اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

رئيس كردي لدولة عربية// حامد كعيد الجبوري

اقرأ ايضا للكاتب

إضاءة

رئيس كردي لدولة عربية

حامد كعيد الجبوري

 

     في مجتمع كالمجتمع العراقي خاصة أو العربي عامة يصعب تصديق أن رئيس دولة ما يحكمها وهو من قومية أخرى أو من ديانة أخرى، لأسباب كثيرة أولها التخلف لتلك الشعوب وثانيهما عدم توفر المناخ الديمقراطي والثقافي والتعليمي لشعب تلك الدولة، وفي مجتمع متطور غير مجتمعات دول العالم الثالث لا يمكن الركون الى مثل هذه الحالات لأنها ستنتج ما لا يحمد عقباه، وهناك تجارب ناجحة لمثل هذه الرئاسات، أمريكا، ودول أخرى لست بصددها .

     العراق دولة متعددة الديانات والمذاهب والأعراق، غالبية الناس من العرب، يليهم الكورد والتركمان، لا توجد إحصائية دقيقة لعموم سكان العراق فلا يمكننا تحديد الرقم الصحيح لمكونات الشعب العراقي قوميا، ولا دينيا، ولا حتى طائفيا، وهذه تشكل مادة صراع مقصود، فالكل يدعي الأغلبية، ناهيك أن العراق تحيطه بلدان عربية إلا من شماله وشرقه، وهذا الشمال والشرق لعب دورا ليس محمودا بعد وقبل تغيير نظام الحكم في العراق عام 2003 م ، ويعتبر العرب أن العراق واجهتم ومصدهم ودرعهم الشرقي، وعزز ذلك صدام حسين بحرب أكلت الأخضر واليابس استمرت ثمان سنوات، فمن المؤكد أن هذه الدول العربية بمجموعها لا ترغب أن تجد في العراق رئيس جمهورية غير عربي، وهناك الكثير من العراقيين لا يرغب برئيس كردي أيضا، ولا أعرف من سن هذه السنة السيئة لنسير عليها، ومن أعطى حق رئاسة مجلس الوزراء للشيعة دون غيرهم، ومن أعطى رئاسة البرلمان للسنة دون غيرهم؟ أسئلة كثيرة ليس لها نص واضح وصريح بدستورنا الذي كتب بأيدي أميون لا يعرفون شيئا عن القوانين والدساتير، وسمعتها بأذني من السيد (محمود المشهداني) الذي قال نحن من كتب الدستور واستطعنا تمرير الكثير من الفقرات على بقية المغفلين .

     ماذا سيحدث لو أعطي منصب رئيس الجمهورية لشخصية عربية سنية يستطيع أن يعيد العراق لصفه العربي؟ وماذا سيكون لو ترأس مجلس النواب شيعي؟ وما ذا سيكون لو ترأس مجلس الوزراء كردي؟ ولو افترضنا أن كل الأطراف ترفض ذلك وتريد البقاء على خطأ أوجدوه هم لمصالحهم الشخصية؟ أعتقد أن الدور حان للطبقات المثقفة، والشعب العراقي ليطالب بتغيير هذه المقاسات التي لم تعد صالحة للساسة الآن، لأنهم ترهلوا من أموال الشعب العراقي ويرفضون استبدال ملابسهم القديمة التي أصبحت لا تناسبهم خوفا من الفضائح التي عملوها خلال السنوات ما بعد التغيير، ولماذا لا يتناوب على هذه الرئاسات الثلاثة دوريا على المكونات الرئيسة للشعب العراقي؟  . 

    ما طرحته أعلاه لا يمثل قناعتي الشخصية بل هي تساؤلات تناقلها الناس في ما بينهم، وقناعتي الشخصية أن الدولة المدنية التي تحترم الطوائف والأعراق والأديان، تستطيع بناء الدولة العراقية الجديدة بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعرقية، ولن ولم ولا ننالها بظل هكذا مؤامرات داخلية وخارجية ،

 للإضاءة ..........  فقط .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.