كـتـاب ألموقع

العثمنه في زمن الطاعون العربي// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العثمنه في زمن الطاعون العربي

حسن الخفاجي

23/4/2017

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

من خلال رواية الحب في زمن الكوليرا للروائي الراحل ماركيز عرفنا، عن اصرار بطل الرواية  فلورنتينو على الارتباط بحبيبته فرمينيا، حتى بعد زواجها من طبيب، وانتظاره لها وتقربه منها بعد وفاة زوجها وبعد بلوغها سن السبعين. اقنع فلورنتينو حبيبته السابقة فرمينيا بالذهاب معه الى رحلة بحرية في باخرة يمتلكها، بتشجيع من ابنها كي تنسى أحزانها بوفاة والده وتكسر وحدتها، على ظهر الباخرة تقرب العاشق الهرم منها واراد ان يخلي السفينة من المسافرين فتحجج بانتشار وباء الكوليرا بين ركاب الباخرة. حصد نتيجة احلامه خيبة كبيرة، لان الموانيءالتجارية امتنعت عن استقبال الباخرة، وظل الحبيبان غارقين في بحر عسل الحب بعد السبعين دون ان تطأ أقدامهما أرضاً.

 

احرقت من وقتي الكثير وانا ابحث في تاريخ الدولة العثمانية، الذي امتد قرابة الخمسمائة عام، عن منجز ثقافي او حضاري او علمي، فلم اعثر الا على تاريخ ينز الدم من بين حروفه. قتل واستعباد واغتصاب وسبي ومذابح بحق شعوب آمنة.  هذا كل ما تركوه من إرث. صراع سلاطين العثمانيين فيما بينهم على تولي السلطنة مليء بالمؤامرات والمذابح وسمل العيون وبتر الأعضاء. يقتل الاخ أخوته  والوالد أولاده والأبناء آباءهم واعمامهم. تَرَكُوا للاجيال إرثا لا يفاخر به الا مريض ويتنكر له كل إنسان عاقل وسوي.

 

اهم مبتكرات ومنجزات السلاطين العثمانيين انتشار السجون في أرجاء السلطنة  والتفنن بابتكار طرق التعذيب ، يكفي انهم علموا حاشيتهم، الذين اسسوا الكثير من الدول العربية الحديثة على زرع الجواسيس بين الناس وشراء ذمم الشعراء  والصحافيين والكتاب وقمع معارضيهم بالحديد والنار.

 

للسلاتين العثمانيين يعود الفضل باختراع الخوازيق التي اجلسوا عليها كل معارضيهم!.

 

ان تمكن سلاتين العثمان من قهر الكثير من الشعوب واستعبادها وقمع انتفاضتها، فان حفيدهم اوردغان المريض بوهم اعادة العثمنة والسلتنه، سوف تكون احلامه المرضيه سببا في تقسيم تركيا الى دويلات، قبل ان يتمكن من ضم اي أراضي جديدة او دول جديدة لسلتنته.

 

إن تمكن اجداده من قمع اجدادنا فليس بإمكانه قمعنا،لان الحشد حارسنا وحامينا. سألني صديق مقرب سؤلا وجيها، عن سبب حقد وتهجم السلتان اوردغان شبه الدائم على الحشد الشعبي في العراق. الاجابة واضحة، حقده على الحشد لسببين: أولهما ان الحشد كان سبباً في اجهاض اكبر احلامه، حين استثمر وجوقته في مشروع داعش لتقسيم العراق. لقد كان الحشد سببا بهزيمة مشروعه. السبب الثاني: اوردغان يعرف ان الحشد يقف حائلا دون تحقيق احلامه واحلام عملائه من العراقيين، الحشد والقوات المسلحة وليس الساسة، هم من هزم وسيهزم كل مشاريع السلتان وأحلامه المريضه.

 

من يُفهِم السلتان اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، لينزع منه حلما رافقه منذ كان بائعا جوالا للبطيخ والكعك في أسواق إستنبول- مع احترامي لكل المهن الشريفة - وامتد الحلم معه، حتى تمسكن وتمكن وغدر برفاقه ومعلميه.

 

تمسكن امام أستاذه فتح الله گولن، حتى فاز بدعمه وتمكن من تسديد اول سكاكين غدره اليه، ومن ثم غدر بصديقه ورفيق عمره عبد الله غول، وبعدها غدر بمهندس طريق السلطنة الجديدة احمد داوود اوغلوا ، ليبقى وحيدا في قيادة الحزب والدولة.

 

من يُفهِمه ان الشعوب، التي ذاقت طعم الحرية والعيش الكريم، لن تقبل بالاستعباد وعصور السلاطين والخوازيق.

 

يتقلب السلتان على حبال سيرك العمل السياسي يقمع النصف المتعلم الواعي المثقف من شعبه  ليفوز برضا الأميين وانصاف المتعلمين من الأتراك. هؤلاء والموهمين بأحلام اوردغان من العرب والمسلمين ومن ينادونه بكلمة (أمير المؤمنين)، حتى قبل ان تصبح تركيا الحديثة سلطنة. هؤلاء وعلى رأسهم القرضاوي  سيكونون سببا بتقسيم تركيا.

 

ان عَنْوَن الراحل ماركيز روايته الرائعة بعنوان: (الحب في زمن الكوليرا) ، فان اوردغان يعمل على اعادة سلطنة اجداده في زمن الطاعون العربي - بالإمكان العودة لمقالي -: زمن الطاعون العربي على الرابط أدناه.

 

ان وجد فلورنتينو باخرة لم ترس على بر حقق فيها شيئا من احلامه، فان اوردغان لن يجد باخرة يركبها لتحقيق احلام المريضه بعودة السلتنه، وربما سيلاقي مصير رئيس الوزراء  التركي الذي اعدمه الجيش عدنان مندرس.

 

"كلما ازداد الانسان غباوة ازداد يقينا بأنه أفضل من غيره في كل شيء" الدكتور علي الوردي