اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فيدرالية اليسار الديمقراطي: واقع التجربة، في أفق الاندماج (9)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

عرض صفحة الكاتب 

فيدرالية اليسار الديمقراطي: واقع التجربة، في أفق الاندماج (9)

محمد الحنفي

المغرب

 

وجوب صب العمل الفيدرالي الساعي إلى الاندماج في اتجاه الحفاظ على قوة الأحزاب المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي:.....1

 

فإذا كان حرص الأحزاب اليسارية المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، على قوتها الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، يصب في اتجاه الحرص على قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي، باعتبارها إطارا للإعداد أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، والاستعداد للاندماج، في إطار الحزب اليساري، أو الاشتراكي الكبير، بعد التوصل إلى خلاصات أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية، تنال موافقة الجميع: قيادة، وقواعد.

 

فإن من واجب فيدرالية اليسار الديمقراطي، وهي تعد مكوناتها، من أجل الاندماج، أن تحرص على قوة مكوناتها، حتى تساهم بشكل إيجابي، في عملية التفاعل القائم بين المكونات الثلاثة، في أفق الاندماج؛ لأنه بدون حرص فيدرالية اليسار الديمقراطي على قوة مكوناتها، فإن الضعف سوف يتسرب إلى مختلف الأجهزة التنظيمية، للمكونات الثلاثة، ليصير التفاعل فيما بينها ضعيفا، ليتعطل بذلك إنضاج شروط الاندماج في الحزب اليساري، أو الاشتراكي الكبير.

 

ومهمة فيدرالية اليسار الديمقراطي، مزدوجة. فهي تقوم بدور اتحاد الأحزاب، أحزاب اليسار الديمقراطي الثلاثة، لقيادة العمل المشترك فيما بينها، فيما يخص الاستفتاءات، والانتخابات، والمسألة الدستورية، والقضية الوطنية، وكل ما يمكن أن يندرج في إطار العمل المشترك، بالإضافة إلى العمل على إنضاج شروط الاندماج في الحزب الاشتراكي الكبير. وهذه المهمة المزدوجة، لا يمكن القيام بها، إلا إذا كانت فيدرالية اليسار الديمقراطي قوية وطنيا، وجهويا، وإقليميا، ومحليا؛ لأن فيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يمكن أن تعتبر وطنيا قوية، إلا بقوتها جهويا، وإقليميا، ومحليا، كما لا يمكن أن تعتبر وطنيا ضعيفة، إلا بضعفها جهويا، وإقليميا، ومحليا. وهو ما يقتضي من الفيدراليين، العمل على:

 

1) الحرص على قوة كل حزب على حدة: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.

 

2) الحرص على حضور التنظيمات الفيدرالية، على جميع المستويات.

 

3) الحرص على التفاعل بين كل تنظيم حزبي، وبين بقية الأحزاب المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، بالحرص على القيام بالعمل المشترك بين الأحزاب الثلاثة، أو بين حزبين، أو بين أحزاب اليسار المتواجدة، حتى وإن لم تكن من مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي.

 

4) الحرص على التفاعل، في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، لتحقيق هدفين أساسيين:

 

الهدف الأول: التعود على الحوار بين المكونات الثلاثة، في مختلف القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق التعود على تقوية وجهات النظر، والعمل على تجاوز الخلافات القائمة أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.

 

الهدف الثاني: الإعداد المشترك أيديولوجيا، وسياسيا، والاستعداد المشترك، كذلك، من أجل الاندماج.

 

وفيدرالية اليسار الديمقراطي، عندما تحرص على قوة الأحزاب المكونة لها، هو في نفس الوقت، حرص على قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي، وعلى قوة اليسار، حتى وإن لم يكن من مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، خاصة، وأن المجتمعات البشرية، أصبحت تفتقر إلى قوة اليسار، في الوقت الذي أصبح فيه اليمين، واليمين المتطرف، مستأسدا ضد الشعوب، وضد الإنسانية، في أي مكان من العالم.

 

والعمل الفيدرالي، يجب أن يصب في اتجاه قيام علاقة جدلية، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين العمل الجماهيري:

 

ونحن عندما نرتبط بفيدرالية اليسار الديمقراطي، بمساهمة مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي اليسارية، الديمقراطية، نجد أن طبيعتها، كاتحاد للأحزاب، تفرض كونها تنتج علاقات، مع مختلف المنظمات الجماهيرية: النقابية، والحقوقية، والثقافية، والتربوية، والتنموية، وغيرها من التنظيمات الجماهيرية.

 

فما طبيعة العلاقة القائمة بين التنظيمات الجماهيرية، وبين فيدرالية اليسار الديمقراطي؟

 

هل هي علاقة مبدئية / مبادئية؟

 

هل هي علاقة تنظيمية، تعتبر فيها المنظمات الجماهيرية، جزءا لا يتجزأ من تنظيمات فيدرالية اليسار الديمقراطي؟

 

هل هي علاقة تبعية، تتلقى فيها التنظيمات الجماهيرية، التعليمات من فيدرالية اليسار الديمقراطي؟

 

هل هي علاقة ديمقراطية، تحررية، إنسانية، لا يجمعها بفيدرالية اليسار الديمقراطي إلا الدعم المتبادل؟

 

هل هي علاقة تقدمية، تهدف إلى الرفع من شأن المجتمع، في أفق تقدمه، وتطوره؟

 

هل هي علاقة عضوية، تجعل من العمل الجماهيري عملا فيدراليا، ومن العمل الفيدرالي عملا جماهيريا؟

 

هل هي علاقة جدلية، تتفاعل فيها فيدرالية اليسار الديمقراطي، مع العمل الجماهيري، ويتفاعل فيها العمل الجماهيري، مع عمل فيدرالية اليسار الديمقراطي؟

 

إن طبيعة العلاقة القائمة، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مختلف التنظيمات الجماهيرية، رهينة بطبيعة العقلية السائدة، في صفوف فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبتوجيه من قيامها.

 

فإذا كانت هذه العقلية تسلطية، فإن فيدرالية اليسار الديمقراطي، غير متسلطة، بواسطة المنتمين إليها، على المنظمات الجماهيرية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من فيدرالية اليسار الديمقراطي، وإذا كانت هذه العقلية ديمقراطية، فإن فيدرالة اليسار الديمقراطي، تحرص على أن تكون علاقتها، بمختلف المنظمات، ديمقراطية. وإذا كانت فيدرالية اليسار الديمقراطي، تحمل عقلية تقدمية، فإن علاقتها بالمنظمات الجماهيرية، المختلفة، لا تكون إلا تقدمية. وإذا كانت فيدرالية اليسار الديمقراطي، تحمل عقلية تحررية، فإن علاقتها بالمنظمات الجماهيرية، لا يمكن أن تكون إلا متحررة، من كل ما يحول دون تبادل التأثير، والتأثر، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية.

 

إن طبيعة العلاقة القائمة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مختلف المنظمات الجماهيرية، هي المحدد ل:

 

كيف يجب أن تكون تلك العلاقة، حتى تؤدي دورها تجاه المنظمات الجماهيرية، وتجاه فيرالية اليسار الديمقراطي؟

 

وكيفما كان الأمر، فإن فيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يمكن أن تفرض علاقة تسلطية على المنظمات الجماهيرية، كما لا يمكن أن تقبل أن تكون علاقات المنظمات الجماهيرية بها تسلطية.

 

وإذا وضعنا في اعتبارنا: انتفاء العلاقة التسلطية المفروضة بين الجانبين، فإن العلاقة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، أو بين المنظمات الجماهيرية، وبين فيدرالية اليسار الديمقراطي، لا تخرج عن كونها:

 

1) علاقة مبدئية / مبادئية، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، أو العكس.

 

فالعلاقة المبدئية، علاقة يفترض فيها ضرورة الوجود أولا، وضرورة الاحترام المتبادل ثانيا، وضرورة التفعيل مع القرارات من أي جهة كانت ثالثا، وضرورة أن تكون تلك القرارات مبدئية، وغير محكومة بخلفية معينة، ومحكومة بالشروط الموضوعية القائمة رابعا، وفي خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كمستهدفين بالعمل الفيدرالي، من جهة، وبالعمل الجماهيري من جهة أخرى، على أساس احترام المنهجية المتبعة، في اتخاذ القرارات الفيدرالية، وفي اتخاذ القرارات الجماهيرية.

 

والعلاقة المتبادلة، هي العلاقات التي يتم فيها احترام المبادئ المعتمدة في فيدرالية اليسار الديمقراطي، أو في أي مكون من مكوناتها، أو في أي منظمة جماهيرية، كيفما كان تخصصها؛ لأن احترام المبادئ، يؤكد استقلالية فيدرالية اليسار الديمقراطي، عن المنظمات الجماهيرية، ومن المنظمات الجماهيرية، كما يؤكد استقلالية المنظمات الجماهيرية، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي.

 

وهذا التأكيد، هو الذي يفرض الاحترام المتبادل، من جهة، ويفرض التفاعل الإيجابي، مع القرارات الصادرة، إما من فيدرالية اليسار الديمقراطي، وإما من المنظمات الجماهيرية المبدئية، والمبادئية، حتى يؤدي ذلك التفاعل دوره، لصالح فيدرالية اليسار الديمقراطي، ولصالح المنظمات الجماهيرية، في نفس الوقت.

 

2) وهذه العلاقة القائمة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين المنظمات الجماهيرية، لا يمكن أن تصير فيها فيدرالية اليسار الديمقراطي معتبرة المنظمات الجماهيرية المختلفة، التي لها علاقة بها، جزءا لا يتجزأ من تنظيماتها المختلفة، كما أن المنظمات الجماهيرية، التي لها علاقة بفيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يمكنها أن تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من تنظيم فيدرالية اليسار الديمقراطي، خاصة، وأن رؤيا من هذا اللنوع، تسيء إلى فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما تسيء إلى المنظمات الجماهيرية، التي لها علاقة بها، وتضرب الاستقلالية، التي يجب أن تسود بينها، وتجعل احترام المبدئية، والمبادئية، غير قائمة في العلاقة بينهما.

 

وانطلاقا مما رأينا، فإن فيدرالية اليسار الديمقراطي، يمكن أن تحتوي المنظمات الجماهيرية، وأن تعتبرها جزءا لا يتجزأ من تنظيماتها، وأن المنظمات الجماهيرية المبدئية، والمبادئية، لا يمكن أن تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من فيدرالية اليسار الديمقراطي.

 

3) وفيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يمكن أن تعتبر المنظمات الجماهيرية تابعة لها، كما لا يمكن للمنظمات الجماهيرية المبدئية / المبادئية أن تعتبر نفسها تابعة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، خاصة، وأن التبعية تسيء إلى فيدرالية اليسار الديمقراطي، من جهة، وإلى المنظمات الجماهيرية، وإلى مبدئيتها، وإلى مبادئها، من جهة ثانية، وإلى العمل الجماهيري، والعمل السياسي، من جهة ثالثة، خاصة وأن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بمثابة اتحاد أحزاب اليسار الثلاثة: الحزب الاشتراكي الموحد، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وهي أحزاب يسارية ديمقراطية، لا يشرفها أن تكون المنظمات الجماهيرية المبدئية / المبادئية، تابعة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، ولا لأي حزب يساري، لأن ذلك معناه: أن اليسار ليس ديمقراطيا، ولا يقتنع بصراع الأفكار، الذي يجري في الإطارات الجماهيرية، الذي يبلور فكرة، أو خلاصة، أو قرارا، يرضى عنها، وعنه الجميع؛ بل إن أحزاب اليسار الديمقراطي، تحارب الممارسة البيروقراطية في العمل الجماهيريـ كما هو الشأن بالنسبة للاتحاد المغربي للشغل، كما تحارب تبعية العمل الجماهيري، لحزب معين، أو لجهاز من أجهزة السلطة، كما هو الشأن بالنسبة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وتحرص على أن يصير العمل الجماهيري مبدئيا، وليس محكوما بهاجس حزبي معين، أو بأي شيء آخر، كما تحرص على أن يكون العمل الجماهيري محكوما باستحضار مبادئ معينة، كما هو الشأن بالنسبة للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، كنقابة ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية، وكما هو الشأن بالنسبة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كجمعية ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، كونية، شمولية.

 

وإذا وجدنا المنتمين إلى حزب سياسي معين، يشغلون المراكز المتقدمة في التنظيم، فإن ذلك يرجع إلى نضاليتهم، وليس لأنهم ينتمون إلى هذا الحزب اليساري، أو ذاك.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.