اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

• حزب شيوعي لا أشتراكية ديمقراطية - الصفحة 4

 لقد أحصى صاحب المقال العبقري المستفسرين والمستغربين ومشوهي التفكير وضعيفي التفكير الذين لم يدركوا أسباب ونتائج هذا الحل ، فحصل لديه الكثير+ الكثير+ الكثير الاخر + الكثيرين أيضا ، وأن حاصل الجمع عنده بعض ، فأنبرى ليزيل بقلمه ((الغيوم الدكناء التي غشت عيون البعض من ذوي الثقافة الضحلة)).

ولننظر فيما كتبه لنرى كيف يبدد الغيوم الدكناء التي غشت عيون أصحابه ((ان الكومنترن هو أعلى منظمة للاحزاب الشيوعية العالمية)) ... ((انها تبلور سياسة الاحزاب العالمية)) ... ((ان هذه المنظمة العظيمة تتمشى على سياسة مرنة غير جامدة شأن الاحزاب الشيوعية الاخرى))((ان الحزب الشيوعي السوفياتي ممثل فيها أيضا وله الكلمة العليا)) ... ((اوجدت هذه المنظمة العظمى لحفظ تراث الثورة السوفياتية الكبرى من خطر الدول الرأسمالية ولتوجيه الاحزاب الشيوعية التي تعوزها التجربة توجيها صحيحا لتقف حئلا دون قيام دولة رأسمالية لايذاء الوطن الاشتراكي العظيم)) .. ان الكومنترن قد انحل ليس لان مهمته قد انتهت ، لقد انحل لان الظروف الدولية تتطلب هذا الحل ويفسر لنا كاتبنا العبقري هذه الظروف الدولية ﺒ((ان الحوادث التاريخية الانية جعلت من الضروري القيام بهذه التضحيةمن قبل الاتحاد السوفياتي المحبوب)) .

فلكي يظهر الاتحاد السوفياتي حسن نيته في تسيير دفة الحرب (كأنه لم يظهر حسن نيته قبل حل الاممية) التي تقتضيها الجبهة الموحدة العظيمة والاشتراك في عالم ما بعد الحرب السلمي ، ولكي يظهر الاتحاد السوفياتي أخلاصه لاصدقائه في الجبهة الموحدة ، وأنه لا ينوي قط التدخل في الشؤون السياسيـة الداخليـة للبلاد الاخرى لا بد انه طلب الى الكومنترن حل منظمته المعقودة في موسكو وكانت هذه الحركة الدبلوماسية من جانب الاتحاد السوفياتي خير دليل على حسن نيته في الحرب وفيما بعد الحرب وفي عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ((؟)) اننا نطيع بيان ديمتروف وزدانوف وتوريز ومارتي ، اننا جنود لستالين وشرشل وروزفلت مستعدون لنموت لتبقى رايتهم ترفرف على المعمورة ، وكل ما نطلب من الحكومة ، بأسم جبهة الشعوب المتحدة وترسيخا لسمعتها في هذا البلد أن تكافح الغلاء وتضرب على أيدي المحتكرين وتطلق –وهنا بيت القصيد- سراح الديمقراطيين . اننا لانكره الحكومة بل نحب شعبنا ، فأنتقادنا للحكومة هو ملاطفة لا أكثر ولا أقل(وتدلل البنت على أمها) دفاعا عن شعبنا لا كرها منا للحكومة او عدم رضانا بوجودها –محصنة بالله- وبأسم الجبهة الموحدة يناشدكم الحزب الشيوعي العراقي اطلاق سراح جميع الديمقراطيين الاحرار ... )) .

لقد أتعبت القارئ بكثرة المنقول فأرجو عذري اذ لابد لي من ذلك وان كنت قد كلفته قراءة أشياء كريهة تعافها الانوف ، وأضيف الان عبارة واحدة وانقلها من مقالهم الرابع ((العقد الاجتماعي)) ليتأكد القارئ من ان هذه المقالات الاربع لم تكتب الا لغرض واحد ..((ولايفوتنا أيضا قبل ختام هذه الكلمة ان نعلن صراحة وعلى الملأ وجهرا في الاعلان بأن الحزب الشيوعي على أهبة الاستعداد الى ان ينقطع عن اصدار جريدته ((الشرارة)) فيما اذا نفذت مطالب الشعب التي ناضلت وتناضل من اجلها وهي ... ((اطلاق سراح جميع الديمقراطيين والشيوعيين حالا)) .. ((لا اخال الحكومة بعدهذا يتسرب اليها الشك من وعدنا اذ أن وعود الشيوعيين لا ريب فيها (ووعد الحر دين) وحل الكومنترن (قميص عثمان) خير دليل على صدق نيتنا في تأييدنا لجبهة الشعوب الديمقراطية ، وأبلغ ما ضحينا لاجلها ، فالى تحقيق هذا العقد الاجتماعي بيننا)) .

هل للقارئ الكريم ان يجد مثل هذه الصفاقة والمسكنة وفقدان الكرامة الانسانية عند كتاب مهما بلغت حقارتهـم وانتهازيتهـم ، اللهـم الا في معسكر (الشرارة الجديدة) و (الى الامام) الموؤدتين.

لقد نزعوا الحياء عن وجوههم والصقوا التهم بالاتحاد السوفياتي وصوروا الاممية الشيوعية لعبة بايدي الدولة السوفياتية ، وأعلنوا ساعة حربهم لقرار ديمتروف وزدانوف وتوريز ومارتي ، وحملوا راية ستالين وشرشل وروزفلت بدون خوف من الموت ، وبالاخير ، سقطوا على اقدام الحكومة طالبين منها ومن الجبهة الموحدة وبأسم الجبهة الموحدة أطلاق سراح المعتقلين ، وليس هذا فقط ، أذ ان كل ما جاء في هذين المقالين والمقالين السابقين لم يكن سوى مساومات بخسة لاطلاق سراح جماعتهم وأسلوب غوبلزي لتحضير أذهان البسطاء من زملائهم لقبول الامر الواقع وهو تعطيل جريدتهم التي سبق ان اتفق قادتهم على تعطيلها في الموقف ، ولم ينسوا ان يختبروا زملائهم اذا كان فيهم من هو مستعد لتوزيع بيان بوأد جريدتهم فوجهوا أسئلتهم بهذا الخصوص في العدد نفسه وفي الصفحة العاشرة –الاخيرة– وهذه بعض أسئلتهم :-

السؤال الرابع : ما الذي يجب عمله فيما لو لبت الحكومة طلب الحزب المشروع بأرجاع الحريات التي اقرها الدستور ، وتأسيس العلاقات مع الاتحاد السوفياتي ، وعدم مطاردة الاحرار والضرب على ايدي المحتكرين والخ .. ؟

السؤال الخامس : ما الذي يجب عمله فيما لو كلفت بتوزيع منشور ؟

السؤال السادس : ما الذي يجب عمله في حالة خيانة أحد الرفاق في اوضاع وظروف مختلفة ؟ (يهيئون جماعتهم لتقبل خيانة سكرتيرهم بحجة ظروف واوضاع مختلفة) وهذه هي الاوضاع والظروف المختلفة كما بينوها في سؤالهم الاتي :

السؤال السابع : ما الذي يجب عمله فيما لو أستمرت الحكومة على اعتقال الاحرار الديمقراطيين والشيوعيين واستعمالها الوسائل غير المشروعة في التحقيق؟

السؤال العاشر : لاجل تأمين مورد مالي للحزب ؟ (طبعا حتى بعد تعطيل جريدتهم وايقاف عملهم لكي يبقى الاثنان مسؤولين عن اعالة اسيادهم الاقطاعيين) .

وبعد هذه المساومات العلنية المفضوحة بين الشراريين والحكومة او بالاحرى بينهم وبين الشرطة ثم الاتفاق بينهم اخيرا على التسليم بدون قيد أو شرط فنشروا بيانهم بتعطيل جريدتهم ((الشرارة الجديدة)) وليس في الامر ما يوجب الدهشة من صدور مثل هذا الشئ عن الانتهازيين (وهكذا فعل أيضا ((المؤتمريون)) بجريدتهم –الى الامام- وبمنظمتهم) . الا ان المدهش في الامر ادعاؤهم بان العظيم ستالين قد اوصى لهم بأن يكونوا شيوعيين و (شيوعيين مرنين) ينبذون الشيوعية الجامدة كما ينبذها هو –ستالين- وان يتمشوا (على نهج شيوعية خالقة) ((مبدعة خالقة)) وكذلك أوجب على الشيوعيين المرنين –البهلوانية- الذين ينبذون الشيوعيـة الجامدة والذين يتمشون على نهج ((شيوعية خالقة ، مبدعة خالقة)) ان يكونوا مستعدين للتضحيـة بكل شئ حتى بالشرارة العزيزة عليهم وهكذا فعلـوا للاسباب التاليـة كما جاء في بيانهم :-

أ- ان صدور قانون تنظيم الحياة الاقتصادية أرعب المحتكرين فولوا الادبار .. ((ان السوق يهبط هبوطا مستمرا وفوضى الاسعار في طريقها الى التلاشي ))- الكلام في حزيران 1943-.

ب- لاينكر (لاينكر سوى الحسود) ان الحكومة سمحت ببعض الحريات الديمقراطية فالجرائد حسنة والمجلات – وهل هناك جرائد ومجلات حرة لتكتب ؟- كافة تستطيع ان تكتب ما تشاء لحد ما وهذه حسنة نسجلها للحكومة .

ﺠ- أعتقالها للنازين (( ... )) واطلاق سراح بعض الديمقراطيين (( ... )) فعلى ضوء هذه المعلومات ، وبناءا على الظروف الناشئة من حل الكومنترن – الاممية الشيوعية – وبناء ... وبناء .. – قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (حزب الشرارة الجديدة الموءودة) بأجماع الاراء غلق جريدة الشرارة ، وستكون هذه التضحية من حزبنا بمثابة دليل عملي على حسن نيتنا تجاه الحكومة .. )) ولكي يكتسب بيانهم هذه الصفة الرسمية : ولكي تثق الشرطة العراقية بكلامهم ، أرسلوا صورة منه الى :

1- سموالوصي المعظم .

2- فخامة رئيس الوزراء ووزرائه .

3- مجلس النواب .

4- السفارة البريطانية .

5- السفارة الامريكية .

6- مديرية الدعاية العامة .

7- السفارات والقنصليات العربية .

أكتفي بنقل هذا المقدار من تفكير وآراء الانتهازيـة التي ظهرت في حركتنـا والمعروفة بحركة ((الشرارة الجديدة)) و ((المؤتمريين)) (الاماميين) وكيف أخرجوا اراءهم الى حيز العمل ، ونشرو الفوضى والتبلبل بين كثير من الرفاق والعمال وحتى بين بعض الطيبين منهم .

ان أهم ما تتطلبه حركتنا الان هو القضاء على هذا التبلبل وهذه الفوضى عند بعض الرفاق الحزبيين الذين هم خارج الحزب وتنوير رفاقنا الحزبيين بجوهر الموضوع ليستطيعوا اداء واجباتهم في القضاء على هذا الخطر ، لابد لهذا من معرفة جوهر القضية ، لابد من ان نميز ما اذا كانت هذه الانتهازية التي اتخذت شكلها الصريح نتيجة أعمال شخصيته ومؤامرات أشخاص ام انها صدرت عن انحرافات خطرة لها عوامل اجتماعية في ظروفنا الموضوعية .

لقد عالجت الموضوع وبينت العوامل المؤاتية لنمو هذه الانحرافات – يمينية و يسارية – في وسطنا ، وللتوسع في فهم الموضوع والتوجه الصحيح لمكافحته آثرت ان أنقل اليكم من خطاب الرفيق ستالين في الاجتماع الواسع للجنة موسكو ولجنة المراقبة –لمنظمة موسكو-للحزب الشيوعي-البولشفي-في 19 تشرين الاول عام 1928 ((أظن ايها الرفاق علينا قبل كل شئ ان نجرد افكارنا عن الجزئيات والامور الشخصية ، وما أشبه ، لكيما تستطيع حل مسألة الانحراف اليميني الذي يهمنا اليوم ، هل يوجد في حزبنا خطر انتهازية يمينية ؟ هل توجد عوامل موضوعية مؤاتية لنمو خطر كهذا ؟ كيف يجب محاربة هذا الخطر ؟ هذه هي الاسئلة التي تجابهنا الان ، الا اننا سوف لا نستطيع حلها ما لم نطهرها من جميع الجزئيات والعناصر غير المتعلقة بالامور التي تربكنا والتي تمنعنا من تفهم جوهر القضية))((لقد أخطأ زابولسكي في أعتباره قضية الانحراف اليميني أمرا عرضيا ، لقد صرح بانها ليست أنحرافا يمينيا بل مجرد مشاغبة ودسائس شخصية .. الخ .. ولنفرض لحظة ان المشاغبة والدسائس لها بالفعل بعض التدخل في ذلك ، كما لها عادة في كل نضال ، لكن ارجاع كل شئ للمشاغبة والتقصير عن رؤية جوهر القضية الذي وراءها معناه الخروج عن السبيل الماركسي الصحيح اذ ان منظمة واسعة متراصـة ، كمنظمـة موسكو ذات المقام الراسخ لايمكن تحريفها من القمـة الى الاسفل واهاجتها بمساعي بعض المشاغبين او الدساسين . لا أيها الرفاق ، ان مثل هذه الاعاجيب لا تحدث ولا حاجـة لي للتأكيـد لكم بأن قوة منظمـة موسكو وقدرتها لايمكن تقديرها بمثل هذا الاستخفاف ومن الظاهر ان اسبابا أكثر حقا كانت قد عملت فيها اسباب لا علاقة لها بالمشاغبة والدسائس)) .

((وفرونتوف لقد أخطأ كذلك ، اذ أنه بالرغم من اقراره بوجود خطر يميني الا انه يظن ان المسألـة لاتستحق اناسا جديين مشغولين وانشغالهـم بها جدا وفي رأيه ان قضية الانحراف اليميني ليست سوى موضوع لمثيري الضوضاء للجديين من الناس. اني افهم فرونتوف جيدا ، انه غارق بأشغاله اليومية العملية ، وليس له وقت للتفكير بمستقبل تطوراتنـا ، لكن هذا لايعني ان علينـا ان نحول الاتجـاه العلمي الصرف والضيق عند بعض رفاقنـا الحزبيين الى دوغمـا –عقيدة- من دوغميـات عملنـا العمراني ، ان اتجاها عمليا صحيحا لهو من الاشياء الحسنة ، لكن هذا الاتجاه اذا فقد (بعد النظر في المستقبل) في العمل وعجز عن اخضاع العمل الى خطة الحزب الاساسية فانها ستصبح رجعة ومع ذلك فلا يجب ان يكون من الصعب الفهم بان قضية الانحراف اليميني لهي قضية خطة حزبنا الاساسية ، انها قضية تقرير ما اذا كانت أهداف مستقبل التطور التي رسمها حزبنا في المؤتمر الخامس عشر صحيحة أم خطأ)) .

((وكذلك أخطأ الرفاق الذين عند بحثهم قضية الانحراف اليميني ركزوا على قضية الافراد الذين يمثلون الانحراف اليميني ، وقالوا أرونا اليمينيين والموفقين سموهم لنا ونحن نصفي الحساب معهم . ان هذه ليست الطريقة الصحيحة لعرض القضية ، ان للافراد أهميـة طبعا ، غير ان القضيـة ليست قضيـة افراد بل قضيـة الظروف والمواقف التي توجد الانحراف اليميني في حزبنا . لذلك قضية الافراد لاتحل القضية بالرغم من انها دون شك ذات أهمية . واذكر بهذه المناسبة حادثا وقع في أوديسا في نهاية عام 1919 أو في بداية عام 1920 ، عندما كانت جيوشنا تدمر جيوش دينيكين في أوديسا بعدما طردتهم من أوكرانيا . ان عددا من الجنود الحمر لم يتركوا زاويـة من أوديسا لم يفتشوها للعثور على ((الحليفة)) معتقدين بأنهم أسروها –الحليفة- فان الحرب ستنتهي ، فمن المفهوم ان جنودنـا الحمر لو صدق وأسـروا بعض ممثلـي الحلفاء في أوديسا ، فان ذلك بالطبع لم يكن لينهي قضية الحلفاء ، لان جذور الحلفاء لم تكن مغروسة في أوديسا ، بالرغم من ان أوديسا كانت حينذاك مقر دينكين الاخير ، بل في الرأسمالية العالمية وما قلناه عن اولئك الجنود نقوله عن بعض رفاقنا الذين ، في قضيـة الانحراف اليميني يركزون على الافراد الذين يمثلون ذلك الانحراف ، ناسين الظروف التي تبعث الانحرافات ، ولهذا السبب علينا اولا تفهم الظروف التي تبعث الانحراف اليميني وكذلك ((اليساري))- التروتسكي عن الخطة اللينينية)) .

((ان الانحراف اليميني في الشيوعيـة في الظروف الرأسمالية ميل وانعطاف وان كان في الحقيقة لم يتبلور بعد ، وربما لم يدرك بوعي حتى الان ، ولكنه مع ذلك فهو ميل من قبل قسم من الشيوعيين للابتعاد عن الخطـة الماركسية الثورية الى اتجـاه الاشتراكية الديمقراطية . وعندما تنكر جماعات معينة من الشيوعيين شعار ((طبقـة ضد طبقة)) في الحملات الانتخابية –في فرنسا- أو عندما يكونون معارضين لتقديم الحزب الشيوعي مرشحين مستقلين –في بريطانيا العظمى- او عندما يكونون غيـر راغبين في القيام بحملة نضال شديدة ضد يساريي الاشتراكيـة الديمقراطيـة – في المانيا- الخ الخ .. فان هذه تظهر لنا وجود افراد في الاحزاب الشيوعيـة يعملـون على تكييف الشيوعية الى الاشتراكية الديمقراطية . فأنتصار الانحراف اليميني فـي الاحزاب الشيوعية ، في الاقطار الرأسماليـة ، معناه الانهيار الايديولوجي للاحزاب الشيوعية ، وزيادة عظمى في قوة الاشتراكية الديمقراطيـة وماذا تعني زيادة عظمى في قوة الاشتراكية الديمقراطية ؟ انها تعني تقوية وتثبيت الرأسمالية ، لان الاشتراكية الديمقراطية هي الدعامة الرئيسية للرأسمالية في وسط الطبقة العاملة .

وهكذا فانتصار الانحراف اليميني في الاحزاب الشيوعية في الاقطار الرأسماليـة سيزيد في الظروف الملائمة لابقاء الرأسمالية .

هناك بعض مقتطفات حول الموضوع ننقلهـا من خطاب الرفيق ستالين -1929- عن الانحراف اليميني في الحزب البولشفي – أختلافات - مع بوخارين- في قضايا الكومنترن .

((والقضيـة الثانيـة هي قضيـة الميل التوفيقي في احزاب الاممية الشيوعية .لقد تضمن موضوع بوخارين ضرورة محاربـة الانحراف اليميني ، ولكنه لم يقل كلمة واحدة عن محاربة ميل التوفيقيين مع الانحراف اليميني .

ان ذلك بالطبع نقص فاضح ، اذ انـه عندمـا تعلن الحرب على الانحراف اليميني يتخفى الانحرافيون اليمينيون عادة بزي الموفقين ، ويجعلون الحزب في موقف حرج ولكي نمنع مناورة منحرفي اليمين هذه يجب علينا ان نلح بأثارة حرب صادقة ضد الميل التوفيقي)) .

((والقضية الرابعة هي قضية الضبط (دسبلن) لم يحتو موضوع بوخارين على ذكر ضرورة حفظ الضبط الحديدي في الاحزاب الشيوعية وكان هذا أيضا نقصا ذا أهمية غير قليلة ولماذا ؟

لانـه في الوقت الذي تكون فيه الحرب ضد المنحرفين اليمينيين في اشتـداد ، في الوقت الذي يكون فيه شعار تطهير الاحزاب الشيوعية من العناصر الانتهازيـة نافذ المفعول ، يعمد المنحرفون اليمينيون عادة الىتنظيم امفسهم ككتلة ، ويضعون ضبطا خاصا بكتلتهم ، ويمزقون ضبط الحزب ويحطمونه .

وللمحافظة على الحزب من هجمات منحرفي اليمين الكتلية علينا ان نشدد في ضبط حديدي في الحزب وعلى خضوع لا شرطي من قبـل أعضاء الحزب لهذا الضبـط وبدون هذا لا يمكن ان تثار حرب جدية ضد منحرفي اليمين)) أظن ان فيما نقلته عن الرفيق ستالين الكفاية ليوضح لنا :-

1- ان الانحـرافات في الاحزاب الشيوعيـة في الاقطار الرأسماليـة ، هو ميل ، ومن قبل قسم من الشيوعيين للابتعاد عن الخطة اللينينيـة الثوريـة والاتجاه نحو الاشتراكية الديمقراطية ، وتكييف الشيوعية وفق الاشتراكية الديمقراطية التي هي دعامة الطبقات المستثمرة في حركة العمال .

2- وان الحرب ضد الانحرافات يجب ان لاتقتصر على تنحية الانتهازيين وتطهير الحزب منهم ، بل ان تحارب الانحـرافات كميل خطر جدا له جـذوره في الاوضاع الاجتماعيـة والاقتصاديـة في القطـر ، اي ان نحارب الافكار التي تنبعث منهـا الانتهازيـة .

3- ان لا ينشغـل الثوريـون عن الانحرافات باعتبارهـا خطـرا على الحزب ، بأعمالهم الحزبية الاعتيادية الانية دون التفكير بمستقبل الحركة واهدافها ، وبدون الانتباه الى ان انتصار الانحرافات داخل الحزب معناه ضياع الامل بتطور الحركة .

4- وجوب تطهير الاحزاب الشيوعيـة من المنحرفيـن بأعتبارهم اداة النفـوذ البرجـوازي – المعـادي داخل حزب البروليتاريـا ، وان تشن الحـرب لا علـى الانتهازين المفضوحين فحسب بل كذلك على الموفقين .

5- ان يفرض ضبط حديدي على الاعضاء وخضوع لا شرطي لهذا الضبط وبهذا فقط يمكن تحطيم تكتلات المنحرفين داخل الحزب ، بالوقوف ضد هجماتهـم لتنفيذ شعار تطهير الحزب الشيوعي من الانتهازيين .

لقد بينت في مستهل هذا القسم من موضوعي وجود العوامل الموضوعية والمؤاتية لنهوض الانتهازية في بلادنا ، وان هذه الانتهازية وان لم تكن واضحـة ( بالنسبـة لحركـة العمال في اوروبا ) الوضوح الكافي ، قـد ماثلت في تفكيرهـا وسلوكهـا انتهازية الاشتراكيـة الديمقراطيـة بشتى فصائلها ، ولم يكن من الغريب ان تظهر انعكاساتهذه الانتهازية (بالاضافـة الى الانتهازيـة التي تعكسها الطبقات الاخرى بسبب وضع البلاد الاقتصادي والاجتماعي وطبيعة نضالنـا التحرري) في حزبنا بشكل انحرافات يمينية ويسارية عن الخطة الثورية اللينينية ، ولم يكن من الغريب ان تظهر بشكل عنيف جارف ، وفي الوقت نفسه مبهم ومشوش ، وما سبب ذلك الا ظروفنا الذاتية والموضوعية ظروف قطرنا السياسية والاجتماعية ، هذا القطر الصغيـر المتأخر ، والجامع في الوقت نفسه لحزمة من متناقضات الامبريالزم ، وظروف طبقتنا العاملة الفتية التي لم يمض وقت طويل على خروجها من طبقة الفلاحين والحرفيين وصناعهم وممن انحدر من مراتب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة .

ان بلادنا مستقلة وغير مستقلة ، تحكم من قبل وطنيين لكنها لاتملك السيادة الوطنية ، انها ديمقراطيـة لكن الشعب لايستطيع ممارستها ،بلادنا غنيـة لكن شعبنا يتضور جوعا ، الملكيـة الشخصيـة وحريـة التجارة محترمتان لكن موارد البلاد الرئيسية وثروتها الطبيعيـة مسلوبـة ومحتكرة من قبـل ملوك المال الاستعماريين ومن قبل مصارفهم وشركاتهم ، انتاجنـا متأخر وفلاحونـا يقلبـون الارض بمحراث خشبي ويحصدون بمنجل يدوي واحيانا يقلعـون الحاصل قلعـا من جذوره بأيديهم لكن ما ينتجونه بضاعـة مرتبطـة بالسوق العالمية ومحتكرة من قبل الشركات الرأسماليـة الاحتكاريـة العالميـة ، شعبنا يكد ويكدح ليقدم الضرائب لا لتصرف على مصلحة الشعب ، بل لاعالة جيش من البيروقراطية وجهاز حكومي اقيم لارغام الشعب باللين والقوة لمشيئة الامبريالزم وشركاته .

ان العـراق يشكل انتاجه الزراعـي المتغلب ليس القطر الرأسمالي لكنه في نفس الوقت قطر ينتج البضاعـة للسوق العالميـة المحكوم سياسيـا واقتصاديـا من قبل الامبريالزم العالمي وشركائـه ، يضاف الى هذه التناقضات الناجمـة عن الحالـة الدولية وعن النضال الطبقي المحلي .

فالعراق مستقـل بالنسبـة الى بعض اقسام الطبقتين ، طبقـة الاقطاع وطبقـة الرأسماليين والتجار وبالنسبة الى محترفي التوظيف من الوزراء وكبار الموظفين الذين اوشكوا ان يندمجوا في هاتين الطبقتين وبالنسبة الى القشرة الفوقانية من المرتبات والطبقات الاخرى . اما لمجموع الشعب الذي يتمثل بصغار المنتجين من الفلاحين والحرفيين وغيرهم ، وبالعمال والموظفين الصغار فهو ليس غير مستقل فحسب بل مبتلى باستثمار مركب ، اجنبي ووطني ، وبعبوديات جميع المجتمعات الطبقية التي عانتهاوتعانيها البشرية . فلا عجب ان رأينا الشعب العراقي بصـورة عامة ، والبروليتاريا العراقية ، ساخطا ناقما وثائرا (وان كانت ثوريته لاتزال شبـه فطرية لابتعاده عن التنظيم والنظرية الثورية) ، ولا عجب ان رأينا الامبريالزم ومعه المنتفعون من الوضع (وحتى الطبقات والفئـات الثوريـة بحكم نضالهـا الوطني ، والرجعيـة بحكم تفكيرها وبحكم مصالحها الطبقية) يرهبون ثورة الشعب وسخطـه ويحسبون له الحساب ، ولا عجب ان رأيناهم يحاولون مساعدة الانتهازيين في حركة العمال على ركوب صهوة جواد البروليتاريا لأخذ العنـان بأيديهـم وتحويـل رأس الجواد أو ايقافه عن الجري ، او على الاقل الحد من سرعة جريه .

ولاعجب ان رأينا الانتهازية تظهر داخل حزب البروليتاريا بشكل انحرافات يمينية او يسارية ، كلما تطورت الحركة وفي كل خطوة جديدة يخطوها الحزب الشيوعي في نضاله ، وردا على واجبات جديدة يرسمها للحركة . فالانحرافات التي ظهرت داخل حزبنا كانت نتيجة التصادم الطبقي بين الطبقة البروليتارية العراقية ومستغليها ، وكذلك نتيجة تصادم القوى الوطنية والامبريالزم .

وقد صدق رياض عندما قال بأن ((مؤتمره)) جـاء دليلا على وعـي الطبقـة البروليتارية العراقية ، اذ لولا وعي الطبقة البروليتارية العراقية ، ولولا حركتها الفتية المتنامية لما أضطرت الانتهازيـة الىعقد ذلك الاجتماع لتشطر به الحزب الشيوعي بغية ضرب حركة العمال ، الا ان سهمهم طاش ، ورجع كيدهـم الى نحرهم.

ومما ساعد على بروز الانحرافات داخل حزبنا بشكل خطر ، حداثة عهد البروليتارية العراقية اذ ان معظم عمالنا العراقيين جاؤوا حديثا من طبقة الفلاحين والحرفيين ولا يزالون بتفكيرهم اقرب الى البرجوازية الصغيرة من البروليتاريا ، يضاف الى ذلك قلة اختبارهم بأساليب الانتهازية ، وقلة الكادر الحزبي المتقن للنظرية الثورية وتطبيقها ، يضاف الى ذلك انعدام الاحزاب العلنية (الديمقراطية) والنقابات في القطر ، مما دفع كثيرا من العناصر غير البروليتارية من اعداء الاستعمار واعداء الوضع بصورة عامة ، والموظفين والطلاب غير المسموح لهم بالاشتغال بالسياسة وطلاب التزعم والمراكز وعشاق حب الظهور وأقسام العمال الذن لايهمهم سوى تحسين احوالهم المعاشية ، أقول مما دفع جميع هؤلاء الى التهافت على الحزب الشيوعي للعمل فيه . فلو كانت في القطر احزاب ديمقراطية ونقابات لوجد هؤلاء ضالتهم فيها ، ولتمكن الحزب في الوقت نفسه من تجنيد الطليعة على اساس اختبار نضالهم وميولهم في تلك المؤسسات .

ولقد سلكت الانتهازية طرقـا ملتويـة في نشاطها لاخفاء حقيقة كونها انحرافا عن الخطة اللينينية الثورية ، لاخفاء كونها ميلا (لا مؤمرات افراد) غريبا عن الشيوعية . كان الانتهازيـون يصرخون بملء افواههم بان سياسة الحزب وخططـه كانت صحيحة ، لكنهم عمليا كانوا يعاكسون سياستـه ويعرقلون خططه واستمروا على ادعائهم هذا وعلى سلوكهم المعاكس حتى نشروا بيانهم بتعطيل جريدتهم ((الشرارة الجديدة)) وكذلك أدعى وسلك الانتهازيون الذين لم يدخلوا الحزب ابدا ومعهم المطرودون من الحزب ، عملوا كل شئ ، لاظهار حركاتهم بكونهاحركات فرديـة ، بين اشخاص عملوا على تحطيم الضبط الحزبي ليتهموا القيادة بالضعف ، وفي نفس الوقت يصرخون متشكين (من دكتاتورية القيادة ، اي دكتاتورية السكرتير) كانـوا يخربون ويلقون تبعة التخريب على ((ضعف القيادة)) كانوا ينقسمون الى كتل داخل الحزب يمسك بعضها بطرف واحد من الحبل ويمسك الاخر بالطرف الثاني محاولين اثارة الشغب والفوضى داخل الحزب ، وكانوا يثيرون حروبا (مصطنعة احيانا) فيما بينهم ليحولوها الى حرب ضد القيادة وكانوا يعرقلون اجراءات القيادة ضد الخونة والمنحرفين ويحمونهم ليرجعوا بعد بضعة اسابيع فيتهموا القيادة بتحملها تبعة امثال هؤلاء الخونـة داخـل الحزب ، كانوا يحاولـون اغراق الحزب بالعناصـر غير البروليتارية وغير المرغوب فيها وفي الوقت نفسه يهملـون تنظيم العمال وتثقيفهم ويحدون من نشاطهم ويحاولون كسر أضراباتهم ، وكانوا يفسرون الجبهـة الوطنية الموحدة بادخال ، كل من لايريد الفاشستية ، داخل الحزب ووضع منظمات الحزب والشيوعيين تحت نفوذ الاصنام ، وقد كانوا بالفعل يتجسسون ويقومون بدعاية واسعة داخل الحزب لاشخاص في الخارج يدعون التقدم في افكارهـم . وبالاخيـرفانهـم ماركسيون لينينيون متمسكون باللينينيـة الثوريـة وسياسـة الحزب وخططه لكنهم لايتفقون مع سلوك سكرتير الحزب ودكتاتوريتـه لذلك خلقوا لهم ضبطا كتليا خاصا بهم ، وعملوا على نشر دعاية واسعة بين من تلمشوا فيه ضعفا من الاعضاء بغيـة السيطرة على الحركة ، وكلما انشق فصيـل منهم وجد لـه في سلـوك السكرتيـر الدكتاتوري حجة (بعد خروج الفصيل طبعا) وادعى زورا تقديم اقتراحات تنظيمية لم تجب وانه لايستطيع نفع الحركة داخل الحزب لان اللجنـة المركزية تؤيد السكرتير ولا تؤيده هو ، واذا افتضح احدهم او بعضهم وظهرت خيانتـه فذلك بالطبع ، في نظرهم ، سلوك شخصي خاص بهؤلاء الافراد لاعلاقة لهم به ، لانه ليس في الامر ميل انتهازي واتجاه غريب ، بل مجرد خيانـة افراد او اخطاء افراد (وسبحان من لايخطئ) وهل في العراق شيوعي معصوم من الخطأ وأخيرا من المسؤول ؟

فليس هناك ميل انحرافي خاص لتلقى عليه التبعية ، والافراد بشر مساكين لابد لهم من الخطأ اذن من المسؤول ؟ (حسب ادعائهم) لابد ان يكون ((ضعف القيادة)) او ((انشقاق الحركة)) . بهذا المنطق يحاولون اخفاء الانحراف كميل ويبررون خيانة زملائهم في الانتهازية ، ويلقون تبعتها على القيادة وهلم جرا ..

لقد عانت الانتهزية عندنا هزيمة وفضيحة تلو فضيحة وحاولت ستر هذه الهزائم والفضائح بالقاء تبعتها على عاتق غيرها ، ونجحت الى حد بعيد رغم هزائمهـا وفضائحها ورغم التفسخ الذي اصاب قادة الانتهازيـة ، من حجر فريق كبير من الرفاق الطيبين ومنعهـم من الرجوع الى الحزب ، ومن الوقوف في طريق سير الحركة الوطنية وحركة العمال ، وحجتها في ذلك شعارها القائل بتدهور الحركـة بسبب وجود ثلاث كتل (او اربع كتل) شيوعية ، وفي الوقت نفسه برهن الانتهازيون على انهم لايريدون وحدة ، ولا يريدون حزبا شيوعيـا ذا وحدة في الارادة والعمل والتنظيم ، وبمعنى اصح ، انهم يريدون تبرير موقفهم امام الرفاق الطيبين الذين قد تنطلي عليهم دعوتهم الكاذبة للوحدة- كما شرحناها في النشرة الداخلية التي وزعناها على الرفاق الحزبيين – لكيما يسهل عليهم القيام مرة اخرى بمناورة جديدة لضرب الحزب الشيوعي ضربة ((موحدة)) انهم يطبخـون الان الوحدة ، وحدة جميع الكتل الانتهازية ، وجميع الافراد الذين لفظتهم الشيوعيـة في اتحاد واحد بزعامة (انهم بالطبع كلهم زعماء) خائن جديد ترك صفوفنـا مؤخرا ، انهم يتفاوضون فيما بينهم الان من اجـل هذا الاتحـاد وعاملـون على لم الشعث في اتحـاد بين الافـراد والجماعات التي كره بعضهـا البعض ويحارب بعضها البعض وتتناقض مصلحـة بعضهـا مع مصلحـة البعض ، والحرب بينها مستمرة منذ ان دخلـوا في الحركة ولا يوحد فيما بينهم سوى انتهازيتهم وكرههم للحزب الشيوعي ، فالاتحاد اذن مفهوم غرضه ، وهم لايخفـون هذا الغرض ، انه اتحاد ضد الحزب الشيوعي العراقي –القاعدة- كاتحاد اب الذي جمع تروتسكي من جميع فصائل المنشفيك ضد البولشفيك .

انهم تركوا الان فكرة الحزب الشيوعي الموحد واستعاضوا عنها بنظرة الحزبين ، مدعين بان الحزبين ((شيوعيين)) خير من اربع فرق انتهازية في كتلة كبيرة تضم اليها الاعوان المبعثرين تقوم بهجوم موحد ضد الحزب الشيوعي –القاعدة-لتستقل- هي بالحركة وتسيرها وفق مشتهاها ، وبمعنى أصح وفق مشتهى أعداء الحركة .

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.