• إهداء إلى كل فلسطينية .. عربية ... امي الفلسطينية ...

الأسير باسم الخندقجي

         إهداء إلى كل  فلسطينية .. عربية ... امي الفلسطينية ...

أمهد دربا قصائديا من طفولة سريعة و محمود درويش العابق خلودا ... كي أصل ألى لحظة المعراج إليك ... إلى البدء ... وفي البدء كنت أمي أيتها الكلمة المقدسة الفلسطينية ... يا زيتونة مباركة تهب الحياة و تأخذ الموت ... تطرح البركات و تزيل اللعنات و تمنح الفرح و تبدد الحزن ... فيالدمعك و ألامك و أه أمي سلام عليك بما صبرت ... ها أنا و الرعشات تقف عائقا أما الكلمات ... لا أقوى على شيء في لحظات هذه الكثافة الهائلة من الوجد و الحب و حليب الحياة ... وها أنا عند بدايات هالتك يل سيدة المعرفة و النور أغرس قلمي في عمق قلبي و أخذ نصيب الكلمة من دمي لدمك و أكتب ... و لكن لا أكتب ... أين و أعجز و أنقهقر باكيا صوب " أحم إلى خبز أمي " إلا أن كلمة " أحن " تشي بالضعف في غربة حديدية تسرق منا نحن سادة الأرض و الحياة أجمل لحظات العمر و اللقاء ...

أمي ....

أنت ذات الأم الكنعانية التي كانت تقطف زيتونها على مشارف شكيم العتيقة عندما جاؤوا بقوافل الترهات و جيوش الأساطير البالية و حطوا بغطرستهم و دكارهم و حشيتهم عليك و زيتونك ليقيموا ... فلم تكترثي بهم و قلت منذ ألاف السنين هؤلاء ضيوف مالنا ولهم ... فهم سيرحلون بعد قليل ... إقتلعوا زيتونة و جعلوا من ساقها عمود خيمتهم فقلت : لا ضير من مؤقت سريع لهم يسطنون إليه إلى أن يجدوا مستقرا لهم في بلاد الله الواسعة ...

أعادوا الكرة ... هذه المرة إقتلعوا عشر زيتونات و قتلو حلما كان حلمك يا أمي فانتفضت أيتها الأرض البدئية و ثرت على العابرين فوقنا فأصبحت الأرض و السماء و كل الكون غضب و أصبحت الباديات منذ البداية نار لا تنطفئ ...

و أنت ذات الأم الكنعانية بالصبر السماوي و التماسك الأرضي شاهدت كرمتها الوحيدة و هي تصلب ... فقلت : هو الفداء و الغربان لهؤلاء و لكل الخائفين و الخانعين للظلام و الخطيئة ...

أمي يا أم شهيد و أسير و لاجئ و جريج يا ذات الأم مستديني بخبزك و دفئيني بحضنك ... و ذكريني بمهدي ... هناك حطي رحال دعائك و صبرك و صلاتك و أنتظري يا حبيبة حلمة و أنثري لحدا لم يحن أوانه بعد ...  و طهريني و دلكيني بغيمة البركة و النور ...

أمي يا سيدة البدايات ....

سكينة فؤادي أنت و سر إيماني ... من دمعك الطاهر أتوضأ و على منديلك الوضاء أصلي في محراب من إبتهالاتك و أناتك فاصبري أمي و صابري و لا تهني يا سيدتي النون الأزلية ... و لا تحزني فطفلك بكامل خربشاته و شاماته سيعود عما قريب ممتلئ الحلم و الصمود مانتظريه على مشارف الكنعانية العتيقة حيث لا يوشع ولا يحزنون ...

الأسير باسم الخندقجي

عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

سجن جلبوع المركزي

الحكم بالمؤبد ثلاث مرات

عنوان سجن  باسم

الاسير باسم محمد صالح اديب الخندقجي

اسرائيل بيسان _ جبال جلبوع _ سجن جلبوع المركزي _ قسم 5 _ غرفة رقم 4

ص_ب : 10900