اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

جنون السرقة العالمية// ترجمة حازم كويي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ترجمة حازم كويي

 

عرض صفحة الكاتب 

جنون السرقة العالمية

كاترين كيرلوف*

ترجمة حازم كويي

 

يمكن للمرء أن يصف أفعال الشركات عبر الوطنية بأنه نهب منهجي.

وصفها الصحفي والمؤلف توم بورغيس "آلة نهب" في كتابه The Curse of Wealth ، الذي كتب فيه عن "لعنة الثروة" التي أصابت بلدان القارة الأفريقية. وسلطة التصرف الأنتاجي بالعمالة الحية والموارد الطبيعية والبيانات الرقمية والثروة الوطنية والسياسية، على طول سلسلة القيمة العالمية، تحتل الشركات فيها كل ما يخدم دافع الربح وتترك إصلاح الضرر الذي تُسببه للمجتمع، ولكن قبل كل شيء الفقر والأكثر فقراً في المجتمع. ما يُسمونه ويدعونه هناك بالتقدم ليس إلا إقتران بالتدمير.

 

إن الفساد والعنف العرقي يخدمهم جيداً طالما أن الدول تقدم العطاءات وتحصل على تراخيص لاستغلال المواد الخام القَيمة بشكل مفرط. عندما يقومون بالغزو مثل الجراد، فإنهم يبيعون أفعالهم على أنها عمل مفيد لانتعاش، لا يصل أبداً إلى أولئك الذين يصنعون الثروة.

 

ولرسم كل شيء باللون الأخضر وتفجيره مع التقدم. ففي نهاية هذه العملية، تم تدمير زراعة الكفاف لصالح الزراعة الاحادية، وأحتلت منطقة أخرى غير مُطورة وتعرضت للاستغلال المفرط، وتم تهجير الناس،لإجل نخبٍ فاسدة.

 

تمتلك أفريقيا 15 % من إحتياطيات النفط الخام العالمية. وكذلك الذهب، والقصدير، والتنغستن، والكولتان (مادة مهمة في صناعة الهواتف المحمولة)، وخام الحديد، واليورانيوم، والحجر الجيري، والماس – هذه القارة هي جنة للشركات المتواجدة في دول مثل أنغولا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، نيجيريا، النيجر، غينيا، السودان، موزمبيق، غانا، جنوب إفريقيا، وزيمباوي - بعد أن غادرها المُستعمرون الأوروبيون، أرسلوا فيما بعد آلة أستغلال أكثر كفاءة، الشركات المتعددة الجنسيات مع آلات نهب أكثر تحديثاً وأكثر تطوراً في عملية الأستغلال.

 

تم تحديث "محرك النهب". حيث سلبت المعاهدات الأفارقة أراضيهم وذهَبِهم وألماسهم، وفرضت جحافل من المُحامين الذين يُمثلون شركات النفط والتعدين بعائدات سنوية تقدر بمئات المليارات من الدولارات، تفرض ظروفاً مروعة على الحكومات الأفريقية ثم يستخدمون الثغرات الضريبية لسرقة عائدات البلدان المُعدمة بالغش. 

وحلت الشبكات الخفية للشركات متعددة الجنسيات والوسطاء والحكام الأفارقة محل الإمبراطوريات القديمة.

إنهم ليسوا مُلتزمين بأي أمة، لكنهم ينتمون إلى النخب عبر الوطنية التي أزدهرت مع عصر العولمة "، كما يشير بورغيس الى ذلك.

 

يتم إخفاء المواد الخام من جميع أنحاء العالم في تقارير أرباح أسياد سلاسل التوريد شبه الغامضة وغير القابلة للإدارة من الناحية القانونية. حين تظهر على أنها منتجات مُصنعة في مراكز التسوق في بلدان الشمال العالمي، وتتألق مثل وعد بالخلاص، ولا تُظهر معلومات المُنتج، مع مقدار الدماء التي أُريقت في مكان آخر، ومقدار البؤس الذي تم قبوله من أجلها،كم هوحجم إستغلال هؤلاء الأشخاص الذين لديهم ثروة في نوافذ المحلات التجارية.

 

لقد نجحت أوروبا في خدعة سحرية. في حين أن الحدود أصبحت أكثر صعوبة من أي وقت مضى بالنسبة لأولئك الفارين من عواقب هذا الاستغلال والإفقار، إلا أنها مفتوحة على مصراعيها، للذين يغمرون المحلات التجارية من مصانع الشركات من أجل الربح.

فقط التضامن والحلول الجيوسياسية يمكن أن تساعد في منع هذا العمل العالمي المُدمر للكوكب، رغم عدم توفر أفق لذلك.

 

 المحاولات للدخول في أستغلال الإنسان والطبيعة عن طريق قانون فك هذه السلسلة هي بداية مؤقتة، لكنها لن تنهي ما ميز أفعال نشاطات الشركات العابرة الجنسية. الاستغلال الشديد وساعات العمل الطويلة، وضعف الأجور، ترهيب النقابات من خلال العنف والنهب لمناطق بأكملها، تدمير الطبيعة، الاستغلال الإيكولوجي المفرط.

إن الشركات عبر الوطنية ليست كلية القُدرة. لقد أُعطيت القدرة المطلقة ويمكن سحبها منهم. لكن هذا يتطلب الكفاح والتضامن، في جميع أنحاء العالم.

 

كاترين كيرلوف*: صحفية وكاتبة في عدة صحف ألمانية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.