اخر الاخبار:
كاليفورنيا تعلن حالة الطوارئ بسبب الزلزال - الجمعة, 06 كانون1/ديسمبر 2024 10:48
مقتل شخص في قصف تركي استهدف قرية بدهوك - الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2024 19:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

منظمات دولية.. أم أجهزة احصاء!// د. عامر ممدوح

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عامر ممدوح

 

عرض صفحة الكاتب 

منظمات دولية.. أم أجهزة احصاء!

د. عامر ممدوح

كاتب وأكاديمي

 

        يتطور العالم في فكره وأدواته ونظمه، وذلك بمقتضى تطور الفكر البشري والذي يبدأ من السلوكيات والأزياء وصولاً إلى التشريعات والقوانين.

 

وفي ضمن ذلك لا يمكن النظر إلى ما وصل إليه بلد ما أو مجموعة متضامنة في فكرها من تقدم في بعض الميادين دون نسيان أن ذلك يمثل انتهاءً ايجابياً لمسيرة طويلة من التجارب والتراكمات والأخطاء والتصحيح الذي ربما بادر إليه هؤلاء ولم يفلح غيرهم فيه، كما هو حال العالم العربي في معظمه.

 

وكان تشكيل المنظمات على اختلاف تخصصاتها وانواعها ومستوياتها يمثل أحد أشكال التطور الذي نقصده هنا، والذي كان من المؤمل ان يشكل ركيزة أساسية لالتقاء العالم على كلمة سواء، واهتمام إنساني مشترك، وحرص على مستقبل أكثر امناً، بعيداً عن كل صور النزاع والصراع.

 

ولكن يبدو ان الصورة ومنذ عقود لا تسير على هذا الحال، بل ان الموضوع يسير من تدهور إلى اكبر منه، فبين الصمت، ومهادنة الظالم القوي، والانحياز نحو المعتدي، وصولاً إلى تحول هذه المنظمات المعوّل عليها في فك النزاع وتهدئة الأجواء إلى دوائر لاحصاء عدد القتلى والتعبير عن القلق الذي لا يستقر على حال!!

 

إن ما تمر به المنطقة العربية من اشتعال نيران صراع يؤدي فيه الكيان الصهيوني الغاصب دور الجلاد المتوحش وبشكل معلن كان من الواجب أن يكون مدعاة لوقفة انسانية، ودور أممي أكثر التزاماً ومهنية، واجراءات  رادعة، وخطوات فاعلة، بدلاً من الركون إلى هذا العمل البارد المنزوع المشاعر في ادارة الملف بذكر الأرقام وحسب وإصدار قوائم وجداول وبيانات صمّاء!

 

أما الأنظمة العربية وما يتفرع عنها من مؤسسات فلا يعول عليها كثيراً، فهي نموذج مصغر تابع لتلك القوى الكبرى، والتي لم تجد اليوم وسيلة لإخفاء رأسها مما يجرى خشية تأثر كراسيها المهزوزة.. إلا واتخذتها!

 

وربما يصحّ القول ان من إفرازات الحرب الدائرة اليوم في أرض فلسطين فتح ملف هذه المنظمات التي باتت أداة لشرعنة العدوان من جهة، ووسيلة لتذويب القضية من جهة أخرى، ناهيك عن التسلل الناعم لجملة مشاريع وأفكار تحت شتى العناوين والشعارات.

 

ولا أشك للحظة أن العبء الأكبر يقع على الشعوب لا الأنظمة التي تنتج دوماً وسائل بقائها وديمومتها، فالجمهور الصادق المخلص هو وحده القادر عن اتخاذ الشكل الملائم لقضيته والذي يقف مناصراً وسانداً وفاعلاً في تحقيق طموحه المنتظر من زمن.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.