مقالات وآراء
الضحك بلا سبب من قلّة الأدب// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 04 أيلول/سبتمبر 2024 20:05
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 577
محمد حمد
الضحك بلا سبب من قلّة الأدب
محمد حمد
ان كلّ من يتابع حملات الانتخابات الأمريكية يلاحظ (أو لاحظ) أن السيدة كامالا هاريس، مرشّحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، لا تفارقها الضحكة المدوّية ابدا. ويكفيها موجة صغيرة من صيحات وصرخات المعجبين من جمهورها المتحمّس لكي تكشر عن انيابها "الديمقراطية" البيضاء. واحيانا تكثر من الضحك، بسبب أو بدون سبب، مع القليل من الكلام المباح الذي يدفعها الى الاستمرار في الضحك !
ومعلوم أن السيدة هاريس ليست قليلة ادب. ولكنها في رايي المتواضع، تعاني من ندرة او نقص حاد في القدرة على الخوض في صلب المواضيع الجوهرية التي تمنحها فرصة اكبر لمقارعة خصمها الجمهوري رونالد ترامب، للوصول إلى البيت الابيض.
يعتقد الكثير من الناس، ومنهم ربما كامالا هاريس، ان الاكثار من الضحك وحركات اليدين والجسد، تشكّل عناصر دعم قوية تجعل من الانسان لطيفا وجذابا في عيون الآخرين. وبااتالي يستطيع خطف الانظار والقلوب. ولكن في عالم السياسة، وبشكل خاص في الدول المتقدمة، تعتبر تلك الصفات "خفّة عقل" وليس خفّة دم. وينظر إلى صاحبها نظرة شك وارتياب ويعتبر "بطران" وبعيد عن الجدية والمسؤولية وفهم الوافع. وبمعنى آخر أن شخصا كهذا يمكنه أن يضحك حتى في أكبر واشد المآسي التي تمرّ بها بلاده وشعبه.
احيانا، بل وفي كلّ الاحيان، أتساءل أن كانت المرشّحة الديمقراطية الضحّاكة كامالا هاريس، تضحك على عقول الأمريكيين ام على عقولنا نحن ابناء الشرق المكتوي دائما بنيران امريكا ؟
وقد ورد في مثل شعبي آخر ما معناه "اتبع اللي يبكّيك ولا تتبع اللي يضحكك". وسنرى في الخامس من نوفمبر أن كان هذا المثل ينطبق الى اي حدّ على الناخب الأمريكي.
السيدة كامالا هاريس اعلنت قبل ايام، في مقابلة قصيرة مع شبكة "سي أن أن" من انها سوف لن تغيّر، وهذا هو بيت القصيد، من سياسة المخرف "جِدّو" جو بايدن فيما "يتعلق بالدعم العسكري لاسرائيل" وركزت بصفة خاصة على (حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها) حتى وإن قتلت واصابت أكثر من ثمانين ألف فلسطيني ! والكلام الاخير من عندي.
كما صرّحت في نفس المقابلة بأنها، إذا فازت بمنصب الرئاسة، سوف تسعى الى العمل على تحقيق "مبدأ حل الدولتين". وهذا الكلام الذي يتكرر بشكل مبتذل على السنة ادارة "جِدّو" بايدن يُراد منه خداع الناخب الامريكي من اصول عربية او مسلمة. وانا على ثقة تامة بانهم سوف يُخدعون ! ففي زماننا هذا نرى المؤمن (العربي قبل غيره) يُلدع من نفس الجحر مرتين، او اكثر !
واذا تحقق هذا الشعار الزائف والخادع، اي حل الدولتين، فستكون النتيجة عل الشكل التالي: دولة عامرة ومدجّجة بكل انواع الاسلحة بما فيها الاسلحة النووية. ومدعومة سياسيا وعسكريا واقتصاديا، بلا قيد او شرط، من قبل امريكا والدول الاوروبية. الى جانبها دويلة كسيحة هامشية وعلى الورق فقط، اسمها فلسطين. منزوعة السلاح و الارادة وحرية الحركة. تبنى على خرائب وركام وانقاض ما تبقى من غزة والضفة الغربية. وتعيش على هبات وعطايا وصدقات اهل الخير. وتُدار عن بعد من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي الجاهز في اية لحظة للانقضاض عليها بحجّة الدفاع عن النفس...