اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أربع حقائق من المحرمات حول حرب أوكرانيا// ترجمة حازم كويي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حازم كويي

 

عرض صفحة الكاتب 

أربع حقائق من المحرمات حول حرب أوكرانيا

إنغار سولتي*

ترجمة حازم كويي

 

أربع حقائق غير مريحة تميز الحرب في أوكرانيا. بادئ ذي بدء، مثل كل حرب في التاريخ، فإن حرب أوكرانيا لها أيضاً تاريخ لم يبدأ فقط مع الغزو الروسي للدولة المجاورة منذ عام، ولا حتى في عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

 

ثانيًا: للحرب إمكانات هائلة للتصعيد. داخل أوكرانيا وخارج حدودها، لأنها تصاعدت من غزو إلى حرب بالوكالة بمشاركة دولية من كلا الجانبين، حرب مع قوة نووية، ولأن هناك دلائل دون مشاركة مباشرة لقوات الناتو في أوكرانيا.بل تنفذ من جانب الجنود الأوكرانيين، الذين يمكنهم تشغيل الأسلحة الموردة من الولايات المتحدة وأيضاً من أوروبا. حقيقة أن هذه الحرب ترجع أصولها إلى الحرب الأهلية،التي تجعل الأمور أكثر صعوبة.

 

ثالثًا: لن تنتهي هذه الحرب بإنتصار السلام. لا توجد طريقة عسكرية في المقام الأول لإنهاء إراقة الدماء الرهيبة، ووضع حد للتدمير والتشويه والاضطراب النفسي والعنف الجنسي والتجنيد القسري والفرارمنه. أصبح هذا أكثر وضوحاً الآن بعد أن دخلت الحرب مرحلة حرب الخنادق والاستنزاف، حيث أقترب مجموع عدد القتلى الى (300000) وما يصل إلى 1000 ضحية من الجانبين كل يوم.

 

رابعاً: لن تنتهي حرب أوكرانيا دون التنازلات الإقليمية من الحكومة الأوكرانية، مهما كان الأمر لا يطاق.

 

إذا عالجت خطر تصعيد حرب أوكرانيا في البرامج الحوارية أو الصحف بالتحليل، فسوف يتم تهميشك. لأن صانعي الرأي في هذا البلد يساريون ليبراليون، فهم يهتمون بالأخلاق أكثر من الواقعية.

 

من اللافت للنظر أن هذه الحقائق الأربع لم تُسمع من اليساريين في المقام الأول،أو تحدثوا بها بصوت عالٍ، ولكن في أكثر الحالات من قبل الأكاديميين الليبراليين المحافظين الناقدين، والمسؤولين العسكريين رفيعي المستوى ومن أجهزة الدولة. في ألمانيا بالذات، على سبيل المثال، تطرق (ولفغانغ إيشينغر)والرئيس السابق ل"مؤتمر ميونخ للأمن"الذي تولاهُ  من عام 2008 حتى عام 2022، و(غونتر فيرهوغين، العضوالسابق في الحزب الديمقراطي الليبرالي، ثم أنتقل فيما بعد الى الحزب الأجتماعي الديمقراطي)والذي كان رئيس مفوضية الأتحاد الأوربي لتوسيع الشرق، التي مزقت في النهاية(أوكرانيا) عام 2014، وإلى أسباب مماثلة للصراع أشار لها مثلاً(هنري كيسنجر)، الذي ربما يكون أكثر رواد السياسة الخارجية نفوذاً في الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. وكذلك مُنظر العلاقات الدولية المحافظ وأستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو (جون مارشهايمر)، ومن المُحافظين الجُدد للولايات المتحدة الأمريكية والعقل المُدبر لحرب العراق روبرت كاغان.

 

تحالف وثيق جدا مع الولايات المتحدة.

في مقال نُشر في صحيفة "سوود دويتشه تسايتونغ" عشية الحرب، أكد إيشينغر أن المحاولات العدوانية من قبل حكومة جورج دبليو بوش الأمريكية لجذب أوكرانيا المنقسمة اقتصادياً وسياسياً وعرقياً ولغويإً الى حلف شمال الأطلسي هو ما أدى إلى عزل روسيا عنها. وإبعاد روسيا عن أوروبا وسياسة زعزعة الاستقرار في القوقاز وأوكرانيا، وكذلك السياسة الروسية تجاه سوريا. وكانت نقطة الأنطلاق في قمة الناتو في بوخارست (2008) للتجاذب الغربي بشأن أوكرانيا.

 

 لم يكن دخول البلاد في التحالف الدفاعي مخالفاً لدستور أوكرانيا في ذلك الوقت فحسب، بل لم يكن بأي حال من الأحوال يتوافق مع إرادة الأغلبية في أوكرانيا أو مصالح حلفاء الناتو في أوروبا الغربية.

 

وبالمثل، أنتقد فيرهويغن سياسات خلفه (رومانو برودي) رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي في عام 2002،الذي فشل لإنشاء "حلقة أصدقاء" للاتحاد الأوروبي، ولجهود روسيا لإقامة شراكة وثيقة على قدم المساواة، مع أحتمال إنضمام روسيا إلى الناتو أو، كما كان في ذلك الوقت إبتهاج الأوروبيين، الذي أقترحه بوتين بأنشاء المنطقة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية المشتركة "من لشبونة إلى فلاديفوستوك" التي لم يتم قبولها، لكن الأتحادالأوربي"أطلقت شراكة إتحاد أوربا الشرقية بعد عام 2007 دون مشاركة روسيا". والذي حذرت منه روسيا بصراحة من توسع الناتو نحو الشرق.

 

كان من الممكن أن يتصرف الأوروبيون بمراتب في التقارب مع الولايات المتحدة دون أن ينتهكوا في نهاية المطاف أهدافهم الاقتصادية والسياسية والمتعلقة بالسلام والأمن. الذي كان سيتطلب موقفاً أكثر استقلالية فيما يتعلق بالولايات المتحدة. قال فيرهويغن "كان من الضروري للغاية فهم وتصنيف تاريخ حرب أوكرانيا بالكامل". عندئذٍ "يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعداً أيضاً للعمل من خلال أخطائه". عند تحليل "تاريخ" الحرب، "يجب فحص سؤالين بعناية": "من تسبب في فشل اتفاقية مينسك، ومن أو ما الذي دفع الاتحاد الأوروبي للمشاركة في عملية تغيير النظام في أوكرانيا في عام 2013؟ "

 

تحدث فيرهويغن أيضاً ضد جعل ما قبل التاريخ لحرب أوكرانيا من المحرمات، ووصفها دائماً بأنها تفسر ذنب روسيا في الحرب. ومع ذلك، فإن الفشل في "العمل بجدية عبر التاريخ بأكمله (...)" يعني "تكرار نفس الأخطاء". ومن اللافت للنظر أن مكتبات بأكملها كتبت عن الأسباب والتطورات التي أدت إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية '، ولكن مجرد المطالبة بالتصالح مع "التاريخ الكامل (...) للحرب الكبرى الأولى في أوروبا في هذا القرن" يعتبر بالفعل "تهدئة".

 

إمكانات هائلة للتصعيد.

الحقيقة المزعجة الثانية، وهي أن هذه الحرب تنطوي على إمكانات هائلة للتصعيد، تم تسميتها من قبل شخصيات عسكرية سابقة رفيعة المستوى تم إعفاؤها من واجب الطاعة: ومن بينهم العميد المتقاعد (هيلموت كانسر).وكذلك المُستشار الأمني السابق للمُستشارة السابقة أنغيلا ميركل (إيريش فاد). و(هارالد كوجات) الجنرال المتقاعد في القوات الجوية، والمفتش العام السابق للقوات المسلحة الألمانية ورئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو. ولاعجب لماحدث لإكبر عسكري ألماني، (إيبرهارد زورن)، وكبير المفتشين العامين في الجيش الألماني، الذي تم تعيينه من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في عام 2018 ، فقد تم فصله مؤخراً من قبل وزير الدفاع الجديد (بوريس بيستوريوس، من الحزب الديمقراطي الأجتماعي) لأنه، وفقأ لـصحيفة (نويه زويريخ تسايتونغ)، وفي مقابلة في سبتمبر الماضي "تحدث ضد تسليم المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا" وأعرب عن شكوكه "في أن أوكرانيا يمكن أن تربح الحرب".

 

على أية حال، فإن الحقيقة المزعجة الثانية هي أن الحرب لا تهدد فقط بالتصعيد في أوكرانيا نفسها، كما يتضح من جريمة الحرب الروسية المُتمثلة في تدمير إمدادات الطاقة والمياه في منتصف شتاء قاري وفي ظل تعرض السكان الضعفاءللغاية للأذى والتدمير. وكمن يتصور السير أثناء النوم في حرب عالمية ثالثة.

 

وحذر إيريش فاد، مرات عديدة، من أن روسيا لديها هيمنة متصاعدة، كما أنتقد هارالد كوجات، سياسة تسليم الأسلحة الهجومية باعتبارها تصعيدية للغاية وتم تنفيذها دون أية مناقشة واضحة للأهداف العسكرية الاستراتيجية المرتبطة بها. من ناحية أخرى، ظهر فاد، وهو ذو عقلية محافظة مؤخراً كممثل سياسي، في إطار "بيان السلام" الذي أطلقته (سارا فاغن كنشت)من حزب اليسار، والناشطة النسوية المخضرمة (أليس شفارزر) والذي وقع عليه بحدود أكثر من ربع مليون شخص في ألمانيا حتى الآن.

 

في غضون ذلك، رأى العميد المتقاعد كانسر "عدم مبالاة غير مفهومة" في سياسات الحكومة الفيدرالية والولايات المتحدة في التعامل مع الاحتمال الحقيقي لحرب نووية. من ناحية أخرى، أثار الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) ضجة عندما حذر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من تصعيد الحرب في أوكرانيا قبل شهر: "آفاق السلام تتضاءل أكثر من أي وقت مضى، وأحتمال حدوث مزيد من التصعيد وسفك الدماء يتزايد باستمرار. "لا يخشى أن العالم يسير نائماً نحو حرب أكبر. "أخشى أنها ستفعل ذلك وعيناها مفتوحتان على مصراعيها."

 

لن تنتهي الحرب عسكرياً، ولن تنتهي بـ "سلام منتصر"، كما أفترض السياسيون الحاكمون - من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر)ـ

لفترة طويلة جداً وما زلنا نناضل من أجله. بدلاً من ذلك، سيكون هناك حل تفاوضي. عن هذه الحقيقة،عبر عنها أشخاص مثل المؤرخ المحافظ من أوروبا الشرقية (يورغ بابروفسكي)، الذي حذر في الوقت نفسه أيضاً من تصعيد الحرب من خلال سياسة خارجية "غربية" مدفوعة أيديولوجياً وساذجة بشكل خطير. أو (يوهانس فاريك)، الواقعي في السياسة الخارجية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة هالة-فيتنبرغ الألمانية. وأيضاً كوجات، الذي حذرَ من أن الحرب قد دخلت في حالة من الجمود و "لا أحد يستطيع الفوز بها"، "لا روسيا (...) ولا الولايات المتحدة وبالتأكيد ليس أوكرانيا." تجاهل مبدأ بالغ الأهمية (...): أي أنه خلال الحرب، التي تُشن لأسباب سياسية، يجب عدم تعليق وترك السياسة ".

 

نعم، حتى أعلى رتبة في الجيش الأمريكي، رئيس أركان الولايات المتحدة (مارك أ. ميلي)، وهو واقعي في السياسات الخارجية،وقارئ جيد ويستشير في كتاباته العسكرية الأستراتيجية، إنجلز ولينين وماو، ففي مؤتمر صحفي للبنتاغون تشرين الثاني (نوفمبر)، برر شكوكه حول "أحتمالية تحقيق نصر عسكري أوكراني، وطرد الروس من جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي تدعي". "هذا الاحتمال"، من منظور عسكري، لايجري تقديره بشكل عالٍ. "وأضاف:" من وجهة نظر سياسية، يمكن أن يكون هناك حل سياسي ينسحب فيه الروس - سياسياً ". وهذا أمر يمكن تصوره.

 

وفي مقابلة في الفاينانشيال تايمز نُشرت في منتصف فبراير، قال ميلي: "من المستحيل أساساً أن تحقق روسيا أهدافها السياسية بالوسائل العسكرية". من غير المرجح أن تتغلب روسيا على أوكرانيا. هذا لن يحدث. "فقط وفي حالة عكسية أن يحدث إذا" أنهار الجيش الروسي بأكمله ". وعندما سُئل عما إذا كانت "لحظة الدبلوماسية بين موسكو وكييف" قد أنتهت، أجاب ميلي: "حتى بداية الربيع"، الهجمات المحتملة ل"أسابيع فقط" ولكن هناك "نافذة مرنة من الفرص. ". هناك "أحتمالات في أي وقت" لمفاوضات السلام، حتى لو كان كلا الجانبين "راسخين بعمق" فيما يتعلق "بأهداف الحرب وعدم الاستعداد للتفاوض".

 

جنون الحرب العالمية.

الحقيقة الرابعة، غير المريحة بشكل خاص، تأتي الآن من الرؤية الثاقبة التي مفادها، أن أهداف الحرب الأوكرانية والأمريكية السابقة المتمثلة في "إستعادة" دونباس بالكامل وشبه جزيرة القرم غير واقعية تماماً. البديل الوحيد لذلك، ولكون الحكومة الأوكرانية تنفد ببطء من جاهزية أفرادها للقتال كي يمكنها من تشغيل الأسلحة المُوردة، سيكون إشراك قوات الناتو مباشرة.

 

 لحسن الحظ، وبصرف النظر عن طموح فرديريك ميرز(رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي)وأنتظاره، كي يصبح مستشار المانيا القادم،وصحفيين عالميين مجانين،وكذلك السياسيين الأجانب أصحاب هواية الليبرالية الخضراء،هذا الجنون الذي لم يفكربه أحد بجدية، الذي يشبه الحرب العالمية. 

 

ومن المؤكد أن تصريح أنالينا بيربوك(وزيرة الخارجية الألماني من حزب الخضر)،التي قالت "نحن" الأوروبيين "نخوض حرباً ضد روسيا"، يعطي نظرة عميقة بالتأكيد، لكنها كانت زلة لسان، طائشة وخطيرة،. ولكن إذا كان الوضع العسكري على هذا النحو، فإنه يثير تساؤلاً عما إذا كان يتعين أولاً، في معارك الاستنزاف بالقرب من باخموت، التي تذكرنا ب(فيردان) والحرب العالمية الأولى(دارت معركة فيردان في الفترة من 21 فبراير حتى 18 ديسمبر عام 1916 على الجبهة الغربية في فرنسا. كانت هذه المعركة الأطول في الحرب العالمية الأولى ووقعت على التلال شمال فيردان سورالميز) وربما يتم تجنيد مئات الآلاف أو ربما الملايين من الجنود الأوكرانيين والروس، وإحراقهم قسراً حتى تصبح هذه الحقيقة معروفة لرؤساء الدول. أو ما إذا كانت مثل هذه المذبحة – كما تحدث وزير الدفاع البريطاني بن والاس أيضاً عن "مدى البلاء الذي يُذكرنا بالحرب العالمية الأولى" – والذي لا يزال بالإمكان منعه.

 

الحقيقة الرابعة، مع ذلك، أن الحرب لن تستمر دون التنازلات الإقليمية من الحكومة في كييف، لم يعبر عنها أحد، ولم يتم النطق بها من قبل أي شخص آخر وفي وقت مبكر من قبل، سوى (ينس ستولتنبيرغ) الأمين العام لحلف الناتو.في حين أستبعدت أنالينا بيربوك ذلك وعارضتها بشدة،أما ستولتنبيرغ قد أشار في يونيو من العام الماضي إلى الحرب السوفيتية الفنلندية (نوفمبر 1939 إلى مارس 1940) والتنازلات الإقليمية التي قدمتها الحكومات الفنلندية في ذلك الوقت، والتي، مع ذلك، كانت لا تزال الحل الأفضل بالنسبة للبلد: "السؤال"، بحسب ستولتنبرغ، "ما هو الثمن الذي أنت على إستعداد لدفعه مقابل السلام؟ كم المساحة؟ كم الاستقلال؟ مدى السيادة؟ " من خلال تصريحات ستولتنبيرغ، كانت مسألة التنازلات الإقليمية مطروحة بالتأكيد على الطاولة.

 

جرائم الحرب، على سبيل المثال، التي تُرتكب ضد "المتعاونين" إذا نجحت الحكومة في كييف في إستعادة المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم هي واحدة من أكثر الأسئلة المحرمة في هذا الصدد. على الرغم من حقيقة أن هناك بالفعل تجارب من تشيرسون وخاركيف، التي استعادت حكومة كييف السيطرة عليها، على هذا الجانب من خط المواجهة، حيث فرَ عدة آلاف من الأشخاص لاحقاً إلى روسيا خوفاً. وخضع آخرون لاستجوابات جذرية على أساس قانون مكافحة التعاون أعتباراً من مارس 2022. ومع ذلك، فإن المحامي المؤثر والأستاذ الحاصل على الشهادةالفخرية "راينهارد ميركل" قد حصد عاصفة شديدة من الأنتقادات في غابة الصحف الألمانية عندما تجرأ على التساؤل في صحيفة(فرانكفورتر ألغيماينة تسايتونغ)،أن سكان شبه جزيرة القرم يريدون "أستعادتها"عسكرياً. . ومن هذا المنطلق، أستنتج التزام أوكرانيا بالدخول في مفاوضات مع روسيا - وهو ما حظرته حكومة زيلينسكي بمرسوم في أكتوبر - وإذا كان من الممكن أيضاً حث روسيا على القيام بذلك.

 

لقد جذب البروفيسورميركل الانتباه بالفعل لما حدث عام 2014 في النزاع المسلح في منطقة شبه جزيرة القرم عندما حكم، "بالانفصال" بموجب القانون الدولي (نتيجة لتبعات تغيير نظام الحكم من قبل كييف) على أنه ليس ضم.

 

إن قول الحقائق الأربع المزعجة عن حرب أوكرانيا الآن، وعلى حد تعبير الكاتب ومؤلف الأغاني(فرانز جوزيف ديغنهاردت) "غير مرغوب فيه للغاية في هذا البلد" ، بل في كامل الجزء الغربي من العالم.

 

حتى يومنا هذا، هم يُشيرون إلى المحرمات التي إذا تم لمسها، تؤدي إلى نبذ وسائل الإعلام لعامة الطبقة الوسطى، أو عاصفة ليبرالية خضراء على وسائل التواصل الاجتماعي. (يوهانس فارفيك)، أحد النُقاد القلائل الذين يتمتعون بحضور منتظم في وسائل الإعلام، لاحظ مؤخراً أن أي شخص "يبتعد كثيراً عن التيار السائد" "يتم تهميشُه"، على الأقل خارج الممر الضيق للآراء الشرعية. في حين أن الحرب في أوكرانيا قد بلغت ذروتها الآن كونها حرب إستنزاف قاسية مع ما يصل إلى ألف جندي قتيل لكلا الجانبين كل يوم، وهم أنفسهم يتساءلون بشكل متزايد عن معنى هذه الحرب، هناك منتقدون في هذا البلد يوافقون على ذلك. مع غالبية السكان الذين يشككون في التركيز للجانب الأحادي على منطق الجيش والدعوة إلى المفاوضات، وقد تم التشهير بهم على أنهم "دعاة سلام خاضعين غير منطقيين" و "دعاة سلام متكتلين" و "دعاة سلام" وحتى - مستمدين من الترسانة الأيديولوجية للحرب الباردة - "طابور بوتين الخامس".

 

أثرت القوة الكاملة "لثقافة الإلغاء" الليبرالية المُهيمنة عليهم ولا تزال تؤثر عليهم حتى يومنا هذا. يمكن العثور عليها في مكاتب التحرير في الصحف والمجلات الكبيرة المُكونة للرأي والبرامج الحوارية التلفزيونية، حيث يظهر موقفها في أحسن الأحوال بحيث يمكن لثلاثة ضيوف آخرين مهاجمة خصم السياسة السائدة جنباً إلى جنب مع الوسيط.

 

توماس فيشر، الباحث القانوني والقاضي السابق لمجلس الشيوخ الجنائي لمحكمة العدل الفيدرالية (محافظ آخر) أشار مرات عديدة،إلى أن السياسة في الغرب ليست أقل دعايةٍ مستخدمةً معايير مزدوجة.

 

الآن يطرح السؤال حول كيف يمكن تفسير الحقائق الأربع غير المُريحة والمحظورة من وقت لآخر من قبل اليساريين، ولكن كما هو واضح من قبل الدوائر الليبرالية المحافظة، وجهاز الدولة والجيش.وبدلاً من سياسة خارجية مجردة خطيرة،الى سياسة واقعية ملموسة،يمكن ربطها بالطيف الليبرالي(اليساري)على وجه الخصوص،والتي نشأت فيها هناك.

 

الحقيقة أنه كلما أبتعد عدد السياسيين والصحفيين ونشطاء تويتر عن الجيش الحقيقي وأيضاًعن  خطاباتهم الخاصة، كلما ازدادت العبثية في مواجهة صور الموت والمعاناة والدمار المروع اليوم،ومن العبث للغاية البحث عن ملاذ بمنطق الجيش،بينما في الجيش على وجه الخصوص، يعرف المرء حدود الجيش - ليس أقله من التجارب في أفغانستان والعراق ومالي.

 

بلا شك،هذا ليس تفسيرا كافيا. التفسير الآخر لسبب دعم الطيف الليبرالي اليساري للسياسة الحاكمة بهذه الطريقة هو أنه غير مدعوم من قبل الحكومات المحافظة واليمينية، ولكن من قبل الديمقراطيين الأمريكيين والخضر. وفي المقابل، ما يزيد عدم اليقين لدى اليسار بشأن السياسة السائدة والانقسامات الداخلية الواضحة هو أن الغزو الروسي لأوكرانيا يستقطب ثلاث مشاعر يسارية عميقة الجذور: مناهضة الحرب ومعاداة الفاشية والرغبة في العمل مع الضعفاء، وكذلك ليكون تضامناً عالمياً. بهذه الطريقة، فإن حرب أوكرانيا هي أيضاً حرب "يسارية" أو حرب ليبرالية يسارية.

 

إن البحث عن إجابات حول كيفية إنهاء هذه الحرب الرهيبة وإراقة الدماء في أسرع وقت ممكن يجب أن يبدأ بالتعامل مع الظروف الحقيقية. وهذا يشمل الاعتراف بالمحرمات وإزالتها من حقائقها الأربعة المزعجة. نحن مدينون بذلك لأولئك الذين يعانون من هذه الحرب اليوم: السكان المدنيين الأوكرانيين، الذين أصيبوا بهذه الحرب من قبل روسيا، والفقراء، الشعب الذي أصيب بخيبة أمل في الحرب، وخاصة من الجانب الروسي، ولكن أيضاً من الأوكرانيين. والحريق المُتزايد ضد إرادتهم والذين اضطروا إلى الفرار من هذه الحرب،الذين يحتاجون المساعدة.الطبقات الدنيا في جنوب الكرة الأرضية، وخاصة في إفريقيا، المُتضررون تماماً من التضخم الناجم عن الحرب ودولهم في حالة خطر الانهيار نتيجة لذلك، وكذلك الطبقات العاملة في أوروبا والولايات المتحدة، الذين يدفعون ثمن هذه الحرب وإطالة أمدها بخسائر ضخمة في الدخل الحقيقي.

 

إنغار سولتي* هو مستشار للسياسة الخارجية والسلام والأمن في معهد التحليل الاجتماعي التابع لمؤسسة روزا لوكسمبورغ .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.