اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

موسى عمران المعموري والأجتثاث المدروس!// حامد كعيد الجبوري

اقرأ ايضا للكاتب

            إضاءة

موسى عمران المعموري والأجتثاث المدروس!

حامد كعيد الجبوري

 

      منح الله أحد أقاربي وجاهة ومنصبا إداريا في محافظة بابل بداية سبعينات القرن الماضي، ولسبب هذه الوجاهة كانت بابه تطرق باستمرار لقضاء مطالب الناس الكثيرة، تعيين، نقل، وساطة مجتمعية وهكذا، أحد تلك المطالب نقلها لمدير أمن بابل سابقا، مسألة غاية في البساطة، تعيين على ملاك مديرية الأمن بوظيفة مخبر أمن ( سري ) ، لم يتباطأ قريبي عن رغبة صاحب الطلب، وحدثَ مدير الأمن بذلك قائلا له، أحد معارفي شاب جيد جدا، ومن عائلة معروفة تتسم بالوطنية والشرف، محبوب عند أهله وصحبه وأبناء محلته، وأرغب في تعيينه عندكم بوظيفة ( شرطي أمن ) ، ضحك مدير الأمن كثيرا لطلب قريبي وقال له، يا فلان نحن بمديريتنا لا نحتاج لعنصر شريف وطني غيور محبوب، نريده بأخلاق سيئة، نريده ساقطا بما تعني هذه المفردة، وفعلا رفض تعيين الشاب لحسن سيرته وسلوكه .

   سبحان الله بعد مضي السنين العجاف التي عانى العراقيون فيها شتى أنواع القهر، والتهميش، والتصفيق لدماء أولادنا التي سفكت هباءً على مذبحة الدكتاتورية البغيضة، واستبشرنا خيرا بتغيير النظام عام 2003 م ، ومنينا أنفسنا بأماني ليست صعبة المنال على بلد يمتلك الخيرات التي لا تعد ولا تحصى، والغريب أن التغيير لم يغيّر إلا بالأسماء فقط، وعذرا أن تجنيت كثيرا بهذه العبارة، كلنا نعرف جميعا ونرددها جميعا، ( عراق صدام حسين ) ، وويل لمن يمد يده لخزانة القائد الضرورة، وويل لمن لا ينفذ أمر الضرورة هذا، بمعنى أن الخزانة وما فيها كانت لقائدنا المهزوم، وما يوزعه من فضلات على أقطاب نظامه فتلك مكرمة من سيادته، وحدث التغيير بإرادة أمريكية وإرادة من سار بركب تلك الإرادة، وأمريكا الغبية تتوقع أنها ستستأثر ب ( كيكة العراق )، والعراقيون وأعني ساستهم ( راضعين ويه أبليس )، فطالت أيديهم ( كيكة ) العراق قبل أن تصل لها الأيدي الأجنبية السارقة بزعمهم، وهم أولى بهذه النعمة من مستعمر محتل، وما حدث أنها لم تعد تتمكن وأعني أمريكا من أن تجاري من أتت بهم على ظهر دبابتها بسرقة المال العام جهارا ونهارا .

     ( موسى عمران المعموري ) مهندس يعمل بالشركة العامة للسيارات، لا يرغب بوظيفة سيادية كما وصّفها الساسة الجدد، أجبر من أصدقائه لاستلام منصب المعاون الفني لمحافظ بابل، حاول التملص من هذا العرض والمنصب ولم يفلح، أخبر أصدقائه أنه لا يستطيع أن يتولى منصبا إداريا لأنه يحب عمله كمهندس، واجهه الجميع قائلون له، من واجبك الشرعي والوطني والإنساني أن تتقبل هذه الوظيفة، ثم ألست القائل علينا أن نغيّر المفسد بالنزيه والأمين؟ ، وهل تخاف أن تتسلم منصبا لتخدم فيه محافظتك؟ ، وأخيرا أستسلم لأصدقائه وقبل الوظيفة مكرها، عمل الرجل بما يمليه عليه ضميره وتربيته ألبيتيه، لا أتحدث عن صفاته الشخصية وسماحته واجتماعيته مع الناس، بل أتحدث عنه وظيفيا، بدأت حرب المنتفعين ولا أقول السيئين مع هذا الرجل ولم يستسلم، ساوموه كثيرا ورفض، عرض عليه وعلى أقاربه الكثير الكثير من المال لأجل تمرير مشاريع عمرانية لفلان أو لفلان ورفض، زرعت بداره عبوة ولم يستسلم، هدد بالتصفية برسائل يجدها على عتبة داره أو بحديقة منزله ولم يستسلم، ولم يستسلم الصياد من متابعة فريسته أيضا ، ولما لم يجدوا أي وسيلة ترغم هذا ال ( موسى ) عن إصراره القاتل لتأخير مشاريعهم الريعية الربحية، لذلك استبعدوه بقرار إداري وبهدوء تام وتام جدا، برر أحد المتنفذون  توافقيا أن ذلك توافق بين الكتل المتنفذة، هنيئا لتلك الكتل المتنفذة اجتثاث النزيهين، وهنيئا لكل أصحاب المشاريع النفعية والمتلكئة ، ولتحيى بابل التي ريّفت بفضل وجهود كتلها التي أعادت الحلة لخمسين سنة الى الوراء كما قالها أحد القادة العسكريين الأمريكيين (سنعيدكم الى الوراء خمسون سنة) ، شكرا لليد العراقية النظيفة جدا التي عادت بنا الى الوراء ، وليسقط كل نزيه يعمل لمدينته،

 

 للإضاءة .... فقط .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.