اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• رسائل متأخرة لبوش الإبن

حامد كعيد الجبوري

مقالات اخرى للكاتب

رسائل متأخرة لبوش الإبن

 

        كان من المفترض أن توجه هذه الرسالة للرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية بوش الابن ، وبما أنه خارج السلطة الآن فسأوجهها له من خلال رئيسه أوباما  ، يقول السيد بوش المؤمن ، أن حلما أيقظه من قيلولته ليقول له حرر الشعب العراقي من كابوسهم الصدامي ألبعثي ، وهكذا جهز جيشه ومعداته وأركبهم الجو والبحر للوصول الى العراق ، وواقع الأمر أن الجيش العراقي آنذاك لا يمكنه مقاومة أو صد مثل هذه الحرب غير المتكافئة عددا وعدة ، ومع ذلك يقول القائد الأسطوري المضحك المبكي صدام حسين ، سيرفع أحد الرعاة العراقيون بغرب العراق صما من التراب وينثره بوجه الجيش الغازي وطائراته ودباباته وجنوده ويقول شاهت الوجوه ، فسيندحر من هذا الصم الترابي جيش الغزو الصليبي ، علما أن مثل هذا الراعي لم يخلق مع الأنبياء والمرسلين ، ولا حتى منح الله أنبيائه مثل هذا التراب ، ولربما منح لصدام لست أدري ، والدلائل برهنت أنه مجنون فعلا بهذه الأوهام ولا يملك هذا التراب الرباني .

       يقال والعهدة على مؤرخي اجتماعات ما يسمى المعارضة العراقية حقبة صدام ، وأقول ما يسمى وأنا جاد بقولتي لأني وجدت أن هؤلاء المعارضون ناوئوا صدام ليس لصالح الشعب العراقي ، وإنما لمآرب شخصية تخص الكرسي والاستحواذ على المال العام ، يقال أن السيد الأمريكي خاطب المعارضين قائلا ، هناك حلين عليكم اختيار واحد منهما ، الأول نسقط رأس النظام وزمرة ال (55) ثم تتولون مهمة تنصيب من ترونه مناسبا للرئاسات وللوزارات وغيرها تدريجا ، وثانيا نسقط لكم النظام بكل معنى السقوط ، أي إعادة البلد الى ما قبل النهضة الصناعية ، فأختار العراقيون المعارضون الفقرة الثانية من هاتين المطلبين أو الطرحين ، وعلى رأس هؤلاء الموافقون دائما أحمد الجلبي ومسعود البرزاني ، وبالمناسبة لو أنهم أختاروا الشق الأول لكانت النتيجة نفسها لأنهم مع لاعب هيأ كل شئ لهذا الغزو الذي لم تمنح موافقته لأمريكا دوليا .

          أسقط النظام كما أرادت أمريكا وكما طلبت المعارضة العراقية من حملة الجناسي مثنى وثلاث ورباع ، وشاهدت بأم عيني أرتال الناقلات التي لا تحصى وهي تنقل العتاد العراقي المكدس في مخازن تمتد من محافظة بابل وصولا الى بغداد على الجانب الغربي للشارع ، ناقلات لا يحصى عددها محملة بهذا العتاد ومن مخلفاته والتي تسمى عسكريا بالخراطيش البرونزية غالية الثمن ، وكل هذه الناقلات تسلك خطا واحدا لا غير ، بابل – بغداد – جلولاء – الحدود الإيرانية ، وحين أقول ناقلات أعني وكأنها تسحب أحداها الأخرى متصلة كمسبحة ليلا ونهارا ، وطبعا هذا ما شاهدته مع علمي القاطع ان هناك مخازن أخرى تمتد على المساحة العراقية وتعلمون جيدا أن الطاغية المقبور جعل البلد مستودعا للعتاد والذخيرة والأسلحة ، ويقال أيضا وهذا ما لا أشك به أن الأحزاب الدينية الشيعية والسنية لجهات أخرى باعت أو قدمت لإيران هذه الهدية الأولية وسيلحقها الكثير ، وشاهدت الأكثر من ذلك ، مخازن وزارة التجارة نهبت بأكملها ورأيت بأم عيني أكياس السكر تباع بالقرب من معرض بغداد الدولي وسعر الكيس الواحد بألف دينار عراقي – عملة صدام الملغاة - ، ووجدت قطع السلاح تشترى من قبل أحزاب معينة وجماعات ميليشلية – على وزن الشوشلية - وأرهابية معروفة للجميع ، رأينا العجب العجاب ، أحدهم أشترى بندقية كلاشنكوف وقرر ثمنها ودفع ، قال المشتري ربما هي عاطلة ، أجابه البائع (عمي هاي جديدة شو جيب دنجربها) ، وفعلا وضع الشاجور بها وبدأ يطلق رشقات منها وأعادها للمشتري وقال له خذها إنها صالحة ، وثمنها خمسة آلاف دينار لا غير ، والشواهد أكثر من أن تحصى ، ناهيك عن كسر أقفال البنوك من قبل جيش المحتل لنهب ثرواته من قبل الناس ، والكارثة الكبرى هنا هي المتحف العراقي وكنوزه الحـضارية ، فالقادم الجـديد يريد أن يبـني عراقـا لا يمت لـجذره بشـئ .

      الرسالة التي أريد توجيهها لأوباما ومن خلاله لبوش قائلا ، أنك أنفقت أكثر من 900 مليار دولار أمريكي ، وسقط من جنودك أكثر من 4500 جندي كما تزعم إحصائياتكم ، وحرمت الجنود الأمريكان من العيش مع عوائلهم وزوجاتهم وعشيقاتهم ، من أجل حلم بقيلولة مزعومة ، ومع ذلك نقول لك نحن العراقيون نشكر لك هذا الفضل الوهمي ، ولكن لماذا دمرت قواتك الغازية كل الأسلحة العراقية ؟ ، كل الأسلحة أعني به من الدبابة وصولا للبندقية ، أتعلم يا سيادة الرئيس أن الجيش العراقي كان يمتلك من الدبابات والمدافع الحديثة ما لا يملكه حلف وارشوا ، يا سيادة الرئيس أن الدبابة الروسية T 92 لا يملكها في العالم آنذاك إلا العراق والإتحاد السوفيتي المنحل أيضا ، وهل تعلم أن المدفع السوفيتي ذو العيار 180 ملم والذي مداه 42  كم لا يملكه إلا العراق والسوفيت ، أن كنت جئت لتحرير العراق من نظام مستبد فاشيست فلماذا دمرت آلتنا العسكرية لتقص أجنحتنا ونصبح فريسة بيد الإرهاب والأحزاب على حد سواء ، رسالة متأخرة أضعها أمامك وأجزم أن جوابك وأن وصلت إليك فستقول هذا ما أراده سياسيوكم .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.