كـتـاب ألموقع

لاعب المنتخب الوطني والمقاتل الشرس الكابتن كاظم عبود// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

 

عرض صفحة الكاتب

لاعب المنتخب الوطني والمقاتل الشرس الكابتن كاظم عبود

حسن الخفاجي

 

لذكرى رحيلك السنوية الاولى يا صاحبي ليس لي الا ان احي ذكراك على طريقتك بالوفاء لمن رحل من الاوفياء. 

من صرائف الشاكريه المتراصه الى بيوت الثوره التي تطلب رحمة الله والبنائين، الى مصاف النجوميه والسفر وفنادق الدرجه الاولى والشهره وعدسات واضواء الاعلام. 

 

ترك كاظم عبود كل هذه الامتيازات وحياة الرخاء التي تمتع بها اقرانه من نجوم منتخب العراق لكرة القدم، واختار حياة المشقه والنضال والعناء.

 

خلع فانيلة المنتخب الوطني، وارتدى الزي الكردي والبندقيه بيده وقاتل نظام صدام في صفوف الانصار. 

الكابتن كاظم عبود عاش ومات رجل مباديء في زمن عز فيه الرجال.

حارب على اكثر من جبهة وخرج منتصرا بكل حروبه. حارب صدام بجبال كردستان وانتصر، لانه لم ينكسر او يتخاذل، عندما علم بإعدام اخوته الثلاثة دكتور زهير ومحمد وعادل وابنه الطفل جواد. 

حارب الغش والتزوير والمحاباة والكذب والنفاق في علاقاته مع أصدقائه ومع من عاشوا حوله.

حارب من اجل ان يكسب لقمة عيشه بعرق جبينه ومات بفعل تاثير مرض تليف الرئة بسبب الدخان المشبع بالزيوت وظروف عمل غير  صحية.

 

مقالي الموسوم: قضية بطل عراقي اسمه كاظم عبود، نشرته بتاريخ 2008/5/2. كتبت عما يعانيه وعن ظرفه الصحي، ، بعد نشر المقال اتصل بي صديق طبيب متمكن يقيم في السويد وعرض علي التكفل بعلاجه وتكاليف سفره، حتى انه حدد مبلغ عشرين الف دولار لتحسين ظرفه المادي، ما عدى تكاليف علاجه. ورفض ذلك بشدة.

 حينها قال لي الكابتن كاظم (شكرًا لك وله، لكني لا اقبل الهبات والعطايا، ولن ارتضي لنفسي ان أكون شحاذا او عبئا على احد، اقبل بان تتحمل الدولة تكاليف علاجي).

وغابت الدولة وحكوماتها كعادتهم بالغياب عن اداء الواجب.

 

في ذلك التاريخ كتب لي الفنان الملحن المناضل جعفر حسن يطلب مني عنوان وهاتف الكابتن كاظم، لغرض تمشية معاملته، وصرف راتب له باعتباره ممن حاربوا صدام في فصائل الانصار.

اتصلت بالكابتن، لكنه رفض ذلك بشدة وقال حرفيا: (لما رفعت السلاح بوجه صدام لأجل شعبي وناسي ومبادئي لم ولن افكر بأخذ مال مقابل النضال) .

 عندما اشتد عليه المرض، عرضت عليه ان ارسل له بعض الادوية، رفض اول الامر، بعد عدة مكالمات أقنعته بعد ان كل لساني وافق بشرط ان لا تكون الادوية مكلفة.. أرسلت،

بعد إرسالي شحنة الادوية من امريكا، شعرت انه تحسن قليلا، لكنه رفض تكرار المحاولة.

   

الكابتن الراحل كاظم، رجل نادر واستثنائي بكل شيء، مصمم للعطاء دون اخذ مقابل.

مات بمنفاه فقيرا محروما من ابسط مقومات الحياة. كي يغطي تكاليف علاجه بعز، باع بيت عائلته المتواضع في العاصمة بودابست، واشترى بيتا صغيرا في الريف  ووفر الفائض لتكاليف علاجه.

مات الكابتن كاظم عبود في منفاه بهنكاريا ودفن هناك، لكنه ظل شامخا مثل نخلة عراقية.