مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1231)- مصارع وفنان
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 08 تشرين1/أكتوير 2024 19:26
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 825
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1231)
مصارع وفنان
اعتقد ان صدور الجزأين من كتاب (موسوعة المصارعة العراقية) الاول 2021 والثاني 2023. اللذين صدرا في عمّان عن طريق دار البيروني ودار آمنة على التوالي، كان لهما الاثر البالغ في الاوساط الرياضية في بلدنا العراق، وفي وسط المصارعة العراقية على وجه الخصوص..! بل تجاوز الامر الى ان يكون صدور هذين الجزأين من موسوعة المصارعة العراقية، منعطفاً كبيرا في ذكر او تذكر الكثير من تاريخ المصارعة العراقية وتاريخ ابطالنا الدوليين في مختلف اجيالهم الذين سطروا الملاحم البطولية على المستويات المحلية والعربية والدولية والعالمية. ويبدو كذلك، ان الامر اصبح ثورة عارمة في الوعي والادراك لدى كل المصارعين القدامى ودافعاً ومحفزاً لهم من خلال ابنائهم واحفادهم واسباطهم او الباقين اليوم على قيد الحياة وكل الاجيال اللاحقة حتى يوم الناس هذا. في البحث عما ترك الآباء والاجداد من مدونات تاريخهم الخاص او معلوات عامة عن تاريخ مصارعتنا. وبدأ الجيل الحالي ينتبه الى تاريخه الرياضي في تدوين بطولاته وانجازاته على كل المستويات. ويمكننا ان نلاحظ الزخم الكبير بما وصلني ويصلني حتى اليوم من كتابات المصارعين من كل الاجيال اينما كانوا في بلدنا العراق او خارجه عن اخبار آبائهم واجدادهم الابطال وكتابة مذكرات تاريخهم الشخصي وبطولاتهم آملين مني كتابة واصدار جزء ثالث ورابع من موسوعة المصارعة العراقية. ويبدو للعيان الآن، ان الفرق كبير جدا وواضح بين ما كنتُ اطلب في مرحلة الاعداد لكتابة الموسوعة قبل صدورها من كل المصارعين مرارا وتكرارا كتابة تاريخم وتاريخ آبائهم ونشرت الكثير مثل هذا الطلب بحيث وصل الامر حد التوسل بالجميع..! ولكن ما وصلني الشيء القليل اتعبني كثيرا في اعداده للنشر بمساعدة اخوتي في فريق العمل(لجنة خدّام المصارعة العراقية) المدرب الدولي بهاء تاج الدين والحكم الدولي رعد مصطفى الخزرجي والحكم الدولي باسل العبيدي وآخرين من زملائنا المصارعين. ان تسلُّمي الكثير من رسائل مذكرات المصارعين في هذه الحقبة بعد صدور جزأيْ موسوعة المصارعة العراقية، سواء عن آبائهم الابطال او تاريخهم الشخصي، بعد ان فوجئوا بصدور موسوعة المصارعة العراقية فعلاً. ولكن واقع الحال، يبدو ان الامر اصبح صعباً عليَّ الاستمرار في كتابة واصدار جزءً ثالثاً ورابعاً لانشغالي باعمال فنية كثيرة تنتظرني كتابتها واصدارها اذا كتب الله لنا القدرة على ذلك بعون منه تعالى.
لا اريد ان اطيل كثيراً، فقد فاجئني اخي وصديقي العزيز الاستاذ اسلام نجل الفنان الكبير عازف آلتي العود والجلو في الاذاعة والتلفزيون المرحوم خزعل فاضل(هامش1)، بأن والده كان مصارعا في حقبة ازدهار المصارعة التراثية(الزورخانة) التي تسيدها الابطال القداما عباس الديك ومجيد لولو وعوسي الاعظمي وعبد الهادي البياتي وغيرهم الكثير. الذين كانوا البذرة الاولى لتطور مصارعتنا الحديث والمعاصرة الى الآفاق الدولية في العالم ووصولها الى النجاحات المتواصلة عبر الاجيال اللاحقة. ومن هنا يمكن لنا اضافة اسم جديد ضمن تاريخ مصارعتنا التراثية (الزورخانة) حيث بعث لي اخي اسلام بصورتين توثق وجود والده الفنان الراحل العازف والملحن خزعل فاضل ضمن فرق الزورخانة.
من ناحية فنية، صاغ الفنان خزعل فاضل الحاناً جميلة بقيت خالدة حتى اليوم وستبقى كذلك الى ما شاء الله. كما في اغنية "تجونه لو نجيكم" للمطربة الكبيرة مائدة نزهت. واغنية "رسالة للولف" للمطربة هيفاء حسين. اما للفنان ناظم الغزالي "يامرحبا بالزارنا". وللمطربة لميعة توفيق "انطر طلوعك ياكمر" واغنية "مساء الخير يا اهل المحلة" واغنية "هل هلالك رمضان" واغنية "من خمرة هواكم ماصحينه". وللمطربة احلام وهبي "هلهلي بله ياسمرة هلهلي" واغنية "ياكريم الشعب". وللفنان جميل قشطة اغنية "الماينوش العنب بيدة". اما الانشاد فقد لحّن الكثير على مثال اغنية"حنة حنة بيدها حنة بايديها" وكذلك اغنية "عروسة والحبايب زافيها".واغنية "ولفي تركني وما اجه". وقد لقب بملحن الاعراس كون أغلب ألحانه كانت للأعراس. ومن أبرز الحانه للفرقة أغنية"حنه حنه بيدها".
يقع كثيرون في خطأ، حين يخلطون، بين خزعل فاضل، وابن محلته البغدادية الشعبية ذاتها، خزعل مهدي، الذي هو شخصية فنية اخرى.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
1 – هامش1: خزعل فاضل- ولد الفنان الملحن وعازف آلتيْ العود والجلو خزعل فاضل محمد الموسوي في محافظة الكوت في العام 1921 وقدم الى بغداد مع والديه وهو بعمر ستة أشهر فقط. فسجلت مواليده في بغداد / محلة الفضل عام 1921. في صباه عمل صبي حلاقة لدى صاحب المحل الذي كان مهتما بالعزف على آلة العود. لذا أنخرط بدورة لتعلم العزف على يد أحد أمهر العازفين اليهود الذي كان يعطي للأسطة دروسه في محل الحلاقة، وكان الصبي خزعل ذي التسعة أعوام يسترق السمع الى النغمات والى توجيهات المعلم بصمت وشغف حتى بدأ يمارس العزف على آلة العود لوحده من خلال الاستماع دروس معلم استاذه الحلاق. .
بقى الفنان خزعل فاضل يتدرب على الة العود سماعاً دون قراءة النوته وحين أصبح شاباً فتح محل حلاقة خاص به، أتخذه مكاناً مناسباً ليتدرب العزف على آلة العود وبشكل يومي، وقبل هجرة اليهود الى فلسطين كان الهواة والعازفين يبحثون عن بعضهم لكي يتعلموا ويتمرنوا سويةً، يقول الفنان الكبير سالم حسين الأمير "أتيت الى بغداد أسأل أن كان هناك موسيقيين قالوا لي هنالك حلاق في منطقة الفضل يلتقي عندة جميع هواة وعازفي المحلة مصطحبين معهم آلآتهم الموسيقية" وكان ذلك الحلاق خزعل فاضل، فذهبت وتعرفت عليه وأصبحت لا أنقطع عنه، نتمرن لساعات طوال في دكانه الصغير ومعي الفنان خضر الياس عازف الناي الشهير وعزت نعيم وخضير الشبلي عازف القانون والمطرب رضا علي وأسماء كبيرة في عالم الموسيقى والتلحين وكنا نشارك في الحفلات الخيرية بدون مقابل لكي نُعرفُ ونشتهر في الوسط الفني والمجتمع البغدادي
ويضيف الأستاذ الفنان سالم حسين الامير "بعد هجرة اليهود من العراق أقترحت على خزعل فاضل أن يترك الة العود ويتعلم العزف على آلة الجلو ، حيث في تلك السنة كان قد وصلا للتو من الموصل كلاً من جميل بشير ومنير بشير وكانا بارعين في العزف على آلة العود ويتفوقان عليه عزفاً وتكنيكاً فأخذ بنصيحتي وبدأ التعلم على آلة الجلو والتمّرن عليها ، بعد ذلك أصطحبته الى السفارة الراعية لمصالح اليهود بغية تهجيرهم الى فلسطين فأشترى لنفسه آله الجلو من أحد الموسيقيين من الطائفة اليهودية ويدعى (طقو) ، حيث كان طقو عازفاً لآلة الجلو في التخت الموسيقي التابع لدار الأذاعة ، وأنا أشتريت آلة القانون من عازف القانون (حسقيل)
وهكذا أستمر خزعل فاضل عازفاً لآلة الجلو وموظفاً ضمن فرقة الأذاعة والتلفزيون العراقية بقيادة منير بشير وعلى الملاك الدائم طوال حياته ومنذ العام 1949 حين أنتمى الى الاذاعة والتلفزيون وحتى وفاته في العام (1977) وكان يبلغ من العمر 56 عاماً ، حيث وافته المنية في ١٤ /٢/ ١٩٧٧ في مستشفى مدينة الطب عندما كان يجري فحصوصات طبية لأحالته على التقاعد كونه كان مريضاً بمرض السكري والقلب.(المعلومات من موقع مركز الوتر السابع).
صورة 1 / المرحوم المصارع الفنان خزعل فاضل في شبابه الرياضي.
صورة 2 / لقطة صورية خالدة لمجموعة من المصارعين القدامى رحمهم الله حيث يظهر خزعل فاضل اول الجالسين على اليسار.
صورة 3 / المرحوم خزعل فاضل اول الجالسين يسارا مع آلته الاثيرة آلة الجلو مع فرقة الاذاعة والتلفزيون.
صورة 4 / الرياضي الفنان خزعل فاضل.
صورة 5 / الفرقة المركزية والمطرب يوسف عمر.