• أشوكت تنهز الشوارب

حامد كعيد الجبوري

مقالات اخرى للكاتب

 


                    إضاءة

أشوكت تنهز الشوارب

 

        ليس صحيحا قولنا أن الطاغية المقبور صدام حسين لم يترك شيئا يستفاد منه ، وأمامنا الكثير من أحاديثه السمجة  ، وخطاباته غير المفهومة والمطولة ، وأشعاره التي تركها أرثا لأحفاده ، ( جرد لها السيف لا خوف ولا وجل ) ، ولا أدري لم قبع منزويا كأي جرذ ولم يجرد سيفه ، ومن منا لا يتذكر وهو يحادث عراقييه قائلا عليكم أن تضعوا بصمة لتاريخكم الشخصي ، فأن سألك ولدك أو حفيدك ماذا فعلت في القادسية وأم المعارك فبماذا ستجيبه ؟ ،  ولا أخفيكم أن هناك مقولة لا تزال عالقة بذهني وهو يخاطب جمعا من العسكريين بعد أن اجتاحت قواتهم  دولة الكويت العربية والجارة ، وهو يخاطب البلدان العربية الأخرى ، وربما يعني دول الجوار العربي بقوله ، ( أشوكت تنهز الشوارب ) ، بعد ذلك وجدت الكثير من أنصاره وقد أطلقوا لشواربهم العنان حتى غطت شفاههم وكل يوم يقفون أمام المراوح المنضدية وهم ينظرون لشواربهم اهتزت أم لم تهز  ، اليوم 19 / 8 / 2011 م استذكرت قائد الضرورة القصوى المعدوم بذنبه وجريرته صدام حسين حين قراءتي لما يسمونه ( السبتايتل ) – شريط الأخبار – من قناة العراقية الفضائية وهي تنقل خبرا عن وزير كهرباء إقليم كردستان ( الجمهورية المؤجلة ) يقول السيد الوزير ( بسبب انخفاض درجات الحرارة  عن معدلاتها هذه الأيام فأنه يعد جماهير ( الكورد ) ب 22 ساعة تشغيل )  ، سبحان الله 20 ساعة تشغيل حاليا ستصبح 22 ساعة أيامنا القادمة ، ثم يلي ذلك الخبر خبرا أخرا مفاده أن وزير كهرباء كردستان سيزود محافظة كركوك ب 250 ك ف  لتحسين وضع الكهرباء في محافظة كركوك وتمت الصفقة لذلك  ، ومعلوم الغاية من هذه المنحة الكوردية لإقليم متنازع عليه ، رائع وجميل ما يحدث بإقليم كردستان ولكن التساؤل المشروع هو هل أن كردستان ليست جزءا من هذا الجحيم العراق ؟ ، وأين الكهرباء التي تسمى وطنية زورا وبهتانا ؟ ، أليس للإقليم حصته كحصص المحافظات العراقية ؟ ، وأن كان الوزير الكردي ناجحا لهذه الدرجة الممتازة فلم لا يرشح وزيرا للكهرباء في حكومة السيد المالكي ليتخلص – المالكي - من السارقين المتعاقبين على وزارة الكهرباء ؟ ، أسئلة كثيرة لا نجد لها جوابا ، وأعتقد أن الكهرباء تنتظر بطل التحرير القومي ، وشفيعي لهذا الطرح المتساذج  هو تعاقب المفسدون لهذه الوزارة ونهب ميزانيتها ، مجمل أسئلة لا أجد لها جوابا ناجعا ، مبروك لحكومة كردستان التي أتنبأ لها أن تصبح ( دبي ) العراق للإضاءة ... فقط .