اخر الاخبار:
"صيادو العبيد" في قبضة شرطة أربيل - السبت, 15 شباط/فبراير 2025 19:05
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ممن الأعتذار؟ من المشانق أم من أردوغان؟// يوخنا أوديشو دبرزانا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوخنا أوديشو دبرزانا

 

ممن الأعتذار؟ من المشانق أم من أردوغان؟

يوخنا أوديشو دبرزانا

 

أيها السوريون أيها اللبنانيون: اعيدو النظر في تاريخكم أعيدو صياغة الأحداث من جديد كي لا تزعجوا الفاتح الصنديد لبلاد (شام شريف) . معتذرا من روح الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي لقد أخطأ برثاء الشباب السوري واللبناني وذم بني عثمان في قصيدة له مطلعها:

في كل بيت رنة وعويل              وعلى كل عود صاحب وخليل    

    ويختمها بقوله :

 بني يعرب لا تأمنوا الترك بعدها      بني يعرب إن الذئاب تصول

 

نيابة عن بعض اخوتي السوريين أعتذر , فنحن وبني عثمان أخوان يجمعنا دين وقرآن وشعار نصرنا رابعة أردوغان واولئك على الأعواد علقوا لم يكن الا شباباًً طائشاًً ناكراً لنعمة الخلافة لقرون أربعة تحت رحمة ووداعة الانكشاري والسلطان .دعونا نغني زينوا المرجة زينوا البرج فلا دمشق ولا بيروت لنا زينوها للقادم خليفة المسلمين خليفة أربكان . الحدث: عز فشل الجيش الرابع التركي بقيادة جمال باشا الذي كان في الوقت ذاته والياً على بلاد الشام بعبور قناة السويس لأحتلال مصر إلى تقاعس الضباط العرب والى وخيانة المفكرين والمثقفين من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين لتحريض شعوبهم على الأنفصال عن السلطنة العثمانية فساق لهم التهم الجائرة وحكم على تلك النخب بالإعدام بمحاكمات صورية ونفذ الحكم على دفعتين آخرها في 6 ايار 1916 في ساحة المرجة في دمشق وساحة البرج في بيروت كان بينهم رجال دين مسيحيون ومسلمون اليوم: وأسفاه ! يؤلمنا جميعاً كسوريين موقف بعض من اخوتنا السوريين في اعتبارهم تركيا منقذاً. لا يلام الغريق المتعلق بقشة لكنه يلام على تعلقه بالقدم التي ركلته ودفعته الى السيل الجارف وعجب أغلبية السوريين من الذاكرة الضعيفة بل والميتة عند بعضهم . فما حدث في القرن المنصرم مكتوب بدماء أولئك الذين على المشانق علقوا لن يمحوه لا اردوغان ولا إن بُعث أربكان وسيبقى 6 أيار عيد للشهداء في سوريا ولبنان محفوراً في الذاكرة راسخاً في الوجدان . لقد تناسى بعض من أخوتنا السوريين صداقة أردوغان وبشار التي جعلت من الأقتصاد السوري تحت رحمة الصانع والتاجر التركي المعفي من الضرائب والادخال الجمركي جرياً على مبدء ((دعه يعمل دعه يمر)) والغاية دعم وتثبيت الصديق أردوغان في حكم تركيا . لقد ركدت صناعة وتجارة السوريين وأضحت ملايين الدولارات التي أنفقها رجال الأعمال السوريون في مهب الريح مما ساهم في مضاعفة نسبة البطالة ذلك المستنقع الملائم لنمو الطفيليات وبؤر الفساد بكل أنواعه كالتطرف الديني والأنحراف الأخلاقي . كان ذلك قبل ثورة الشباب السوري النبيل . لقد تناسى أخوتنا من باع حلب وفكك وسرق معاملها ومصانعها وتهريبها إلى تركيا الشقيقة , قبل أن يساهم كل من أردوغان بشار في قتل تطلع الشباب السوري الى الغد المشرق لوطنهم الحبيب , وذلك بتحويلهما سوريا إلى مصيدة للذباب . الأول جعل من تركيا ممراً للذباب القادم من كل الأصقاع والثاني أطلق من سجونه كلابه المسعورة المدربة لركوب موجة الثورة وتحريف مسارها مثل  الجولاني وشلته من ضيوف سجن صيدنايا أما تحالفات أردوغان مع الروس وملالي إيران فتلك ذنوب مغفورة . ما بين الأسدية و الأردوغانية : ليس المقصود تلك العلاقة والصداقة الشخصية التي كانت وربما ما زالت قائمة بين بشار وأردوغان وإنما المقصود اوجه التشابه بين الاسدية (الحالة السورية من الآب إلى الابن) والاردوغانية ( الحالة التركية من أربكان الى أردوغان) قد تكون الحالة التركية متأخرة بعض الشيء عن السورية في العمل على ضعضعة أركان المجتمع من خلال إذكاء المشاعر الدينية والتفرد والمحسوبية والقمع وكتم الأصوات المنادية بالمواطنة وطبعاً لا يغفل دور إخوان المسلمين لما آلت إليه الأحوال في زمني الأب والأبن في سوريا وتأخر الحالة التركية يعود لسببين :الأول : تجذر العلمانية في المجتمع التركي وبالأخص في المدن الكبرى والثاني :انقلابات المؤسسة العسكرية حامية العلمانية المدعومة من النخب المثقفة والأكاديميين فهي الأداة لمحاربة توجهات أحزاب أربكان الرجعية حسب توصيفها . لا ننسى أن تركيا أيضا بلد غير متجانس أثنياً ودينياً فهي قابلة أيضاً لتكون مشروع حروب أهلية. فكما كان تردي الأحوال المعاشية والفساد من أسباب صعود التيارات الاسلامية كذلك سيكون لتردي الوضع الاقتصادي الذي كان منتعشاً في الفترة السابقة المعتمد على الديون الخارجية والاستثمارات الأجنبية سببا في سقوطها بالآلية ذاتها أي بالممارسة الديمقراطية ولا يمكن كذلك إغفال تأثير أمريكا والاتحاد الأوروبي فاللعب مع الكل وعلى الكل المشابهة لسياسة حافظ الأسد لن تفيد الأردوغانية ولا تبني أوطاناً . ويبقى السؤال ؟ ترى هل سيقبل السلطان و يقر بالهزيمة من خلال الممارسة الديمقراطية أم سينقلب عليها وتلك ستكون الشرارة ؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام .أما أخوتي السوريون المأخوون بأردوغان كشخصية والأردغانية كمنهج أما زلتم ترون أردوغان منقذاٌ ؟ أين خطوطه الحمراء ؟ ألم تكن تلك الخطوط واهية كخطوط أوباما؟ بماذا قايض حلب ؟ لماذا لم يبطل عقد زواج المسيار مع روسيا ؟ أليست روسيا وإيران حماة الاسد؟ من وأد ثورة الشباب السوري النبيل؟ أليس من ركب موجتها من ((الإسلامويين )) ؟ أليست كل الحركات المتطرفة خريجة ذات المدرسة الإخوانية ؟ وأخيراً الم يختبر العرب والمسلمون حكم بني عثمان قروناً ؟.عذرنا من ((المشانق)) وممن عليها لقوا بالنيابة عن أخوتنا المتكلين على تركيا السوريون واللبنانيون لن يخونوكم ليس البرج والمرجة فقط بل قلوب السوريين واللبنانيين ساحاتكم ولسان حالهم نشيد الشهداء للشاعر محمد العدناني ومطلعه : غسلوه بدموعي وادفنوه في ضلوعي فالمطلوب من أردوغان الأعتذار (للمشانق)) و لما اقترفه أجداده بحق شعوبنا كما يطالبه العالم بالاعتذار عن مجازرهم بحق الارمن وإذا أضحت تركيا صحناً على المائدة بدل أن تكون مدعوة الى المائدة حسب مقولة المرحوم تورغوت أوزال وإذا رأينا عودة الذباب أسرى بشار الأسد المدلين ضيوفا على الصحن التركي فالفضل يعود الى اردوغان وعنجهيته وسعيه بإحياء مشروع الدول الثمانية الاسلامية والعمل على تعزيزه ليصل التعداد الى 400 مليون لمواجهة أمريكا وأوروبا أليس هذا مساهمة في إثارة صراع الحضارات في زمن أحوج ما تكون إليه البشرية التآخي الإنساني ؟ هذا من جهة ومن الجهة الأخرى إن  الساحة الأسلامية لاتحتمل أكثر من خليفة فكما يبدو لا حامي الحرمين والولي الفقيه ولا السلطان الجديد أجدى بالخلافة من البغدادي السائر على خطى ونهج السلف الصالح من الصحابة والأئمة لرفع شأن الإسلام والمسلمين . ( الكتابة رأي شخصي مجرد للكاتب )

يوخنا أوديشو دبرزانا

 شيكاغو 8 نيسان 2019

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.