اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الفقراء رصيد الأوطان! // حامد كعيد الجبوري

اقرا ايضا للكاتب

إضاءة

الفقراء رصيد الأوطان!

حامد كعيد الجبوري

 

      قراءتي التاريخية المتواضعة وجدت أن أغلب الديانات السماوية الفقراء هم مادتها الأساسية، أبو ذر الغفاري، عمار بن ياسر، عبد الله بن مسعود، وغيرهم الكثير، الأحزاب الدينية مادتها وخامتها الأساسية الفقراء، الأحزاب العلمانية خامتها وجمهورها الفقراء، الغريب أن الفقراء يقدمون ويقاتلون ويستشهدون ويجني الأغنياء والساسة الكبار جهد هؤلاء الفقراء، (من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن) ، (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) ، والأغرب من كل هذا أنك لا تجد فقيرا واحدا منح منصبا وسلطة، أو قاد حزبا أو  أصبح رئيس دولة إلا ما شذ .

    الأزمة العراقية التي نعيشها منذ مطلع شهر حزيران 2014 م وجدت أن الفقراء هم من تطوع للدفاع عن الوطن، وقلة لا تنظر من الميسورين، سواء أصدرت المرجعيات الدينية فتواها أم لم تفتي، تزاحم الكثير من الفقراء على أبواب التطوع كأنهم يتزاحمون على وليمة أو سفرة .

       خلال تنقلي بسيارات النقل العمومية التي يستخدمها الفقراء وجدت غالبيتهم يتحدثون عن هم الوطن وما آلت أليه السياسات، لم يفكروا بمحاسبة المقصر اليوم، يقولون لتنتهي هذه الغمة أو الأزمة ومن ثم نجلس للحساب مع من أجج هذه الفتنة ومن أوصل البلد لهذا الانزلاق، وبالمقابل سمعت الكثير من الأغنياء يلعنون من أوصل البلاد لهذه الكارثة، ويقولون لماذا ندافع عن الوطن المنهوب؟ ومن يستحق أن ندافع لأجله؟ وسمعت شخصيا أحد الأثرياء المتخمين مالا يقول (ماذا يريد منا داعش أو البعث أو الجيش السابق؟) ، سألبي لهم ما يريدون، يريدون مالا أعطيهم، يريدون أبدال مذهبي أو ديني أو معتقدي أبدله وأبقى أكتم بقلبي ما أومن به، هذا نموذج لغني ميسور وبالمقابل أأخذ مثلا آخر لفقير لا يحصل على قوت يومه بسهولة ويسر، متزوج وله ثلاثة أولاد صغيرهم بعمر 13 سنة، أوسطهم يدرس في جامعة بابل، الكبير عامل بناء، والوالد له دكان لبيع اللوازم المنزلية (عطار) ، صدرت فتوى المرجعية ولأني صديق له أتصل بي هل ستلبي نداء المرجعية؟ قلت له لا علاقة لي بفتوى المراجع فأنا عسكري متقاعد وأجد خطورة تحيق بالبلد لذلك أنتظر القيادة العسكرية لتدعونا نحن الضباط المتقاعدون لتلبية نداء الوطن وأن كان بصفة جندي، قال لي سأجد أين أتطوع، وفعلا أخذ معه أولاده الكبار وسجل أسمائهم كمتطوعين للدفاع عن الوطن، لم يتصل به أحد من القيادات الأمنية، وسمع خبرا مفاده أن 500 متطوع سيذهبون غدا فجرا الى بعقوبة ليلتحقوا بالجبهات هناك، أيقظ أولاده الكبار وقال لهم سوف نذهب مع المقاتلين المتطوعين، حاولت زوجته ثنيه  وقالت له أذهب أنت ودع الأولاد فالجهاد كفائي كما تفتي المراجع، لم يلتفت لزوجته وخرج مع أولاده ليلتحقوا مع المتطوعين، قبل صعوده للسيارات المخصصة قال لولده طالب الكلية أنت أبق لترعى العائلة وتدير دكان العطارة وأحرص على أن تلبي حاجة العائلة، وفعلا ركب هو وولده الأكبر علما أن أسمائهم لم تكن مدرجة ضمن قوائم المتطوعين المرسلين الى بعقوبة، اتصلت به على تلفونه النقال وقال لي وصلنا لبعقوبة وعززنا قيادة الشرطة، ونحن الآن أنا وولدي ندافع عن بلدنا في ناحية العظيم أو على مشارفها، أتصلت به مرة أخرى قال نحن الآن في معسكر أشرف بعد أن طهرناه ممن كان يحتله من الدواعش، قلت له ليحفظكم الله وكل الشرفاء أمثالكم، وخذ حذرك وأجعل أبنك بين حدقتا عينيك كما وضعت الوطن بصميم قلبك  الكبير،

 

 للإضاءة ........... فقط .      

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.