• غرفة تجارة النجف .. واقع وطموح !!!

حامد كعيد الجبوري

إضاءة

غرفة تجارة النجف .. واقع وطموح !!!

تهيأت لي فرصة زيارة لغرفة تجارة النجف ، والنجف الأشرف كما أراه بدأ يخطوا بخطوات تختلف كثيرا عن بقية المحافظات العراقية تماما ، قبل التغيير من يزور النجف يجدها عبارة عن سوق كبير يخلوا من اللمسات المعمارية الجمالية ، ليس فيها إلا ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) ، ومحلات تجارية وخدمية هنا وهناك ، ومن حسن حظ هذه المحافظة بعد التغيير أن هيأ لها أكثر من شخصية سياسية تقودها ، ناهيك عن الحكومات المحلية المتعاقبة ، النجف الآن لها مطار دولي يكبر يوما بعد آخر ، شوارع حديثة وواسعة ، متنزهات ، مستشفيات ، جامعات علمية ودينية وإنسانية ، لم يشمل العمران القصبة القديمة فقط بل تعداه ليجعل من كل المحافظة بناءاً فخما وبلمسات معمارية منوعة بين الطراز الإسلامي وفن العمارة الحديث ، مطاعم وفنادق بدرجات متفاوتة ، ساحات بطوابق عدة لوقوف السيارات ، ربما سنين قليلة قادمة ونجد النجف معلما عراقيا عربيا إسلاميا يشار له .

صباحا وصلت مع السيد ( كنعان خليف عبد علي ) مدير غرفة تجارة بابل لمقر غرفة تجارة النجف ، للإطلاع على منجز غرفة النجف وتطوير عملهم ، بناء كبير و جميل يقع على الشارع العام المؤدي لمركز مدينة النجف ، استقبلنا السيد مدير غرفة النجف الأستاذ ( جليل صادق جعفر الطريحي ) واصطحبنا لدوائر غرفتهم المنظمة وفق المعايير الحديثة ، كنت أسمع أن معاملات الناس تنجز في الدول المتحضرة التي تحترم الإنسان بجلوس المراجع بصالة تشريفات معدة للجلوس ، ومن ثم تأخذ معاملته وتنجز وهو جالس على أريكته ، ولم أتصور أن أجد هذا النهج معمولا به في العراق ، ولكل دوائر الدولة إلا في غرفة تجارة النجف تحديدا ، وربما دوائر أخرى لم يسعني أن أطلع عليها ، وربما تجربة غرفة تجارة بابل لا تختلف عن هذا النهج إلا قليلا ، يجلس المراجع بمكتب رئيس الغرفة المهندس الاستشاري السيد ( صادق هاشم الفيحان ) وتنجز معاملته من قبل موظفي الغرفة دون عناء من المراجع ، تجولنا في أقسام الغرفة وقاعاتها ، ومراكزها كمركز المعلومات الذي يقوده الشاب السيد ( حسنين محي الدين ) المدير التنفيذي لمركز تطوير الأعمال ، شاب طموح بغيته تطوير عمله علميا وتقنيا ، أقترح شاشة عرض عملاقة تستخدم للأغراض التجارية والإعلانية كلفتها بحدود 120 ألف دولا أمريكي تعاقدت الغرفة مع شركة صينية للتنفيذ ، توضع على واجهة الغرفة التي هي بمكان مركزي يتوسط النجف الشريف ، وهذه الشركة الصينية تجهز دول العالم بمثل هكذا مطالب تجارية ، وأقترح الأستاذ حسنين محي الدين إدخال برامج الأرشفة لتحديث عمل الغرفة والخلاص من كم هائل من الوثائق القديمة بهذه الطريقة العلمية الحديثة ، وستتعاقد الغرفة مع شركة لبنانية عالمية للتنفيذ ، وأقترح أيضا إنشاء محطة بث إذاعي خاص بالنشاط التجاري تغطي مساحة محافظة النجف ، قبل نهاية جولتنا التجارية الاستطلاعية لابد من المرور على رئيس غرفة تجارة النجف الأشرف المهندس الاستشاري الأستاذ ( زهير محمد رضا شربه ) الذي استقبلنا بضيافة عربية نجفية خالصة ، تحية لكل رجال غرفة تجارة النجف الذين وضعوا وسيضعون خدمة مدينتهم ووطنهم وتجارهم بهذا الشكل الحضاري المميز ، وماذا يطمحون لأكثر من هذا ، ربما سيكن لنا لقاءاً آخرا وموضوعا أخر نستطلع به ما تقدمه غرفة النجف ، للإضاءة .......... فقط .