• طقـوس الـمرة الأولــى

الأسير باسم الخندقجي

             طقـوس الـمرة الأولــى

 

الناعمُ الساخنُ يأخذُ

 

التعّرج القادم.. نحوكِ

 

ولكن... ما قبلكِ

 

انثري المستتر داخلك

 

على جسدي..

 

فالقمُر لم يعدْ لنا

 

والأفقُ لم يعدْ ينتظرْ...

 

والتدفقُ القويُ للباهت

 

بحاجةٍ إلى حضنكِ الدافيء

 

لعدد النجوم الشرقية

 

لكي تَلدي التكامل....

 

حلّقي أَسفل الجبل حيث

 

جَدّتنا ترسمُ سلسلة حجرية

 

لعاشقها..

 

حلّقي في أَجواء الحلمْ

 

وحدَّقي أكثر في سهولة

 

التداخل النقي لسرّنا البريء الغموض....

 

سترين يا حبيبتي الأن

 

جدّتنا وهي تمنحنا

 

جزءاً من الكرمةِ

 

بعد رحيل الكرام...

 

وستتفاجئين بالسخونة اللذيذة

 

التي انتابتْ حبّات العنب

 

أَثناء صعودها إلى سمائكْ...

 

وستقرأين لي ما تَلتَْه الجدة

 

عليكِ وحدك...

 

لأنني لم أُدركْ جيداً أنَّ البرد

 

بدأَ ينتاب الكلمة التي أَوْدَعتُها

 

بهمسةٍ في أذنِكْ المرتفعة....

 

أيرتجف جناحكْ الكنعاني؟

 

تعالي نمارس العودة الجزئية

 

إليكِ...

 

فالجدة تحولت

 

إلى الدربِ المضيئة التي قَبّلَتها

 

فراشات يسوع العاشق

 

النائم على فراش مزمورِكْ

 

الذي جاور أسطورتْين..

 

عودي إلى رُشدِ الزيتونة السرمدية

 

التي خبّأَتني في جوفها

 

خوفاً عليَّ من المُثيرِ الغنائي القديم

 

المصحوب بعواصفِ خصركْ الذي

 

لا يرحمْ المندهش من ذاتِهْ..

 

أيزدادُ البردُ يا حبيبتي ارتجافاً؟.

 

ليْتَ الدفء كان معجزتي...

 

ليْتَ الزيتونة تذرف الساخن

 

الذي وعدّتُكِ به قبل انتقالي

 

إلى خصرَكْ المجنون..

 

أَيكفيكِ هذا المُتَوجسُ فيكِ؟

 

آه أيتُها الرحيل الاتي من

 

عدمِ النبيذ المفُرط في خجله مني..

 

كيف لا أحُررُ الكلمة

 

من حريتها الزائفة عندما

 

تكونين أنتِ ورق الورد

 

«للكلمات دون الدمع...

 

« - العادي » غريمك..

 

و « الطبيعي » هو كلّ ماتُحبين؟!

 

أَليست

 

الفطرة

 

ألَدَّ

 

أعداء

 

الانسانية؟

 

عودي الآن على جسدي

 

على جسدي...

 

عودي من حلمي

 

فالانهيارُ باتَ وشيكاً

 

مع اقتراب الجليد من الكلمةِ

 

التي تصرخ معدناَ صلباً

 

أَلَمّ بها بعد رحيلِكْ..

 

عودي....

 

ودَعي «القادم » باقة قُبلْ

 

هي لكِ في المساحة الممتدة

 

من جرحِ الياسمين

 

إلى جرحٍِ الياسمين

 

هي لكِ...

 

حيثُ الجدة...أُمّنا القديمة

 

ما زالت تتلو أغنية

 

الغبار القرمزيْ الذي

 

يحجب النو ر عني..

 

فَلْنكن مُتَجاوريْن إذن

 

في سفْر الهارب من وجعِ

 

الجدلية المترامية على أطرافِ

 

المتحديْن..

 

لنكن ما تشائين...

 

الآن.. ما قَبلكْ

 

رافقيني إلى ما وراء الجدار

 

الذي يفصلُ بين طفولتي وبينك...

 

هناك الكثير من الصوابِ

 

المهجور..

 

وهناك أيضاً على ثدييْكِ

 

الأمطار النائمة التي تنتظر

 

الوثبة الحقيقة للاغتسال بها

 

والإرتواء منها...

 

قبل صاعقة الانتفاض.

 

سيْنتفضُ عليَّ برفقتكِ

 

إلى ما بعدك...

 

حيثُ سأشاهدُ نوراً أبيض

 

يحرثُ الأرضَ والسماء بأنفاسه

 

بحثاً عن التراتيلِ الأسطورية..

 

تُحيطه هالة نور جريئة

 

تبحثُ عني أسيراً داخل النور...

 

بعد أن يتلو عليَّ الخوف

 

المُبتذَل:

 

«عُدْ إلى المستنقعِ الأحاديْ »

 

عُد إلى الانفصالِ...

 

مُحرُمٌ عليك جنْي ثمار الحق

 

الليليْ الوجود....

 

فأنتَ ارتكبت الخطأ العفوي

 

وسلكت طريق الثنائي الأحمق

 

الجنون «العدم »

 

عُدْ...... »

 

أَيُْ نورٍ يأخذ عيني

 

لمعان الذهب على قرونِه...

 

أَيُّ تمرد سيُلمُّ بي الآن

 

بعد تنشُقي الجزء الأكبر

 

من غبارِ الخطيئة...

 

«لنْ أَحرمْ ذاتي الياسمينة

 

من الركوبِ عليْكِ بعد

 

اتحاد الهواء في نفسٍ واحد..

 

ولن أَحرمها أيضاً من السقوطِ

 

المُتجَدد...

 

في أَعماق نهرِ أُنثايْ.. »

 

أَسقطُ مَرّة..

 

لامتصاص حبّة عنب

 

أَسقطُ أُخرى

 

لانتشال حبيبتي الوردية..

 

كيفَ

 

يا أنثايَ

 

تغفلين

 

عن الطقوسِ الُمْرهِقة للثور الأبيض؟

 

أُنظري إليه..

 

لا رجفةٌ ولا انتفاضة

 

الصنمُ البغيضُ الأََبيض

 

اللانائم نومَ الطير

 

تحوَّلَ إلى صخرةٍ بحريةٍ...

 

هّدئي من روعةِ موْجكِ قليلاً

 

كي يأخذ العابرون نصيبهم

 

من عبادتهْ قبلَ التكسّر..

 

الآن... ما بعدكْ

 

هالةُ النور تُحيط بي

 

باغراءٍ مُعقدٍ جميل..

 

أَيادي عديدة شفيفة

 

تنبثقُ من جدرانِها

 

لأَخذي إلى الاحتضانِ

 

-مع من؟-

 

أَيكونُ الشكّ القديم

 

عادَ إلى مزاولةِ مهنةِ

 

التقُيؤ على بابِ الخرافة؟

 

هو الناكر للجميل

 

تجاهل اللهفة التي لا تقوى

 

على مفارقةِ ذكاوة النار

 

المتألّقة على جانبيْ الطريق....

 

العليلُ ابن العليل

 

عادَ مُجدداً للتنصّت على

 

الدندنة الصافية المنبعثة

 

من الركن الخفي لفجوتنا السوداء

 

أَيّ يَد أقَبّلُ الأن

 

لتكون تذكرة العبور

 

إلى الذعرِ المباشرِ..

 

أيّ يدٍ ستُعفيني من الجلوس على عتبةِ شكّي الجليل؟

 

أَيتُها الجمالُ التشنجّي الخارق

 

يدُكِ في يدي

 

والقمر تحت رجليْك

 

إنزعي الان الشمس عنكِ

 

إستعداداً للرقصِ

 

على أنغامِ جسديْنا

 

لكي تَلِديني

 

لِديني!!

 

لِديني..__

 

 

الأسير الصحفي باسم الخندقجي

سجن جلبوع المركزي

من ديوان طقوس المرة الأولى