كـتـاب ألموقع

اليوم عيد ميلادي الستين// كامل زومايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كامل زومايا

 

عرض صفحة الكاتب 

اليوم عيد ميلادي الستين

كامل زومايا

 

اليوم 20 /02/ 2020 اكملت الستين من عمري حسب هوية الاحوال المدنية ، ستين سنة من العمر اتذكر فيها الكثير من المواقف الحزينة  والمفرحة على قلتها ، ممكن اتذكر منها على شكل نقاط ...

1965-1966 كنت بصحبة امي الطيبة الذكر وعمي يونان بسيارته شوفرليت نبحث عن ابي الذي تم اعتقاله اتذكر سجن في الشماعية وبسبب عصبية عمي يونان كانوا يريدون اعتقاله هو الاخر

 

1968 توفي ابي وهو طريح الفراش بسبب مرضه وكان له زوار كثر عرفت بعدها كان يعقد اجتماعاته وهو مريض، في ليلة وفاته طلب من امي ان يزوره الكاهن ليصلي عليه كان ابي شيوعيا وكان احد رجال المقاومة الشعبية في الموصل 1959 ولكنه كان يصلي كانت امي دوما تنتقدني لاني لا اذهب للكنيسة وتذكرني بان ابوك كان شيوعي ايضا ولكن كان يصلي كنت اتامل صورة ابي دوما واسال كيف كان يوفق بينهم ، لم اتلقى الاجابة الا وانا بعد الخمسين

 

في الابتدائية بعد 1969 عملت صباغ احذية اسوة باقراني من المسيحيين والكورد من العوائل الفقيرة والمسحوقة في المربعة والسنك وبعت سكاير مفرد ( بغداد، بابل، روثمن، كريفن...) علما اني لم ادخن ابدا ولحد الان، بالمناسبة عندما كنت في زيارة الى جورجيا ارمينيا ذكروا لي بأن الاشوريين النازحين في روسيا وجورجيا اشتغلوا صباغي الاحذية وهذا يدل مدى الوضع السيئ والمزري الذي كانوا يعيشونه آبائنا الي سبقونا الذين نجوا من الابادة الجماعية في 1915 (مذابح سيفو) ..

 

بداية السبعينيات ( متوسطة الرصافة في بغداد) تعرفت على الاتحاد العام لطلبة العراق واول لقاء طلابي كان امام جامع الخلفاء / شارع الجمهورية مقابل الشورجة ، واول اجتماع طلابي كان في بيت صديقي العزيز سلام طه العاني ابوه كان سائق سفير بلغاريا انذاك، اجهل معلومات عنه بعد اطلاق سراحنا من سجن ابو غريب في نهاية 1991

 

في 1972 -1973 اشتغلت ايضا صانع عند اخي الطيب الذكر يوسف زومايا ابو سمير الذي كان يعمل عند الشخصية الوطنية الكبيرة الطيب الذكر ابو خليل ( ابراهيم خليل الخطيب العاني ) تعلمت منه الكثير.. تعرفت من ابو خليل الطيب الذكر على الفكر الماركسي وكان معلمي الاول احببت فيه البساطة والتواضع والكنز الفكري الذي كان يحمله، تأثرت به كثيرا وهو كان سببا في تنويري ولم يكن ابي الشيوعي سببا لاني لم اعيش كثيرا مع ابي الذي كان مناضلا صلبا كما كانت تروي لي امي تريزة موشي ام ايوسف...

 

في الاعدادية ( اعدادية النضال ) بعد 1976 تعرفت على احلى اصدقاء ابطال مازالوا على العهد جمال ملاخا وسعد ملاخا كما رافقت الرفيق والصديق الشهيد زهير مقدسي وكذلك الصديق والرفيق الشهيد جلال يونان عم مرقس والقديس بحق اخوه الكبير صبري يونان كان لهم دورا كبيرا في حياتي، وفي الاعدادية كنت من المساهمين في معرض للابتكارات التي كان يتراسها الصديق والرفيق اسايش عمر محمد امين شقيق المؤرخ والصحفي كاردو امين، كنت اتطلع لدراسة الكيمياء والفضاء وكنت احضر محاضرات العالم العراقي عبد العظيم السبتي في القبة الفلكية في بغداد 

 

في 18 شباط 1989 اعتلقت من قبل الاستخبارات العسكرية في الموصل وتم ترحيلي الى مديرية الامن العامة ومن ثم الى مديرية امن الكرخ ، التقيت بقامات كبيرة شيوعية كانوا ومازالوا يعملون كجنود مجهولين منهم سمير سعيد وكفاح الالوسي وفريد زومايا ولطيف روفائيل وثامر ياقو وجلال قودا وجميل خيون عيسى وهيثم الطعان ورفاقي من الشهداء الطيبي الذكر كل من الشهيد اثير كوركيس ومحمد رضا وباهر الالوسي ..واعتذر من لم اذكر اسمائهم ...

 

في تلك الايام قبل وبعد السجن، وعندما كنت فقيرا مسحوقا وعندما اغتنيت واصبحت برجوازيا صغيرا في الشورجة كتاجر جملة، كان السؤال دوما، هل الفقر هو الدافع الذي جعلني ان اصبح شيوعيا؟؟ ... وهذا السؤال مشروع للابناء الفقراء ولكني وبعد الستين من عمري وانا ادخل العقد السبعيني، لم يكن الشعور بالفقر والحرمان والمظلومية سببا رئيسيا بالنسبة لي على الاقل لأنتمائي للحزب الشيوعي بالرغم اني كنت اشعر واعاني من العوز كباقي الفقراء، كان سبب انتمائي هو الفكر الخلاق الذي يتحلى به الشيوعي والشيوعية وكنت اتمنى ولازلت اتمنى ان ارى عراقنا في مصاف الدول المتقدمة.. ان يكون منارة للعلم بعيدا عن التخلف والجهل والغطرسة من قبل رجال الدولة.. كنت مع الديكتاتورية البروليتارية ومنذ عقود ثلاث طلقت الديكتاتورية من اي جهة كانت، واحاول ان تكون لحقوق الانسان واحترامها السمة الاولى في مبادئ الشيوعية..

 

في صغري احببت شخصية يسوع المسيح لدرجة كنت اتحدث معه بكل اموري والامي الصغيرة والكبيرة وعندما كبرت احببت الى جانب يسوع المسيح شخصيات مثل  ليو تولستوي وتاريخ حياته ومكسيم غوركي ومن بعده لينين وفي الكبر ايضا تأثرت بشخصية الامام علي بن ابي طالب وموقف البطولي للحسين، وفي زمن الكوليرا وبعد الاعدامات التي طالت الشيوعيين في 1979 كان جيفارا ودوبريه الصحفي ومذكرات الطفولة لحنا مينا وعبد الرحمن منيف في شرق الاوسط ونهاياته نجوم تهدينا في ذلك الليل الحزين .....

 

حياة يسوع المسيح وكلامه ومواقفه وتواضعه وحبه لاعدائه وتفسيره للمغفرة وترجمتها في حياتنا الاجتماعية مازالت تهز كياني ومازلت اتحدث مع يسوع المسيح بصوت عالي منفردا واشكو له بعض الامي واعتقد انه يشاركني في ذلك، اتوقف كثيرا عند الصلاة الربانية واختزل سيرة المسيح والاناجيل بها واقتطع منها ( ....اعطانا خبزنا كفانا اليوم واغفر لنا كما نحن ايضا نغفر لمن اخطأ الينا ، ولا تدخلنا في التجربة ...الخ كذلك طوبى لصانفي السلام، تعالوا الي ايها المتعبين ...هذه الاقوال متأثر بها منذ الصغر واليوم ازداد عندي تعلقي بها اكثر ..

 

 في عيد ميلادي الستين افتخر بأن الطريق الذي اخترته وبرغم من المحن والمعاناة كان وسيبقى صحيحا حسب رأي طبعا، ولو اني لم اتمكن من تحقيق ما كنت اصبوا اليه  في الدراسة ( الكيمياء ، الفضاء، الحقوق) ...

اخطأت كثيرا ومازلت اخطأ بحق بمن حولي هذه حقيقة، ولكني لم افكر يوما ان اسيء لهم ابدا، ليس لي ضغينة على احد ولا ارد او اقابل الاساءة بالاساءة ابدا، تعلمت الصراحة وانا صغير ويمكن حياتي في المانيا جعلتني اكون صريحا أكثر بدون مجاملات وبلا رتوش، وأعلم جيدا هذه الميزة مصدر ازعاج ومشاحنات كثيرة مع من حولي وخاصة عندما في العراق حول اساليب العمل مع  الاخر.....

لست نرجسيا ولكني لا يهمني من يرضى عني ولا اخشى لحد الان من لومة لائم في قول الحق..

بعض العبارات التي لم اعير لها اي اهمية في حياتي السابقة تأخذ الان مدى في تفكيري بعض الاحيان منها...

اتق شرا من احسنت اليه، عجيبة هذه الدنيا هناك من  يضمر لك الكراهية بدون سبب ، لا تعلم هل هو يكرهك حقا !!!  ام يكره نفسه الى هذا الحد...

 

علمتني الحياة أو فتحت عيني بأن الجشع والحسد الذي في داخلنا يجعلنا ان نلقي اخطاءنا على الاخرين مبدأ الفاشلين في الحياة، وان نجاح الآخرين يشعرنا بأن نجاحهم مصدر ازعاج وقلق لنا!!! لاننا نضمر للاخر دوما الشيء السلبي ونعلق اخطائنا عليهم...

 

تعلمت منذ زمن واليوم يتجسد لي اكثر، بأن نرى ونجد المسائل الايجابية في الانسان الاخر خير من النظر الى عيوبه، النظر لعيوب الناس متعب ومقرف ويجعل حتى الحالة النفسية للانسان غير طبيعية، النظر للمسائل الايجابية لمن حولك تجعلك ان تعيش بسلام داخلي مع نفسك ، تجعلك مرتاح البال والضمير..

 

احلى شيء في عمرك الستيني ان تحب وان تعيش الحب كما يحلو لك الحب يشعرك بوجودك وبمن حولك بفرح دائم مهما كانت المشاكل من حولك بامكانك ان تحلها بقوة الحب وصبره ...

 

كل عام وانتم احبائي واصدقائي ورفاقي واهلي بالف خير ومحبة متمينا لكم دوام الصحة والسلامة وتحقيق الاماني

اخوكم المحب

كامل زومايا