اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قبيحٌ أمْ جميلٌ زمن صدام؟// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قبيحٌ أمْ جميلٌ زمن صدام؟

حسن الخفاجي

30/4/2017

  عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

حال أغلبية العراقيين الآن من الذين عاشوا فترة حكم البعث وصدام يشبه حال من نجا من مطاردة مجموعة ذئاب ليقع في حقل ألغام.

 

يقود البعثيون وأذنابهم حراكاً اعلامياً نشطاً مصاحباً لأفعالهم الاجرامية المستمرة منذ سقوط صدام الى الآن. أَثر هذا الضخ الاعلامي على شرائح كبيرة من العراقيين، حتى وصل الى بعض أسر ضحايا البعث.

 

أوصلوا الأغلبية منا الى ان نسمي زمان حكمهم بـ (الزمن الجميل). اذا كان الزمن جميلاً لمن عاش بكنف البعث او عاش بعيداً عن مطارداته وأذاه ، فانه قبيح لمن وقع عليه او على عائلته ظلم البعث وصدام. من قتل في حروبه او أعدم، ومن أمضى سنوات عمره في سجونه او عاش مطارداً من رجال أمنه وحزبه. زمن قبيح لمن دفن أحبابهم وهم أحياء، ومن قتلوا جماعياً بالغازات السامة، ومن هجّروا قسراً، ومن عاشوا في المنافي الإجبارية، ومن عاشوا زمن حروبه واوقات الجوع والحصار والخوف والقمع  والمحن.

 

كيف يصبح ذلك الزمن جميلا بالنسبة لمن كانوا في عمر الشباب وانتهت فترة شبابهم في السجون، او في خدمة عسكرية إجبارية بأوقات حروب، او عاشوا  بخوف وملاحقات أمنية وقواطع الجيش الشعبي وغربة ومنافي؟.

 

لا أريد ان أبريء وأنظف سجل ساسة ما بعد سقوط صدام من السرقات والجرائم، لكن ان أردنا الانصاف علينا ان نقارن بين نظامين بسلة واحدة لا بين جزئية هنا وجزئية هناك.

 

حقائق مهمة غيبها ضخ البعثيين الاعلامي: ان اغلبية العراقيين اليوم بامكانهم تغيير ساستهم عبر صناديق الانتخاب.

هل كان بالإمكان ان يغير العراقيون صدام؟.

أسهم ساسة ما بعد التغيير مساهمة فعالة بتمكين البعثيين وإشراكهم في الحكم، بعد تجاوزهم على دستور كتبوه يجرم البعث ويمنع عودته.

 

بحكم مرور الزمن وتعاقب الأجيال تنسى الشعوب جرائم مَن اجرموا بحق أسلافهم. من المهام الاساسية للسلطات تعريف وتعليم وتذكير الأجيال الجديدة بجرائم ارتكبت بحق اسلافهم.

 

هل أدخل ساستنا جرائم البعث في المنهاج التعليمية وهل خصصوا، ولو برنامجا تلفزيونيا واحداً يومياً يذكر العراقيين بجرائم البعث؟.

الجواب كلا!!

 

ثمة حقيقة غطتها أكاذيب البعثيين: البعثيون هم من سلبوا من العراقيين أمنهم ودمروا البعض من مدنهم، بعدما تبنوا قتال الدولة، وأسهموا بنشر الفساد، الذي كان مستشريا في الفترة الاخيرة لأيام حكمهم، كي يعودوا الى السلطة، مرة عبر تنظيم النقشبندية والسيبندية، ومرة عبر تنظيم القاعدة في العراق واخواتها داعش وماعش، التي أسسها وقادها ضباط من اجهزة صدام الأمنية والعسكرية، تحت عنوان مقاتلة المحتل وكشفت عن وجهها الحقيقي بقتل العراقيين.

 

من نجا من ذئاب البعث ووقع في حقل ألغام اللصوص والفاسدين عليه ان يعمل بوعي على تفكيك الألغام والخروج من المأزق، لا أن يحن لزمن اللهاث من ذئاب البعث.

 

جميل ام قبيح زمن حكم صدام؟.

الجمال والقبح قياسهما نسبي ويختلف تقيمهما باختلاف موقع الشخص من نظام صدام، اذا كان معارضاً او موالياً، مداهناً او مهادناً، منتفعاً او متضرراً، عاش بوسط نار النظام او بعيداً عنها. لكل حالة وموقع جواب ولا يجوز التعميم سلباً كان ام ايجاباً.

 

"وآثارُ الرجالِ إِذا تناهَتْ … إِلى التاريخِ خيرِ الحاكمينا

وأخذكَ من فمِ الدنيا ثناءً … وتركُكَ في مسامِعِنا طنينا"

أحمد شوقي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.