اخر الاخبار:
احزاب دينية تنسحب من الحكومة الإسرائيلية - الثلاثاء, 15 تموز/يوليو 2025 11:14
إسقاط مسيرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي - الإثنين, 14 تموز/يوليو 2025 11:27
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

آباؤنا الإجلاء ارحمونا! من اجل الاحياء والاموات احموا التراث// يوخنا اوديشو دبرزانا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوخنا اوديشو دبرزانا

 

آباؤنا الإجلاء ارحمونا!

من اجل الاحياء والاموات احموا التراث

يوخنا اوديشو دبرزانا

 

مقولة استعيرها من الأديب ووزير خارجية فرنسا السابق السيد ((دومينيك دوفلبان))  أتوسل إلى بطاركة وأساقفة وكهنة  لكنائس طوائفنا المختلفة (( الكلدو آشورية سريانية )) حماية ما ابتدعه أولئك الجهابذة من الآباء الأولين من كتابات شعرية والحان موسيقية خاصة بكل مناسبة في أزمنة مختلفة قبل وبعد الاسقاطات  الفلسفية على الجوهر الروحي واللاهوتي المجرد . لقد أقحم أولئك الآباء  الأوائل عن قصد أو غير قصد الأفلاطونية  والأرسطوية  في مسيحيتنا والمسيحية الحقة مسألة إيمانية مجردة , هكذا أفهمها أنا العبد الفقير للرب وتظل بعض من تلك التراتيل والألحان القاسم المشترك رغم الخلافات اللاهوتية . لن أخوض هذا الغمار  سأكون صريحاً معكم لست ذلك الورع التقي لكنني غيور لما ابتدعه الآباء من كلمات جليلة وألحان شجية بعد أن احتكرت الكنيسة لغتنا السريانية الجميلة التي حرم منها أبناء ((الكلدان السريان الاشوريين)) من غناء لغتهم والحانهم لذا التجأوا للتأليف والغناء بلغات شركائنا في الوطن من عربية وكردية وحتى التركية لقد اعطيناهم اللحن وأخذنا منهم الكلمة رغم ثراء لغتنا.

 

نماذج

أ-  أسقف ذو صوت شجي رخيم يرتل لحنأً ل(( ܣܘܓܼܝܬܐ ))  مغاير اللحن التراثي. أعتقد أن تلك الترتيلة من مؤلفات الملفان الكبير مار افرام. صدقاً لا مجال للمقارنة بين أداء الفنانة القديرة التراثي ((ليندا جورج)) وذلك الأداء المستحدث للأسقف, إنه فرق شاسع.

ذلك اللحن من قبل الاسقف يذكرني بأهازيج البدو حينما كان يعبرون أغنامهم وجمالهم من معبار على نهر الخابور بالقرب من قريتنا. حبذا لو أن اسقفنا الجليل ألف كلمات ونظم الحاناً بما يتلاءم وصوته الجميل خاصاً به بدل تشويه ما أبدعه اسلافه.

ب - كاهن آخر جبلي الصوت جميل حسن الأداء لكن في قداسه وترتيله يذكرني  بـ المغني الكردي الشهير (( محمد عارف جزراوي )) وكنيسة أخرى كنا نتشوق لسماع اللحن التراثي الرائع لترتيلة ((ܢܒܼܝܹܐ ܘܡܠܟܹܐ ))من قبل فرقة الكورال الخاصة بالكنيسة, أما في هذه الأيام استبدل ذلك اللحن بإيقاع حديث بحجة مواكبة العصر ولجذب الشبيبة علماً أن تراتيل جديدة استحدثت لا بأس بها.

 

ج - في محاضرة البروفيسور (( افرام يلدز)) في أواخر شهر تموز الفائت طرح أحد الحاضرين سؤالاً وجيهاً عن فقدان بعض الميامر والتراتيل قيمتها الفنية والشعرية في التجاء بعض الكهنة والمعنيين بتحوير تلك المؤلفات من اللغة الأدبية إلى اللغة المحكية وكانت الحجة من اجل أن يعي معانيها الذين لا يتقنون اللغة الادبية. هذا سمعناه مراراً من الآباء الاجلاء أيضاً . هنا أدعو أولئك الدعاة لسماع لن أقول فنانتنا القديرة (( لينا جورج )) بل لسماع تلك الطفلة ((ريما حنا)) وادائها الرائع لترتيلة ((ܐܡܪ ܠܝ ܥܝܬܐ أمرلي عيتا)) ادعوهم في الوقت ذاته لسماع ادائها باللغة المحكية من قبل بعض الآباء والكهنة الأجلاء كل بلهجته أي ((لهجات القرى والطوائف والعشائر)) المثقف والمتعلم يرفع من المستوى المتدني للناس إلى الاعلى  لذا اهيب بالمعنيين كهنة وعلمانيين العمل على رفع  الرعية  إلى مستوى أولئك الآباء الكتاب والملحنين وتلك القيمة  للكلمات وليس  بتنزيلها وكتابها إلى مستويات متدنية على الاقل رحمة بأرواح أولئك الفطاحل

ومثل هكذا عمل يعتبر تعدي على التراث الذي هو ملكية عامة من جهة ومن جهة أخرى تعدي على الملكية الشخصية للمؤلف الراحل .

 

وفي هذا الصدد دعوني أقول إن عدم معرفتنا بلغتنا الكتابية لا يمنعنا من تعلمها وتلك ليست مهمة مستحيلة وللقارئ الكريم هذه الحكاية من تجربة شخصية معاشة: في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الفائت كان مثلث الرحمات الاركذياقون ((كيوركيس قاشا اثنيال)) قد طبع سلسلة الملفان المرحوم ((عبد المسيح قرباشي)) المعتمدة في مدارس كنائسنا السريانية الارثذوكسية  من اللهجة الغربية إلى اللهجة الشرقية واعتمدت أيضا من قبل الهيئة الإدارية والمجلس الملي للكنيسة الشرقية الآشورية لتدريسها في الدورات الصيفية لأبناء الطائفة وفي إحدى الجولات للجنة التعليمية على مراكز التعليم مع الاركذياقون وتحديدا في مركز مار شمعون برصباعي في  قرية (( دزناية  تل بالوعة )) طلب أحد أعضاء اللجنة من طالب القراءة أجاد ذلك التلميذ بجدارة في القراءة والتفسير والاجابة على كل الأسئلة وحين السؤال عن اسمه أجاب (( محمد عدنان العجيل )) والده المفتش التربوي للديانة الإسلامية في ثانويات محافظة الحسكة حيث يملك في الضيعة بيتاً وعقار اشتراه من اشوري مهاجر . ألا يدعو ذلك  للعجب من الاشوريين الذين يدعون صعوبة اللغة الادبية؟ أبن المرحوم (( عدنان العجيل )) يتمكن منها وأبناء الطائفة يعجزون!!!!

 

في الختام يحضرني هذا الدعاء ارحمونا وارحموا أولئك الكتاب والشعراء والموسيقيين المبدعين ليرحمكم من في السماء مكررا مقول الأديب الوزير : من أجل الاحياء والاموات حافظوا على التراث !  

 

يوخنا اوديشو دبرزانا

شيكاغو 17 آب 2024

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.