• بيان سرمد المنسي ... عندما يفكر الجنون

الأسير باسم الخندقجي

بيان سرمد المنسي ...

               عندما يفكر الجنون

 

ما بعد الديجور بنسائم قليلة ... يتجبى و يظهر إذ الأرض نائمة و السبات مؤقت أزلي سواد و لعنة حلت على بني وطني فباتوا في كسادهم و خرابهم يعمهون دون منارة أو شرارة ... الكل سكون ...

 

يتجلى النوراني " سرمد المنسي " إبن الشجرة إبنة الشجرة الفلسطينية الخالصة فتصيبني الرعشة ... رعشة البدء و الفعل و حدس عميق بأن ثمة شيء سيقودني إلى التدمير و الإحتراق و الغناء كي أؤكد البقاء في حلة حديدة عبقها الإرادة و التغير و التجدد ... حيث الأوج رجفة القدر و زوال المستحيل ...

 

ليس نبيا و لا هالته تشي بالنبوه ... به حزنهم فقط وفي عينيه و ميض أكثر من سماء ...

 

و الأن ... لا " كان " تسعفني ولا أخواتها العابثات المدمرات يغوينني ... فالوقت مفعم بالحضور المكتنز غضبا و نور ... غضبا و نور ... و المكان لا يتسع للنقصان ... سوى للأفعال المتمردة المقدسة لا مكان هنا ... و الوصف ... لا يسعني و صفه ولا أقدر عليه فلا تقليد هنا و لا قواعد تملؤها الطحالب و العفن الأتي من المستقبل البعيد بعد ضياع الحافر و نسيان الماضي الشريد ...

 

كل نفس تعرف سرمد و لكنها لا تراه لأنها بلا بصيرة ... كل روح تعبرها نفحة من سرمد دون أن تدري لأنها أضاعت النقاء و لكنها لن تفقده .

 

و الأن ...

 

أندثر و لأتحد ... أتبعثر لأجتمع به هو الفلسطيني الأول و الأخير ... هو نحن جميعا يا أخوتي ... هو سرمد المنسي الذي يتكلم بصمت و يكتب بدم و دمع كي نبقى و نؤكد الوجود نحن الذين ينبغي علينا أن نستكين و نخشع عندما يقول :

 

" إرتعاش الورد حين الندى يصافحه صباحا هو الوطن ... عمقه و ألقه وسره وردة العشاق الأنقياء خدود مخملية لقبل طهرية ... و الشوك للمدنسين و الخاطئين يحرقهم حرقا ... و هي أنت البداية ... فلسطين أيتها الأنثى المعذبة المصلوبة من قبل الصلب ... ويا سماء منسية تحيطها اليابسة الجوفاء من كل شر و صوب ...

 

لا عشاق لك هنا ... سوى الملعونين و الجهلة العنينين لا احد يحاصرك ... و الشباب عليك يعذبونك بخريف أبدي أصابهم ذات ظلام ذات و يصيبهم عندما تضعف قلوبهم و يصدقون المستحيل إبن الكذبة الكبيرة ... و أن الإنسانية رحمة خالصة للصعفاء و المعذبين ... أفلا يعلمون أن الإنسانية منذ التكوين شرك مقدس يلعن الجهلة و ذوي النسيان و الحاجات الضئيلة ؟

 

فلسطين يا ألفا و وجدا و سرا لا يعتنقه سوى من يخترقه شعاع طهرك و عشقك كي يصبح عاشقك فيحررك و تحررينه ... "

 

هو سرمد المنسي إبن الشجرة المقدسة الذي يبدأ المعرفة الفلسطينية الخالصة بالبيان البدئي :

 

" الحقد الذي يقتل و يدفن و يبعثر ... هو العشق الذي سيحيي و يبعث و يلملم ..... "

 

فليبدأ النشيد ...

 

إرادة و معرفة ...

 

تجديد و عشق ...

 

فليبدأ التدمير ...

 

 

الأسير باسم الخندقجي

عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

سجن جلبوع المركزي

الحكم ثلاث مؤبدات

 

عنوان سجن  باسم

الاسير باسم "محمد صالح" اديب الخندقجي

اسرائيل بيسان _ جبال جلبوع _ سجن جلبوع المركزي _ قسم 5 _ غرفة رقم 4

ص_ب : 10900