(الرورو) ينتصر!// حامد كعيد الجبوري

اقرأ ايضا للكاتب

                   إضاءة

(الرورو) ينتصر!

حامد كعيد الجبوري

 

    جدلية الثقافة والسياسة وما يدور حولهما لا يمكن أن ينتهي صراعهما بوقتنا الحاضر على أقل تقدير ، المثقف يحاول جاهدا أن يجد لمن يتعامل معه أبوابا كثيرة ليوصل المعلومة المفيدة لمن يستحقها ويريدها ، والسياسي يحاول أن يغلق كافة الأبواب ويبقي على ممر واحد لا غير وهو باب تجهيل الناس وعدم وعيها لواقعها  سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو غيره ، لأن المواطن لو عرف بما يدور حوله لما وصل مثل هؤلاء الساسة الفارغون لكراسي كانوا يحلمون أن يقفوا على أبواب أصحاب تلك الكراسي ، ولا أعني بهذا الافتراض العراق فقط ، بل بلدان عربية كثيرة وغيرها من دول العالم تنهج ذات النهج بدرجات متفاوتة .

     قبل يومين استأجرت سيارة لغاية أبتغيها ، لاحظت السائق وملابسه وطريقة حلاقة رأسه الغريبة ، ولأني حريص لاستطلاع رأي الناس لمن سينتخبون ممنيا نفسي بجواب ربما يعكس حالة ثقافة ذلك السائق ، معتمدا على ما رأيته فيه من مواكبة وتقليد لاعبي كرة القدم بتسريحات شعرهم ، فقلت له متسائلا ألا ترى معي هذا الإسراف في هدر المال لأجل ملصقات مؤطرة  بشبكات حديدية  وضعت بكافة شوارع المدينة – الحلة - ؟ ، أجابني الرجل ( أي والله عمي كلش هواي ) ، قلت له لم أجد مرشحا واحدا ترك أثرا جميلا في المدينة كعمل تمثال كونكريتي لأديب أو شاعر أو مثقف أو سياسي حلي بارز ؟ ، أو زراعة بقعة من الأرض بالورود لصالح مرشح ما ، أجابني بذات جوابه الأول ( أي والله عمي ) ، حينها تذكرت المقولة التي تناقلها الناس قبلنا ( تحدث لأعرفك ) ولجأت الى الصمت بعد أن عرفت محدثي ، وقبل أن أصل لنهاية مشواري معه وصلنا لمنطقة تعج بمئات الملصقات لأنها تنتصف المدينة وهنا بادرني السائق سائلا ، ( عمي شتصور شكد صرفوا فلوس على هاي الملصقات الدعائية ) ؟ ، قلت له الكثير من المال ، فاجئني بسؤال آخر ( عمي يعني جم مليون رورو صرفوا الجماعة ) ؟ ، ضحكت بوجهه وقبل أن أنزل من سيارته قلت له أنك تعني ( اليورو ) ؟ ، أجابني ( أي والله عمي هي هاي الرورو اللي خبلتهم ) ، دفعت له أجرته وقلت له سوف لن يتغير في العراق شئ طالما أن الساسة هؤلاء جاءوا للسلطة من أجل هذه ( الرورو ) التي أجنتهم كما تقول ،

 

 للإضاءة ........  فقط .