اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟ (4)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

عرض صفحة الكاتب 

هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟ (4)

محمد الحنفي

المغرب

 

الماركسيون، والماركسية:

وبعد أن وقفنا على نوعية الماركسية التي نريد، والتي اعتبرناها موحدة لكل التوجهات الماركسية، على المستوى الوطني، والقومي، والعالمي، والمتمثلة في الماركسية كفلسفة، والماركسية كعلم، والماركسية كمنهج اشتراكي علمي، معتبرين، في نفس الوقت، كل التجارب الماركسية، مجرد تجارب تحققت فيها الأهداف الماركسية، الصالحة في الزمان، والمكان، بسبب اختلاف الخصوصيات.

 

والمنهج الماركسي وحده، هو الصالح للتعامل مع مختلف الخصوصيات، في أي زمان، وفي أي مكان.

 

وبعد وقوفنا على الاستنتاج أعلاه، ننتقل إلى مناقشة الماركسيين، وعلاقتهم بالماركسية من خلال الاسترشاد بطرح الأسئلة المحفزة الاتية:

 

هل الماركسيون هم المقتنعون بالماركسية؟

 

هل الماركسيون هم المساهمون بإضافتهم الثرية في البناء الماركسي؟

 

هل الماركسيون هم المشتغلون على الفلسفة الماركسية فقط؟

 

هل الماركسيون هو الممارسون للعلم الماركسي؟

 

هل الماركسيون هم الموظفون لقوانين المنهج الماركسي في التحليل الملموس، للواقع الملموس؟

 

هل الماركسيون هم العاملون على تغيير الواقع، وفق ما تم استنتاجه من نظريات علمية، بعد إنجاز عملية التحليل الملموس، للواقع الملموس؟

 

هل الماركسيون هم المنخرطون في عملية البناء الاشتراكي، في إطار قيام التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الاشتراكية، القائمة على أنقاض التشكيلة الرأسمالية؟

 

هل الماركسيون هم المحافظون على ما حققته البشرية من تغيير لصالحها، في أفق تحقيق المزيد من التغيير الأفضل، لجعل الواقع في خدمة الإنسان؟

 

وإذا كان مفهوم الماركسية، هو السير في هذه الحياة، على أساس الاقتناع بالفلسفة الماركسية المتطورة باستمرار، وعلى أساس تفعيل العلم الماركسي المتطور، وعلى أساس توظيف المنهج الماركسي، الذي لا يعرف حدودا للتطور، فإن الماركسيين هم المقتنعون بالماركسية كفلسفة متطورة، وبالعلم الماركسي كعلم متطور، وبالمنهج الماركسي كمنهج لا يعرف حدودا للتطور؛ لأن كل شيء في هذا الواقع، لا يعرف الثبات، مما يؤدي، بالضرورة، إلى القول: بأن الماركسية، بدورها، لا تعرف الثبات أبدا؛ لأنها متحركة أبدا، وفي تحركها، تفاعلها مع مستجدات الواقع، مما يجعلها تتطور باستمرار، بفعل تطور تلك المستجدات.

 

وانطلاقا من هذا المعطى، فإن الماركسيين المقتنعين بالماركسية كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي ماركسي، يدفعهم اقتناعهم إلى البحث في تاريخ الماركسية، وتاريخ فلسفتها، وتاريخ علمها الماركسي، وتاريخ منهجها الاشتراكي العلمي، وصولا إلى الوقوف على ما كانته الماركسية، وما مرت منه، وما صارت عليه، وما يمكن أن تصير عليه.

 

ولماذا هذا العداء المطلق للماركسية، والماركسيين؟

 

وماذا يمكن أن يؤول إليه الواقع، بفعل الماركسية كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي ماركسي؟

 

وانتهاء بالوقوف على جوانب النقص، في الفلسفة الماركسية، والعمل على تعويض ذلك النقص، بما يقتضيه الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى تزداد الماركسية قوة، وحتى يتضاعف فعلها في الواقع، من أجل أن تنفي الأعداء الطبقيين، من طريقها، في البلد الذي تنتصر فيه الماركسية، بعد إنضاج شروط انتصارها في المكان والزمان.

 

ويمكن أن نعتبر أن الماركسيين، المشتغلين على الفلسفة الماركسية، والباحثين فيها، والعاملين على تطويرها، بعد جعلها مستوعبة لكل المستجدات الفلسفية، التي تسير على نفس اتجاه الفلسفة الماركسية، ماركسيين: قولا، وفعلا؛ لأنه بدون استيعاب الفلسفة الماركسية لمستجدات التطور الفلسفي،  وتطويرها لا تعرف التمكن من الواقع؛ لأن عدم التمكن سيبقى ملازما لها، وستعجز عن طرح الأسئلة المناسبة، التي تقتضي تطور وتطوير الفلسفة الماركسية، كما تقتضي تطور وتطوير الأجوبة على الأسئلة الفلسفية الماركسية، في أفق توسيع العلم الماركسي، وإغنائه، مما يترتب عنه قيام الفلاسفة الماركسيين، بطرح أسئلة فلسفية ماركسية جديدة، تقتضي أجوبة جديدة، تترتب عنها أسئلة جديدة، ليقوم الماركسيون المشتغلون على البحث في الفلسفة الماركسية، وعلى إنضاج شروط تطورها، وتطويرها، بدورهم كاملا، في مجال الفلسفة الماركسية، التي تزداد قيمة وتطورا، وتطويرا، بفعل الأبحاث التي يقوم بها الماركسيون كفلاسفة.

 

والمشتغلون على العلم الماركسي، يعتبرون كذلك ماركسيين، لتفرغهم لإنماء العلم الماركسي، وتجذيره في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ولإشاعة العلم الماركسي بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين جميع أفراد الشعب في نفس الوقت، حتى يصير العلم الماركسي متداولا بين جميع أفراد المجتمع.

 

ونحن عندما نعتبر المشتغلين على العلم الماركسي، ماركسيين فعلا، فلأن ما يشتغلون عليه، وما يعملون على تطويره، وما يفعلونه في الواقع، بتجلياته المختلفة، يبرهن على أن الماركسية، والماركسيين المقتنعين بها، يحرصون، جميعا، على جعل العلم الماركسي مرتبطا بالقول، وبالعمل في نفس الوقت، باعتبار ذلك الارتباط، هو الزينة، وهو العمل الصحيح، المثبت لما تقوله الماركسية، وتفعله، وما يسعى إليه الماركسيون، الساعون إلى جعل الماركسية فاعلا مغيرا للاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي تحل محلها الاختيارات الديمقراطية، الشعبية، العلمانية، والعادلة، بين جميع أفراد المجتمع، من خلال العمل على تحقيق ما ذهب إليه الشهيد عمر بنجلون، في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، في المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي، للقوات الشعبية، في يناير 1975، حين اقتنع الحزب، حينذاك، بالاشتراكية العلمية، كإبداع علمي ماركسي.

 

لقد صاغ الشهيد عمر بنجلون، الأهداف الملرحلية / الإستراتيجية التي تناضل من أجلها الماركسية: تحرير ـ ديمقراطية ـ اشتراكية لتحرير الإنسان من العبودية، والاستبداد، والاستغلال.

 

وهذه الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، هي التي تبرهن على أن الماركسيين قاموا بدورهم، قولا، وعملا من أجل الإنسان العامل / الأجير / الكادح.

 

اما الماركسيون العاملون على تفعيل المنهج الماركس،ي فإن ماركسيتهم تدفعهم إلى العمل على تفعيل المنهج الماركسي، من خلال توظيف القوانين العلمية، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، من أجل امتلاك رؤيا علمية متحولة عن الواقع العلمي، المتحول، يمكن أن تعتمد في عملية التغيير، التي يسعى إليها الماركسيون، لأي واقع محدود في الزمان، وفي المكان؛ لأن المنهج العلمي المتطور، والمتفاعل مع الواقع المتطور، والمختلف في الزمان، وفي المكان، مما يجعل هذا المنهج صالحا لكل زمان، ولكل مكان.

 

والماركسيون الذين يحترمون روح الماركسية، ويحرصون على تفاعلها مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، يسعون إلى الحفاظ على الماركسية، في تطورها، تبعا لتطور العلوم، والتقنيات، والتقنيات الحديثة، والآداب، والفلسفة، حتى تبقى دائما، بعيدة عن أن تكون محرفة، كفلسفة ماركسية، وكعلم ماركسي، وكمنهج علمي ماركسي، وإلى جعلها فاعلة في الواقع الإنساني، الذي لا يعرف التوقف أبدا؛ لأن المجتمع البشري متحرك باستمرار.

 

ودور الماركسية، والماركسيين، في جعل الحركة قائمة، وفاعلة لصالح الإنسان، العامل / الأجير / الكادح، من خلال مقاومة عوامل الكبح، والجمود، كالظلامية، والمثالية، والفكر الغيبي، والخرافة، وغير ذلك، مما يمارسه الحكم المستبد، والمستعبد للبشر، وما يقوم به الإقطاع المتخلف، والبورجوازية الهمجية، والتابعة، وما يقوم به التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وكل مؤدلجي الدين الإسلامي، مهما كان مذهبهم، أو توجههم، أو تصورهم للدين مختلفا، حتى وإن كانوا يظهرون في الحياة الدنيا، بأنهم يحابون الخمر، أو النساء الأتراب العرب، وكل الرأسماليين، مهما كانت طبيعة رأسماليتهم؛ لأن مهمة الماركسية الأساسية، هي قيادة الصراع الطبقي، في أبعاده الأيديولوجية، والسياسية، والتنظيمية، في أفق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، من أجل تجسيد الاشتراكية، على أرض الواقع.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.