مقالات وآراء
حسين سلطان صبي مناضل وطني وشيوعي أصيل، من ذاك الزمان// محمد جواد فارس
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 09 تشرين1/أكتوير 2024 19:58
- كتب بواسطة: محمد جواد فارس
- الزيارات: 826
محمد جواد فارس
حسين سلطان صبي مناضل وطني وشيوعي أصيل، من ذاك الزمان
محمد جواد فارس
[ تراق لي تيارا خصبا في الحركة الوطنية يسمى بالشيوعية، وقد كنت وطنيا قبل أن أكون شيوعيا، فلم أر ما بقارير معتقدي الوطني قبل أن أكون شيوعيا، وبعد أصبحت شيوعيا سوى اني بدأت أشعر بمسؤولية أكبر أتجاه وطني وشعبي.
من رد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) أمام المحكمة
من مذكرات محامي الدفاع الشيوعي المحامي مكرم الطالباني
من كتاب [ أوراق من حياة شيوعي حسين سلطان صبي 1920 _1992] إعداد خالد حسين سلطان، وخالد هو الإبن الخامس بين إخوانه لحسين سلطان، واستاذ في أهم مدرسة في العاصمة بغداد بالاعدادية المركزية، ومن الأساتذة الاكفاء في تدريس مادة الرياضيات الحديثة، ونشط في تدريس الرياضيات، وله أعمال سياسية وعلمية، كتب منها مجلدين عن شهداء الحركة الشيوعية العراقية ، وكتاب عن بلقيس شرارة الثائرة الصامتة، وقد عمل معرض صور استذكارا لشهداء الحزب الشيوعي العراقي في شارع المتنبي على نهر دجلة في يوم ميلاد الحزب في 31 آذار، تضمن كل قوافل الشهداء بدء من يوسف سلمان يوسف ( فهد ) مؤسس الحزب ورفاقه وحتى شهداء الدكتاتوريات الاحقة، وأصدر الطبعة الثانية من كتاب أوراق من حياة شيوعي حسين سلطان صبي، علما بأن الطبعة الأولى صدرت عن دار كنعان في دمشق في اواسط التسعينات من القرن المنصرم وعن طريقي بطلب من باقر ابراهيم.
تعرفت على اسم حسين سلطان في عام 1957, في حادث حدث في مدينة الحلة وبالضبط في محلتنا ( المهدية ) ، عندما كبس بيت حزبي للشيوعيين من قبل مديرية أمن الحلة، كانوا في اجتماع حزبي لأعضاء منطقة الفرات الأوسط، باقر ابراهيم وحسين سلطان وعدنان عباس واخرين وانتشر خبر الحادث بين اوساط الناس في مدينة الحلة . وشائت الاقدار والصدف في الثمانينيات من القرن الماضي، أن أذهب إلى إسعاف مريض ساكن في مخيم اليرموك وهو يعاني من ربو قصبي حاد متعدد النوبات، وشاهدت البيت معتم لا تدخله الشمس ورطب، مما تذكرت هذه الضروف الغير صحية لرفيق مسؤول وفهمت أنه مهمل وهذا قرار من (فوك)، وتكرر لقاءنا في العيادة لقربها من سكنه يأتي الي وهو في حالة ضيق نفس شديد اعطيه الأوكسجين والعلاج الازم له، حتى يستقر وضعه، وبقت علاقتنا الرفاقية قائمة في زيارات له، حتى تنقله بعدد من المساكن في دمر البلد ومن ثم في برزة البلد لحين سفره إلى براغ.
واريد ان اكتب حول هذا الكتاب المتضمن عن حياة احد القادة في الحزب وهو من انحدار وانحياز للطبفته العاملة، تضمن الكتاب في البدء الاهداء مانصه [ إلى كل شيوعي أصيل من شيوعي الديالكتيك والبروليتاريا ، من تلاميذ الشهداء الابطال فهد وحازم وصارم وسلام عادل ومحمد حسين أبو العيس وحسن عوينة والحيدري والعبلي من تلاميذ المرحومين حسين سلطان صبي وناصر عبود وعبد الأمير عباس ومحمد حسن مبارك ٠٠٠٠٠٠٠٠ ] ٠ وجاء في المقدمة (١
هذا الكتاب هو محاولة لتوثيق جزء من تاريخ الحزب رجل عمل في الوسط سياسي والحركة الوطنية العراقية لأكثر من نصف قرن. حاول كتابة وتسجيل مذكراته خلال السنوات الأخيرة من عمره ولكنها تبعثرت هنا وهناك وضاع القسم الأكبر منها بسبب عدم الاستقرار في مكان واحد ولكثرة التنقلات لظروف المنفى والعمل السري ).
حسين سلطان حمادي من ال صبي في النجف والكوفة، ولد في مدينة النجف عام 1920 وهو عام الانتفاضة العراقية المعروفة بثورة العشرين، سكنت العائلة في مدينة الكوفة في عام 1922 وحتى عام 1946 وعندما عاد إلى النجف مارس عملة الذي بدء في الكوفة نساجا اي (حائك). وعلى ذكر هذه المهنة حدثني عن اختفائه في بيت الرفيق السيد هادي بحر العلوم في النجف والعائلة شيوعية داهم أمن النجف الدار بحث عنه، وكان لدية مخبأ يختفي به عند الطوارئ، وعندما جاء مفوض الأمن شاهد طفل من الأبناء وهو ( جودي ) يقف قرب المخبأ قال له مفوض الأمن روح من هنا اي أذهب، الطفل كان جوابه عمو دخل هنا، وعندما رفع الغطاء والخشب، وجد حسين سلطان قال له شو تعمل هنا حسين؟، قال له أحوج فرفوري، كان أبو علي صاحب نكته في أحلك الظروف، والثانية ذكره لي قال عندما كبس بيت الاجتماع في محلتكم المهدية في الحلة كنت اتوجس ان هناك كمين، وعندما أدخلت راسي واذا باحدهم يسحبني من العقال وهو في رقبتي إلى الداخل، قلت له (يواشك) اي على مهلك عرفنا ياحسين وهنا المقصود (الحسين ابن علي) شجابك للكوفة في معركة الطف في الكوفة، مو ياحسين شجابك للحلة؟ وفي أوراقه يكتب حسين سلطان عن سجن بغداد المركزي وسجن الكوت خلال عام 1949 _ 1950 متحدثا عن المعاناة ويذكر كيف أن غرفة واحدة كانت تضم أكثر من خمسة وعشرين شخصا ورغم ذلك كنا نقيم ندوات سياسية، مثلا مناقشة كراس [ قضيتنا الوطنية للرفيق فهد ] . ويتذكر بهاء الدين نوري وزكي وطبان فكانوا على موعد في احد شوارع بغداد وكيف أن الأمن كان يترصدهم فطوقهم ولكن بهاء أطلق سيقانه للريح، بينما زكي وطبان كسرت رجله ونقل إلى المستشفى ولكنه انهار وهو على سرير المعالجة، ويسرد كيف أن حسن عوينة ومحمد علي واخرين حكموا بالسجن وليس الإعدام، ويتذكر من السجناء الدكتور حسين الوردي وستار القيسي، ويتحدث عن بدايات معارك السجناء السياسيين، منها عندما سقطت الوزارة وجاء بالمحامي حسين الجميل وزيرا للعدلية وفي ذلك الوقت كان لدينا أضراب حول بعض المطاليب ، ويعتقد أن الإضراب لم يقتصر على سجن بغداد وإنما شمل أغلبية السجون. وفي ورقة أخرى من أوراقه يتحدث عن النفق والهروب من سجن الحلة تحت عنوان [قصة قصيرة لحدث كبير، قضية النفق والهروب من سجن الحلة المركزي في عام 1967 ] كاتبا عنه ، وقعت عدة محاولات هروب من السجون والمواقف السياسية في العراق واتخذت اشكالا متنوعة من الطرق والاساليب مثلا كسر شباك والهروب منه ، أو ثقب جدار والخروج منه ، أو أغفال حارس والانفلات منه او إستخدام مكياج والخروج مع الناس القادمين للقاء بالمساجين، وهذا يتطلب عملا من داخل السجن للتضليل في عملية التعداد ولو لمرة واحدة, وهناك نوع آخر من طرق الهروب ، وهو حفر الإنفاق _ تحت الأرض _ من داخل السجن إلى خارجه, وعن هذا الطريق حدث اول هروب جماعي من سجن الكوت عام 1951 وتلاه سجن بعقوبة في الخمسينات أيضا واعقبه سجن الفضلية في الستينات ومحاولة لم تكتمل من سجن نقرة السلمان، واخيرا في سجن الحلة المركزي, ان كل محاولة هروب تتطلب عملا في كثير من الدقة وضبط الأعصاب ولكن حفر الإنفاق يتطلب الكثير من الدقة في رسم الخطة وضبط الأعصاب عند المفاجأت، والصبر وطول النفس في العمل والاختيار الدقيق للعاملين في النفق، ومتابعة سرية العمل. وإتقان أساليب التضليل للاعداء والأصدقاء معا بحيث تكون جميع الحركات والاعمال طبيعية.. اما موضوع نفق سجن الحلة المركزي عام 1967 والهروب منه فلو لم يقع الانشقاق في ذات الفترة ، والمنظمة باقية على وحدتها السابقة، كان بالإمكان أخراج أكثر من مئة سجين خلال الليل وحتى الصباح دون أن يشعر احد بذلك الا ان الانشقاق غير الوضع تماما أنفقد الضبط والالتزام في لحظة الهروب, ويستطرد حسين سلطان بشرحه المسهب في عملية الهروب وما رافقها من صعوبات جمة يعطيه لدور الانشقاق الذي جرى والصعوبات التي لم تكن بعيدة عن ضعف التنظيم المركزي انذاك وقيادته, وكانت هذه المعلومات من ذاكرته بعد أن مضى عليها أكثر من عقدين من الزمن سنوات ، كما ارخ كتابتها في شباط عام 1987 وكتب اسماء السجناء ومحكومياتهم ، ممن هربوا من سجن الحلة المركزي ومنهم عدد غير قليل من محافظات العراق وليس لديهم صورة عن جغرافية مدينة الحلة وما لحقت بهم من صعوبات جمة.
انتقل إلى أحد أوراقه وما كتبه تحت عنوان ( لينين والقيادة الجماعية ) جاء فيه: هناك مفارقات تعكس مدلولات واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار ، اللينينية ليس هي مفاهيم نظرية وحسب، بل هي أيضا مدرسة تطبيقية في الحياة، كما هي في المسألة _ وطريقة حلها _ قد تكون المسألة صحيحة تماما ، الا ان طريقة حلها تشوه صحتها ، والعكس يحصل تماما. لقد جاء في القرآن الكريم: (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). وقال انجلس وهو يخاطب العمال: تريدون تغير المجتمع، يلزم ذلك أن تكافحوا ما في أنفسكم. ماذا تعني هذه الأقوال؟ تعني في حقيقة الأمر، أن هناك موانع في ذات النفوس تعيق التنفيذ العملي لبعض المفاهيم التي تتعارض والرغبات الذاتية الموروثة. ويبدوان الفكر يسبق الطباع في المرونة ، حيث يقر شيء ، ولكن الطباع الموروثة تعيقه. ومنذ بداية هذا القرن وإلى يومنا هذا لايوجد ماركسي يعارض القيادة الجماعية، ولكن الكثير من الماركسيين اللينينين يعارضونها فعلا بطريقة مشروعة و نظامية ٠هكذا كانت وجهة نظر حسين سلطان مستفيدا من خلال دراسته للماركسية اللينينية لإعداد الكوادر الحزبية في الاتحاد السوفيتي وكذلك في بلغاريا الشعبية معظم القادة، متسلح في الفلسفة والاقتصاد السياسي والحركة العمالية العالمية والاشتراكية العلمية.
وحول القضية الفلسطينية جاء في أوراقه تحت عنوان( ما أشبه الليلة بالباحة)
_____________________كتب مايلي؛ قد يعلم الجميع كيف تعرض حزبنا للانحراف انعزالي عن الحركة العربية في أعوام 47 _ 48 وذلك سبب النفوذ اليهودي داخل حزبنا في القيادة والكادر. حيث أظهروا في ذلك الحين أن معظم المنظمات الصهيونية تقدمية أن 80% من الشعب اليهودي هو تقدمي صيغت هذه الأفكار مع مستلزمات الإقناع في كراس ونشر في حينه (ضوء على القضية الفلسطنية ) أخيرا بعد فوات الأوان، توضحت تلك التقدمية للشعب اليهودي لا في فلسطين بل عند معظم القادة الماركسيون في مختلف أرجاء الدنيا. والان وحزبنا يتعرض لنفس خطر الانعزال وذلك بسبب تكريد كافة أجهزة الحزب الأساسية، وتحت نفس الافتة التي اوقعتنا في الانعزال الأول وكأنه مكتوب على الشيوعين العرب في العراق وحدهم أن يتنكروا لقوميتهم، وأن يسيروا خلف هذه القومية او تلك، وأن يكونوا اممين اقحاح إلى الحد الذي يعزلهم عن جماهير امتهم الواسعة ( وهي تقاتل الامبريالية وإسرائيل ) أن يلتصقوا أكثر فأكثر بالحليف مصطفى البارزاني الذي لايعلم الا الله كم حليف عنده في السر العلن ومن اطراف متناقضة تماما،
ومن خلال ماكتبه ابو علي في هذه الورقة كأنه يستشرف المستقبل أيضا لما كان يجري انذاك، واليوم مايجري في غزة والضفة ولبنان يؤكد أن الصهيونية والامبريالية تعتدي على الشعب العربي الفلسطيني واللبناني تحت شعار نظام شرق أوسط جديد!!!٠
لقد كتب حسين سلطان في أوراقه هذه ما يتذكره من خلال عقود في العمل الحزبي بدء من انتمائه إلى أن تبوءه مراكز قيادية في الفرات الأوسط و انتهاء بعضويته في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وفي الكتاب تضمن بند تحت عنوان [ رفاق حسين سلطان يخلدون ذكراه ] ومنهم باقر ابراهيم، ثابت حبيب العاني، د. كاظم الموسوي، صاحب الحكيم ، ناجي المحمد _ ابو انجيلا، صباح ديبس، د، خالد السلام ، مجلة الحرية ( الحبهة الديمقراطية ) واخيرا كتب خالد حسين سلطان بعنوان ( نبذة عن حياة الفقيد محمد حسن مبارك ( ابو هشام ) وابو هشام هو رفيقي في موقف شرطة الخيالة في الحلة ( الويسية ) "حتى انقلاب السابع عشر من تموز 1968، واكتفيت في نقل بعض الاوراق والتعليق عليها، ويبقى الكتاب ذو أهمية ليست قليلة لمن يهمه الاطلاع على تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، من اليسارين والماركسين ومن المهتمين في اخذ عناوين أطاريح للحصول على الماستر أو الدكتورا في التاريخ الحديث، والكتاب موجود في المكتبات ومنها مكتبة السدن في شارع المتنبي، القيصرية، والكتاب من مطبوعات مكتبة السدن.
طبيب وكاتب