وداعاً جلال جلو( أبو مسار) – بقلم / نبيل تومـي

وداعاً جلال جلو(  أبو مسار)

نبيل تومـي

أنتابني السكون والصمت وشعرت بلسعة البرد تجتاحني  حين أبلغني العزيز جلال يلدكو عبر الخلوي برحيلك أيـها الرفيق والصديق العزيز جلال جلو أيهـا الشيوعي الكريم الوهـّاب أبـداً

 

أغمضتُ عيناي وإذا بي أراك واقـفاً أمامي كرؤى أبعدتني إلى الوراء اكثر من 28 سنة ، .... نهضت من مكـانك مسرعـاً ، لأستقبالي ، بحفاوة والبهجة واضحة في عينيك الدامعتان ...كـان ذلك في مقر لجنة بغداد للحزب الشيوعي العراقي عـام 1972 ، مهـنئاً بسلامة خروجي من السجن سالـمناً ، وكان سؤلك الأول إن كنتُ بخير وهل عذبت أو تأذيت وغيرهـا كثيرة كانت الأسئلة !!  حضنتني بكل حنية ومودة أيــها الرفيق الغالي كـآب أو كأخ او علهُ كأبن أو ربمـا كنت جميعهم

 

أحسستُ وقتـهـا كم هـم طيبون هؤلاء الشيوعيون أمـا جلال فكان البرهـان . 

 

وكثرت لقاءاتـنا في مختلف الأماكن والأنشطة وتعلمت منك الكثير ، ألتقيتك في نادي بابل الكلداني في بغداد ، وكنت أنت المشارك في الكثير من المبادرات في الشبيبة والأتحاد ، كنت على الدوام مقـدامـاً في العطاء والتضحيات معـلمـاً أحيانـاً وطالبـاً في آخر، شجاع بلا نهاية صبوراً صامداً ضد كل أشكال الظلم والأرهاب السلطوي العفلقي ، وسعيداً كنت يا آبـا مسار بتقديم يد المساعدة للمحتاجين وتركض لهم أينـما كنت أو كان موقعك ، فخوراً أني عرفتك يـا جلال ... 

 

هكـذا عرفتك وهذه حقيقتك كثير العطاء ككل الشيوعيين كبير القلب رؤوف رحيم دافئ إلى مـا لا نهاية ... صلبـا كنت كعود السنديان قويـاً في مبادئك كـالقائد فـهد شيوعيـاً من الطراز الأول .

 

 بعـدت عن الوطن والديار مكرهـاً وتعذبت كثيراً في المنافي وتحمـلت الكثير من المحن والقهر ولكنك لم تلين بقيت كالنخلة العراقية واقـفـاً في وجه الأعداء الفاشيين مناضلا من أجل العدالة والحق والمساواة . 

 

   كيف أنعيك وأنت الحي بيـنـنـا دومـا أمثالك يـا أبو مسار سيبقون خالدين في القلب والذاكرة إن أبتعدت بجسدك المنهك وخانك  فأن روحك التواقة للوطن ترفرف الأن بحرية في سمـائه و تنشـد مع جميع الشهـداء سنمضي .. سنمضي ...إلى ما نريـد .... ، وطن حر وشعبـاً سـعيــد .

 

نعاهـدك بأنـنا سنكون أوفـياء ومخلصين إلى الأبد لـلـقضية التي نذرت وتفانيت طوال العمر لـهـا ، برحيل هذا الشامخ الكبير جلال جلو أقول إلى زوجة ُ الأخت الغالية سلوى كوني قوية كـما كان وكنتِ دومـاً أن جلال سيبقى مفخرة لبلدته ألقوش وإلى رفاق دربه في النضال ، أحرالتعازي لجميع أفراد العائلة وإلى رفاقه في الحزب الشيوعي العراقي .                                                         الفنـان التـشكيلـي العراقي/ نبيل تومـي والعائلة