اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

السودان في حرب الجنرالين من أجل السلطة// محمد جواد فارس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد جواد فارس

 

السودان في حرب الجنرالين من أجل السلطة

خدمة للمخططات الامبريالية والصهيونية

والشعب السوداني يدفع الثمن من هذه الحرب المدانة

محمد جواد فارس

طبيب وكاتب

 

في جمهورية السودان والمتعارف عنها جغرافيا هي تقع في القارة السمراء أفريقيا وهي فعلا سلة الغذاء لافريقيا، لما فيها من الثروة الحيوانية وكذلك أرضها المعطاء  في الزراعة ووجود نهر النيل العظيم، ويتمتع السودان بموقع جغرافي وله ميناء على البحر الأحمر بور سودان، وهو عضو فعال في الجامعة العربية، ولكن السودان ابتلى في الانقلابات العسكرية بدء من انقلاب الفريق ابراهيم عبود، وقامت الأنظمة الدكتاتورية التي جاءت بعد انقلاب جعفر نميري صاحب صفقة الفلاشة مع دولة الكيان الصهيوني، قد اراد العسكر إنهاء حكم النميري بأنقلاب عسكري قام به هاشم العطا ورفاقه، وابوبكر النور ولقيت الحركة تضامن جماهيري واسع لتغير الوضع في السودان وتم اعتقال النميري وقدر للحركة أن تفشل وذلك بفعل العقيد معمر القذافي زعيم ليبيا، عندما انزل الطائرة التي كانت تقل الثوار، وسلمهم إلى نظام النميري بعد أن هرب من المعتقل وتم اعدامهم، وكانت الحركة قد حصلت على تأيد ودعم الحزب الشيوعي السوداني بقيادة عبد الخالق محجوب ولجنة الحزب المركزية والمكتب السياسي للحزب وتم اعتقال القادة ومنهم عبد الخالق محجوب امين عام اللجنة المركزية للحزب والقائد العمالي الشفيع أحمد الشيخ وجوزيف كرنك، وجرت محاكمتهم بمحكمة عسكرية شكلية وتم إصدار أحكام الإعدام ونفذت الأحكام بهم، ولو قدر لهذه الحركة النجاح لتم حل المشاكل  المجتمعية في السودان ومنها القضية القومية في دارفور، واما انقلاب الجنرال  سوار الذهب والذي أنهى حكم جعفر نميري، ولكنه لم يقبل بالسلطة وأراد تسليمها لتكون دولة مدنية، تنجز مهمات اقتصادية واجتماعية لتغير الأمور في أقامة دولة ذات سيادة ولكن العسكر لم يقبلوا وجرت محاولة من قبلهم، واستلمها العسكري عمر حسن البشير وحولها إلى نظام ديني، قريب لحزب أخوان المسلمين علما بأن هناك مسحيين يعيشون في جنوب السودان مما طالب العقيد جون كرنك بانفصاله عن السلطة المركزية، وتمرد على السلطة وقاتلها لحين حصل جنوب السودان على حكم ذاتي وأصبح لها كيان مستقل، واليوم بعد أن خرجت جماهير الشعب السوداني بتظاهرات عارمة في الخرطوم وأم درمان وكل محافظات السودان، كانت تهتف بسقوط حكم العسكر شاركت في هذه التظاهرات كل القوى الوطنية  السودانية، واحزابها ومنظماتها المهنية من المحامين والأطباء والمهندسين، وقد لعب الحزب الشيوعي السوداني دورا هاما في قيادة التظاهرات وصياغة الشعارات  الوطنية، من أجل لقمة عيش الشعب السوداني وسيادة الوطن، وكانت التظاهرات  تطالب بحكومة مدنية وأسقطت حكومة عمر البشير والذي نخرها الفساد الإداري والمالي وفرطت بوحدة الأراضي السودانية وشارك الجيش الشعب في انتفاضته، واقامة حكومة بقيادة حمدوك ولكن المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الفتاح  البرهان تامر على الانتفاضة، وقدم حمدوك استقالته وأصبحت السلطة كلها بيد المجلس العسكري والذي يقوده البرهان باسم مجلس السيادة٠

 

واليوم القتال القائم بين الجنرالين البرهان يقود الجيش ومحمد حمدان دقلو  المعروف بأسم (حميدتي ) يقود قوات التدخل السريع ووقود هذه الحرب هم من الطرفين أبناء الشعب من المجندين وكذلك المدنيين والذين تساقطوا في ساحات الحرب وازقة الخرطوم، نتيجة القصف العشوائي، بالمئات من القتلى وبالألف من الجرحى، والمستشفيات دمرت وبعضها اغلقت نتجة قلة الكادر الطبي وهروبه  نتيجة قصف المنشأت الطبية، وعدم وجود الادوية، والجثث في الشوارع والازقة في الخرطوم هؤلاء القادة هم يريدون تسليم السودان الغني بثرواته الطبيعية الذهب واليورانيوم إلى الامبريالية الأمريكية ودولة الكيان الاسرائيلي متسابقين من يفوز بهذه الجولة، ولكن الشعب السوداني يعاني من حربهم الأمرين، لا ماء للشعب للشرب ولا كهرباء خيم الظلام على العاصمة الخرطوم ومدن بحري ولا وقود وارتفعت اسعار السلع الضرورية والغذاء ورغيف عيش المواطن أصبح من الصعوبة بمكان الحصول عليه وكذلك حليب الأطفال، الأسعار للمواد الغذاية كالدقيق والرز والزيت خيالية، أصبح الكثير من الناس يهربون مشيا على الأقدام إلى مناطق بعيدة عن القتال والسودانين شعب طيب ومضياف و كلهم  متضامين  متكاتفين مع بعضهم يتقاسمون العيش (رغيف الخبز) وقسم منهم هجروا البلد إلى بلدان الجوار، والبعثات الدبلوماسية اغلقت سفاراتها ورحلت رعاياها هربا من الموت٠

 

وقد اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في بداية الأحداث بيانا هذا نصه:

بيان إلى  جماهير شعبنا

الصدام العسكري المكثف العنيف المتبادل بين جنرالات اللجنة الامنية والقوات  التابعة لهم يضع جماهير شعبنا تحت خطورة ورعونة مطامع القوى المعادية  للثورة و للمزيد من سفك الدماء٠

هذا الصدام نتيجة للانحراف القوى العسكرية والمدنية التي تصدت لقيادة  البلاد وحكمها منذ بداية الثورة في أبريل 2019 إلى  الآن٠

ضحية استمرار العنف والعنف المضاد هي الجماهير الشعبية الصامدة والتي ظلت تناضل من أجل استمرار الثورة والوصول الى السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة، طريق العودة إلى الحياة الطبيعية يبدأ بالايقاف الفوري الشامل لتبادل إطلاق النار وخروج الجيوش والمليشيات من المدن والقرى والبعد عن تجمعات المواطنين في القرى والأرياف٠

ما يجري الان هو استمرار للصراع حول السلطة وثروات البلاد بتشجيع من بعض القوى الأجنبية وتنفذه الجيوب المسلحة لهذه القوى الخارجية٠ البدايات الدموية واستمرارها هو ما كان يحذر منه حزبنا وأدي ويؤدي إلى ارباك وترويع المواطنين٠

وفي هذا الإطار يرى الحزب ضرورة في حل جميع المليشيات وجمع السلاح المنتشر في المدن والأرياف وإعادة تكوين الجيش الوطني القومي المهني الموحد٠

يدعو الحزب الشيوعي السوداني إلى تراص الصفوف من أجل وقف إطلاق النار الفوري وخروج الجيوش والمليشيات وإنقاذ البلاد من صراعات الجنرالات الدموية٠

وحدة شعبنا وكل القوى الوطنية وقوى التغير الجذري ولجان المقاومة حول أهداف الثورة وإعادة السلام والأمن والاستقرار هو مطلب الساعة، والأرضية الوحيدة للخروج  من الأزمة الحالية لاسترداد الثورة وتأسيس سلطة الشعب٠

حرية سلام وعدالة ومدنية قرار الشعب٠

وفي هذا الإطار يتوجه الحزب الشيوعي السوداني لشعوب العالم والقوى الديمقراطية والشيوعية لرفع رايات التضامن مع نضال الشعب السوداني وغل يد القوى المعادية لثورة ديسمبر المجيدة٠

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في اجتماعها المعقد بذات التاريخ 15 أبريل 2023 م ٩9

 

أن شعب السودان اليوم يعاني من اقتتال العسكر بينهم، وشعبه يدفع ثمن الاحتراب والصراع من أجل السلطة، وبدفع من قوى اجنبية لها مصلحة بتفتيت وحدة السودان ونهب ثرواته، لذا أن كل القوى الديمقراطية والشيوعية مدعوه لرفع صوتها من أجل وقف القتال والعودة إلى الشعب في أقامة حكومة مدنية، وعودة  العسكر إلى ثكناتهم للدفاع عن سيادة البلد٠

                      طبيب وكاتب

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.