مقالات وآراء
قاسم الأعرجي: لن نحارب أميركا لأنها صديقة!// علاء اللامي
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 07 تشرين1/أكتوير 2024 19:32
- كتب بواسطة: علاء اللامي
- الزيارات: 1064
علاء اللامي
قاسم الأعرجي: لن نحارب أميركا لأنها صديقة!
علاء اللامي*
قال مستشار الأمن القومي ووزير الداخلية العراقي السابق عن منظمة بدر قاسم الأعرجي: لن نحارب أميركا لأنها صديقة وموقف حكومتنا شيء موقف الشعب العراقي شيء آخر، وعن تسليم أسلحة ثقيلة ومدفعية لقوات البيشمركة الكردية قال: أجزم أن البيشمركة لن تستخدم سلاح المدفعية الجديد ضد أي جهة، لأن في الإقليم رجال دولة عقلاء يعملون لوحدة البلد، ولكن الموساد موجود في الإقليم بدليل وجود اختراق في لبنان!
كلام المستشار واضح جدا ولا يقبل التأويلات. فهو حين يقول "إن وموقف حكومتنا شيء موقف الشعب العراقي شيء آخر" يعترف صراحة بأن الحكومة لا تمثل هذا الشعب إطلاقا بل هي معادية له ولمواقفه، وإنها تتخذ مواقف ممالئة للعدوان الصهيوأميركي على الشعبين الفلسطيني واللبناني بعكس الموقف الشعبي المؤيد للمقاومة والمساند للشعبين رغم كل حملات التحريض والأكاذيب التي يشنها عملاء السفارات الأجنبية والإعلام الرخيص باللغتين العربية والكردية ونشطاء منظمات المجتمع المدني الممولة غربيا، وإنه يحاول أن يغطي على مواقف الحكم الرجعي الممالئة هذه بإرسال بعض الشاحنات والطائرات من المساعدات الغذائية والدوائية الى لبنان! إن الأعرجي هنا يتبرأ من الموقف الشعبي العراقي أمام أسياد وحلفاء النظام الأميركيين بصراحة ودون لف أو دوران!
*أما قوله إنه "يجزم أن البيشمركة لن تستخدم السلاح (سلاح المدفعية الحديثة الذي سلمته لها حكومة بغداد مؤخرا) ضد أي جهة، لأن في كوردستان رجال دولة وعقلاء، ويعملون لوحدة البلد"! فهو كذبة فاقعة تفضحها حقيقة أن البيشمركة استعملت جميع ما بحوزتها من أسلحة ضد الجيش العراقي خلال معارك كركوك ونينوى سنة 2017 في عهد حكومة العبادي التي استعادت منها حقول نفط كركوك التي سيطرت عليها بعد الاجتياح الداعشي ولكنها تراجعت عن استعادة حقول نفط نينوى حتى الآن، وقتلت قوات البيشمركة وجرحت العشرات من جنود وضباط هذا الجيش.
*أما عن وجود "رجال دولة وعقلاء يعملون لوحدة البلد" في الإقليم، فهو كذبة صلعاء أخرى! فليذكر لنا الأعرجي اسم واحد من رجال الدولة العقلاء هؤلاء لم يصوت لمصلحة انفصال الإقليم عن العراق وإقامة دولة كردية لم تدعمها سوى دولة الكيان الصهيوني في أيلول 2017، بمن فيهم وزير الخارجية فؤاد حسين أو رؤساء الجمهورية الحالي والسابق والأسبق!
*الأخطر من كل ما سبق أن الأعرجي يعترف بوجد جهاز الموساد الصهيوني في الإقليم ومدينة أربيل خاصة حيث يقول التقرير الإخباري: "وعن الاتهامات التي يواجهها إقليم كوردستان، بخصوص وجود موساد، قال الأعرجي: "لم أنف وجود الموساد، نفيت فقط في حادثة محددة تتعلق بقصف منزل في كوردستان. الموساد موجود الآن في المنطقة، وفي لبنان يقوم بعمليات الخرق" فهو هنا يؤكد وجود عملاء الموساد ووجوده كشبكة ومؤسسة ولكنه يربط وبشكل لئيم –وكأنه يعرض بالمقاومة اللبنانية - بين هذا الوجود والخرق الأمني المحتمل في لبنان!
*وعن وجود قوات الاحتلال التركية على الأراضي العراقية وقع الأعرجي في تناقض كبير؛ فهو قال أولا "غير مقبول وجود قوات تركية، وسيتم معالجة هذا الأمر بالتعديلات على مذكرة التفاهم". أي أن هناك مذكر تفاهم تشرعن وجود هذه القوات، ثم وفي الفقرة نفسها "نفي الأعرجي وجود اتفاق مع تركيا بعد 2003، "يسمح للتوغل داخل الأراضي العراقية". فكيف توجد مذكرة تفاهم ولا يوجد اتفاق مع تركيا؟!
بعد كل ما تقدم؛ ثمة سؤال ينبغي أن يوجه الى الفصائل التي تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية العراقية" والتي تبنت العديد من العمليات ضد الكيان - وبصرف النظر مؤقتا عما زعمه موقع "ميدل ايست آي" الإخباري البريطاني من تبرؤ هذه الفصائل من عملية مسيرة الجولان الأخيرة - هل يمكن لمقاومين حقيقيين أن يرتبطوا بأي علاقة كانت بنظام حكم كهذا ويدافعوا عنه، أم أنَّ الأجدى والأكثر صدقا مع النفس أن يقاطعوه ويرفضوه ويسعون إلى إسقاطه؟
*رابط يحيل إلى التقرير الإخباري: الأعرجي: لن نحارب.. الأمريكان أصدقاء وكلام "أبو علي العسكري" لا يخصنا
https://aljeebal.com/posts/1164