اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

• حزب شيوعي لا أشتراكية ديمقراطية - الصفحة 3

 قلنا ( ان قبول الاعضاء الجدد الى الحزب الشيوعي السري لا يتم بسهولة اي لا يتم بعين الشروط التي يقبل بموجبها الحزب العلني بسبب الظروف التي تكتنف الحزب من حيث وضعه السري ) كما ان هناك ظروفا تضطر الحزب ان يوسع المجال او يغلقه او يضيقه في وجه طلاب العضوية الجدد ، كأن يكون الحزب عل وشك القيام بأمر هام (اعلان الثورة او ما أشبه) أو عندما تكون البلاد في حرب أهلية أو عندما يكون الحزب قائما بعملية تطهير أجماعية أو عندما يكون الحزب في الحكم وهلم جرا ..

4 – كادر الحزب وكادر القيادة

لقد اراد لينين وستالين أن يكون كادر الحزب حائزا على الصفات التالية : (( ان يكون ثوريا محترفا لا من الهواة ، أن يكون ذا حاسية ثورية تمكنه من شم رائحة الخطر قبل وقوعه ، أن يكون ذا غريزة ثورية ويقظة ثورية ، أن يكون ذكيا يستطيع التخلص من شراك البوليس والضحك على ذقونهم وفطنا لاساليبهم وخدعهم ، أن يكون شجاعا لايخاف التضحية وقلبه عامر بالايمان يحب طبقته وحزبه وشعبه ، ان تكون صلاته قوية بالجمهور ، أن يكون محبوبا في محيطه وحائزا على ثقة الناس ، أن تكون له معرفة نسبية بكل شئ أي أن يعرف سنة حركة المجتمع وطبقاته وأقسامها والعوامل الاقتصادية وما يشتق عنها من عوامل سياسية وحقوقية ودينية ، التي تسير تلك الطبقات وأقسامها وتؤلف ما يسمونـه ﺒ(( نفسيتها)) وبصورة خاصة ايتعرف على قوى أعدائه ومتناقضاتهم ويستفيد منها ، وان يتعرف على قواه الداخلية والموضوعية المؤلفة من طبقته واحلافها العاملين والمحايدين ، أن يعرف كيف يكره عدوه وكيف يحاربه وأن يعرف من أي جهة ياتي الخطر الأعظم في اللحظة المعينة فيعبئ قواه لها ، وأن يختار الموقف الذي يريده هو للمعركة ، وأن يهاجم متى أقتضى الهجوم وأن ينسحب عند اللزوم (وقد يفسر الانتهازيون الآنسحاب المنظم بغية الاحتفاظ بالقوى ، بالاستسلام ورفع الايدي) ، أن يعرف فن الثورة وتدريب الجماهير وتعبئتها للمناوشات والمعارك الصغيرة والكبيرة .

ويريد ديمتروف من الشيوعي أن يكون مسلحا بالنظرية الثورية ملما بممارستها ، ولا يكفي أن يكون ملما بالنظرية الثورية بل أن تكون له سجية ثابتة وصلابة الشيوعي الذي لايعرف ان يلين ، ولايكفي ان يعلم مايجب عمله بل أن يكون له الاقدام على انجازه ، ويجب ان يكون على استعداد للعمل ، العمل باي ثمن كان من أجل خدمة الطبقة العاملة خدمة صحيحة أن يكون قادرا على أناطة كل حياته بخدمة مصالح البروليتاريا .

ان الاحزاب الشيوعية السرية أشد احتياجا الى مثل هذا الكادر للاسباب المهمة التالية :

لانها في سريتها واشتباكاتها المستمرة تحتاج الى كادر ، اي الى ضباط اركان يقودون فصائلها ويعوضون عن الذين يسقطون في المعركة قتلى وجرحى ، اي كادر أحتياطي يعوض عن الكادر الذ يساق الى السجون والذي تخور قواه أمام ارهاب العدو فيتملص من المسؤولية واحيانا يهرب الى جانب العدو .

قلنا ان الاحزاب الشيوعية السرية اشد احتياجا الى كادر من الاحزاب العلنية وهذا الاحتياج يلاحظ بصورة خاصة في الاحزاب الشيوعية الحديثة _ كحزبنا _ خصوصا عندما تكون الحركة الطبقية والوطنية بحاجة الى حزب الطليعة للسير امامها ودفعها وعندما تنعدم في البلد جميع أشكال التنظيم الطبقي والشعبي ويصبح من واجب الحزب دفع الجماعات وقيادتها في نضالها من اجل حق التنظيم ومساعدتها على تنظيم نفسها . اجل ان الحاجة الى كادر تصبح جد ملموسة عندما تعلو الحركة في ارتفاع أعلى من الحزب فيضطر الحزب حينذاك على السير في ذيل الحركة .

لذلك وجب على حزبنا خلق الكادر وتربيته وتثقيفه ، فبأي وسيلة نستطيع خلق هذا الكادر لسد النقص في حزبنا ولمجابهة الطوارئ والتهيؤ للمستقبل الذي يدل حاضرنا على ان الحركة الوطنية التحررية والطبقية ستكون اوسع بكثير مما هي عليه الان ؟؟

علينا قبل كل شئ ان نوفر لرفاقنا الادبيات الثورية ونحثهم على الدراسة ونطلب منهم ان يتسلحوا بالنظرية الثورية اذ ( بدون نظرية ثورية لايمكن ان تكون حركة ثورية – لينين ) وعلينا ان نتعهد بتدريبهم وننسق لهم المواضيع الواجب تفهمها وان نضع لهم مناهج دراسية ونراقب تطبيقها وان نبني ثقافتهم على ضوء حالتنا الثورية وعلى ضوء الحالة الداخلية وعلى ضوء الحالة الدولية وتطوراتها . وشئ آخر أريد ان الفت نظر رفاقي اليه هو ( ان (( لنظرية الثورية التي تقود الحركة الثورية )) لاتصبح نظريـة حيـة مالم يبرهن التطبيـق على صحتها وان الماركسيـة ليست (( وصفة جاهزة تعطى لكل الحالات )) واني اطلب اليهم ان لا يكون مثلهم كمثل (( الماركسيين )) و (( الشيوعيين )) الكثيرين من ابناء الذوات والافندية الذين ابتلى بهم العراق وابتلت بهم الشيوعية والماركسية ، اولئك الذين لا ينفكون ليل نهار من نقل عبارات ماركس _ انجلز _ لينين _ ستالين ، ويضعونها في غير محلها اما لغباوتهم وانفصالهم عن حياة الجماهير، او لغرضفي نفوسهم ومثل هؤلاء كمثل خطيبة لاتنفك ابدا من تعداد الوان المآكل التي ستتحف بها خطيبها بعد اقترانهما اذا ما جاءها بكتب تبحث عن فن الطبخ ولم تنس هي ابدا من ان تعده وتقسم له أغلظ الايمان بانها ستبقى له قلبها ونفسها ابد الابدين وتفدي بهما في سبيل خدمته وسعادته ، ولم ينس العريس ان ياتيها في ليلة عرسه بمجموعة من الكتب التي تبحث في فن الطبخ وبمثلها تبحث في وفاء الزوجات ، وفي اليوم الثاني فتحت العروس كتبها وانتقت لونين من الطعام كبة برغل وسلاطة فاصوليا بالزيت _ فكتبت ما تحتاجه من السوق لتهيئة المطبوخ ، وعندما جلسا الى مائدة الطعام وجد الزوج امامه شيئا لا هو كبة برغل ولا هو بالشوربة ، أما الفاصوليا بالزيت فقد حـاول عبثا ان يسحقها بين اسنانـه لانها كانت اقـرب الى سلاطـة ((باسورك)) من سلاطة فاصوليا بالزيت .

ان تلك العروس المدعية كانت قد ضبطت اوزان ومقادير المواد المطلوبة للطبخة ، كما ضبط اولئك المدعون الاغبياء أقوال ماركس وانجلز ولينين وستالين وحفظوها عن ظهر قلب ، ولكنها لم تراع الوقت المناسب لوضع كل جزء من الاجزاء التي تتألف منهاطبخة الفاصوليا بالزيت ، فوضعت الحامض مباشرة مع الاجزاء الاخرى فأستعصى طبخها . اما الكبة فان ساعديها لم يتعودا الدق فكتلتها دون ان تلحم المواد ورمتها في القدر قبل ان يغلي الماء اذ انها لم تكن قد اختبرت في حياتها متى وكيف يغلي الماء ولافرق عندها اغلى الماء قبل وضع الكبة او بعده ، فكانت النتيجة أ ن تحولت كبتها الى طبخة لا اسم لها وذهبت أتعابها سدى وغضبت على عريسها الذي جاءها بتلك الكتب التي أحتوت على تلك المعلومات الكاذبـة عن طبـخ الكبـة والفاصوليا ، وصممت في سرها أن تنتقم من عريسها بتحررها من وعدها بصيانة قلبها ونفسها له ولخدمته وسعادته . أنه في اليوم الثاني من زواجها انكشفت لها الحقيقة المرة ، حقيقة نظام الزوجية والضبط العائلي الحديدي فظهر لها بيتها الجديد كسجن مظلم اذ كيف تستطيع تلك الفراشة المرحة ان تحبس قلبها وقد تعود التنقل من دوح الى دوح ومن زهرة الى أخرى ؟

كذلك الحال مع اولئك ((الماركسين)) و ((الشيوعيين)) الذين يحتفظون بكتب الشيوعية ويحفظون اقوال ماركس وانجلز ولينين وستالين عن ظهر قلب ولكنهم لم يستطيعوا ان يهيئوا طبخة كبة شيوعية اذ أن سواعدهم لم تتعود على العمل ولانهم لاينتظرون حتى يغلي الماء لطرحها في القدر ، لانهم يخافون شخير الماء الفائر وقرقعته ولانهم يتصورون امكانية انفجار القدر واصابتهم برشاش الماء الفائر ، ولانهم دائما يضعون الحامض قبل نضجه ، فيستعصي الشئ المراد طبخه . وان أبى الناس أكل طبخهم النئ وشوربتهم الكريهة أقسموا له أن طبيخهم ماركسي هيأوه حسب كتلوك ماركس ... الخ .

اما تعشقهم ﻟ((الديمقراطية)) وحرية العمل والتفكير والتصرف ، فأنه يشبه تعشق تلك الفراشة العاهرة ، فالنظام والضبط الحديدي والتقيد بمقررات لاتتفق وآرائهم الخاصة المنبثقة عن رغباتهم الخاصة ، فهذه أمور لاتتفق و ((ديمقراطيتهــم)) التي تضطرهم على الدوام أن يتنقلوا كتلك الفراشة من مستنقع الى آخر .

على كادرنا أن يتعلم كيف يقرن النظرية بالعمل وان يتذكر دائما ان الماركسية اللينينية ليست ((بألياذة)) تغنى على الرباب او ((قفا نبك)) تعلق على الجدار . انها نظرية الثورة البروليتارية وضعت كدليل للعمل ، اي انها وضعت للحياة فأننا لا نحترفها بترديدنا إياها دون فرضها على الحياة . هذا هو الكادر الذي يحتاج اليه حزبنا ويريده ، لذلك وجب علينا تخصيص شطر كبير من جهودنا لتثقيف أنفسنا بالنظرية الثورية والاختبار والتخلق بالاخلاق والصفات التي هي من مميزات الكادر الحزبي ، مع العلم ان للحركة دخلا كبيرا في خلق الكادر وتزويده بالاختبار .

5- المقررات الحزبية في الحزب السري : ليست الاحزاب الشيوعية كتلك الجمعيات السرية ذات المبادئ والغايات التي لاتتفق ومصلحة الجمهور ولا تستسيغها آدابه وأسلوب تفكيره ، والتي تلجأ الى العمل السري وتبني نشاطها على المؤامرات والارهاب وتعلمه مالا تبغي . فالاحزاب الشيوعية العلنية منها والسرية ، لاتخجل ولاتحجم عن نشر مبادئها ونواياها ولاتخاف من تبيان موقفها من الحوادث التي لها صلة بطبقتها وبلادها ، وبمصير الانسانية ومايعود لها من حضارة ... الخ .

فأن مايلجئ بعض الاحزاب الشيوعية الى التكتم والتخفي هو منعها من قبل الطبقة الحاكمة وحكوماتها عن نشر مبادئها وآرائها ، وعن تأليف منظماتها بصورة علنية ، ومن أمكانية قيام أعضائها بنشاطهم ، وملاحقة الآعضاء بأعتبارهم أناسا خارجين على القوانين ( قوانين الحكومات المستبدة ) فالحزب يختفي أذن ويصبح حزبا سريا بقصد نشر مبادئه وآرائه ، وتبيان موقفه من الحوادث وللمحافظة على أستمرار الحركة وتنظيمها ، الى آخر ما هنالك من الواجبات

فالشيوعيون ليسوا من عشاق السراديب والسجون وليسوا ممن يرتاحون الى تعريض بيوتهم الى غارات الشرطة وارهاب من فيها واحيانا أخذهم رهائن _ كما حصل في غارات حزيران المنصرم _ وليسوا ممن يحبون رؤية وجه الجاسوس الذي يتبعهم كظلهم ، ولكنهم يتحملون كل هذه وأكثر منها برغم أنف العدو الذي يحاول تهزيمهم من الميدان _ عن طيب خاطر لسبب يحلونه فوق ذواتهم وفوق بيوتهم ، أنهم يعشقون مثلا أعلى في الحياة لطبقتهم وللبشرية أجمع ، أنهم يكرهون عن وعي أعداء طبقتهم الواقفين حجر عثرة في طريق تقدم الانسانية .

فالعمل السري أذن - فيما يخص المقررات الحزبية - كتمان كل قرار أومناقشة أو مشاريع أو أجراءات أو رقابة وطرد اعضاء ، أو تتبع حركات العدو ، وبعبارة أوضح كتمان كل ما من شأنه ان يكشف ويضر بتشكيلات الحزب وكادره وبأعضائه وكل ما من شأنه ان يمنع أو يعرقل نشاطه في الحاضر والمستقبل ، وهذا لايعني اننا يجب ان نتكتم على حساب مبادئنا ونشاطنا الجماهيري ومصلحة حزبنا ، بل علينا ان نقارن بين الفائدة المتوخاة والخسارة التي قد تنجم ، فنطرح الخسارة من الربح ، فأن بقي لدينا حاصل لا نحجم عن نشر بيان أو قرار أو خطة حوله الخ .. ولا حاجة بنا الآن الى تبيان القرارات أو الاجراءات التي تكتم كليا أو جزئيا ، أذ ان ذلك منوط بالظروف . ومن المفيد هنا أن أتحفكم بآراء عباد الشكليات وعشاق اللبرالزم ( مبدأ البرجوازية الحرة )من المقررات الحزبية ، ((ديمقراطيتها وعدم ديمقراطيتها)) ومن ثم آرائهم ضد سياسة الحزب وخططه .

أثنان من هؤلاء الاغبياء – ارتدا فيما بعد – أحدهما وقف ضد تنفيذ قرار حزبي متصل بخبز الجماهير ورفض استلامه بحجة ان صيغته شديدة اللهجة متطرفة أما صاحبه فتردد في اخذه لانه اعتبره انحرافا من الحزب الى اليمين وعملا لا فائدة منه ولكن الجماهير قبلته ووقعته بضعة آلاف شخص ونظموا وفودا ذهبت تطالب الحكومة بحل مشكلة الاحتكار . وهكذا برهن هذان أنهما لا يعرفان اليسار من اليمين أو بالاحرى انهما كانا متقصدين ارادا ، لوسنحت الفرصة ، طرح القرار على بساط البحث ومناقشته وفضحه قبل تنفيذه ، ووضعا الحزب أمام الامر الواقع ، اي سحب تنفيذه حرصا على سلامة القائمين به . لم يخطر ببال المعارض ان قرارا بتقديم عرائض الاحتكار ضد المحتكرين ، في سبيل خبز الشعب ، ليس سوى مناوشة بين الجمهور والسلطة الحاكمة أستعدادا لعمل أعلى ، لكنه يريد ان يتعرف على نوايا الحزب قبل وقتها ، واذا عرفها ، وعرفها كل واحد في الحزب وخارجه معناه ايقاف تنفيذه بثمن يدفعه الحزب بكادره .

اما المعارض الثرثار الذي يبني معارضته بحجة التفهم وحب الاطلاع ، او الذي يظهر معارضته بشكل حب المعركة ، فانه يبقى حياته الحزبية كلها يسأل ولا يفهم ولايريد ان يفهم ، ويفضح كل ما سيتوصل الى معرفته بحجة انه لا يفهم ، وكيف يفهم والقيادة لم تطلعه على نواياها وعلى قراراتها ، واحيانا على قرارات يتوهم وجودها .

قد تلقى الشرطة القبض على بعض الحزبيين وغير الحزبيين ممن لهم صلة بعملنا مباشرة او بصورة غير مباشرة ، او قد يفهم الحزب بصورة من الصور ان بنية الشرطة الاغارة على بعض البيوت فيتخذ الحيطة ويطلب من الاعضاء الذين قد يكون لهم شان في الامر أن ينظفوا بيوتهم وأن لا يجتمعوا في المكان وأن لايجتمعوا في الوقت المعين .. الخ فينبري الثرثار وينهال بأسئلته : لماذا وهل هناك خطر وماهو مصدر الخطر ؟ وهل هناك خيانة وهل أنا مطرود لكي لا أحضر الاجتماع ، وهل الحزب لا يثـق بي فلا يدعني افهم ، وهل هـذه ديمقراطيـة الحزب ؟ وهل وماذا .. الخ ؟؟ فاذا اخبرتـه بأعتقـال س ، ج ، ب ، فأنك تفضح هؤلاء وقد يصل خبرهم الى الشرطة وهم تحت قبضتها ، وان أطلعته على مصدر الخبر فانك قد تجلب الضرر للمخبر وتخسر المعلومات التي يستفيد منها الحزب . واذا شعر الحزب بوجود مخربين واعداء في داخله وأراد ان يحصر التخريب في نطاقه كما يحصر رجال الاطفاء النار بعزل مكانها عما يحيط بها لكي لا تمتد وتنتشر ومن ثم القضاء على المخربين بأقل كلفة ، أنبرى لك الثرثار الأحمق –وكثيرا ما يلبس المخرب ثوب الحمق والثرثرة تصنعا ، أو يكون الثرثار العوبة حمقاء بيد المخربين- ولماذا هذه الاجراءات كلها ؟ هل يوجد خائن أو جاسوس بيننا ؟ لماذا لا توءلفون محكمة حزبية وتحاكمونه كما تقتضي الاصول الديمقراطية ؟ لماذا ولماذا ؟ فكأن الثرثار المتمسك بالشكليات يريد ان يقول لماذا لا تريدون ان تنتشر النار لكي يراها الجميع ؟ ولماذا لا تريدون ان تنبهوا المخرب لكي يعرف انكم شعرتم به ليستطيع استبدال اسلوب تخريبه الذي عرفتموه بأسلوب جديد ؟ وكأن الثرثار لا يعلم ان قاعات دور السينما التي تصلح لمحاكمات اولئك المخربين لم تصبح ملكا للشعب ليستطيع الحزب ايقاف اولئك فيها ليجيبوا امام الناس عن جرائمهم ، وان الشرطة لا تأتي لحفظ النظام فيها ولسوق المجرمين الى حيث ينالون عقابهم .. وان صادف وحضرت فلألقاء القبض على من حضر لمحاكمة ذلك الخائن والمخرب أو الخونة ، وكأن الثرثار لايعلم ان المخرب اذا علم مقدار ما يعرف عنه ، وتعرف على خصومه فقد يقوم باعمال كان الحزب في غنى عنها ، فلعل الثرثار أو المتقصد دفعته ديمقراطيته للثقة بالخائن ولعدم الثقة بالحزب وبقيادته . جاءنا ثرثار اندحاري جبان ، كان قد ترك الحزب في ساعة محنته وانضم الى المخربين ، وطلب الرجوع الى الحزب ولكنه أدعى انه كان على حق في ترك الحزب لاسباب ، ومنها ان قرار الحزب في طرد زميل له – شريك في التخريب – كان قرار غير ديمقراطي وغير مشروع أذ لم تتخذ الاصول الصحيحة في قرار طرده ، وعندما سئل عن رأيه في اعمال زميله ورفيقه الذي كان معه في منظمة واحدة ، اجاب انه يتفق في عدم صلاحية المطرود لكي يتمتع بشرف العضوية ، ولكنه يعترض على اسلوب الطرد . ولدينا أمثلة كثيرة من عباد الشكليات ودعاة ديمقراطية الحزب ولكنهم جميعا من حيث النتيجة يعملون على تسهيل عمل المخربين داخل الحزب ، فجماعة رياض –مثلا – يقولـون عنه خائن وليس بجاسوس وأنه خائن بنتيجـة أغلاط غير مقصودة ( ومنهم من يقول بانها مقصودة ) ، انه أخطأ وكل شيوعي قابل لان يخطئ اذ لايوجد في العراق شيوعي كامل ، ويقولون انه أصبح غير كفوء لمركز قيادي ، الا انهم لم يتخذوا قرارا بأدانته ، اذ لايمكنهم اصدار قرار كهذا دون محاكمة في محكمة حزبية وفق الاصول الديمقراطية فعلام يدل هذا المنطق السخيف ((بالديمقراطية)) وماذا يريدون لنا بقولهم ان رياض لم يكن جاسوسا ( ونحن نقول العلم عند الله ) ولكنه خان جماعته ، فسلم أسماء جماعته الى الشرطة ، وأنه اصبح غير لائق لمركز قيادي ؟؟ انهم طبعا اتهموا زميلهم بعد افتضاح أمره لكي يتبرأ شركاؤه ويحل أحدهم محله في قيادة منظمتهم ، أو في (حالة حلها) ستبقى لهم زعامة معنوية –على الاقل- اما قولهم ((انه أخطأ وكل شيوعي يخطئ)) ولا يستطيعون ان يعرفوا ما اذا كان قد أخطأ عمدا او صدفة ، لانهم لا يستطيعون ولوج سرائر الاشخاص ومعرفة نياتهم الحقيقية واما انهم لايريدون ان ياخذوا قرار بحقه أثناء غيابه –دون محاكمته- فلكي لا يؤخذ المخربون داخل الحزب على حين غرة .

هذه بعض الامثلة على موقف المخربين وعباد الشكليات و((الاصول الديمقراطية)) تجاه قرارات الحزب وسياسته كلما سنحت الفرصة ضد الاجراءات التي يتخذها الحزب ضد المخربين واعوانهم ومساعديهم الاغبياء .

 

جـذور الانتهازيـة

أني ذكرت لكم أشخاصا جاؤوا بأنحرافات وقاموا بتخريبات ، ولكني أحذركم من الظن بأن ذلك لم يكن ليحدث لولا اولئك الاشخاص المعنيون ، احذركم من الظن بأن ماحدث وما يحدث في الحزب مجرد أعمال شخصية (لاتيارات وان لم تتبلور بشكلها النهائي بعد) متصلة بحركتنا ، وان كانت غريبة عنها ايديولوجيا ، ((أني أنكر دور الآشخاص في هذه الانحرافات ولكنهم ليسوا مصدرها انهم نبتات جذورها الراسخة في تربة قطرنا . أن العدو يضحك من عقولنا ويفرح ان نحن حاربنا اوراق الشجرة واغصانها وتركنا جذورها سالمة علينا ان لانكون اغبياء الى حد اعتبار الاخطاء التي نشأت وتنشأ في وسطنا متأتية عن أولئك الاشخاص فنحاربهم دون محاربة التيارات الانحرافية وتنظيف حركتنا منها )) .

فما هي هذه التيارات بالنسبة لحركة العمال والشيوعية ؟

وهل ان العراق تربة صالحة تبت فيها هذه التيارات ؟؟

1- الا توجد في العراق مرتبات من العمال غير الواعين طبقيا (سياسيا) ولا يهمهم في النضال سوى الحصول على زيادة بضعة فلوس من اجورهم وتحسين شروط عملهم ، دون النضال السياسي الشيوعي ؟

ان هؤلاء هم الاقتصاديون عندما يسيرون وراء الافندية الذين يريدون حصر النضال الوطني _ السياسي بهم ، اي بطبقة البرجوازية الحرة .

ان الشراريين قالوا لأمثال هؤلاء العمال بأن الرأسمالي ، صاحب المعمل يستغلكم وينهبكم ويرهقكم ، فما عليكم الا ان تتخلصوا من استغلاله بجمع مبلغ من المال قدره 600 دينار ونحن نساهم بمثل هذا المبلغ فتشتغلون على بركة الله بمشاركة الحزب ، واخيرا لم يجمع المبلغ ففشل الاضراب وخسر العمال جميع ما حصلوا عليه في نضال سنة كاملة ورجعوا الى المعمل بأتعس الشروط ، ولكنهم رجعوا بدون النشيطين الذين كانوا يقودون أضرابهم ، أذ ان الشراريين تمكنوا من الحصول على مبلغ من المال من ابناء عمومة أصحاب معامل الأحذية ( ولعل المتبرع جاد بماله لغير وجه الله ) فأقنعوا أولئك العمال النشطين ، بفتح حانوت لهم ، وهكذا جردوا عمال معامل الأحذية من رفاقهم النشطين ، وحرفوهم عن النضال ، وذهب الأماميون يشجعون أولئك العمال سياسيا وأخلاقيا فصرفوهم عن النضال الى القمار والسرقة ، وهكذا خدم اصحاب ((الشرارة الجديدة)) أصحاب معامل الأحذية ووفروا لهم آلاف الدنانير سنويا وكفوهم شر نضال العمال – بالطبع الى حين- .

2- هل في العراق مراتب من العمال الماهرين ذوي الوعي الطبقي الناقص والممزوج بالأنتهازية أولئك الذين يعيشون أو يريدون ان يعيشوا كما تعيش الطبقة الوسطى ويفكرون مثلها ويريدون ان يحسنوا احوالهم بنضال بروليتاري سلمي ، وهل عندنا عدا هؤلاء مراتب من الطبقات الأخرى ومن المثقفين الذين يهمهم سير حركة العمال على اساس لا ثوري ؟

فهؤلاء هم الأشتراكيون الديمقراطيون الذين ترشيهم الطبقة الرأسمالية في أوروبا بالمراكز الوزارية والرواتب الضخمة ، وترشيهم عندنا –الآن- بتبرعات ومساعدات للزواج ، ووعود بجرائد علنية وحفلات ليلية ، ولا نريد ان نتنبأ عن عطاءاتها لهم في المستقبل.

أن الأشتراكية الديمقراطية –بشكلها المنشفي-تيار في حركة العمال ، لكنه تيار له سياسة معاكسة لقضية العمال ، معاكسة للماركسية – اللينينية تيار يتصف قادته بشعور البتي برجوا وتفكيرها ، تيار انتهازي أدى ببعض أقسامهم –التروتسكيين- الى الخيانة العلنية والتجسس ، فهل أنحرافات المنشفيك عن حزبنا كانت مجرد دوافع شخصية أم انها انبعثت من نفس المصدر الذي انبعثت عنه في البلدان الأخرى ؟

ان الانتهازيين هنا قلدوا اخوانهم المنشفيك-البائدين- في روسيا ولم يأتوا بشئ جديد مبتكر ، انهم قلدوهم لا لمجرد التقليد او حبا به ، ولم يكن هذا التقليد قضية شخصية بل ظاهرة اجتماعية ، اذ ان الظروف التي بعثت الانتهازية عند المنشفيك في روسيا وعند انتهزيي الدولية الثانية هي غير الظروف التي بعثتها هنا وان كانت لا تزال في دورها الابتدائي ولم تتخذ شكلها النهائي كتيار في حركة العمال يحمل ايديولوجية البتي برجوا ويخدم الطبقات الحاكمة ، تيار يريد ان يسير الطبقة العاملة في السبيل الذي تريده الطبقة الرأسمالية والامبريالزم أوعلى الأقل ، يحرفها عن الطريق الذي لا تريده الرأسمالية .

فالانتهازيون عندنا – الذين من فصيلة المنشفيك – حاولوا ان يقنعوا الحزب ((بأن الاشتراكية في العراق سوف لاتكون نتيجة نضال الطبقة البروليتاريا)) و(ان الطبقة) الثورية في العراق والتي بفضل قيادتها سنتوصل الىالاشتراكية هي (طبقة) الافندية ((لذلك يجب ان نفتح ابواب الحزب للأفندية)) و ((ان لاخوف من تذبذبهم طالما الحركة في مد وأنها ستستمر كذلك .. الخ)) انهم حاولوا تقويض النظام والضبط الحزبيين ، واضعاف الثقة بالقيادة وبالرفاق النشيطين ، واوجدوا التكتلات داخل الحزب لغرض التآمر والأستيلاء على قيادة الحزب ، انهم اختاروا الوقت الناسب لذلك بحجة المؤتمر الذي رفض الاشتراك فيه أكثرية اللجنة المركزية وجميع ممثلي فروع الحزب في الخارج وفي وقت لم يكن بأمكان السكرتير حضوره . انهم جمعوا 25 شخصا ممن آزرهم لمطامع شخصية وممن خدع بهم لضعف وعيه الطبقي وقلة اختباره وثقافته الثورية ، وخير دليل على قولنا هذا اجتماعهم الذي نعتوه ﺒ((مؤتمر وعي الطبقـة البروليتاريـة العراقيـة)) والذي عقـد امام أعيـن الشرطـة وبدون تدخلهانتيجة ضمانات أعطاها لهم رياض من ان الشرطة سوف لن تتدخل .

ولم يضع لهم هذا المنهاج واجبا سياسيا سوى اقرار منهاج حزبي انتهازي لا شيوعي أغفل في اهداف الحزب ذكر الدكتاتورية البروليتارية التي تعتبرها الاحزاب الشيوعية كافة ((الشئ الاساسي في الينينية)) و ((جوهر محتويات الثورة البروليتارية)) (ستالين) كما انهم في هدفهم القريب اعتبروا الاقطاع عدوهم المباشر وعلـة العلل ، أمـا الاستعمار فقد أكتفـوا بذكـر كونـه حليف الاقطـاع ، وهذا معناه ، طبعا ، انهم ككل الانتهازيين الذين يخدمون الرأسمالية ينكرون ضرورة الدكتاتورية البروليتارية والثورة البروليتارية ، وتصوروا الوصول للاشتراكية والشيوعية بطريقة سلمية لا عن طريق النضال الطبقي والثورة البروليتارية-وهذا ما تريده الرأسمالية بالفعل لتحويل حركة العمال الثورية الى حركة مسالمة لاضرر منها عليها- وقد يظن البعض ان ابطال ((مؤتمر وعي الطبقة البروليتارية العراقية)) دفعتهم شيوعيتهم الحية و((المرنة)) للتضحية بفكرة الدكتاتورية البروليتارية التي تميز الشيوعيين عن الانتهازيين ، بقصد خدع البرجوازية العراقية (ان كل من يتوهم خدع البرجوازية بهذا الاسلوب لايخدع سوى الطبقة البروليتارية) وجرها للنضال ضد الاستعمار لكنهم رضوا في الوقت نفسه بالاستعمار دون الاقطاع لأنهم قالوا بصراحة في منهاج حزبهم عن أهدافهم القريبة ((ان عدوهم هو الاقطاع)) وانهم يكرهون الاستعمار لانه يسند الاقطاع فاذا مازال الاقطاع زال ، بصورة اوتوماتيكية كرههم للأستعمار لأنهم لا يكرهون الاستعمار لانه يفقدنا سيادتنـا الوطنيـة ولا لأن شركاته ومصارفه تنهب بلادنا وتستنزف دماء عمالنا وفلاحينا وجميع شعبنا .

ان هذا الاجتماع الذي ارادوا ان يصموا به الطبقة العاملة العراقية ينعته ﺒ((مؤتمر وعي الطبقة البروليتارية العراقية)) برهن على عدم وعي المجتمعين فيه ، لا وعيا بروليتاريا ولا وعيا وطنيا ، لانهم انكروا فيه اهداف الطبقـة البروليتاريـة لاقامة الدكتاتورية البروليتارية المعروفة بشكل حكومتها بالديمقراطية السوفياتية ، وانكروا هدف الشعب العراقي التحرري وهوالسيادة الوطنية والتخلص من الاستعمار سياسيا وأقتصاديا .

هذه هي بعض أعمال (( مؤتمر وعي الطبقة البروليتارية العراقية )) – الشريفة- التي لم يخجلوا من نشرها ، أما الاعمال الاخرى التي كانوا قد وعدوا بنشرها ثم خجلوا فأظنها تتعلق بالطعن بأشخاص رفاقنا الذين لم يوافقهم على انتهازيتهم فلا عجب اذن أن رأينا الشرطة العراقية لم تتدخل لفض ((مؤتمرهم)) وأن رأينا وسمعنا أعوان الاستعمار وعملائه ينشطون في الدعوة لذلك ((المؤتمر)) ويجادلون في صحته ويهيئون له ويدعون الى حضوره.

أنهم في كل ما عملوه داخل الحزب قبل ((مؤتمرهم)) لم يستطيعوا تحويل سياسة الحزب الى الاتجاه الذي ارادوه ، ولكنهم في هذا ((المؤتمر)) شقوا الحزب واستطاعوا ان يسحبوا وراءهم فريقا ممن لهم استعداد للتذبذب وممن لم تكن لهم تجارب بأساليب الانتهازية وأغراضها الطبقية ، واستولوا على جريدة الحزب القديمة وعلى ادوات طباعته ومخزن أدبياته ، وبعملهمهذا ظنوا انهم أستولوا على الحزب واصبح بأمكانهم تسيير الحركة الشيوعية كما يشتهون وكما تشتهي الطبقات المعادية. واخذت ميولهم الانتهازية تظهر بوضوح كميل سياسي غريب ومعاد للشيوعية ولحركة العمال الثورية . وقد دلت على هذا تصرفاتهم الشخصية وسلوكهم الحزبي الانتهازي ومساوماتهم في سبيل العلنية على حساب الحركة وتشويههم للحقائق الشيوعية بحجة المرونة الشيوعية ، وأخيرا أستسلامهم وأنهزامهم من الميدان عند أبسط اصطدام بينهم وبين الشرطة . انهم جاؤوا بثلاثة عمال الىلجنتهم المركزية ليظهروا أنفسهم بمظهر حزب عمال ، لكنهم في الوقت نفسه بدلوا صفة أولئك العمال البروليتاريين التواقين الىترفيه حالهم وجعلوهم أصحاب حوانيت ، أي انهم مدوهم بالمال اللازم كرأسمال حرفي وهكذا أصبحوا حرفيين ولم ينسوا في الوقت نفسه فضل الغني الذي مدهم بالمال كرأسمال للحرفيين الجدد ، وكقرض لدفع مهر زعيمهم فأجلسوه بجانبهم في اللجنة المركزية ويكفينا للدلالة على انتهازيتهم ومساوماتهم ، ان ننقل البعض القليل الذي أتحفوا به الجمهور في عدد جريدتهم ((الشرارة الجديدة))- الموؤودة- العاشر والاخير لشهر حزيران1943 : جاء في مقالهم الافتتاحي ((نحن و الحكومة)) المساومة التالية على غلق جريدتهم الشرارة ((.. أعطونا حزبا ديمقراطيا ، وامنحوا لنا حرية التفكير والمجاهرة بالرأي ونحن مستعدون على ان نحجب حتى ((شرارتنا العزيزة)) حتى تتأكدوا من صدقنا ، أننا لسنا اناسا كما تتهموننا ديدننا التخريب وقلب نظام الحكومة ، معاذ الله لسنا كذلك . اذا منحتم لنا حرية التعبير عن آرائنا وسمحتم لنا بتشكيل النقابات والاحزاب كما هو موجود في أمريكا وأنكلترا فنحن مستعدون لان نظهر حسن نياتنا لكم ، بأن نغلق ((الشرارة)) كما (( اظهرها السوفيات لكم بغلق الكومنترن .. أذا فعلتم هذا فسنفعل ذلك فهل أنتم فاعلون ؟ سترينا الايام))

( محل التوقيع ...)

 

ان المقال عنون ﺒ((نحن والحكومة)) وبدأ موضوعه بأنهم سياسيون محترفون ولا يريدون أن يتخلوا عن ذلك الا أذا تخلوا عن حياتهم وشعبهم ومع ذلك فأنهم لم يكونوا يوما ليناضلوا لقلب النظام الحالي والحكومة الحالية اذا كانت هذه الحكومة منضمة الى جبهة الشعوب الموحدة ضد النازية . وبعد ان عددوا مساوئها انتقلوا الى ((بيت القصيد)) المعتقلين-الذين اعتقلوا في شهر آيار- ووجه الخطاب الى الحليفين الى شرشل وروزفلت العظيمين حول المعتقلين ، وانتهى أخيرا كما ترون فيما نقلناه بالمساومة على تعطيل جريدتهم .

وهنا نحن نقتطف من مقالهم التالي المعنون (( نجدد عهدنـا )) الفقرات التاليـة ((____)) أتخذت الحكومة السوفياتية مؤخرا قرار خطير الشأن يقضي بحل الكومنترن . ومن البديهي أن يكون لمثل هذه القرارات تأثير على اتجاهاتنا السياسية (( ... )) ان اول ما يستخلص من قرار الحكومة السوفياتية هو وجوب السعي لتعزيز التعاون مع الحكومة تعزيزا تاما . نعم هذا هو واجب الساعة ، واذا كنا نحن قد بذلنا الجهود لتحقيق التعاون مع الحكومة ، فأننا يترتب علينا الان مضاعفة هذه الجهود (( ... )) اننا لم نكن يوما ما أعداء لهذه (( ... )) واذ كنا اليوم نجدد عهدنا الى الحكومة بالتعاون معها فلا يعني هذا التعاون ان نتنازل عن مطاليبنا ، بل كل مانبتغيه هو اظهار استعدادنا لازالة العراقيل وكل المفاهيم الخاطئة التي لابست ذهنية المسؤولين عن حقيقتنا .

ولتعلم الحكومة اننا لانبغي من وراء جهادنا تغيير نظام الحكم والقضاء على طبقة من الطبقات ، بل أن مهامنا الرئيسية مكافحة الفاشستية عدونا المشترك (( ... )) ولتعلم الحكومة اننا لسنا حريصين على اصدار هذه الجريدة في كل الظروف والاحوال ، واننا نعلن عن استعدادنا لتعطيلها فيما اذا نزلت عند مطاليب الشعب الجوهرية بمنحها للجماهير الحريات الديمقراطية وفي مقدمتها حرية تأليف حزب ديمقراطي تسمح لتأليفه لأي كان من العناصر الديمقراطية . وفي هذا ما يدلل للمسؤولين عن حسن نيتنا ورغبتنا الشديدة في تجنب السير على خطة قد يجد المسؤولون استفزازا لهم فيها (( ... )) فالاحرى بها – الحكومة – ان تطلق سراح هؤلاء المعتقلين (( ... )) . ان هذا المقال لايختلف عن سابقه في القصد والجوهر الا انه اظهر للحكومة تأكيدات وخضوعا زائدين وتنازلا عن اصدار الجريدة اذا اعطت الحكومة حزبا لغيرهم واذا –وهذا بيت القصيد- أطلقت سراحهم من التوقيف ، وازدادوالها في تأكيدهم بأنهم وان كانوا حزبا شيوعيا الا أنه حزب مسالم يود التفاهم مع الحكومة وترك كل عمل يستفزها ، ويريدون من الحكومة ان تعتبرهم كذلك ليستطيعوا مضاعفة تعاونهم مع الحكومة .

اما ذكرهم عن اتخاذ الحكومة السوفياتية قرارا بغلق الكومنترن فهذا بهتان وزور وأفتراء على الكومنترن وعلى الحكومة السوفياتية ، فبيان الأممية الشيوعية يعطي ضوءا على العوامل التي حتمت على الاممية الشيوعية حل منظمتها ، ولم نقرأ في ذلك البيان أثر لتدخل الحكومة السوفياتية ، كما انه وقع من قبل رئاسة الاممية وسكرتاريتها الذين هم في الوقت نفسه قادة الاحزاب الشيوعية الكبيرة لفرنسا والمانيا واسبانيا وغيرها ، ولم نر تواقيع الحكومة السوفياتية على قرار حل الاممية الشيوعية فليس غريبا على من يريد المساومة ان يتهم غيره بالمساومة لكن ((الشراريين الجدد)) أتهموا الحكومة السوفياتية بالمساومة ، واعتبروا الاممية الشيوعية العوبة بيد الحكومة السوفياتية ، وفي المقال الثالث الذي سننقل اليكم بعض درره وجواهره اتهامات صريحة للحكومة السوفياتية والاممية الشيوعية ، أما قولهم ان ((من البديهي ان يكون لمثـل هذا القرار تأثيـر على اتجاهاتنـا السياسيـة)) فلعلهم لم يقصـدوا مايقولون ، اذ انهم لم يفهموا ان لكل حزب او جماعة سياسية اتجاها سياسيا، والتأثير على الاتجاه السياسي يعني حصول تبدل فيه وهذا يعني الانتقال من معسكر سياسي الى آخر ، أو لعلهم يقصدون ان حل الاممية حتم عليهم تبديل خطتهم ، ونحن بدورنا نسأل هل كانت لهم خطة قبل القرار وماذا كانت خطتهم ، و ((لكي يستطيع المرء تبديل خطة ينبغي ان تكون له خطة-لينين)) . ومن الظاهر ان الجماعة لم تكن لهم خطة ، اذ لو كانت لهم لحصلوا على بديل او عوض عن مساوماتهم التي أدت الى التسليم بدون قيد أو شرط .

ولننتقل الان الى المقال الثالث وهو ((حل الكومنترن)) .. ((ان حل الكومنترن في موسكو أثار أستغراب الكثير وأستفسار الكثير وشوه تفكير الاخر وضيع على الكثيرين مجال تفكيرهم بهذا الصدد بحيث لم يستطيعوا ادراك أسباب ونتائج هذا الحل وعليهأرتأينا ضرورة البحث قليلا في هذه القضية بغية أزالة الغيوم الدكناء التي غشت عيون البعض من ذوي الثقافة الضحلة)).

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.