بالعراق الى قرون وقرون للخلف (اي مو هو ناقص رجوع). هذه المسألة علمية ولا مفر منها. لا يمكن ان تتجنبوا في النهاية ذلك المصير إن اصريتم على المحاصصة والطائفية والمذهبية العنصرية الحاقدة للآخر.

 

إذاً لم يبقى لكم غير طريق خلاص واحد إلا وهو طرد كل الاحزاب الطائفية والحشدية والمحاصصية المقيتة وبناء احزاب قانونية مدنية لا علاقة لها بالكوفية والعكال (اقصد العمامة والمَسبحة). احزاب يقودها علمانيون من العلماء والفلاسة والدكاترة القانونيين والمختصين المدنيين ويختار الشعب الحزب او الشخصية المناسبة دون إدخال ذلك الاسم او الحزب داخل البيت المذهبي لا من قريب ولا من بعيد (يعني تخرجوا ومعكم المحصص والمذهبجي والطائفجي والعنصرجي والدينجي من الساحة السياسية تماماً). نقطة.

 

شكلوا احزاب دينية ومحاصصية وطائفية كيفما تريدون وترغبون ولكن  ليكن طريقكم من الجامع او الحسينية او المعبد او الكنيسة الى البيت مباشرة دون حتى التفكير بالحزبية او السياسة.

 

وليخدم الحزب الذي سيختاره الشعب كل العراقي دون اي محاصصة او طائفية او عرقية او مذهبية كما هو حاصل في كل العالم المتقدم (يعني شنو بريطانيا او هولندا او فلندا او النرويج احسن من العراق! يا عيب الشوم)!...

 

صادقاً ونحن نعيش في الغرب نتعامل مع المواطن الغربي بشكل يومي فلا يصل هذا المواطن السويسري او الدانمركي او الفرنسي او الامريكي الى ربع ربع واقل من ربع ثقافة وعلم المواطن العراقي ولكن بالنسبة الى السياسة هي بالعكس تماماً..

 

لم يُدمر الشعب العراقي (ليش بس العراقي! على اساس الباقيين احسن حال) ويقضي على بلدنا غير السياسي الطائفي (لا وهسة زاد عليه المحاصصي والشعبي والبيتي)! . نقطة.

 

الخلاصة : لا خلاص لكم ولا عيش هانيء لشعبكم ولا امل لكم في التقدم والتطور والعيش الكريم غير ما ذكرناه لكم!! وإذا ما استمريتم في هذه المهزة القبيحة الإجرامية وحان وقت الدورة  القادمة وأنتم في هذا التخلف العنصري وهذا الفساد وذلك النهب لخيرات العراق سوف تقل المشاركة الى اربعة بالمئة فقط (المتسابقة العراقية (دموع) الفائزة في برنامج احلى صوت قدمت للعراق اكثر مما قدمتموه جميعاً طوال خمسة عشرة عاماً).

 

أتمنى أن لا تنتظروا نتائج حرب قد تكون قادمة في المنطقة ومن ثم تخلعوا عيائة التبعية ، عليكم خلعها الآن او تركها للإستخدام الداخلي فقط (بين الجامع والكنيسة والبيت فقط). وصْدقُنا من وراء القصد...

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر!!

 

نيسان سمو الهوزي 13/05/2018