كـتـاب ألموقع

الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي (27)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

عرض صفحة الكاتب

الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي (27)

محمد الحنفي

المغرب

 

(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

قرءان كريم

 (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

قرءان كريم

 

انسياق الحكام الأعراب وراء الأهواء مصدر تخلفهم:....5

12) ويعتبر الحفاظ على الدين الإسلامي، كشأن فردي، أهم وسيلة لانتهاء شروط أدلجة الدين الإسلامي، على يد الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، باعتبارها أعرابية، لا علاقة لها بالإيمان الحقيقي بالدين الإسلامي، اقتداء بالحكام الأعراب، وانطلاقا من الآية الكريمة:

 

(قالت الأعراب آمنا، قل لم تومنوا، ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

 

فالحفاظ على الدين الإسلامي، كشأن فردي، من مسؤولية المؤمنين بالدين الإسلامي، ومن مسؤولية البشرية، ومن مسؤولية كل المناضلين اليساريين، الذين يجب أن يعلنوا مواقفهم الصريحة من التحريف الممنهج، الذي يتعرض له الدين الإسلامي، والتوظيف الممنهج لمضامينه: أيديولوجيا، وسياسيا، حتى يتم القطع مع الخطابات المؤدلجة الدين الإسلامي، ومهما كان مصدرها، والعمل على رفع شعار:

 

(الإرهاب لا يرهبنا، والقتل لا يفنينا، وقافلة تحرير الدين الإسلامي من الأدلجة من واجبنا).

 

من أجل لفت انتباه كل المنخدعين بالخطابات الأيديولوجية، بأنهم لم يعودوا مؤمنين بالدين الإسلامي، ما داموا منساقين وراء الأعراب، في أدلجتهم، وتحريفهم للدين الإسلامي.

 

فبماذا يستعين المؤمن بالدين الإسلامي، للحفاظ على سلامة الدين الإسلامي من الأدلجة، وتحريره منها؟

 

إن الحفاظ على الدين الإسلامي من الأدلجة، وتحريره منها، يقتضي:

ا ـ العمل على التحرر من التفكير الغيبي، الذي هو من خاصيات الله، حتى لا نسقط في ادعاء علم الغيب، الذي يقودنا إلى إيهام المؤمنين بالدين الإسلامي، بأمور لا نستطيع تصورها، ولا نستطيع تحديد سماتها، وملامحها، كما هو الشأن بالنسبة إلى الجنة، والنار، اللذين نكتفي عند حدود ما ورد عنهما في القرءان؛ لأن تجاوزه، يصبح كذبا على الله، وتضليلا للبشر، وخدمة لمصالح الأعراب، المؤدلجين للدين الإسلامي: أحزابا، وتوجهات، ودولا.

 

ب ـ فصل الدين عن السياسة؛ لأن الدين الإسلامي، يستهدف بث القيم الإنسانية النبيلة في المجتمع، بطرق شتى. أما السياسة، فشأن الجماعة الساعية إلى تنظيم الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، انطلاقا من تصور سياسي معين، لا علاقة له بالدين الإسلامي.

 

أما الدين الإسلامي المؤدلج، فيسعى، انطلاقا من تحريفه للدين الإسلامي، إلى ربط الدين المؤدلج بالسياسة، ولا شأن للأفراد بذلك، وما عليهم إلا أن يخضعوا لما يقرره الدين المؤدلج، في الأمور السياسية، التي يتحكم في تقريرها مؤدلجو الدين الإسلامي الأعراب، الذين يوجههم، ويقودهم، ويمولهم الحكام الأعراب، المستفيدون بالدرجة الأولى، من أدلجة الدين الإسلامي.

 

ولذلك، كان الفصل بين الدين، والسياسة، مسألة ضرورية، تفرق بين ما لله، وما للبشر، حينما لا يحاسب عليه الحكام، ولا يحاسبون عليه، كما هو واضح في قوله تعالى:

 (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا).

 

وقوله تعالى:

 (وأمرهم شورى بينهم).

 

من أجل الوصول إلى الفصل الفعلي، بين الدين، الذي هو شأن فردي، وبين الحياة الدنيا، التي يعيش فيها البشر، الذين يحق لهم تقرير ما يناسبهم اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا؛ لأن التفريق بين ما يسميه بعضهم ب: (المقدس)، الذي لا يناقش، و (المدنس)، الذي يلوكه البشر في كل زمان، وفي كل مكان، من أجل تدبير ما يجري في هذه الحياة، حتى تتأتى المحاسبة فيما بين أي جماعة، وبين المسئولين فيها، سعيا إلى تحرير الدين من السياسة،  وتحرير السياسة من الدين.

 

وحتى لا نسقط في تسييس الدين، وتديين السياسة، لأن من مصلحة الشعوب، الفصل بين الدين، والسياسة، ومن مصلحة مؤدلجي الدين الإسلامي، الربط بين الدين، والسياسة، الذين صار عندهم عملة، يتاجرون بها، لتحقيق أهداف محددة، أهمها السيطرة على الشعوب، ونهب خيراتها.

 

ج ـ إقرار دستور ديمقراطي، يفصل بين الدين، والسياسة، ويعتبر أن من يربط بينهما، يرتكب جريمة في حق المؤمنين بالدين الإسلامي، الذي يؤمنون به، ويفصل بين السلطا،ت ويقر حقوق الإنسان، وحقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويعمل على إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، يتم فيها توقيف كل من يستغل الدين الإسلامي، ومن يوزع المال يمينا، وشمالا، من أجل الحصول على الأصوات، ومن يقيم الولائم من أجل ذلك، ويحاكم، ويسحب ترشيحه، حتى لا يصوت الناخبون إلا على من اقتنعوا بالبرنامج الحزبي المعروض في الحملات الانتخابية، التي تجري هنا، أو هناك، وتحميل الدولة المسؤولية عن الانتخابات، مسؤولية ضبط المخالفات المتعلقة باستغلال الدين الإسلامي، وشراء الضمائر، أو حتى باستئجار الشباب، للقيام بالحملات الانتخابية؛ لأن ذلك، يعتبر بمثابة شراء الضمائر، وتنظيم أي انتخابات، لا بد فيه من تحييد الدولة، وأجهزتها المختلفة. وبالتالي: فلا بد من هيأة دستورية، تشرف على إجراء الانتخابات، من بدايتها، إلى نهايتها، طبقا لما هو وارد في الدستور، وفي القوانين الانتخابية المتلائمة مع الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تصير الدولة غير مسؤولية عن الخروقات الانتخابية، وتحميل المسئولية، كامل المسئولية، إلى الهيئات المشرفة على الانتخابات، من بداية التسجيل في اللوائح الانتخابية، إلى إعلان النتائج، من أجل قطع الطريق أمام استغلال الدين الإسلامي، في الانتخابات، وأمام الاتجار في الضمائر المختلفة.

 

د ـ إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وديمقراطية، تحت إشراف هيأة مستقلة، يجرم فيها استغلال الدين في السياسة، والاتجار في الضمائر، وعدم تمتيع جميع أفراد المجتمع بالحقوق، التي تمكنهم من ممارسة حق الاختيار الحر، والنزيهن ويمنع ترويج غير البرامج الانتخابية، لا في الانتخابات الجماعية، ولا في الانتخابات البرلمانية، سواء كان الترشيح باللائحة، أو ترشيحا فرديا؛ لأن إشهار المرشحين الأفراد، أو في إطار اللائحة، يصرف تفكير الناخبين إلى المرشحين كأفراد، أو كوكلاء اللوائح الانتخابية، بدل الانشغال بمضامين البرامج المختلفة، التي تمكن كل حزب بتقديم مشروعه الانتخابين طبقا للقوانين الوطنية، في كل دولة عربية، أو في أي دولة من دول المسلمين، وطبقا لما ورد في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، لقطع الطريق أمام الأحزاب، والتوجهات الأعرابية، الممولة من قبل الحكام الأعراب، حتى لا يصلوا إلى المؤسسات المختلفة، ليشرفوا على استغلالها للدين الإسلامي، وحتى لا يمارسوا سلطة الحكومة باسم الدين الإسلامي.

 

13) وهم الحكام الأعراب، عندما يسافرون إلى أي دولة، بعيدا عن الدولة التي يحكمونها، هو إقامة الليالي الحمراء، التي تتم فيها ممارسة الدعارة الراقية، التي تعد لها القصور الراقية، أو الفيلات الفخمة، على الأقل، والتي يستهلك فيها من الأكل، والشراب، مالا عين رأت، ولا أذن سمعت.

 

والحكام الأعراب، المؤدلجون للدين الإسلامي، يدفعون الأموال الطائلة لكل الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، الممارسة للإرهاب، باعتباره جهادا في سبيل الله، في كل البلاد العربية، التي لا تلتقي مع الأعراب، إلا في الاشتراك في بعض حروف الاسم (العربي)، (الأعراب).

 

والعرب قد يكونون مؤمنين بالدين الإسلامي، وقد يكونون مؤمنين بديانة عيسى، أو بديانة موسى، ما لم تؤدلج. فإذا تمت أدلجتها، سواء تعلق الأمر بالدين الإسلامي، الذي يؤمن أتباعه بكل الديانات السماوية، ما لم تتأدلج، فإذا حرفت بالتأدلج، صار الإيمان بها غير ذي معنى. وهو ما يعني، أيضا، أن الإيمان بأدلجة الدين الإسلامي، غير ذات معنى، ليصبح المؤمنون بأصل الديانات السماوية، قلة، والمؤمنون بالتحريف المترتب عن أدلجة الأديان السماوية، يشكلون الكثرة، ليصير الإيمان بالدين الإسلامي، كما هو، متبخرا، في ظل سيادة أدلجة الدين الإسلامي، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، إذا بقي على أصله.

 

وهذا التضليل، هو الذي يقود إلى الانشغال بسعة الثروات، التي يتصرف فيها الحكام الأعراب، الذين يحكمون شعوبا معينة، بقوة الحديد، والنار، ويقفون وراء تفقيرها، وتجويعها، ويسعون إلى إثقال كواهل الشعوب، بالديون الخارجية، التي تتحول فوائدها إلى استنزاف جزء مهم من ريع الأرض، حتى لا تقوم للبلاد العربية قائمة، في مجالات الصناعات المختلفة، وخاصة منها الأساسية، التي تعتبر أم كل الصناعات، سواء كانت ثقيلة، أو متوسطة، أو خفيفة، بما في ذلك الصناعات التحويلية، والتركيبية، والغذائية، وغيرها، والتي تنجم عن تفعيلها حركة تجارية رائدة: داخلية، وخارجية، وتفرض احترام الدول الصناعية للنهج التنموي؛ ولكنها المنهجية الأعرابية المؤدلجة للدين الإسلامي، التي اختارت أن تعرف الشعوب، التي تحكمها في التخلف، وأن تصرف الكثير من الأموال المقدرة بالملايير، لنشر الظلامية في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي جميع أنحاء العالم، لأن انتشار الظلامية، والاستغراق في التخلف، متلازمان في صفوف المؤمنين بالدين الإسلامي، المضللين بأدلجة الدين الإسلامي، باسم المحافظة على الهوية، التي تحول دون الاندماج في المجتمعات التي تستضيفهم.

 

ونظرا لأن الحكام الأعراب، ومن يدور في فلكهم، لا يهتمون بالتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فإنهم يستغرقون في ارتياد صالات القمار، والخمارات، وأوكار الدعارة الراقية، متمتعين بما لذ، وطاب في هذه الحياة، وترجمة لما ورد في سورة الواقعة:

 

(وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضوض، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء ماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين).

 

ولكن في الحياة الدنيا، وليس يوم القيامة، بعد يوم الحساب، وبعد أن يدخل الجنة من يستحق، كما تشير الآيات الكريمة إلى ذلك.

 

ومعلوم أن الأعراب المؤدلجين للدين الإسلامي، سواء كانوا حكاما أعرابا، أو مقربين من الحكام الأعراب. كلهم يسعون إلى التمتع بالحياة الدنيا، ما داموا يمتلكون السلطة السياسية، أو يسعون إلى التمتع بالحياة الدنيا، ما داموا يمتلكون السلطة السياسية، أو يسعون إلى امتلاكها، وما داموا يحتكرون ثروات الشعوب، أو يسعون إلى احتكارها؛ لأن غاية الأعراب، هي التمتع بملذات الحياة الدنيا.

 

وما عليه الأعراب في هذه الحياة، ومنذ القدم، هو الذي دفع الغزالي في عصره، إلى رفع دعاء:

 

(اللهم اجعلني في الدنيا من أهل اليسار، وفي الآخرة من أهل اليمين).

 

وهو دعاء ينسجم، في نظرنا، مع واقع الأعراب، المؤدلجين للدين الإسلامي، حتى وإن لم نتفق عليه.

 

وفي مقابل تمتع الأعراب بملذات الحياة الدنيا، في كل أرجاء الأرض، وفي مقابل تمتع الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، بملذات الحياة الدنيا، بفضل ما تتلقاه هذه الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، من ريع الأرض، فإن غالبية الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تعاني من التهميش، والفقر المدقع، والأمية، والقهر، من أنظمة الحكام الأعراب، أو من قبل من تصل إلى الحكم من الأحزاب، والتوجهات الأعرابية، المؤدلجة للدين الإسلامي، المدعومة من قبل الحكام الأعراب، بشرط الالتزام بالتوجيهات المكرسة، والمعمقة لأدلجة الدين الإسلامي، إيغالا في تضليل الشعوب المقهورة، والمظلومة، من أجل أن تقر بأن (الإسلام هو الحل)، وبأن (الإسلام دين ودنيا)، وبأن (تطبيق الشريعة الإسلامية، هو الطريق إلى القضاء على المشاكل الآتية من عد،م والالتزام بالدين الإسلامي كما يراه مؤدلجو الدين الإسلامي، وانطلاقا من أدلجتهم له.

 

ومعلوم، أن التضليل الممارس من قبل الحكام الأعراب، ومن قبل الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، يقبر الوعي في فكر، وفي ممارسة كل من يدور في فلك مؤدلجي الدين الإسلامي، لا يأتيه التعبير عن حقيقة الدين الإسلام،ي لا من بين يديه، ولا من خلفه، كما يقولون، مما يجعل الشعوب المقهورة، والمظلومة، تتجيش وراء دول الحكام التي تتجيش وراء دول الحكام الأعراب، ووراء الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، المدعومة من قبل الحكام الأعراب، مما يجعل هذه الجماهير نفسها، تخرج إلى الشارع، ضد الأنظمة غير المؤدلجة للدين الإسلامي، والساعية إلى خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، بقطع النظر عن كونها رأسمالية، أو مدعومة من فبل الرأسمال، أو أنظمة بورجوازية صغرى، تسعى إلى تحقيق تطلعات البورجوازية الصغرى، ولكنها في نفس الوقت، تعمل على جعل الجماهير الشعبية الكادحة تحقق جزءا من طموحاتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية والسياسية.

 

ونظرا لأن أدلجة الدين الإسلامي، تنجز أدلجتها لتضليل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل القبول بشعارات مؤدلجي الدين الإسلامي، فإن العمل من أجل محاربة هذه الأدلجة، والعمل على توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تصبح من أولويات أي حركة، تسعى إلى تحرير الجماهير الشعبية الكادحة، من أسر أدلجة الدين الإسلامي، والانطلاق في أفق معانقة الحرية.