اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا تكون طاولة السيد البطريرك مستطيلة وليست دائرية!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب

لماذا تكون طاولة السيد البطريرك مستطيلة وليست دائرية!

نيسان سمو

 

فترة ما بعد السقوط كانت ولازالت من افضل الفترات التي مرت على السياسي  ورَجل الدين وحتى على المواقع والمنابر الكِتابية. فقد ازدهرت الكثير من تلك المواقع ودخلت العالمية بفضل التناقض الذي دخل اليه الكُتاب الجُدد. فقد ظهر كُتاب وهم لا يجيدون حتى القراءة بالشكل الصحيح (من أمثالي) وأفرزت تلك المنابر أكاديميين وعلماء إجتماع وفلاسفة وباحثين في التاريخ (لا بل حتى عباقرة في التنقيب التاريخي) وعلماء فيزياء وناقدين من الدرجة الفوق السوطية وسَيكلوجيين عالميين واعظمنا كان دوره لايزيد قبل السقوط عن التصفيق والتهليل (إذا مات الثور كثرت العبقرية)..

 

اغلب المعنيين لهذا اليوم هُم مدعيين الثقافة ولكنهم في نفس الوقت مؤمنين بالوهميات المختلفة (ارضية كانت او فوق الطبيعية). إن اخطر ما على الشعوب هُم هؤلاء المدعيين بالثقافة والمؤمنيين بالخرافات المختلفة. هؤلاء يمصون دماء الشعوب (من حيث الدراية او عدمها) وذلك بتركيعاتهم تحت اقدام السياسي ورَجل الدين ساحبين أرجل الفقير الى تلك المصيدة.

 

المؤمن الفقير عندما يعتبر  الكاتب (المثقف الإيماني) بالقدوة يضع كل  بيضه في سلته وهو لا يدرك او يعي بأن الخطر الاعظم عليه هو ذلك المتعلم والمتخلف في نفس الوقت.

 

هؤلاء القوم الجدد يلعبون لعبة (أَضحك عليك اضحك عليّ) متوسطين بين رجل الدين والسياسي من جهه والفقير من الثانية ماسحين أرجل الشيخ بوجوههم المقرفة ولاعبين بذيلهم للسياسي ساحبين معهم الفقير البسيط من حفرة الى نُكرة. الامثلة لا تعد ولا تحصى وعلى مدار الخمسة عشرة عاماً خلت. وآخرها مسألة العشاء الذي لم يحضره النائب الآشوري (يعني لو جان حضر كانت قد انتهت كل مشاكل الشرق الاوسط) وظهور طاولة العشاء بشكل مستطيل يترأسها البطريرك ساكو (اي صُدك هي ليش مستطيلة وليست دأئرية! على الاقل سوف لا نعلم مَن هو في الصدر او في القاع وبذلك تنقطع الإنتقادات التي تقول إنه يحب الظهور وهو جالس في الصدر).

 

منذ السقوط ويُدخلون المثقفين (المؤمنين) رأس الفقير في تلك المتاهات واهمين له بأنهم قد مسكوا الذئب من وسطه (الذيل يبقى في مرة اخرى).

 

نفس اللعبة يرقص عليها رجل الدين. ففي كل مناسبة وغير مناسبة هناك قصة تافهه او قول او تصريح او جملة تخرج من هنا وهناك لهذا الحاقد او المعارض او المتطفل فيدخلون اللعب عليها واهمين البسيط المتواضع بأنهم يُضحون من اجل مستقبله!.

 

نفس العملية يقوم بها السياسي الذي انتفخت جيوبه وحتى جيوب اقربائه في الخارج وعلى نفس الفقير مدعيين بأنهم ساهرين على راحته وهو لم ينام منذ السقوط من شدة التيار الكهربائي والمياه النقية التي تصل الى فراشه. الاثنين يلعبون نفس اللعبة ولكن لكل واحد طريقته واسلوبه الذي قد يختلف شكلاً ولكن يبقى المضمون هو نفسه (الفقير تحت الاقدام وعليه بالتالي دفع فاتورة الكهرباء وإن كانت مسروقة عنه).

 

منذ سقوط القسطنطينية والى يومنا هذا يدخل المواطن من مصيبة الى بلاء ومن فاجعة الى واقعة وليس المستفيد الوحيد غير رجل الدين الذين يتربع وبكل انواع واشكاله على كُرسيهِ المدور والسياسي الذي نقل كل ثروة العراق للخارج وبعض الذين ارتقوا وحسب إعتقادهم الى مراتب الكُتاب والاكاديميين وعلماء الاجتماع وفلاسفة في التاريخ وغيرها من التسميات المقرفة (يعني ماذا سنفعل بالتاريخ إذا مات الإنسان)!

 

منذ الإنهيار والى يوم امس ليس للفقير غير إنتظار فرصه الهروب والإفلات من قبضه هؤلاء اللاعبين ولم يدفع غيره ثمن ذلك الإنتظار! . نصفه قُتِل وربعه تشرد في خلاء الدول المجاورة والباقيين ينامون وهُم يحلمون برغيف خُبز او قطعة ثلج لتبريد ماء المعنيين الوسخ. والدليل العلمي على صحة ما نقوله اليوم هو إنه لم يتعرض شعب بعد التحرر الى مآساة كما أصاب الشعب العراقي وجَم هذا لم يحرك شعرة واحدة من شعر السياسي الوقح ولا حتى شيوخهم الدينية وكل هذا بفضل الكُتاب الذين يُرقصون الشعب بخرافاتهم الوهمية وذلك بإضاءة شمعه تحت اقدام هذا المجرم او ذلك السياسي او في معبد رجُل الدين. هؤلاء كان دورهم ابشع بكثير من دور الإرهابي نفسه.

 

رحلت مآساة السبايكر والسنجار والفلوجة وقتل وتشريد الاقليات الصغيرة وتدمير اغلب المدن العراقية وجوع اغلب الشعب العراقي وإنقطاع الماء والكهرباء والخدمات الصحية ونهب معظم ثرواته تحت اقدام الكاتب الذي يُغطي ويُهلهل والمجرم الذي ينهب.

 

لازال الكثير من هؤلاء المعنيين يكتبون ويهللون ويرقصون تحت كل واقعة حقيرة كانت أم دنيئة والمواطن يترنح من حفرة الى نُكرة ورجل الدين يرقص على كرسيهِ والسياسي لا يتمنى افضل من هذه المسرحية واللعنة على الفقير والبسيط والمواطن الجوعان  واللعنة اكثر على الذين يكتبون ضد مصلحة ذلك الفقير.

 

مع كل التقدير والاحترام للقلة من الذين يملكون ضميراً نقياً وقلماً نظيفاً ويكتبون لصالح العام وليس للطائفية او العنصرية والذين لم يسخروا اقلامهم لخدمة المنافقين والدجالين. 

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر!

 

نيسان سمو الهوزي 02/10/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.