اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نَقدْ إسلوب رجال الدين والسياسيون والحكومات وتوابعهم!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

نَقدْ إسلوب رجال الدين والسياسيون والحكومات وتوابعهم!

نيسان سمو

 

النقد هو أيضاً وراثة توارثه الانسان منذ القدم. وكما مرت الانسانية والبشرية بأطوار متحركة ومتغيرة عبر مَر العصور تَنَقَل النقد أيضاً مع تلك المتغيرات! سنحاول ان نختصر قدر الإمكان.

 

في عصورنا القريبة والتي نستطيع ان نسميها قبل الميلاد بقليل او بعده، حضر النقد وبشكل كبير في هذا التاريخ والى يومنا هذا. والنقد اختلف وعلى مر العصور وحسب الظرف والمكان والأشخاص والاحداث وووووو الخ. فمنهم من انتقد الأساطير الدينية (قبل التوحيد مو بعدها) ومنهم من انتقد القائد العظيم او الأسطورة التاريخية او القياصرة نزولاً وعبر مدرجات تصل الى نقد ابسط الأمور والشخصيات والاحداث المختلفة!

 

في كل المراحل والازمان كان المنتقد عَدُوٍ لدود للمنتقد وبمختلف المراحل والمواقف والشخصيات. وفِي نفس الوقت كان نهاية اغلب المنتقدين المقاصل وتعليق الاجساد وقطع الرقاب والموت في الزنزانات وسجون المنتقدين. لا يمكن لنا حصر تلك الأحداث الدموية ولكن الجميع قد قرأ الكثير عن تلك الحالات! فهل يا ترى كان كل الناقدين مخطئين ومُجرمين وكل المنتقدين على حق!

 

الآلاف من الدكتاتوريين والقياصرة ورجال الدين نحروا وفصلوا رؤوس منتقديهم من اجسادهم، ولكن التاريخ لازال يُخَلّد هؤلاء الناحرين، ولَم يصل إلينا الكثير من الذين تجرأوا وانتقدوا والذين فتحوا الطريق للإنسانية جمعاء (كاتوا يُفنوا عن بكرة أبيهم! لا هاي عراقية بحتة). لهذا يجب علينا جميعاً ان نعي بأن هيئة العالم كانت ستكون مغايرة ولا تختلف عن مرحلة العصور الوسطى أو ابشع الى وقتنا هذا، إن لم يظهر ويعارض وينتقد بعض الشجعان (مومثلنا خفافيش) ، فالبشرية مدينة لهم بالكثير والكثير. نقطة.

 

لنختصر الكثير من الأحداث والتواريخ والأمثلة لنصل الى وقتنا الآني، اليوم الذي انتشرت فيه الحرية والديمقراطية وعصر الانتقاد المفتوح ( طبعاً في بعض الأجزاء المتخلفة من العالم لازال النقد في مراحلهِ الوسطى (لم يَنفُذ منتقد واحد).

 

كل الحكومات والأحزاب ورجال السياسة والدين الحاليين يتمنون ويطلبون النقد الوسطي الهامشي الغير المؤثر (انتقد بَس بْشويش). فهو وقود استمراريتهم  وتواصلهم وبقائهم في مراكزهم المقدسة. هو افضل هدية تقدم لهم من اجل  الاستمرارية والهيمنة المستمرة محوّلين ذلك النقد الوسطي الغير القادر على التغير الحقيقي الى سلاح ديمقراطي وليبرالي وبمختلف الاصعدة من السيطرة على العقول وبالتالي على المجتمع. إننا منتقدون ولنا معارضون واعداء ولكننا ديمقراطيون في تعاملنا مع الشعب والمنتقد. حتى في بعض الدول الدكتاتورية، يطلبون ذلك علناً من بعض الجهات والوسائل المعارضة لإنتقادهم ولكن بشكل وسطي خفيف كي يخلقوا لهم منافسين وهميين وبالتالي يستخدمون ذلك النقد الهش في ديمومتهم واستمراريتهم. سوف لا ندخل في تفاصيل ذلك ولكن لنا الأمثلة في اغلب الدول العربية والإسلامية الحالية يسمحون بذلك لا بل يطلبون ذلك وبالإسماء والشخصيات وفِي احيانا اخرى يُسَمَونَ بأنفسهم الجهات التي يجب ان تَنتقد (كلامي واضح ولا يحتاج اي بحث او اجتهاد او انتقاد).

 

متى يكون النقد خطر ومزعج ومربك وغير مستغاث ومرفوض تماماً عندما يدخل طور الحقيقة. الطور الذي يكشف وبشفافية أفخاذ وخلاعة المنتقد. هنا يتحول المنتقد الى اصله ويعود الى خْبثهُ وإجراميتهُ وكراهيته للحقيقة، فيقوم بإستخدام كل وسائل القمع والترهيب، ومنها القتل والنحر والقمع والتعقيل والترهيب والتصفيات الجسدية والنفي ووووالخ.

 

الكل يعلم بأن اغلب المعارضين والمنتقدين وبالأخص الشرقيين والإسلاميين في القرن الماضي والحاضر قضوا نحوبهم اما بطريقة النحر المباشر او الزنزانات والمعتقلات او بطرق خبيثة مختلفة. هذا الوضع المرعب والإجرامي أغلبنا حاضرون وشاهدون لفصول مختلفة منه. عندما تنتقد وبشكل حقيقي وصادق السياسي يتم خنق حنجرتك واتهامك بالخيانة والعمالة وأقرب شيء يحضر في اذهنانهم هو تصفيه جسدك (والجماعه لا يقصرون مشكورين في ذلك) . واذا ما انتقدت بعض الحكومات العربية والإسلامية وحتى بعض الحكومات الاخرى المختلفة يكون عليك قد تحصنت في غابات الأمازون او كهوف الهمالايا وإلا طالتك العصى السحرية (الباقي سأتركه لمخيلتكم) . وأما اذا ما انتقد طقس ديني او أسطورة قديمة او تراث أكله الدهر ولكن فعال الى الان على رقبة البعض او رفضت فكرة معينة توارثتها الأجيال عبر نفس الأسطورة او اذا اقتربت من القدسية التي غَلّفَ وحَصّنَ رجل الدين نفسهُ بها او تعاليم اي كتاب (حتى لو كان لألف ليلة وليلة) فستقترب منك الملائكة وهي حاملة لافتة منقوش عليها حضرنا اليوم لسحب دمك المهدور. لا والاغرب في هذا القسم فإن ذلك الباب له اتباع على هيئة كومبارسات يلعنوك ويتهمونك بالفستقة والزندقة الحلبية حتى قبل ان يشعر المنتقد نسفه بكَ وبنقدكَ (يا عمي هسة انتو شنو حمى حمامكم)! كل المُهْرجين والكومبارسات (هسة سامي راح يقول هي كومبارسيين) الدنيوية التابعة لذلك القسم يتقدسون اوتوماتيكياً ويتسلحون بخناجر القُدسية طالبين تَذَوّق رائحة دمك المهدور (في اغلب الاحيان لا يشعر المنتقد بأي نقد او إحراج او حتى لا ينظر اليه، لأنه يعي مسبقاً بأن هناك من الكومبارسات او المأجورين والفهلوين المنتفعين سيُدافعون ويرافعون عنه دون حتى تدخله او مطالبته بذلك)! نُزهاء وصادقين وشرفاء بالفطرة!....

 

تجاوزتَ الحدود، عَبرْتَ السدود، طَفَرتَ الموانيء، تَخطيت الحواجز، دَغْدَغت مشاعرنا البريئة، ايقضتنا من فراشنا (قبل ان ننظف أسنانُنا او حتى قبل ان نَحُدّها) ، إقتربت من شُباكنا المقدس، لمست مَخَدَتُنا العظيمة، بَلْبَطة تراثنا  الديني، خَدَشْتَ طقوسنا الأسطورية النارية، وهَلُما جر من هذه الشعارات. والمصيبة الكبرى إن الاغلب يعطي الحق لهؤلاء المؤمنين الكومبارس حتى قبل ان يتدخل او يقرأ رجل الدين نفسه ذلك الانتقاد (الذي هو التصحيح) . فهو لا يحتاج حتى الظهور على المسرح او قاعة المحكمة لعلمهم المسبق بالدور الذي سيلعبه الكومبارس نيابة عنه! يَتهُمك المجتمع، يَبْتعد عنك الشعب، يَلعَنَكَ القريب قبل البعيد، يَطرُدك الولد قبل الأم (احنا بلاشيء في الحجر وصرنا بلوه عليهم)، تضحى منبوذاً اجتماعياً وجماهيرياً عند الجماعة وعندما تلتقي فرداً تكون انت الشجاع العادل والمنقذ (واحد يجي يفسرلي هاي المعادلة)!

 

القدسية والكومبارسية الفارسية تكون ضدك وهي جماعه، ومعك عندما تنفرد انفراداً مع نفس الكومبارس! هل رأيتم نفاقاً ودجلاً وخُبثاً اكثر من هذا!

 

لِنَختَتِم بالآتي! لماذا انت خائف من النقد الحقيقي إذا دنى و لامسَ العمق الداخلي اذا كنت واثقاً من نفسك او سياستك او حكومتك او حزبك او قدسيتك او إيمانك او طقوسكَ! لماذا ترتعُب وترتجف اذا كنت عادلاً وصادقاً! لماذا تهاجم وتناطح وتضرب وتهدد اذا كنت حقانياً!

 

هو سؤال تقليدي بسيط ولكن يجب الإجابة عليه أولاً. انا الكومبارس الضعيف البسيط أهز عرشك التاريخي والأسطوري والمتسلح بكل سيوف الملائكة الذين يحموك وملايين الكتب والآيات وكل صفحات التاريخ ومليارات من رجال الدين وكومبارساتهم فلماذا هذا الرعب وهذا الهجوم والهجوم المعاكس! وهنا الكومبارس الهزيل الذي لا يملك غير كلمة والذي يعتقد بِصُدقيتها (طبعاً هنا المقصود هو  المنتقد الحقيقي والشجاع، وليس شخص معين لا تفهمونني بالمقلوب)!

 

 

 

فَلِينتقدني كل الجمهور (والله افرح اكثر) ولِيُعاديني كل العالم (بس بالقلم طبعاً) فوالله لا يهزون شعرة من رأسي (لأنه أصلاً باقية واحدة ملصوقة) ! حتى اذا ما تحركت هذه الشعرة الملصوقة إهتزَ عْرشكَ وارتجفت عيونك واهتز مقامك وتَخَبّط تاريخك واسطورتك.  قالها ناقد شجاع ( بَس بعدين ضاع واختفى).

 

هل بهذا الأسلوب الهش ستُكمِل حياتك ومسيرتك! هل بهذا الاهتزاز والرُعب من تحرك اي شعرة هذيلة  ستحمي نفسك! الحق والحق أقول لكم بأن إيمانكم ضعيف  (قالها السيد المسيح). 

 

خلاصة مهمة: أقول لكل الكومباريسيين: يا اخي هذا المعتقد وهذا المذهب وهذا التاريخ ولا أنسى تلك الأسطورة تواجدت عبر ألاف القرون ولكل البشر ولمختلف ألوانهم وطوائفهم وإصباغهم وعروقهم  وهي ليست حصراً لك او لي، فلا يحق لي او لك ان نهاجم او نعادي او نحارب من اختلف في التقدير والتفسير. كل شخص مسؤول عن تصرفاته امام ربه وليس أمامك، فلا تجعل نفسك نيابةً او دياناً عنه ( انت فرد من الأفراد لا اكثر ولا اقل).

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة ان تتطور وتتقدم دون قبول النقد ( يعني التصحيح ) !

 

نيسان سمو 24/04/2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.