اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي (22)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 عرض صفحة الكاتب

الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي (22)

محمد الحنفي

المغرب

 

(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

قرءان كريم

 (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

قرءان كريم

انسياق الحكام الأعراب وراء الأهواء مصدر تخلفهم:....1

 

ولعل تمكن الحكام الأعراب، من رقاب شعوب المؤمنين بالدين الإسلامي، وغير المؤمنين به، سواء كانوا عربا، أو غير عرب، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ومن ريع الأرض، يجعلهم يملكون الأرض، ومن عليها، وما في باطنها، ويعتقدون أنهم صاروا يشكلون الحقيقة المطلقة، التي تمكنهم من طلب المتعة في هذه الدنيا، قبل الآخرة. وهو ما يعني: أن الحكام الأعراب، يستغرقون في طلب الملذات، بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت.

 

ومن ملذات الحياة الدنيا: بناء القصور، مهما كلف بناؤها، وبأنماط مختلفة عن القصور القديمة، أو المتهالكة، التي لا تستجيب لذوق الأعراب، حتى يتميزوا في قصورهم، عن جميع الحكام: قديمهم، وحديثهم، وبآخر صيحة من الديكور، الذي يكلف كثيرا.

 

ومن ملذات الحياة الدنيا، أن تصير تلك القصور عامرة بالخدم، والحشم، وغيرهم من من المخلصين، الذين لا قدرة لهم على الميل إلى النساء، في تلك القصور، ومن تقدم عليهن، من كل فج عميق، ومن مختلف أرجاء الأرض، حتى يصرن رهن إشارة الحكام الأعراب، الذين يستغرقون في المتعة، إلى مالا نهايةن محولين ما ورد في سورة الواقعة، عن أصحاب اليمين يوم القيامة:

 

(وأصحاب اليمين، ما أصحاب اليمين، في سدر مخضوض، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إن أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين، ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين)

 

إلى الحياة الدنيا، وكأن الحياة الدنيا، لا تعقبها حياة أخرى، أو كأنها قائمة أبد الدهر، لا تزول، وكأن يوم الحساب، والعقاب، غير وارد أبدا، وكأن ارتكاب الجرائم في حق البشر، من أجل تحقيق المتعة الزائدة، غير خاضع للحساب يوم القيامة؛ لإنها شريعة الأعراب، التي لا تعدلها أية شريعة في هذا الكون. إنهم يقومون بإنتاج الرذيلة، في الوقت الذي يدعون فيه أنهم يحمون الدين الإسلامي، ويعملون على نشر الرذيلة، في الوقت الذي يدعون فيه أنهم ينشرون الدين الإسلامي، وينشئون أوكار الرذيلة، في جميع أنحاء العالم، وخاصة في بلدان المسلمين، وفي بلدان الغرب الرأسمالي المتوحش، في الوقت الذي يعملون فيه على بناء المساجد، كمعالم، في كل أرجاء العالم، وينخرطون، بشكل جماعي، في ممارسة الرذيلة، في الوقت الذي يتظاهرون فيه، بحرصهم عل ما جاء به الدين الإسلامي، من قيم نبيلة، لا يأتيها الباطل من بين يديها، ولا من خلفها، ويبذرون ثروات شعوبهم، الآتية من ريع الأرض، على ممارسة الخبث، والرذيلة، مع ادعاء الحرص على المحافظة على ثروات الشعوب، ويقومون بفرض ما جاء في القرءان الكريم من قواعد، وردت لتنظيم مجتمع المدينة، في عهد الرسول، في الوقت الذي يدعون فيه: أنهم يعملون على حماية ما جاء به الدين الإسلامي، وخاصة في القرءان، وما ثبتت صحته من أحاديث.

 

أليس الأعراب أعرابا؟

هل يمكن أن يكون الأعراب شيئا آخر غير الأعراب؟

أليس موقف القرءان من الأعراب:

(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

واضحا، وضوح الشمس في كبد السماء، ولا يحتاج إلى تأويل معين؟

ألم يرد في القرءان:

(قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولو أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)؟

فلماذا نتعامل مع الحكام الأعراب، على أنهم يؤمنون بالدين الإسلامي؟

لماذا لا نتعامل معهم، انطلاقا من منطوق القرءان؟

ألم يدعو أنهم مسلمون بدون إيمان بالدين الإسلامي، الذي يوظفونه في الأمور الأيديولوجية، والسياسية؟

ألا نعتبر أن أدلجة الدين الإسلامي ابتدأت واستمرت على أيدي الأعراب، إلى ما لا نهاية، ما دام هناك إسلام، وما دامت أدلجته ممكنة؟

أليست الشعوب التي يروج لها، المنخدعة بخطابات الأعراب، عن طريق وسائل الإعلام السمعية/ البصرية، والمقروءة، والإلكترونية، هي التي تحتضن هذه الخطابات، أملا في الدخول إلى الجنة، من أجل التمتع بالحور العين، يوم القيامة، في الوقت الذي يتمتع فيه الأعراب، بالحور العين في الحياة الدنيا؟

 

ألا تتحمل الشعوب المنخدعة بخطابات الأعراب، المروج له عبر وسائل الإعلام، مسؤولية تاريخية، في قبول هذه الحسابات، وعدم العمل على إبطال مفعولها، على أرض الواقع، والعمل على محاصرتها، واعتبار كل خطابات أدلجة الدين الإسلامي، محرفة للدين الإسلامي؟

 

أليست مقاومة خطابات أدلجة الدين الإسلامي، فرضا واجبا، على كل المؤمنين بالدين الإسلامي، حتى لا نقول المسلمين؛ لأن مفهوم المسلمين، يشمل الحكام الأعراب؟

 

أليست مقاومة أدلجة الدين الإسلامي، من خلال مقاومة خطابات الأعراب، وسيلة للمحافظة على هوية الدين الإسلامي، كشأن فردي، لا علاقة له لا بالجماعة، ولا بحكم المسلمين، ولا ب (الإسلام هو الحل)، ولا بأي شيء آخر؟

 

أليس الحفاظ على الدين الإسلامي، كشأن فردي، لاتقاء شروط أدلجة الدين الإسلامي، على يد الأعراب؟

 

أليس هم الحكام الأعراب، إقامة الليالي الحمراء، التي تنتهي بإفراغ ما يحملونه في فروج النساء؟

 

فلماذا، إذن، ننخدع بمثل هؤلاء، الذين يمتصون دماءنا، كلما فكرنا في أداء فريضة الحج، كركن من أركان الدين الإسلامي؟

 

1) إن الأعراب، لا يمكن أن يكونوا إلا أعرابا، ولا يمكن أن يكونوا شيئا آخر، غير الأعراب، والبدو لا يمكن أن يكونوا إلا بدوا، ولا يمكن أن يكونوا شيئا آخر، غير البدو.

 

والأعراب، والبدو، متطابقان. والتطابق، لا يعني إلا إنتاج نفس الممارسة البدوية، سواء كانوا أعرابا، أو بدوا. والأصل في الأعراب، هو النزوح من البادية، في اتجاه المدينة، دون التفريط في القيم البدوية، التي يتمسك بها النازحون في اتجاه المدينة، والدفاع عنها، والتمسك بممارستها، مما يجعل الأعراب لا يندمجون، بسهولة، في الممارسة الحضرية، التي تصير بفعل التمسك بقيم البدو، وبممارستهم، كممارسة معاقة، ليصير سكان الحاضرة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تنتج فعلين متناقضين، محكومين: إما بقيم الحاضرة، وإما بقيم البداوة، على مستوى السلوك، وعلى مستوى اللباس، وعلى مستوى استهلاك المواد الغذائية، وعلى مستوى المعاملات، التي يقتضيها التواجد في الحاضرة، الذي يصير غير مختلف، بالنسبة للنازحين عن التواجد في البادية.

 

وحتى تكتسب ممارسة الأعراب شرعية التواجد في الحاضرة، فإنها تتحول، بفعل أدلجة الدين الإسلامي، إلى ممارسة إسلامية، مستمدة من قيم أدلجة الدين الإسلامي، لتصبح المحافظة على البداوة، ممارسة إسلامية، حتى تتأتى الاستمرارية لإنتاج نفس الممارسة، أو إعادة إنتاجها، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى تجديد البداوة، التي تصبح سائدة، في مجتمع يؤمن، معظم أفراده، بالدين الإسلامي، نشأ حضريا، ونما، وتطور حضريا.

 

ومعلوم، أن الدور الذي لعبته أدلجة الدين الإسلامي، في تاريخ المسلمين، لا يمكن أن يكون إلا سلبيا. وسلبيته، آتية من كونه جعل المؤمنين بالدين الإسلامي، يتفرقون إلى شيع، وقبائل من المسلمين، فهؤلاء شيعة علي، وأولئك شيعة معاوية، والآخرون موالون لآل الزبير، ثم الخوارج، وما تفرع عن شيعة علي، وعن الخوارج، ...إلخ، فكأن الدين الإسلامي، وجد ليكون منشطرا إلى شيع، وقبائل، مع العلم، أن كل حزب من الشيعة، والخوارج، والأتباع، يعتبر نفسه هو المسئول عن المحافظة على الدين الإسلامي، كما هو موجود، كما جاء في القرءان.

 

وفي خضم عدد الأدلجات، وتصارعهان حول: من يتكلم باسم الدين الإسلامي، سيبقى الدين الإسلامي مهمشا، بل صار نسيا منسيا، مع تعدد الأحزاب، التي تدعي إسلاميتها، وتوالد هذه الأحزاب، وإنتاج ركام من الأدبيات على يد كل حزب، لتصبح الأدبيات، المعبرة عن حقيقة الدين الإسلامي، مختفية، ومتراجعة إلى الوراء.

 

فما العمل من أجل محاصرة التوجهات الإسلاموية / الأعرابية؟

 

إن الأعراب، لا يمكن أن يكونوا أعرابا، إذا لم ينتهزوا الفرص المواتية. وقابلية النص الديني لتعدد الفهم، وتعدد التأويل، فرصة مواتية، لانتهاز فرص أدلجة الدين الإسلامي، وادعاء احتكار فهمه، وتوجيه ممارسة المؤمنين بالدين الإسلامي، الذين يعتبر غالبيتهم أميين، لا يفكون الرموز، ولا يفهمون، أي شيء، من النص الديني، مما جعل الوصاية على الدين الإسلامي، محتكرة من قبل مؤدلجيه من الأعراب، الذين أصبحوا يتمثلون رجال الدين، في ديانة موسى، وفي ديانة عيسى، أي بمثابة رهبان في الدين الإسلامي، يتحكمون في سلوك المسلمين، ويوجهون، حسب هواهم، مما أدى إلى استعداد كل المنحشرين وراءهم، من المؤمنين الأميين، للموت، من أجل التخلص من كل من خالفهم الرأي، من المؤمنين الحقيقيين بالدين الإسلامي، المدافعين عنه، المستميتين من أجل سيادة الفهم الصحيح للدين الإسلامي.

 

ولذلك، فمواجهة كل التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، والمحرفة له، عبر:

 

ا ـ التمسك بالفهم الصحيح، والأصيل، للدين الإسلامي، باعتباره مصدرا للقيم النبيلة، التي تحض المؤمنين بالدين الإسلامي، على الوقوف ضد التخلف، وضد الفهم غير الصجيج للنص الديني الثابت، وغير المنسوخ، من أجل إثراء القيم النبيلة، المنبعثة من تلك النصوص.

 

ب ـ الالتزام باحترام المعتقدات الأخرى، وخاصة منها السماوية، مادامت لا تنتج في ممارسة الاعتقاد بها، إلا القيم النبيلة. أما إذا كانت تنتج القيم المتخلفة، فإن العمل على تجاوزها، يصبح من باب الأولويات، التي تجعل ما ليس صالحا، للوجود، في ذمة التاريخ. والتاريخ لا يرحم أبدا.

 

ج ـ النضال من أجل فرض دولة الحق، والقانون، باعتبارها دولة علمانية / ديمقراطية، تتساوى في إطارها  المعتقدات المختلفة، بمرجعياتها المختلفة، وصولا إلى أن يقوم كل فرد من أفراد المجتمع، باختيار المعتقد الذي يريده، إن شاء ذلك. وإلا، فإن بقاءه بدون معتقد، يعتبر حقا له، كما جاء في القرءان: (فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر).

 

د ـ ضمان تمتع جميع أفراد المجتمع، بكل الحقوق: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وفي إطار دستور ديمقراطي شعبي، يحكم دولة الحق، والقانون، التي تعتبر ملاذا للمقهورين، والمظلومين، والمحرومين من كل الحقوق.

 

ه ـ منع تأسيس أي حزب، أو أي جمعية، أو أي نقابة، على أساس ديني، وحل جميع الأحزاب، والجمعيات، والنقابات، التي تأسست على هذا الأساس، من منطلق أن ما بني على باطل، يعد باطلا، خاصة، وأن الدين، أي دين، ومنه الدين الإسلامي، هو لمن يؤمن به، من أجل أن يتحلى بقيمه النبيلة، التي لا تلزم إلا المؤمنين به، ولا تلزم المؤمنين بمعتقدات أخرى، وليس لمن يعتمده من الانتهازيين الأعراب، في تأسيس حزب معين؛ لأن اعتمادا من هذا النوع ،يعتبر بمثابة السطو على ما للغير، والذي يسطو على ما للغير، من الأديان، أو من الدين الإسلامي، لا يؤمن بأي دين، بما في ذلك الدين الإسلامي، الذي لا يرى فيه إلا صلاحيته للاعتماد في تأسيس حزب ديني معين، يمكنه من استغلال المؤمنين به، وتجييشهم، إن كانوا قابلين للتجييش، في أفق توظيفهم، من أجل الوصول إلى ممارسة السلطة، باسم الدين الإسلامي، من أجل فرض التضليل، الذي يصبح (شريعة)، يجب تطبيقها ب (أمر من الله)، و (نيابة عنه).

 

و ـ إيجاد هيأة تهتم بأدلجة الدين الإسلامي، تنكب على إبراز مظاهر التحريف، في أدلجة اي دين، وفضح تلك المظاهر، في صفوف المؤمنين بمختلف المعتقدات، الذين عليهم امتلاك الوعي، بخطورة أدلجة أي معتقد من المعتقدات، وخاصة، الدين الإسلامي، حتى يتحملوا مسؤوليتهم، في التصدي للمؤدلجين، المحرفين لمختلف المعتقدات، وإقامة سد أمامهم، حتى لا ينفذوا إلى عمق مجتمع المؤمنين بمعتقد معين.

 

ز ـ إخضاع من يثبت أنه سا هم بشكل، أو بآخر، في تحريف أي معتقد، وخاصة، عندما يتعلق الأمر بالدين الإسلامي، للمحاسبة، والمساءلة، والمحاكمة، باعتباره ممارسا للسطو على المعتقدات، التي هي للمؤمنين بها، وليست لمن يستغلها أيديولوجيا، وسياسيا، من أجل الوصول إلى السلطة، والعمل على محاكمتهم، من أجل ما اقترفوه من سطو على أي معتقد، بما في ذلك الدين الإسلامي، الذي هو لمن يؤمن به، وليس لمن يستغله أيديولوجيا، وسياسيا، واتخاذ ما يجب في حق المؤدلجين.

 

ح ـ تجريم اتباع، أو الانخراط في التوجهات المؤدلجة لأي دين، بما في ذلك الدين الإسلامي؛ لأن الانتماء إلى الأحزاب، لا يتم على أساس تدين تلك الأحزاب، بل على أساس الاقتناع بأيديولوجية الطبقة التي يمثلها ذلك الحزب، سواء كانت إقطاعية، أو بورجوازية، أو بورجوازية صغرى، أو عمالية.

 

فالأساس الأيديولوجي، هو المعبر عن المصالح الطبقية، كمحدد للانتماء إلى طبقة معينة، من الطبقات المتصارعة في المجتمع، وبالتالي، فإن الصراع القائم على أساس الانتماء إلى التوجهات المختلفة، المؤدلجة لمختلف الأديان، بما في ذلك الدين الإسلامي، لا يمكن أن تنتج لنا إلا الصراع بين المعتقدات، وبين الطوائف المختلفة؛ لأن كل طائفة لها مصالح معينة، وكل واحدة تريد أن تصل إلى الحكم، باسم الله، على البشر الذين يؤمنون بيوم القيامة، وبالجنة، والنار، وبالحور العين، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، سواء تعلق الأمر بالجنة، أو بالنار، أو بالحور العين، وهو ما تم تصويره في سورة الواقعة:

 

(وأصحاب اليمين، ما أصحاب اليمين، في سدر مخضوض، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكار عربا، أترابا لأصحاب اليمين، ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين، وأصحاب الشمال، ما أصحاب الشمال، في سموم، وحميم، وظل من يحموم، لا بارد، ولا كريم، إنهم كانوا قبل ذلك مترفين، وكانوا يصرون عل الحنث العظيم، وكانوا يقولون أإذا متنا، وكنا ترابا وعظاما...إلخ).

 

وهذا التصوير، يحدد لنا أهداف الصراع بين الطوائف الدينية، مهما كانت هذه الطوائف، إلا أن القادة الذين يديرون الصراع بين الطوائف، لا يهتمون لا بالجنة، ولا بالنار. إنهم يعملون على إدراك ذلك، في الحياة الدنيا، عن طريق الوصول إلى الحكم، واستغلال مختلف الموارد المالية، لتحقيق كل أشكال المتع، والملذات، في هذه الحياة. وما بعد هذه الحياة، يترك للمضللين، الذين يضحون بأنفسهم، من أجل الوصول إلى الجنة، والشروع مباشرة في التمتع بالحور العين، وبكل الخيرات التي حرموا منها في الحياة الدنيا.

 

وعلى خلاف الانخراط في الصراع الطائفي / الطائفي، باعتباره صراعا دينيا / دينيا، لا يسعى الصراع الديني / الديني، إلا إلى تحقيق الأهداف الغيبية، التي لها علاقة بالجنة، أو بالنار، فإن الصراع الطبقي، على عكس ذلك، يجعل كل من ينخرط فيه، يسعى إلى تحقيق أهداف محددة على الأرض، من قبل فرض دستور ديمقراطي شعبي، ومن قبل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي لا تعني إلا التوزيع العادل للثروة، وتقديم مختلف الخدمات، وتمتيع جميع أفراد المجتمع، بكافة الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، في حالة جعل ميزان القوى، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة. أما إذا كان ميزان القوى لصالح الإقطاع، أو البورجوازية، أو لصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، يبقى على ما هو عليه، إلى حين.

 

وانطلاقا مما رأينا، فإن محاصرة التوجهات الأعرابية المؤدلجة للدين الإسلامي، لا تتم إلا بإنتاج ممارسة سليمة، لا تمت بأي صلة لممارسة الأعراب، ولفكرهم، ولأدلجتهم للدين الإسلامي، ولاستغراقهم في تلك الأدلجة، ولجعلها متطرفة، تقف وراء رغبتهم المتواصلة، في التخلص من البشر، من المؤمنين المتمسكين بالدين الإسلامي، في حقيقته، حتى لا يبقى في هذه الحياة، إلا الموالون للأعراب، من مشارق الأرض، ومغاربها، من أجل أن يتفرغ الحكام الأعراب، إلى التمتع بالحياة الدنيا، في الشرق، وفي الغرب، وفي الشمال، وفي الجنوب، وغير ذلك، مما يمكن اعتباره من خير الأمور، كما جاء في الحديث.

 

ولذلك، نجد أن إنتاج الممارسة النقيضة، هو السبيل إلى جعل الأعراب الحكام، يعيدون انظر في فكرهم، وفي ممارستهم، التي يعتقدون: أن الباطل لا يأتيها، لا من بين يديها، ولا من خلفها، مع أن ممارستهم، وفكرهم، وكل ما يصدر عنهم، يعتبر باطلا. ومواجهتهم تقتضي العمل على نفيهم، من واقع البشرية؛ لأنهم يشكلون مصدرا لكل أشكال الفساد، التي تعاني منها البشرية، على وجه الأرض؛ لأن الأعراب (أشد كفرا، ونفاقا، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله). وما داموا أشد كفرا، فإنهم لا يؤمنون بالدين الإسلامي، ولأنهم أشد نفاقا، فهذا النفاق هو الذي جعلهم يدعون الإيمان بالدين الإسلامي، من أجل استغلاله أيديولوجيا، وسياسيا، في أفق تضليل المؤمنين به، وتجييشهم، لتتشكل منهم قنطرة، يمر عليها الأعراب، إلى السيطرة على الحكم، في أي بلد، من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين، من أجل توظيفه  في التمتع بمختلف الملذات.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.