مقالات وآراء
هـل يكفي ان يكون الانسان صالحا ليدخل ملكوت السماء؟// يعكوب ابونا
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 23 أيلول/سبتمبر 2023 20:27
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 1215
يعكوب ابونا
هـل يكفي ان يكون الانسان صالحا ليدخل ملكوت السماء؟
يعكوب ابونا
"أطلبوا اولا ملكوت الله وبره".. متي 6 : 33
عندما نسائل اي شخص "ماذا تفعل لكي تدخل ملكوت السماء؟" ستجد اجابة الغالبة العظمى من الناس متقاربة ومتشابهه تقول "كن" انسانا صالح وتعمل الصلاح تدخل السماء" هذا المفهوم ليس مفهموما شخصيا بل هو مفهوما اجتماعيا نادت به غالبية الفلسفات القديمه منها والحديثة، ومنها أخذت الديانات القائمة على محور النظم الاخلاقية في بناء العلاقات الاجتماعية..
تركزت معطيات مفهوم الدخول الى السماء بالاعتماد الكلي على السلوكية الذاتية كونك إنساناً صالحاً وفق المعيار الاخلاقي السائد، المنطوي تحت دائرة الاخلاق العامة للمجتمع، مثلا اعتقاد الاسلام وايمانهم بان الرب الديان يوم الحساب يزن ويدين المسلم وفق اعماله التي قام بها من حسنات وسيئات، وتوزن هذه الاعمال بميزان واي الكفتين تميل يميل معها. بمعنى ان مالت كفت السيئات سيكون في الجحيم "جهنم" وان مالت كفة الحسنات ستكون في السماء في الجنه، بهذا المفهوم الانسان نفسه يحدد مصيره، لذلك نجدهم يتسارعون الى تقديم من سيئاتهم حسنات؟
وماذا عنا نحن المسيحيين؟؟ ، اولا المسيحي هو الشخص الذي وضع ايمانه في يسوع المسيح كمخلص شخصي لحياته (يوحنا 16:3 وأعمال الرسل 31:16 وأفسس 8:2-9) .. لان هذا المخلص دفع دمه على الصليب ثمنا لخطايانا وذنوبنا فحررنا مما نحن به ندان؟ ..
قال السيد المسيح لنقوديموس احد معلمي ورؤساء اليهود الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت السماء المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح "يوحنا 3 : 1- 7 ".
"أن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يدخلا ملكوت الله. لا يرث الفساد عدم الفساد".. فالحياة الروحية مطلوبه لترث الملكوت السماوي .. باعمال الجسد لايمكن ان نرث ، بل بالايمان ،؟؟
ولدينا مثال في الكتاب المقدس ، يبين لنا ما يمكن ان نفعله لدخول السماء ، ؟؟
نقرأ في انجيل مرقس 10 : 13 – 16" ويقابله انجيل متي 19 : 13 -15 وانجيل لوقا 18 : 15-17 " ..
البشير مرقس 10 : 13 -15 ..
وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَدًا لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ "..
كانت عادة اليهود كما وردت في كتاب "المشنا" بان الوالدين كانوا يطلبون لاولادهم بركة من معلمي الشريعة البارزين بان يصلوا على رؤوسهم، لذلك وبخ واغتاظ يسوع من تصرف التلاميذ عندما منعوهم من الاقتراب منه ، فقال دعوهم ليتقدموا الي ولاتمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله ، بمعنى اخر اراد يسوع ان يقول لتلاميذه لستم انتم ان تقرروا عني من يحق له الاقتراب مني او لا ؟؟ لان المسيح جاء ليقبل جميع حتى الذين كانوا من المنبوذين والمرضى والمهملين والامميين والنساء والاطفال ، لان المجمتع اليهودي هؤلاء لم يكن يقبلهم، فما عمله المسيح وقاله هو ان يعيد لهؤلاء مكانتهم الانسانية من جهة وخلاصهم من جهة اخرى بالتقرب منه،
كان الاعتقاد انذاك اهمال الطفل لانه لا يستطيع ان يقرر مصيره ، ولكن عندما يصبح بالغا يكون له نصيب في الملكوت، ولكن المسيح صحح هذا الاعتقاد الخاطئ وجعل الطفل هو الاساس يقاس عليه خلاص الكبار، وقالها يسوع صراحة لمثل هؤلاء ملكوت الله ، بمعنى هناك غير الاطفال لهم ملكوت ان كانوا مثل الاطفال بتواضع ووداعة والاعتماد على الاخرين من الكبار والتسليم ، لان رعايا الملكوت هي لمن لهم روح الاطفال ، والمقصود هم البالغون المتكبرون والمتكلون على انفسهم وذواتهم هؤلاء ليس لهم مكان في ملكوت الله، اما الذين يقبلون العمل الكفاري الذي قام به يسوع المسيح فيكون لهم الخلاص.. وسينالون الملكوت، ومهما كانت اعمارهم، بذلك وضع يسوع مفهوم جديد ومعيار للقيم والمبادئ الخلاصية، ..
لماذا اعطى يسوع للطفل هذه الاهمية؟؟ بعد ان عرفنا بانه كان مهملا؟ لا بل ليصبح قياسا في القبول الخلاصي؟؟ لسبب ان يسوع يعرف بان الطفل ضعيف يتقبل بسرعة ويعتمد على الاخرين ببراءة فيكون اكثر انجرافا الى محبة الاخرين، من هنا كان مقياس اعتباري الطفل في خلاص الاخرين، لانه نحن في الحقيقة مثل الطفل ضعفاء عاجزون عن ان نخلص انفسنا ما لم ناتي الى المخلص متكلين تماما على رحمته ونعمته، واثقين من محبته عندها ندخل الملكوت بالايمان العامل فينا .. لهذا احتضن يسوع الاطفال وباركهم،؟؟
ولكون الملكوت هبة مجانيا بمعنى عطية "هدية" فيكون الطفل اولى بهذه الهدية واكثر قبولا وتفوقا في مجال نيلها والحصول عليها من الاخرين البالغين..
ويكمل البشير مرقس في 10 : 17 – 22
وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
في انجيل متي " 19 : 20 يعلن بان هذا الانسان كان شابا غنيا، وفي انجيل لوقا 18 : 18 كان رئيسا وغنيا، كان الغنى يعتبر علامة على رضا الله، في الوقت الذي ان يسوع وتلاميذه على نقيض ذلك فقراء، نلاحظ هذا الشاب جاء راكضا للمسيح بكل اندفاع ومحبة ساعيا الى ان يعينه يسوع على ما يمكن ان يعمله صالحا لكي يرث الملكوت، ولم يكن يفهم بان ليس عمله مطلوب بل بما يجب ان يكون هو عليه؟؟
لانه وفق اعتقاده الخاص بان ما يمكن ان يعمله كما عمل بكسب ثروته ان يكسب الملكوت؟ كونه غنيا بجهوده وعمله فيمكنه ان يرث الملكوت بعمله ايضا، لانه كان غارقا في التقليد الحرفي للناموس اليهودي، فكان من الطبيعي ان يفكر هكذا، بان باعمال يمكن ان يحصل على الملكوت؟؟ وفق هذا المفهوم كان صادقا بسعيه للحياة الابدية، الا انه كان جاهلا بفهم الطبيعية الحقيقية للخلاص؟؟ فالحياة الابدية هي في المسيح وحده والذين ينالونها ينتقلون من الموت الى الحياة؟ لذلك فشل في إدراك المعنى الحقيقي للناموس، الذي كان بمثابة مرشد للناس حتى يأتي المسيح (غلاطية 3: 24)
".. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
علينا ان لا نفهم هذا القول بان المسيح رفض وصفه ان يكون صالح، ولكن كان اراد ان يوصل الشاب الى حقيقة مبتغاه، لان اعترافه بان يسوع صالح، وايمان الشاب بان الله وحده صالح، فهذا اقرار ضمني بشئ مهم جدا كان عليه ان يفكر بما قاله لكي يتقبل ما يمكن ان يرشده يسوع اليه؟. ليرث الحياة الابدية، لانه في محضر الرب. ولكنه كان يفكر وفق فرضية خاطئة بان الإنسان يستطيع أن يفعل ما هو صالح لكي يمكنه الدخول إلى السماء. فسايره يسوع بالقول ليوضيح له خطأه، فقال له إذا أردت الحياة الأبدية عليك أن تحفظ الوصايا. قد يفهم إن المسيح بهذا القول ينادي بالبر القائم على الأعمال. لا بل كان هذا التوجه من يسوع تحدياً للمسلمات الايمانية التي يؤمن بها الشاب بفهمه السطحي للناموس،
فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي ".
"..نلاحظ إجابة الشاب. وفق مفهوم معلموا اليهود ان الناموس يمكن حفظة بالكامل، ولكن الشاب لم يفكر بعمق فيما يعنيه حفظ الوصايا؟؟ في الوقت الذي أنه كسر الوصية الخاصة بشهادة الزور بقوله أنه حفظ جميع هذه الوصايا منذ حداثته. برؤيته لقدراته الخاصة. وهو يعلم أنه ليس صالحاً بالقدر الكافي، دليل سأله المسيح: " مَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْد ..؟؟ فقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ ".
وهنا يواجه المسيح البر الذاتي لدى هذا الشاب. ويقول له أنه إذا أراد أن يكون كاملاً، عليه أن يبيع كل أملاكه ويأتي ليتبعه. لان اولى الوصايا تتطلب عبادة الله، فكان عليه ان يختار عبادة الله ام عبادة المال؟؟ المسيح عرف ما يعوز الشاب بدقة هو تمسكه بأملاكه وامواله. التي صارت وثناً في حياته. مع أنه زعم أنه حفظ كل الوصايا، وهو لم يحفظ الوصية الأولى: أن لا يكون له آلهة أخرى أمام الرب! فأدار الشاب الغني ظهره للمسيح ومضى حزيناً وإختار المال واحب الثروة من دون المسيح؟.
لان الثمن كان باهظا بالنسبه له رغم ان المسيح اراد ان يعوضه بالكنز السماوي الاعظم، وتعال اتبعني حاملا الصليب، وطبعا هذه كانت دعوة للتلمذة، لم جاء يطلب الحياة الابدية ماذا اعمل؟ وعندما اخبره يسوع بما يعمل، رفض طاعة يسوع، حتى يتبرر لا بالاعمال بل بالايمان " غل 3 : 24 " بان يرجع الى الله ويترك المال، ولكن لايمكن عبادة الاهين الله ام المال؟؟ فاختار الشاب المال فخسر نفسه، لانه ليس في الكتاب اية اشارة الى ان هذا الشاب قد رجع الى المسيح....؟؟
لان امثال هؤلاء المتكلين على الامور الدنيوية باعتمادهم على جهودهم الذاتية، هؤلاء يصعب عليهم الاعتماد على الله..
". فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ»
هنا كلمة اعسر تعنى من المستحيل، لان الغنى يؤؤل الى الاكتفاء الذاتي بالامان الخادع لجهودهم وعدم حاجتهم الى الله،
" فقال يسوعَ أَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ". كان هذا الكلام محيرا للتلاميذ الذين كانوا يعتقدون أن الغنى علامة على بركة الله. ولكن المسيح وضح لهم أن الغنى احيانا يكون عقبة في طريق الخلاص. وقد اخلفت الاراء في تفسير معنى " دخول الجمل في ثقب ابره " البعض ذهبوا الى القول ضخامة الجمل من المستحيل ان يدخل في ثقب ابره ، والراى الثاني بان كان في سور مدينة اورشليم باب كبير وواسع ولكن في جزء من هذا الباب يفتح باب صغير لمرور الناس، فكانت دخول الجمل من هذا الباب صعب جدا، لانه لا يسع الا لمرور الناس؟ وكان هثل هذا الباب معروف عند اليهود، والراى الثالث هو ان كلمة الجمل هي كلمة ارامية الاصل هي " كَمَلّ " : كاميلوس " بمعنى الحبل الغليظ وهذا الحبل كان معروف لدى صيادي السمك لانه كان يربط به سفن الصيد على الشاطئ لكي لا تاخذها الريح للبحر، ..
وعليه فان استخدام يسوع هذا الايضاح هو بان الخلاص بالجهد الخاص "البشري" أمر مستحيل، لانه لا خلاص الا بالنعمة الالهية.؟؟ وهذا عكس مفهوم اليهود كما في التلمود بان الانسان يستطيع بصدقاته ان يقتني الخلاص؟ لذلك كانت الصدقات والذبائح والتقدمات تكثر كلما كنت الاموال تزداد عند الاغنياء التي بها يقتني الفداء؟؟ ..فالاغنياء لا يستطيعوا شراء الخلاص، ولا الابدية ولا مكان لهم في السماوات.
فسأله التلاميذ: "إِذاً مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟" فأجابهم المسيح بأن ذكرهم بأن الخلاص هو من الله: "هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ "..
لا يكفي أن تكون إنساناً صالحاً لكي تدخل السماء؟ لأنه لا يوجد إنسان "صالح"؛ بل الله وحده هو الصالح. يقول الكتاب المقدس أن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية 3: 23). ويقول الكتاب أن أجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23). الله يعلم اننا غير "صالحين"؛ لذلك اوجد حلا لخلاصنا، فيقول، ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رومية 5: 8)... فنحن اصلا خطاة يقول المزمور بالخطية ولدتني امي..
فالخلاص لا يعتمد على صلاحنا نحن بل على صلاح المسيح. لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وامنت بقلبك ان الله اقامة من الاموات خلصت (رومية 10: 9). فخلاصنا بالمسيح هو عطية مجانية اعطاها لغير مستحقيها، لان اجرة الخطية هي موت واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا "(رومية 6: 23؛ ) وفي افسس 2 : 8و9 " لانكم بالنعمة مخلصون، بالايمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله
". ليس من اعمال كيلا يفتخر احدا ".. رسالة الانجيل واضحه لا يمكن أن نكون صالحين بما يكفي لدخول السماء.؟؟ بل يجب أن ندرك ان المسيح وحده هو الصالح، وبه وحده ننال الخلاص، لانا جميعا خطاة ويعوزنا مجد الله ، رومية 1 : 17 لان فيه معلن بر الله بايمان، لايمان، كما هو مكتوب: «اما البار فبالايمان يحيا ".. ».
، قال يسوع:" أنا هو نور العالم من يتبعنى لا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يوحنا 12:8).
أعلن يسوع " أنا هو الباب. أن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يوحنا 9:10).
أعلن يسوع "أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد" (يوحنا 25:11- 26)
. بقوله "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحباؤه" (يوحنا 13:15).
الخلاصة نتوصل الى سؤال مهم
هل يتم الحصول علي الخلاص بالايمان فقط أم بالايمان والأعمال؟
السؤال صعب ظاهريا الا ان الكتاب واضح بالاجابة على هذا التسائل.. عندما نقرأ ونقارن ما هو مكتوب في رومية 28:3 و 1:5 وغلاطية 24:3 وبما هو مكتوب في يعقوب 24:2، فيكون هناك نوع من عدم الفهم أن يعتقد أن بولس ويعقوب غير متفقان لا بل مختلفان؟؟ اذ يقول بولس (الخلاص بالايمان) ويعقوب (ان الخلاص بالايمان والأعمال). ولكن في الحقيقة، أن بولس ويعقوب متفقين تماما. يؤكد بولس أن التبرير بالايمان (أفسس 8:2 – 9) بينما يقول بعقوب أن التبرير بالايمان والأعمال. ..
حل هذه الاشكالية عندما نقرا بعمق معرفي نجد يعقوب يفسر لنا اتجاهه ومقصده بما ذهب اليه، بأن ليس ممكنا ان يكون للشخص ايمان وهو لا يظهر ايمانه، فكيف يظهره اليس من خلال أعماله (يعقوب 17:2 – 18). ويركز يعقوب علي أن الايمان الحقيقي العامل بالمسيح يغير حياة المؤمن ويأتي بثمرا واضحا للعيان (يعقوب 20:2 -26). فهو لا يقول ان التبرير يأتي بالايمان والأعمال، بل أن نتيجة الايمان تتغير أعمال الانسان لتعكس ايمانه. فالاعمال هي ثمار ايمان، والعكس صحيح، اي انه ان كان الشخص مؤمنا ولا ينعكس ذلك علي أعماله ففي الغالب هذا يبين لنا عدم حقيقة ايمانه بالمسيح (يعقوب 14:2 و 17 و 20 و 26).
ويقول بولس نفس الشيء من خلال ما كتبه عن ثمر الايمان في غلاطية 22:5 – 23. وبعد أن يقول لنا بولس أننا مخلصون بالايمان وليس الأعمال (أفسس 8:2-9) يخبرنا أننا خلقنا لنقوم بأعمال حسنة (أفسس 10:2). فبولس يتوقع التغير في الحياة الناتج عن الايمان بنفس المقدار الذي يتوقعه يعقوب فيقول في كورنثوس الثانية 17:5 "اذا ان كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا". فبولس ويعقوب لا يختلفا في تعليمهم عن الخلاص والتبرير. ولكنهم يوضحون جوانب مختلفة لنفس الموضوع. أي أن بولس يوضح أهمية الايمان للحصول علي الخلاص في حين أن يعقوب يوضح أن الأعمال الحسنة تأتي كنتيجة طبيعية وثمرة حيى للايمان بالمسيح.
هل بهذا نضمن الأبدية وندخل ملكوت السماء ؟
: نعم عندما يكون المسيح مخلص شخصي لك، فهو قادر على حفظ المؤمنين من الوقوع فى الخطية. يهوذا 1 : 24 "
ولقد أعلن يسوع المسيح " وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى. أبى الذى أعطانى أياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبى" (يوحنا 28:10-29).
وأفسس 30:4 يقول لنا لاتحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء ".هذه ضمانه ابديه ، .. .
ووعد الكتاب المقدس بالأبدية المضمونه فى (روميه 38:8-39)، " فأنى متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التى فى المسيح يسوع ربنا". أن ضمان أبديتنا مؤسس على محبة المسيح للذين فداهم واشتراهم بدمه ، فتقربوا الى الخلاص كما وعدنا بها الآب، وختمت بواسطه الروح القدس .. امين ...
يعكوب ابونا ..
23 /9 /2023