اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

العواصف الترابية والرملية خطر متفاقم في العراق// د. جيهان بابان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. جيهان بابان

 

العواصف الترابية والرملية خطر متفاقم

يهدد الأمن البيئي والغذائي والصحي في العراق

الأستاذة الدكتورة جيهان بابان

الخبيرة في شؤون البيئة والصحة والطاقة

مؤسسة ورئيسة جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة

والمركز العالمي العراقي لبحوث الطاقة المتجدة والتغير المناخي م.م.

 

تعرض العراق في الأسابيع الأخيرة ومازال يتعرض الى سلسلة من العواصف الترابية والرملية الخطيرة بيئيا وصحياّ بسبب اصابة الألاف من العراقيين وخاصة من الأطفال وكبار السن بمضاعفات مرضية اضطرتهم الى مراجعة شعب الطوارئ لتلقي العلاج بسبب تقرح العيون وصعوبة في التنفس وحالات قلبية حادة.

 

 وللعلم فأن هذه الظاهرة ذات بعد عالمي واقليمي فقد شهدت بلدان اخرى وفي جميع القارات عواصف من هذا النوع ومنذ بدايات القرن الماضي وكان من اشدها في الصين والتي حفزت الحكومة الصينية الى تنفيذ اكبر مشروع في العالم لتحويل الصحراء الى غابات ومناطق خضراء وغابات من الأشجار اطلق عليها اسم " سور الصين الأخضر العظيم ".

 

وتعتبر الصحاري والمناطق الجافة التي تغطي نحو 40% من سطح الكرة الأرضية مصدراّ رئيسياّ  للعواصف الرملية والترابية، فمثلا  يأتي نحو 50% من غبار الصحراء للعالم عن طريق الصحراء الكبرى (شمال أفريقيا) حيث تنقلها الرياح للمناطق المحيطة ومن ضمنها الشرق الأوسط بل وتصل ايضا للقارتين الأمريكيتين كذلك، كما يمكن أن تصل إلى جبل إفرست وهونغ كونغ.

 

واعتبرت الأمم المتحدة في دراسة صدرت عام  2015 ظاهرة العواصف الرملية والترابية رسمياً إحدى اشكال الكوارث الطبيعية، وطالبت مكتب البرنامج البيئي للأمم المتحدة الغرب آسيوي  بتقديم رؤية شاملة عن العواصف الترابية والرملية. كما وقامت لجنة مكافحة التصحر العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة  بالأشراف على ثلاثة أبحاث اولها "نظام إدارة" يوضح أفضل الطرق لإدارة مكافحة ظاهرة العواصف الترابية وثانيها "دراسة اقتصادية"  لتقييم مدى الخسائر التي تتحملها الحكومات في قطاع الصحة والزراعة والنقل وغيرها وثالثها هو التأثيرات السلبية والمخاطر الصحية التي تسببها ظاهرة العواصف الترابية. ومن الناحية النظرية, تحدث العاصفة الغبارية (الترابية) عند توفر شرطين أساسيين, هما  وجود تربة جافة مفككة وعارية من الغطاء النباتي بسبب قلة تساقط المطر. وثانيهما توفر رياح بسرعة معينة قادرة على حمل دقائق التراب المتطايرة و بعد تباطئها تسقط دقائق الرمل والتراب و تؤدي الى دفن مساحات خضراء او طمر المسطحات المائية والأبار والذي يزيد من تفاقم  مشكلة التصحر وشحة المياه وتقلص المساحات الزراعية.

 

وليست هذه اول مرة يتعرض العراق لهذه الظاهرة  البيئية و المناخية بل تتكرر كل عام مسببة مشاكل صحية خطيرة وخسائر اقتصادية باهظة وتشمل ايضا منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وتتفاقم حدتها سنويا وخاصة في العراق, ومن اشدها حدة في ايلول 2015 عندما ضربت عاصفة رملية عملاقة مناطق كثيرة في الشرق الأوسط ومنها العراق أدت إلى إغلاق المطارات وتسببت في العديد من حوادث الطرق، وتوقف العمليات العسكرية في سوريا والعراق بسبب انعدام الرؤية.  الا أن ما يميز السنوات الأخيرة هو  تصاعدا في حدتها وتكرارها بشكل ملحوظ وخلال فترات قصيرة . وبسبب طبيعة تربة العراق المتكونة من  الغرين والطين،  تؤدي الى تكون دقائق صغيرة جدا تقع أقطارها في الغالب دون 0.07 مليمتر, ترفعها  الرياح بسهولة نسبيا بفعل حركة الهواء الأفقية وتؤدي  إلى خفض مستوى الرؤية  وحجب السماء أو الشمس في بعض الأحيان.

 

  وتحدد اغلب الدراسات ثلاثة انواع لهذه الظاهرة, اولاّ, العاصفة الغبارية التي تحدث نتيجة رفع الرمال والتربة الى ارتفاعات متوسطة عن الارض وتحوي  دقائق متناهية في الصغر وجافة من الغبار الخفيف وتنتشر بكثافة عالية جدا في  مساحة واسعة وبسبب خفتها حيث لا تسقط بتأثير الجاذبية الأرضية بسرعة  وعمليا تتم تنقية الهواء من هذه الدقائق بعد سقوط المطر. والنوع الثاني هو الغبار المتصاعد بسبب دوامات هوائية والتي تؤدي الى رفع جزيئات الغبار وتكون بحجوم صغيرة, متوسطة او كبيرة. وثالثاّ, العواصف الرملية التي تحدث بفعل حركة الرياح الصاعدة من الأرض إلى الأعلى، وهي قصيرة الأمد حيث تبقى الجزئيات الدقيقة عالقة في الهواء لعدة ساعات وقد تستمر لبضعة أيام.

 

هناك نوع اخر يحدث في المناطق الأفريقية الصحراوية وتسمى بالهبوب وتستمر لبضعة ساعات وتكثر في أوقات الصيف.

 

ومن الجدير بالإشارة الى ان العواصف الترابية والرملية في العراق ظاهرة  تتحكم بها عوامل طبيعية واخرى  بشرية, وهي نتيجة لسحب الرياح القوية الرمال والأتربة ورفعها الى الأعلى نتيجة الضغط الجوي  ونقلها الى مسافات بعيدة .

 

و يمكن  تلخيص الأسباب  ذات العلاقة بهذه الظاهرة في العراق كما يلي:

1. الأفراط في  بناء السدود العملاقة في  دول الجوار وخاصة في تركيا وأيضا تغيير مجاري جميع الروافد التي تصب في نهر دجلة وشط العرب من قبل  ايران والتي تفاقم من شحة المياه وقلة  الوارد منها للأستخدام المنزلي ومياه الشرب أو الزراعة وفقدان الملايين من الدونمات من الأراضي الزراعية  العراقية, والتي مع  قلة سقوط الأمطار وتكرار السنوات الجافة التي جميعها أدت الى أضرار بيئية بالغة  بسبب  فقدان الرطوبة والتي تؤدي الى قلة تماسك التربة و زيادة تفككها.

 

 2. قيام النظام  البائد بتجفيف الأهوار والمسطحات المائية خلال الثمانينات في العراق وتجريف بساتين النخيل في الجنوب.

 

3. اهدار الموارد المائية نتيجة الأدارة الغير كفؤة المتعاقبة والتجاوزات والأستغلال السيء للأنهار العراقية والأستمرار في اتباع اساليب قديمة لإرواء المناطق الزراعية.

 

4.  التجريف الجائر والمتصاعد للبساتين والمناطق الزراعية و المناطق الخضراء  والمنتزهات في المدن وتحويلها الى قطع سكنية ومولات بشكل عشوائي وبالضد من القوانين النافذة.

 

5. التغيرات المناخية ( بسبب ازدياد تركيز الغازات الدفيئة وهي ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكاسيد النيتروجين والكربون الهالوجيني, الناتجة عن النشاط البشري مثل استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة, قد ضاعفت من تأثير الأحتباس الحراري) وأدت الى ارتفاع درجات الحرارة وقلة سقوط الأمطار وزيادة التبخر من المسطحات المائية وتصاعد سرعة الرياح والتي تؤدي الى تقلص الغطاء النباتي وتدهور نوعية التربة. وتعتبر الامطار احد العوامل الرئيسية لتثبيت التربة, حيث  قدر البنك الدولي خطورة ان يفقد العراق 20%  من موارده المائية بحلول 2050 لأن العراق احد  البلدان الأكثر هشاشتا و تعرضا للتغير المناخي في العالم, كما اشار التقرير الصادر عن الأجهزة الأستخبارية الأمريكية الذي تم رفع السرية عنه مؤخرا. 

 

6. الأنشطة والفعاليات البشرية التي تؤدي إلى إثارة الغبار ودفعه للجو مثل حراثة الأرض وشق الطرق والعمليات العسكرية والنشاط الإرهابي.

 

ومن المهم الأشارة الى ان العواصف الترابية والرملية في العراق تحمل دقائق من الرمال والأتربة وأيضا مواد بيولوجية مثل البكتيريا واللقاح والجراثيم والفطريات والفيروسات، ومواد كيمياوية مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والمعادن الثقيلة والمواد المشعة كاليورانيوم المنضب والذي مصدره المناطق الملوثة في الجنوب. وترتبط الاضرار الصحية بحجم الدقائق العالقة خاصة التي يقل حجمها عن 10 مايكرومتر لأنها تدخل الانف والفم واحيانا تخترق جدار الجهاز التنفسي وتصل الى الدورة الدموية.

 

  وترتبط التأثيرات الصحية الحادة لعواصف الغبار الرملية  بتفاقم أعراض أمراض الرئة، وخصوصا لدى مرضى الربو ومرضى السدد المزمن في مجاري التنفس، علما ان حدوث الاصابات يتعدى يوم حصول العاصفة لتظهر لاحقاً في الأيام التالية على شكل ارتفاع في نسبة الأمراض الميكروبية، والتي تتجاوز الجهاز التنفسي لتطال القلب والأوعية الدموية وتؤدي الى ارتفاع الإصابات بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية واضطرابات إيقاع النبض.

ولذا فإن النظرة الطبية إلى الوقاية من الآثار الصحية للتعرض لعواصف الغبار الرملية لا تشمل وقاية مرضى الجهاز التنفسي ولا تقتصر على يوم العاصفة بل ولما بعدها, فعلى سبيل المثال حالات الإصابة بمرض السيليكون، الذي هو    مرض رئوي تكثر الإصابة به لدى منْ يستنشقون مطولاً جسيمات غبار ثاني أكسيد السيليكون في ظروف مهنية وحياتية شتى او نتيجة  تكرار التعرض لعواصف الغبار الرملية، ويُؤدي  إلى حصول التهابات  رئوية وتكون عُقيدات من الأنسجة الندبية في الفصوص العليا من الرئة، وقصور في  أداء الرئة لوظائفها والشكوى من ضيق التنفس وهو احد الحالات المرضية التي قد تنتهي بالإصابة بسرطان الرئة وخصوصا بين المدخنين.

وبسبب تعرض العينين للعناصر الملوثة الملتصقة والمرافقة لمكونات غبار العواصف الرملية, يزيد  احتمال حصول الالتهابات أو تهيج وجفاف العينين او ظهور اعراض جلدية .

أما الأضرار الأقتصادية والبيئية التي تسببها العواصف الترابية فهي كثيرة وعديدة, فمثلا قدرت الأمم المتحدة وقوع خسائر بما يقارب 13 مليار دولار سنويًا في إجمالي الناتج المحلي في منطقة الشرق الاوسط والخليج. وتؤثر العواصف الترابية والرملية ايضا على إنتاج الطاقة البديلة، فالغبار الذي يغطي الألواح الشمسية سيضعف من إنتاج الطاقة بشكل كبير كذلك تكون بحاجة الى التنظيف والصيانة البالغة الكلفة . ومن الاضرار الأخرى البالغة الاهمية اقتصاديا هو انخفاض إنتاج النفط والذي يعتمد عليه الاقتصاد العراقي الريعي بسبب توقف عمليات الحفر والاستخراج. ويؤدي الغبار أيضا إلى تآكل المباني والبنى التحتية  كالمنشآت والطرق  وخطوط أنابيب النفط.

 

ومن ضمن الأضرار الأقتصادية أيضا هو التكاليف المرتبطة بتنظيف الغبار المتسرب داخل المنازل والأبنية وتنظيف المركبات وإزالة الرمال من الطرق والأبنية. وأيضا التكاليف المرتبطة بالحوادث، الخسائر المادية, التأخير في الرحلات الجوية، التأخير في حركة المركبات.

 

 ومن اهم نتائج هذه العواصف التي تهدد الأمن الغذائي هو ترسب الدقائق على  المساحات  الخضراء ودفن المحاصيل تحت الرمال مسببا تلف الانسجة النباتية وجفاف الأوراق الذي يؤخر نمو النباتات والاضرار بالمحاصيل وأيضا الى تأكل التربة بسبب فقدان الكساء النباتي.    

 

 ومن الجدير بالذكر ان لهذه العواصف الرملية اثار إيجابية أحيانا ومنها تنقية أجواء المدن الصناعية من الغازات السامة كذلك تحول الاتربة في حالة سقوط امطار بعد العاصفة الى سماد طبيعي يساعد على نمو النباتات خاصة في المناطق الصحراوية والغابات الاستوائية مثلا في الأمازون واندونوسيا. ويوجد رأي طبي ان تعريض الأطفال لها يساعد على تقوية المناعة الطبيعية ضد الربو وزيادة قدر الانسان على مقاومة البكتريا. وتعتبر أيضا مصدرا غذائيا للكائنات الدقيقة  النباتية في البحار والمحيطات لما تحويه من عناصر ضرورية لها مثل الحديد والفسفور والسيلكون والمنجنيز والنحاس والزنك. 

 

ويوضح الأستعراض العلمي اعلاه ان هناك اسباب مركبة لهذه الظاهرة البيئية والتي تتطلب معالجتها توحد الرؤية وتنسيق في تنفيذ السياقات لأرتباطها بأكثر من جهة حكومية عراقية وبدعم من مجلس النواب لإقرار التشريعات القانونية المناسبة وضمان التخصيصات المالية اللازمة, الامر الذي يتطلب تشخيص الجهات ذات العلاقة والمصلحة في رسم السياقات وتحديد اليات التنفيذ  والأولويات.  وفي تقديرنا ان وزارة البيئة العراقية بدورها الرقابي والتخطيطي هي الجهة المناسبة لتنظيم وإدارة برنامج التصدي للعواصف الترابية والتنسيق مع الجهات الدولية وخاصة منظمة اليونيب التابعة للأمم المتحدة للاستفادة من الخبرات وأيضا تشخيص التكنولوجيا الحديثة المستخدمة سواء في عمليات الرصد والإنذار والأنظمة الرقمية للاستشعار عن بعد.

 

 ويمكن تلخيص المعالجات و الحلول الممكنة بما يلي :

1. مسح وتقييم أنظمة الرصد العراقية وفي جميع المحافظات  من ناحية الجودة و الكفاءة ومتطلبات الصيانة والاستفادة القصوى من مخرجاتها وذلك لإقامة منظومة فعالة وعصرية تحذر القطاعات الصناعية والزراعية والسكان من العواصف الرملية والترابية.

 

2. رسم استراتيجات التكيف و التخفيف من اثار التغير المناخي.

 

3. تشجيع استعمال مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة من أجل تنمية مستدامة والحفاظ على البيئة في العراق.

 

4. تشريع قانون خاص لتلوث الهواء للحفاظ على الهواء والبيئة في العراق.

 

5. تلعب الإدارة الفعالة للموارد المائية دورا هاما بسبب العلاقة الوثيقة بين الجفاف والتصحر وتفكك التربة وتقلص الغطاء النباتي والذي يتطلب وضع خطة واليات لإدارة فاعلة للموارد المائية ومنها أيضا الأهتمام بالواحات الصحراوية كبحيرة ساوة في المثنى التي جفت بسبب التجاوزات على الابار الجوفية القريبة والتي هي مصدر تغذيتها  وهناك العشرات من هذه البحيرات التي يهددها خطر الاندثار وفي المقدمة منها اهوار العراق الجنوبية. واستعمال التكنلوجيا الحديثة كالطاقة الشمسية لتحلية المياه.

 

6. أحد الأدوار المهمة هي من صلاحية وزارة الزراعة بسبب اشرافها على الرزنامة الزراعية ومنها تشجيع الفلاحين على زراعة محاصيل ونباتات أكثر قدرة على مواجهة الجفاف والحفاظ على سلامة سطح الأرض الزراعية والكساء  النباتي  واستصلاحها ومنها في منطقة الجزيرة وتحويلها الى مساحات خضراء ترافقها حملة توعوية للفلاحين والقطاع الزراعي لسبل حماية المحاصيل والمزروعات من تأثير العواصف الترابية والرملية.

 

7. التوسع في التشجير واقامة مناطق خضراء حول بغداد والمدن العراقية الأخرى  له فوائد كثيرة كونه يشكل حزاما اخضر يلطف الجو وينقي الهواء ومصدا للتأثيرات السلبية للعواصف الغبارية كما وانها تؤثر على البيئة المحيطة، فتحمي المحاصيل وتحفظ التربة من التعرية والانجراف وتساعد في زيادة مخزون المياه الجوفية وتحسين نوعية المياه السطحية وتقلل من الترسبات الطينية والطمي في السدود والخزانات وتحفظ قدرة الاراضي الانتاجية وزيادة المادة العضوية فيها وتقلل ايضا خطر الملوحة والجفاف من خلال التظليل الكبير لسطح التربة وانعكاسه على تقليل التبخر وبالتالي تقليل شدة الحرارة الناجمة عن اشعة الشمس او المنعكسة من سطح الارض، كذلك تؤثر في حركة الرياح وتزيد من سقوط الامطار وبالتالي دورها الايجابي الكبير في التكيف مع التغيير المناخي. وتعد الغابات مستودعا هائلا للتنوع الأحيائي والاصول الوراثية النباتية والحيوانية المختلفة وحتى الكائنات الدقيقة. أي استخدام النباتات الأصلية والأشجار كمصدات يمكن أن تقلل من سرعة الرياح والرمال والانجرافات. ولكن كي تتحقق هذه النتائج  يجب ان يخضع كل ذلك للحوكمة العلمية والادارية والمالية لان هذا البرنامج هو اكثر من مجرد زراعة للأشجار بل سلسلة من الاجراءات والتي بعضها يحتاج الى تطبيق صارم للقانون لمنع القطع الجائر للأشجار وتجريف البساتين والتجاوز على الحدائق العامة والمناطق الخضراء وإزالة التجاوزات ترافقها حملة وطنية  لتشجيع المواطن على إقامة الحدائق والمناطق الخضراء البيتية وحماية الأشجار ويمكن مثلا إعادة الاحتفال بعيد الشجرة بفعاليات مناسبة تشمل المدارس والجامعات وجميع المؤسسات التعليمية والإدارية .ومن الضروري في هذا المجال الاختيار العلمي المناسب للأشجار من غير النخيل والنباتات التي يجب ان تخضع للدراسة العلمية التي يمكن ان تقوم بها كليات الزراعة والحد من الزرع العشوائي وخاصة استيراد أصناف من الخارج التي قد تهدد الامن النباتي بسبب شراستها في التمدد وأيضا توفير اليات حديثة لري المناطق المشجرة وضمان ديمومتها, فليس كل نبات اخضر مناسبا.

 

8. تقييم ودعم التصميمات المناسبة للمباني وإجراء اختبارات تسرب  الهواء .

 

9. عند الانذار بحدوث العواصف هناك بعض الإجراءات التي يمكن ان يقوم بها السكان لتقليل الاضرار منها التأكد من غلق الأبواب والنوافذ بإحكام، وسحب جميع الستائر مع وضع المناشف المبللة على الثقوب الصغيرة التي قد تكون حول النوافذ واستخدام أقنعة الغبار التي لها مرشحات يمكن من خلالها تصفية الجسيمات الدقيقة والملوثات او وضع منشفة مبللة أو مناديل على الأنف والفم وشرب الكثير من السوائل مع  تنظيف الوجه والأنف والفم باستمرار لمنع دخول أية غبار إلى الرئتين .

 

10. تطبيق برنامج توعوي للمواطنين والمدارس حول العواصف الترابية والرملية وسبل تقليل اضرارها الصحية وبالتعاون بين وزارة الصحة والمؤسسات الإعلامية والصحية.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.