مقالات وآراء
فوز اردوغان نقطة تَحَوّل وصفعه مهمة جداً! ألف مبروك!// نيسان سمو
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 29 أيار 2023 19:52
- كتب بواسطة: نيسان سمو
- الزيارات: 986
نيسان سمو
فوز اردوغان نقطة تَحَوّل وصفعه مهمة جداً! ألف مبروك!
نيسان سمو
أنا سعيد ومسرور جداً بفوز أردوغان في الإنتخابات الاخيرة ( هسة راح يجي ابو البطاطا ويقول لي خيارك أعوج ) وهذا ليس من اجل عيونه ( اردوغان ) بل من أجل مواقفه المتغيرة في السنوات الاخيرة وخاصة مع روسيا . الموضوع هذا مُطَوّل ودعم الغرب للمرشح الخاسر كان له ابعاد خطيرة ووووووو الخ ولكننا سنختصر قدر الامكان!
شخصياً كتبتُ اكثر من سخرية هاجمتُ فيها اردوغان، خاصة عندما كانت توجهاته قد مالت نحو الإسلام السياسي والأخوان وبالأخص عندما حَوّل او غيّر كنيسة آيا صوفيا الى مسجد! تركيا حاولت ولأكثر من نصف قرن في الدخول للإتحاد الاوروبي ولكنها فشلت بسبب المطالبات التعجيزية الغربية لها! واحدة من تلك المطالبات مسألة فرض الحجاب وما يتعلق به! اردوغان ادرك بأن الغرب منافق وكذاب ويماطل وسوف لا يسمح لتركيا في الدخول الى الاتحاد الاوروبي (الشيطاني طبعاً) . إنحرف وأخذ درب الاسلمة والأخوانجية له معتقداً بأنه سوف ينتقم من الغرب لخلافته لعالم إسلامي كبير (هاي هَم قصة طويلة مو وكتها اليوم)! فشل المشروع الاسلامي في اغلب الدول العربية اربك حسابات اردوغان، من جهه فشل ذلك المشروع ومن الناحية الثانية خلافاته مع الغرب فلم يبقى له غير أن يعيد الدورة ويلف بإتجاه آخر تماماً قبل تورطه وتعلق سيقانه في وحل ذلك المشروع.
صحح البوصلة وبعجالة وإتجه في بناء شراكات جديدة مع العالم العربي والخليج ودول القوقاز وروسيا نكاية بالمطالبات الغربية التعجيزية (نصف المانيا اضحت اتراك، بلجيكا وهولندا صاروا اتاتوركيين، فرنسا لا تستورد غير الأئمة الاتراك، اغلقت اغلب المحال التجارية الغربية واضحت تركية، استبدلت البضاعة الدنمركية والنرويجية بالجبن والزيتون التركي) ومع هذا لازالوا يفرضون شروط على تركيا لدخولها الاتحاد!
إتجه نحو المصالحة مع الخليج ومصر وقد تلحقها سوريا واضحى شريكاً تجارياً مهم جداً مع روسيا!
اردوغان عندما علم بالمماطلات الغربية له ولأكثر من نصف قرن رد الصاع صاعين للغرب! لقد لعبها بشكل جيد! وهو يعلم لا يمكنهم الإستغناء عن تركيا ودورها المحوري ومكانتها الجغرافية المهمة لهذا ضرب هو الآخر من تحت الحزام! في كل يوم كان يصف التافه الفرنسي بالقشمر والمجنون ( والله عند حق ) ، هاجم كل الغرب ولم يكترث لتهدياتهم الرعناء وإتجه ليضع يده بيد موسكو! نكاية بالتافه الألماني!
لقد شق صفوف الناتو بالطول والعرض، خاصة عندما قام بإمتلاك اسلحة روسية ومنها إس اربعه مائة! هذه الحركة كانت وافيه لإخراجه من الناتو، ولكنهم لم يتجرأوا في فعلها لأهمية تركيا في الناتو! ومن ثم اضحى الشريك القوي لقيادة أي عملية تفاوضية مع الناتو حول الحرب في اوكرانيا ومن ثم مركز لتجميع الغاز الروسي الزهيد الثمن (هو يشتريه من موسكو بأسعار معتدلة ويبيعه للغرب) وبناء مشاريع عملاقة مع موسكو ومنها المفاعلات النووية! أي فوزه اليوم سيكون تكملة لتلك الشراكة الحديثة! لم يكن مستغرب إذا ما كان فاز المرشح الآخر (المدعوم من الشيطان) لكان قد تراجع ونسف تلك الشراكة مع موسكو! لم يكن ببعيد أن يعيد الصواريخ او حتى ارسالها لكييف مقابل حصوله على طائرات غربية وانظمة باتريوت وغيرها، ولم يكن ببعيد أن يُوقف الشراكة مع موسكو في بناء المفاعلات النووية وإستبدالها بشركات شيطانية، وكذلك المشاريع الاخرى، مثل مجمع الغاز وإنشاء السكك الحديد وغيرها. هذه التغيرات كانت ستكون ضربة موجعه ومؤلمة جداً لروسيا.
أما فوز أردوغان فليس امامه غير تكمله ذلك الطريق والسير نحو الامام مع الكرملن! لهذا انا مسرور تماماً من هذا الفوز من جهه تقوية علاقاته مع موسكو وتكسير عظام الغرب من جهه ثانية!
صادقاً خسارة اردوغان كانت ستكون كارثية في المنطقة! كان سيتم غلق اكبر باب مفتوح لروسيا المخنوقة من جهه الشرق! ولكانوا قد طلبوا من مرشحهم الخاسر بدعم كييف بكل انواع الاسلحة وخاصة الدرون التركي وغلق مضيق البسفور امام الملاحة والسفن الروسية وحتى إيقاف وتعطيل إتفاق الحبوب وغيرها. أي كانت ستكون ضربة مؤلمة جداً لموسكو، وفي نفس الوقت كانت الساعة التي قربت المواجهه بين الغرب وموسكو! حتى كانت ستكون السبب القوي في تعجيل الوصول الى حرب نووية عالمية!
فوز اردوغان قد يؤخر كل ذلك على الاقل لفترة خمسة سنوات قادمة (في هذا السنوات الخمسة كُلنا راح يكون صاير عدنا بلهارزيا ورحلنا) . وعندها قد تكون الشراكة الروسية التركية قد وصلت الى مراحل لا يمكن إيقافها او إلغاءها من قبل الرئيس القادم! إذاً شريان حيوي مهم ومهم جداً بقى مفتوحاً في وجه روسيا! في نفس الوقت صفعة أقوى للغرب!!!
شكراً للشعب التركي وأنا غيّرتُ موقفي وداعم لأردوغان وفوزه! بَس لا يجي الفرزدق ويسألني ليش! والله فكرة!
نيسان سمو 29/05/2023