اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

هل العبادي.. (مُخَلِّص رغم أنفه).. أم انه (سينون) في اسطورة (حصان طروادة)* ؟!!// محمود حمد

الموقع الفرعي للكاتب

هل العبادي.. (مُخَلِّص رغم أنفه)..

أم انه (سينون) في اسطورة (حصان طروادة)* ؟!!

محمود حمد

 

هل هي الضرورة أم الصدفة تلك التي زجت بـ( الدكتور حيدر العبادي ) في معمعة الصراع بين قوى الماضي الذي نشأ فيه ، وتماهى معه ، وبين قوى الحاضر الذي تنتمي علومه التقنية اليه ، وتستند إليه منهجيات معرفته المهنية ..خلال هذا المنعطف التأريخي المأزوم والملتبس في العراق ، الذي تتطلع فيه كل القوى الوطنية التنموية الى قيام دولة مدنية تستجيب لمتطلبات انسان عصرنا ..ليكون ( العبادي ) المهندس التقني وابن طبيب الاعصاب ( مُخَلِّصاً رغم أنفه!!) مثلما وجد نفسه ( هوراس ) في مسرحية موليير ( طبيب رغم انفه )؟!!

وهل هي الصدفة التي قد تصير ضرورة بفعل عوامل خارجية واخرى ذاتية..التي قد تُخْرِج العبادي من تحت عمامة ( الولي الفقيه ) السوداء الى أفق التَمَشرُق بشمس سومر وآشور العراقية؟

وهل هو مؤهل للتصدي لهذا الموقع الذي وضِع فيه ، ولهذه الثقة التي مُنِحت له ، ولهذه الفرصة التاريخية التي أُتيحت له .. للخروج من مستنقع الطائفية الراكد الذي يحيط به..الى فضاء المواطنة العاقلة اللامحدودة الخصب؟

مما يثير الاسئلة المشروعة ..التي تدور في عقل كل عراقي: ( مُنتَفِض!) أو ( مُنتَظِر!) أو ( مُترَدِّدْ!) أو ( مُتحفظ!) أو ( مُتوَرِّط!) أو ( مُتَخبِّط!) أو (مُتشكك!):

• هل ان العبادي ( صادق النوايا ) كـ( مُخَلِّص) من دولة الارهاب والفساد والنهب؟

أم..انه يعمل بمنهج (التَقيَّة واجبةٌ) من غضب الشعب..لحين إمتصاص غضب الناس ، وتفكيك جمعهم ، وحرف إرادتهم ، وإحتوائهم؟!

• هل هو مشروع (قائد) وطني متمدن؟

أم انه (وَهْمٌ) أراد العراقيون إختلاقه لإشغال الحيز في المخيلة الجمعية للـ ( القائد الوطني المُخَلِّص!) من الارهاب والفساد..الذي لم تنضج الظروف الذاتية بعد لصيرورته؟!

• هل هو مؤهل لإدارة الصراع لصالح الشعب مع الارهاب التكفيري والفساد التدميري؟

ام ..انه سيُقْصي القوى الوطنية المتنورة والنزيهة من مفاصل الدولة ، ويُعْصِم الارهابيين والفاسدين في الدولة والمجتمع ..وفي حزبه بالذات..لذر الرماد في العيون..ولتأخير دفن جثة دولة المحاصصة المتعفنة؟!

• هل ان رؤيته الاستراتيجية هي:( بناء دولة مدنية ديمقراطية تنموية محورها سعادة وكرامة الانسان العراقي والسيادة الناجزة للوطن الموحد المستقل)؟

أم..إنه محض رقّاع هاوٍ يعبث في الوقت الضائع لرتق ثقوب ( دولة المحاصصة) التي إهترأت بفعل ( الأرَضَة ) التي يمثلها المتحاصصون الفاسدون والارهابيون ..بخرقٍ سفيهةٍ لاتقوى على مقاومة التآكل الذاتي المتفاقم بجسدها وحشوتها؟!

•  هل هدفه الاستراتيجي تفكيك دولة المحاصصة وإقامة دولة المواطنة؟!

أم.. ان (إصلاحاته) محض طلاء فاسد لتلميع قشرة دولة المحاصصة دون المساس بجوهرها الوبائي المُفسِدْ ..بهدف عبور الأزمة فحسب لإنقاذ دولة المحاصصة الفاسدة برموزها بإسقاط الشعب ورموزه؟!

• هل ستكون قراراته وفق نصوص دستورية وقانونية مُعَدَّلة تُزيل جذور وتداعيات دولة المحاصصة..وتؤسس لدولة المواطنة؟!

أم ..أنها إفرازات للقوانين الموبوءة والدستور المُلَغَّم الذي وضعه المحتلون ، وإنتفع منه الفاسدون ، وبَصَمَ عليه المُغَفلون ..وهي ( حصان طروادة ) الذي سيُسقط حلم الشعب بالخلاص من الارهابيين والفاسدين؟

• هل سيعتمد في تنفيذ قراراته على دعم المجتمع المدني والجماهير المنتفضة و" المرجعية الدينية " والرأي العام الاقليمي والعالمي الذي يحظى به الآن؟!

أم.. انه سيعتمد على نفس القوى والاحزاب والحركات والتيارات التي إستقدمت المحتلين وتقاسمت العراق شعبا ووطنا وثرواتٍ كغنائم فيما بين لصوصها المحترفين والهواة..تلك القوى التي إختلقت الإرهاب ، ونشرت وكَرَّست الفساد ، وأنتجت الارهابيين والفاسدين ، وعشعشتهم في خلايا الدولة والمجتمع؟!

•  هل يؤمن بفصل الدين عن الدوله..لأنه ادرك :

ان خلط الدين بالدولة يفسدهما معاً؟! ..وبأن الدوله الدينيه تفرض على مواطنيها عقائد حكامها وتسخرهم لخدمة أولئك الحكام؟!! ..وبأن وظيفة الدولة ليست ضمان ( الجنه ) للمواطن ؟!

بقدر ماهي:

1. ضمان التعليم، والعلاج المجاني، وسوق العمل التنموية، وحرية التفكير والتعبير والإعتقاد؟

2. المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والسلوكيات والمواقع؟

3.  حماية الانسان من التعسف والارهاب والخوف والحرمان والفقر؟

• إن الدين فى جوهره عقيدة تنظم علاقة الإنسان بربه، وليس عقيدة تنظم الحياة السياسية؟

أم انه..متشبث بمحق الحاضر ، ومحو بذور المستقبل للانسان، وفرض ثقافة وتطبيقات (ماخلق الانسان إلاّ لكي يستعد لحساب القبر!) التعسفية؟!

• هل يؤمن بـ(قناعة).. بأن الشعب ليس مجموعة قطعان مُذعِنة لولي الأمر.. تُقَبِّلُ يَدَ المُعَمِّمِ للتقرب لله؟!

أم إنه عاجزٌ عن الخروج من غمامة (إذعان الانسان للإنسان..كل انسان) بإسم الدين او الطائفة؟!

• هل يدرك ان الجماهير قوى مبدعة..تتمتع بالحرية الشخصية، والمسؤولية الفردية، وتتطوع بإختيارها تجاه مجتمعها الذي تعيش فيه، وتمنحه بسخاء عطائها المعرفي والمادي دون مقابل ضمن مشاريع ( قضايا) تعني الجميع ومنهم الفرد؟!!

أم إنه..يعتبرهم محض (رعية) تُطيع ( ولي الأمر) ، وتأتمر بإرادته، وتخضع خانعة لمشيئته؟!

• هل يمتلك الارادة الوطنية والثقة بالشعب لمواجهة التدخلات الخارجية الدولية والاقليمية بالشؤون العراقية؟!

أم..انه مُستلب الارادة ، مرهون لمن يقف خلف من رفعه للسلط؟!

كل تلك وغيرها من الاستفهامات التي تفرضها طبيعة الصراع وخصائص المتصارعين ( الشعب العراقي من جهة .. والمتحاصصون الفاسدون والارهابيون من جهة اخرى).. والقوى التي تقف خلفهم..

ففي الوقت الذي وقف فيه العراقيون وحدهم في صراعهم ضد الدكتاتورية ، ثم في كفاحهم بوجه الاحتلال ، ورفضهم لنوايا وممارسات المتحاصصين ، فمواجهتهم الارهاب وفضحهم للفساد..

يحتمي ويستقوي فيه المتحاصصون الفاسدون والارهابيون ( على حد سواء ) بالقوى الاستعمارية الدولية الإستحواذية الناهبة لثروات العراق والمنطقة .. ويستمدون الدعم من الرجعية الاقليمية المتأسلمة المعارضة لأي تحول ديمقراطي حقيقي في العراق، ويتمترسون خلف الاقطاعية المحلية المتخلفة المتاجرة بالدين والعرق.. مستغلين غياب الوعي العقلاني لدى قطاعات واسعة من الشعب فتخلت عن حقوقها الانسانية والمعيشية لصالح العصبية الطائفية والقبلية التي رفعت اللصوص والجهلة والفاسدين الى الحكومة ، ومجلس النواب ، وأفسدت القضاء!!

إن تسارع الاحداث سيؤكد  لنا :

هل أن العبادي ..(مُخَلِّص رغم أنفه)..أم انه (سينون) في ( حصان طروادة ) لكسر قدرة وإرادة الشعب العراقي على تفكيك دولة المحاصصة وإقامة الدولة المدنية الدستورية الديمقراطية العاقلة؟!!

ستثبت الايام نوايا وقدرات وصدق وشجاعة ووطنية العبادي ..فيمايفعله ..بل .. وفيما لم يفعله..!!!

يقول موليير في مسرحيته المذكورة اعلاه:

( نحن لسنا مسؤولين عما نفعل فقط وإنما عما لم نفعل أيضاً )!!!

-----------

* تروي الأسطورة أن حصار الإغريق لطروادة دام عشر سنوات، فابتدع الإغريق حيلة جديدة، حصاناً خشبياً ضخماً أجوفا بناه إبيوس وملئ بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام. وقام جاسوس إغريقي، اسمه (سينون)، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان فأمر الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.

 

احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد!!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.