اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

خلافهم يوحدنا// حسين النجار

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين النجار

 

خلافهم يوحدنا

حسين النجار

 

بيّنت القوى الماسكة بالسلطة، بشكل واضح، انها لن تتواني في استخدام كل ما هو متاح لها، للدفاع عن “مكتسباتها” السياسية، وحتى ان تعارض ذلك مع الإرادة الشعبية والدستور والقيم وحتى الاخلاق. والكل يعلمون انها تخلت في 2019 عن أبناء شعبها، وجرى قمع الانتفاضة التشرينية مع سبق الإصرار والترصد.

 

وواصلت بعد ذلك ضرب الديمقراطية من خاصرتها، بعدما حملت السلاح مجددا في وجه خصومها من اجل البقاء في السلطة. وسقط آنذاك عشرات الضحايا، الذين راحت دماؤهم هدراً.

 

ومن المهم التذكير بما قامت به طغمة الحكم الفاسدة في مواجهة احتجاجات 2011 و2013 و2015 وما بينها وما بعدها.

 

والاغرب ان المتنفذين يختلفون في ما بينهم في النهج والفكر والممارسة، غير ان هذا الخلاف يتلاشى في لحظة، حينما يتهدد الخطر مصالحهم السلطوية. فتراهم يبلسون ثوباً جديداً، ويتخلون عن خطاباتهم التي لا تلغيها ضحكاتهم المشؤومة. ويمكن ان نتذكر هنا الكثير من الأمثلة، ابرزها الصواريخ التي ضربت أربيل، والخلافات حول الكثير من القوانين، وتقاسم المناصب وغيرها.

 

وما حصل خلال الأسبوع الأخير، اثناء تمرير قانون الانتخابات، يشكل دليلاً صارخاً على قدرة هؤلاء المتنفذين على استخدام الوسائل غير الديمقراطية، من اجل هدفهم المشترك.

 

ومع ان الحديث الأبرز صار عن صيغة احتساب الأصوات (سانت ليغو المعدل)، الا ان مواد أخرى في القانون جرى تمريرها، رغم انها أخطر على العملية الانتخابية، مثل قضية انتخابات الخارج، وعدم احتساب العراق كدائرة انتخابية واحدة للمكون المسيحي. كما لم يجر تحديد سقف للانفاق  الانتخابي، ولم يجر التطرق اصلاً الى تفعيل قانون الأحزاب، ومنع الاطراف السياسية المسلحة من المشاركة في الانتخابات.

 

في مقابل ذلك، تكررت دعوات تشدد على أهمية وضرورة توحيد عمل القوى المدنية والديمقراطية والأحزاب الناشئة، التي تحمل مشروعاً حقيقياً للتغيير في مواجهة مشروع المحاصصة والفساد.

 

غير ان هذه الدعوات بحاجة الى جهد ملموس وفعال، وان لا يعرقلها أي من مظاهر الاختلاف حول الجزئيات، فالقوى المعنية تختلف أيضا في النهج والفكر والممارسة، لكن يتوجب ان تبرز نقاط الالتقاء، المتمثلة في مواجهة قوى الظلام والتخلف، وبناء مشروع الدولة المدنية الديمقراطية والقانون والعدالة الاجتماعية.

 

ان اختلاف القوى المدنية في هذه المرحلة، يمثل خطراً آخر على العملية الديمقراطية، في حال اقترن بالخلاف الذي يعيشه هؤلاء المتنفذون، كما ان الوقت الآن ليس مناسباً لذلك.

 

ومن هنا ينبغي ان لا تتوانى قوى مشروع التغيير الشامل عن إيجاد الأسس المشتركة، وتمتين خطابها الجماهيري، وان تصيغ برنامجاً سياسياً يفضح ممارسات قوى السلطة وخبثها، وان تسعى سوياً الى الوصول للسلطة. كما ان من الضروري في موازاة ذلك، توسيع نطاق الحراك الجماهيري.

ولتبدأ منذ الآن حملة اسقاط منظومة المحاصصة والفساد.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.