كـتـاب ألموقع

ليس كُل الكلابِ كِلابٌ!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

ليس كُل الكلابِ كِلابٌ!

نيسان سمو

 

اليوم سنترك البشر ونتحدث قليلاً عن عالم الحيوان ( طبعاً هناك فرق بَس ما أعرفهُ بالضبط ) ! 

 

يُقال والعهد على الرواي بأن في يومٍ مشمسٍ مرت كاروان سارية بجانب قرية صغيرة على قارعة الطريق ، شعرت كلاب القرية برائحة غريبة ونهيق الحميروصهيل الأحصنة وروث الابقار فهبت لمهاجمه الغُرباء . اقتربت الكلاب لمسافة لا تقل عن خمسون متراً وبقت تهز في ذيولها وهي تنبح على الكروان من تلك المسافة . إلا كلبُ يافعاً هاجم الكروان بكل جرئتاً وقوة ، وكان يدخل بين صفوف الكاروان تارتاً وقاطعاً لصفوفهم أُخرتاً  . لم يتوقف الكلب من مهاجمه الكاروان وشق صفوفها ذهاباً وإياباً ولفترة ليست بالقصيرة ولوحده بينما الكلاب الباقية ذو الرؤوس الكبيرة والتي كانت تتسيد كلاب القرية بقت في تلك المسافة البعيدة تعوي وتهز ذيولها دون ان يكترث احدهم لذلك الهز . استمر الكلب الفتي بشق صفوف الكاروان يميناً ويساراً وبكل شجاعة ، حتى الكلاب التي كانت تُرافق القافلة لم تتجرأ في الوقوف بوجه الشرس لا بل أحياناً كانت تختبأ بين سيقان البغال  . استغرب كبير  قوم الكاروان من شجاعة وبسالة ذلك الكلب الفتي والذي إختلفت شجاعتة عن كل الكلاب المذعورة الاخرى . امر بالكاروان بالتوقف ونظر الى بعض الفتيان من اهل القرية وهم يشاهدون ما يقوم به الكلب الشجاع ، نادا لهم ، هرب ثلاثة فتيان منهم ليقتربوا من قائد الكاروان فسألهم : أيها الفتيه ، هل تعلمون لمن يعود هذا الكلب الشجاع ! ردوا نعم يا سيدي ، فهو لراعي القرية وهذا الكوخ  الحقير  الصغير في طرف  القرية لصاحب الكلب . 

 

هل لكم يا فتيان ان تنادون لي صاحب الكلب ! نعم يا سيدي ، هرع احدهم ونادى لراعي القرية صاحب الكلب ، قال له الشيخ انا اشتريت كلبك بمبلغ مائة درهم فهل بْعتَهُ لي ! 

 

جن جنون الفقير ، فمائة درهم كانت كنز لم يحلم به احد من اهل القرية ، نعم وافقتُ سيدي الكريم ، امر بإعطائه المبلغ وطلب من افراد كاروانه بمعالجة مسألة إستصحاب الكلب  معهم  . 

 

لم يتمالك احد افراد الكاروان على دفع هذا المبلغ الكبير ثمن كلب يافع ، سأل كبير قافلته ، يا سيدي ماذا جرى ولماذا هذا المبلغ العظيم كثمن لكلب صغير ! 

 

رد الكبير : هل رأيت الكلاب الباقية كيف كانت تعوي من بعيد البعيد ! هذه تسمى كلاب العوي بينما هذا الفتى دافع ولوحده  وبشراسة عن اصحابه واهل قريته فهو ليس كالكلاب الباقية ! هذا كلب حقيقي يستحق وزنه ذهباً . هناك كلاب صادقة ووفيه وهناك مَن هو للعوي وهز الذيل فقط . 

 

ومنذ ذلك اليوم قالوا : ليست كل الكلابِ كلابٌ !

 

لا فائدة ولا منفعة من عَوي الكلاب دون البدأ من نقطة الصفر ! 

 

نيسان سمو 27/02/2021