مقالات وآراء
البطريرك الشهيد مار شمعون بنيامين وأنشقاق كهنه القوشيين عن الكنيسة الكلدانية- ج28// يعكوب ابونا
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 05 تشرين2/نوفمبر 2024 12:30
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 574
يعكوب ابونا
البطريرك الشهيد مار شمعون بنيامين
وأنشقاق كهنه القوشيين عن الكنيسة الكلدانية
والتحاقهم بكنيسة المشرق النسطورية- الجزء 28
يعكوب ابونا
في هذه الحلقة سنتحدث عن سردية المطران ايليا ابونا للحالة التي عاشها وجماعته عند تركهم الكنيسة الكلدانية ورجوعهم لكنيسة المشرق ، والتي تطرق اليها في كتابه الطبعة الثانية تاريح بطاركة البيت الابوي من ص 144 وما بعدها ..
ولكن بداً لنتعرف على شخصية المطران ايليا ابونا ، قبل الدخول في تفاصيل الحدث المنوه عنه اعلاه ،نقرأ في سفر القوش الثقافي لمؤلفة بنيامين حداد ، ص 151 -154 ، يقول
هو كوركيس بن ياقو " يعقوب " بن مروكي بن اسرائيل بن اوراها بن خوشابا ابن القس اوراها بن خوشابا والد البطريرك ايليا مار اوجين العاشر " 1660 – 1700 م "
ولد في القوش سنة 1863وتلقى تعليمه الاول في مدرستها، دخل الاكليريكية سنة 1883 ورسم كاهنا على يد البطريرك ايليا عبو اليونان ، يوم 8 نيسان 1888باسم القس كوركيس ، وبعد رسامته اصطحبه البطريرك المذكور الى بغداد .
خدم في اماكن عديدة منها بغداد ، موصل ، البصرة ، ماردين ، ادنه ، ميافارقين ، حلب ، بيروت ، ديار بكر ، ثم دعاه مار ايليا ملوس عنده في ماردين ، ثم نصيبين ثم فيشخابور .
استدعاه البطريرك يوسف عمانوئيل فعاد الى مسقط راسه القوش ، فراح يعلم الصبيان ، واحبه الناس لمواعظه البليغة ، وصار وكيلا لشؤون الكنيسة ، ونشب خلاف بينه وبين رئيس الكهنة القس متى رئيس ، بسبب واردات الكنيسة ، وفي مطلع 1908 جرى حواربينه وبين البطريرك " جاء في كتاب الرعاة للراهب الياس شيرا رقم " 30 " مخطوط " بان البطريرك كان" يوسف عمانوئيل توما الالقوشي 1900 – 1947 ".انتهى الاقتباس
يذكر المطران ايليا بان النقاشات كانت حادة بين جماعة من القوش من آل بيت الإيلياويين بطاركة الموصل وبابل ومن تبعهم وبين البطريرك ،الا ان البطريرك وبسبب الشكاوى "الكيدية التي لفقت ضده " امره البطريرك بترك القوش والعودة الى نصيبين ، فصعب عليه ذلك لايمانه ببراءة ذمته لذلك لم يرضخ للامر.
واذ اشتدت الخلافات بين الطرفين، وكما جاء في حوليات الدير1909 ، بان" في 16 كانون الثاني 1908 غادر القس كوركيس قاصدا مار شمعون في قوجانس ، ويذكر بنيامين حداد في سفر القوش 151 غادر في موكب من مؤيديه ، يذكرمنهم القس كوريال دمان ودنوابونا ويوسف عبيا وشاكر خوشابا ابونا وبكو متيكا ابونا والقس نعمان والقس ايليا من تلسقف والقس دانيال من ارادن وقس اخر من باطنايا ، انتهى الاقتباس
ويذكر نبيل دمان في كتاب الرئاسة في القوش ص 87- 89 " عن الحركة الدينية في القوش عام 1908 ،يقول في زمن رئيس قرية القوش " ججيكا يلدكو "حدث امر هام ترك بصماته على تاريخ تلك البلدة ، وهو خروج مجموعة منها ومن القرى المحيطة بقيادة القس كوركيس ابونا ،وقد سبق ذلك خلاف حاد حصل بينه وبين المبشرين الغربيين في الموصل " الباتريه " وصل الخلاف الى حد ان دبروا له مكيدة اغتيال ، ويقال ان مار عمانوئيل اخبره بذلك وطلب منه مغادرة الموصل بالسرعة الممكنه ، وهكذا تسلل ليلا يساعده الاخوين ساوا وبتي وقد تنكروا جميعا بملابس البدو وخرجوا من الموصل ". انتهى الاقتباس
ان كان هذا اوذاك الا ان قرار البطريرك عمانوئيل ، كان سببا لترك القس كيوركيس ابونا " القوش مع بعض من مؤدية قاصدا قوجانس معقل كنيسة المشرق ، ليقدموا الطاعة لقداسة مار شمعون ويكونوا من ابناء الكنيسة القديمة،
هنا يذكر المطران ايليا في 144 من كتابه اعلاه ، بان اهالي القوش كتبوا الى البطريرك في الموصل واعلموه بالأمر. يقصد امر مغادرتهم القوش ،
وللحال اتصل هذا " يقصد البطريرك عمانوئيل " بحاكم الموصل وافهمه ان جماعة من المتمردين ومثيري الشغب قصدوا بطريرك النساطرة ليرسمهم اساقفة وكهنة، وليعودوا الى القوش ويسببوا الخصومات والانشقاقات والانقسامات في البلدة، وحثه على الاتصال تلفونيا بالسلطة في العمادية لتلقي القبض عليهم وتعيدهم ليتلقوا العقاب الذي يستحقونه .فلبى الحاكم طلب البطريرك واتصل بالعمادية الا اننا والحديث لمطران ايليا " يقول كنا قد تركنا حدود العمادية قبل تلقيهم الأمر تلفونيا من الموصل ..
وفي منطقة "جولميرك" وقعنا في الاسر انا وابن عمي بطرس لفترة اسبوع. فكتب مار شمعون الى السلطان في استنبول بشأن اسرنا، وفي الحال صدر امر من استنبول باطلاق سراحنا واخلاء سبيلنا لنواصل سفرنا الى قودشانوس .
ويضيف لدى وصولنا قوجانس فرح البطريرك مار شمعون بنا كثيرا ، ووعدنا ان يعمل قصارى جهده لتحقيق هدفنا . .
ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى أقصى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني 1842 – 1918" الذي عرف باستبداده في مقاومة الدستور، لذا لقب بالسطان الاحمرلسفكه الدماء في مذابح الارمن ، خلعه فتيان الترك ، " المنجد في الادب والعلوم ص 336 – 337 "
عن عرش المملكة، وخلفه اخوه السلطان محمد الخامس رشاد 1909 – 1918 استخدم من قبل حزب تركيا الفتاة لتنفيذ اهدافهم ، عجز عن مواجهة ايطاليا والبقلقان اشترك في الحرب العالمية الاولى ،" وساد المملكة اضطراب، وكثرت النزاعات والخصومات ونشبت الحروب.
وكان قداسة البطريرك مار شمعون يفضل ان يستصدر بحقنا امرا ملكيا "فرمان" ومن ثم يلبي طلبنا
الا ان الاضطرابات التي عمت البلاد لم تسمح بتحقيق ذلك،.
وفي 19 نيسان من السنة المذكورة 1908 وفي الاحد الثالث للقيامة، منح البطريرك الشماسين دانيال بن صادق ابونا ،" باسم القس حنا" ويوسف بن هرمز عبيا ، الدرجة الكهنوتية .
كما رفع القس كوركيس بن يعقوب من بيت مار ايليا إلى درجة الاركذياقون . وفي الاحد التالي رسمه اسقفا ودعاه ايليا، وبعد الرسامة ألقى الاسقف الجديد كلمة شرح فيها قدم واصالة الكنيسة الشرقية وتعاليمها الحقة الراسخة التي تسلتمها من ايدي الرسل الطوباويين مار توما ومار ادي ومار ماري مباشرة ،
وكيف توارثت هذه الكنيسة تعاليمهم التي لم تتبدل ولم ينقص منها شيء البته ، ولم يحدث أي تغيير جوهري في قوانين الايمان المستقيم الممجد .
والحديث لمطران ايليا ، وفي شهر اب ارسل الكاهنان المذكوران مع بطرس ابن عمنا الى القوش
وراحا يقدمان خدمتهما الكنسية يوميا، وفي ايام الاحاد والتذكارات كان يقدسان من اجل ارواح الاحياء والاموات من ابناء الكنيسة.
وبعد فترة قصيرة قدم الى قودشانوس شماسان آخران هما زخريا بن منصور كوكي ،وكوريال بن ججو طعان ،"
يذكر نبيل دمان في كتاب الرئاسة في القوش ص 88 – 89 " بان القس كوريال طعان هو من اسرة دمان الالقوشيه المعروفه ، كان ضمن من لحق بالمطران ايليا ابونا الى قودشانوس ، وهناك رسم كاهنا من قبل الشهيد مارشمعون بنيامين ، وغب عودته الى كنيسته الكلدانية عين كاهنا في قرية " ملا بروار " الا انه اقدم على عقد قران ابن اخ البطريرك عمانوئيل المدعو توما على اجمل فتاة في زمانها " سرى حنا رئيس " ترا " وكانت قد فقدت زوجها الاول توما بوداغ في اتون الحرب العالمية القائمة ،
اغاظ ذلك البطريرك عمانوئيل فجمد الاب كوريال حالا ، وابلغ عنه الجندرمة بانه في حل من التزامه فسيق الى العسكرة ، فلقى حتفه في احدى جبهات حرب تركيا " سفر برلك "تاركا طفلا صغيرا عمره " 10 " سنوات واسمه بحو وبنتا اسمها " امينة " انتهى الاقتباس
ويضيف المطران ايليا الا ان الامر لم يتوقف عن ذلك بل تبعهما اربعة شمامسة اخرون من قريتي تلسقف ، وباطنايا ، يقول كوركيس عواد في تحقيقات بلدانية تاريخية اثارية ص 22 – 23 ، تلسقف قرية اشورية كبيرة ، شمال اطلال نينوى على بعد 20ميلا منها ، يقطنها المسيحيون الكلدواشوريين ، الى جانبها تل اثري يعود الى العهد الاشوريين ، ومنه اخذت اسمها الذي يعنى التل القائم او المنتصب ، " انتهى اقتباس
وعن باطنايا يقول كوركيس عواد في ص 14-15 باطنايا قرية اشورية شمال نينوى على بعد 18 ميلا منها بين تلكيف ، يقطنها ىالمسيحيون الكلدو اشوريين ،". انتهى الاقتباس
وتلقوا هؤلاء الشمامشة ايضا الدرجة الكهنوتية، وعادوا ليخدموا في قراهم وراحت كنيستنا الصغيرة
تنمو وتزدهر ،
ويضيف المطران ايليا في ص 143 و144 ، بان البطريرك عمانوئيل وبناء لطلب نمرود وجماعته ارسل اسقفا لمدينة " وان " وجاء المرسل وبنى قصرا كبيرا فيها ، وراح يرسل الكهنة والمبشرين والدومنيكان الذين راحوا يوزعون النقود بكميات كبيرة وبلا عد ولا حساب على القرى المحيطة بمدينة " وان "، وجولميرك "، فقسم الناس كما يقول المطران ايليا بانه كان يسمع منهم قسم يقولون نحن من اتباع مار شمعون والقسم الاخر يقولون نحن من اتباع " الباتري دا فرانس ، المرسل من قبل البطريرك عمانوئيل ،..
وبعد فترة ارتات ارسالية كنترى بري ان تنقل من اورميا لبعدها عن ابناء الامة ، واختارت مدينة وان عوضا عنها ، واشتروا هناك ارضا ، ونقلوا المدرسة اليها وصار التلاميذ سنة بعد اخرى يدرسون فيها ، وكانت كل نفقاتهم ونفقات معلميهم اضافة الى نفقات المدرسة على حساب الارسالية ، .
ولكن في ص 146 يذكر، بان القيمون على مدرسة الارسالية الانكليزية ارتأوا عدم ابقاء مدرستهم في " وان" لبعدها عن ابناء الأمة، وبخاصة ابناء القوش والقرى الأخرى، ولذلك كتبوا الى رئيس الاساقفة بعد أن حصلوا على موافقة البطريرك شمعون بنقلها الى منطقة العمادية لقربها من قرى الموصل ليتمكن اطفال هذه المنطقة من المشاركة مع ابناء الامة في الحصول على التعليم واقتناء المعرفة والحكمة اسوة بكنائس الامم الأخرى.ومن اجل تحقيق هذا الهدف السامي تم اختيارقرية " بيبيدي " لتكون مركزا للامة كلها ،
ولاقت هذه الفكرة قبولا، وحظيت بموافقة راعي الرعية ورؤساء الارسالية ، وبوشر بالعمل والبيوت التي في "وان" مع المدرسة بيعت جميعها ، وتم شراء الاراضي في قرية بيبيدي المذكورة ،
بيبيدي قرية اثورية الى الغرب من قلعة العمادية بمسافة 8 كيلومترات، كان تعداد سكانها في العقد السادس من القرن الماضي 480 نسمة." المصدر جمال بابان، اصول اسماء المدن والقرى والمواقع العراقية جـ1 ص 113- 114 " ...
ويضيف المطران ايليا ابونا الا ان الكثير من الحاقدين وكارهي الخير والصلاح سعوا جهدهم لإقناع الأكراد القاطنين فى قلعة العمادية والقرى المجاورة لها، بان الانكليز اذا ما قاموا ببناء بيوت لهم واقاموا بينكم، واسسوا مدرسة، ستكون هذه المدرسة وهذه البيوت مركزا لهم وحصنا منيعا ومسكنا للتياريين ..
" التياريون من الاثوريين نسبة الى منطقة تياري، والتي هي قسمان تياري العليـا وتـــاري السفلى، ويشكلان القسم الجنوبي من منطقة داسن او بيث طوري، اي منطقة الجبال، وكانت تشكل ابرشية كبيرة في الكنيسة الشرقية، تبدأ من وادي نحلا وطلانا وتمتد نحو الشمال في منطقة حكاري، ويحدها غربا ابرشية بانو هدرا، وشرقاً ابرشية بيت بغاش، ومن الجنوب اشور والمرج "مركا" وتشكل داسن مناطق الاثوريين قبل الحرب الكونية الأولى مثل تياري وتخوما وباز وجيلو .. الخ "؟.
المصدر" بنيامين حداد، رحلة سكماني ص 60 ".
فكتبوا الاكراد الى السلطان في استنبول مظهرين رفضهم القاطع لوجود الانكليز قائلين بصراحة : لا نريد ان يبني الانكليز بيوتا بيننا في "بيث بيدي " الا ان المملكة بالعكس منحت الانكليز تصريحا بالبناء وراحوا يقيمون البيوت بالشكل الذي ارادوه ، .
واما الاكراد هناك قسموا بالايمان الغليظة بالا يسكتوا على هذه الاعمال حتى الموت أو انهم سيغادرون المنطقة ويتركونها للانكليز اذا ما نزلوا فيها، وابرقوا الى رئاسة المملكة مرات عديدة، ولم يتلقوا اي جواب، وبعد فترة طويلة، وبوساطة طاهر باشا حاكم الموصل صدر قرار ملكي من استنبول يجيز للانكليز بناء بيوت لهم في "بيت بيدي " وان ينزلون بها. وان الاكراد احرار فيما اذا ارادوا مغادرة اماكنهم والانتقال الى اي مكان يشاؤون . وهكذا تم بناء بيوت كبيرة وجميلة، وفتحت المدرسة، واجتمع الاطفال من كل مكان للتعلم فيها، اما الأكراد فلم يتحرك احد منهم من مكانه،
ويضيف بنيامين حداد في مؤلفه اعلاه ص 152 يقول "
في 22أب 1910صدر تحريم كنسي بحق القس حنا ابونا والقس القس يوسف عبيا اللذان كان يخدمان في كنيسة مار كوركيس في القوش ،
في 22 كانون الثاني 1910 وصل المطران ايليا الى القوش ، وفي اليوم الثاني توجه الى الموصل مع جماعة من الانكليز الذين كانوا رافقوه ، للتوسط لدى والي الموصل لاصدار اذن باتخاذ القوش مقرا له ، وبسبب اعتراض البطريركية واهالي القوش اجبر على الاقامة في بيت نمرود رسام لحين تلقى الجواب من استنبول ،
اما الكهنة الثلاثة يوسف عبيا وحنا ابونا واسخريا كوكي ، فقد قدموا طاعتهم للبطريرك عمانوئيل ، الاول في ايلول 1908 والثاني في 10 كانون الاول 1910 والثالث في 29 تشرين الثاني 1910 فقبلوا ولكن تحت الربط القانوني بحيث لا يمارسون مهامهم الكهنوتية ،
اما نبيل دمان في ص 88 من كتابه اعلاه يذكر" بعد رجوع هؤلاء القسان الى القوش وجدوا انفسهم محاصرين ولا حول لهم لتوسيع حركتهم ، لان روما كانت مستحوذة على كل كنائس البلدات المحيطة بالموصل ، لذلك اتصلوا بالبطريرك مار عمانوئيل لغرض رجوعهم الى احضان الكنيسة الكاثوليكية ، وتم توزيعهم على دور العبادة في محيط المنطقة ، القس يوسف عبيا في النصيرية والقس كوريال ككميخا في ملة بروار والبقية في اماكن مختلفة " انتهى الاقتباس ،
يظهر بان هذا الاجراء والتوزيع تمت بعد انتهاء فترة الربط القانوني الذي قيدهم به البطريرك عمانوئيل ؟
ويذهب بنيامين حداد فيقول في ص 152ء من كتابه اعلاه ، اما مار ايليا ابونا فذهب الى سعرت مركز ابرشته وبقى فيها ، وفي كانون الاول 1915 رافق مارشمعون الى " برفان " للتفاوض مع قوات روسيا ، حول مصير الاثوريين وموقفهم من احداث الحرب العالمية ، وكان ايضا احد اعضاء الوفد الذي فاوض الروس في مدينة " تفليس " لطلب المساعدت للاثورين وكان الوفد مكونا من الاساقفة مار توما اودو ومارايليا ابونا واسحاق يونان ،
يذكر نينوس نيراري في ص 109-111 من كتابه اغا بطرس ترجمة فاضل بولا ،يقول في 25 تشرين الاول 1917 قامت الثورة البولشفية الروسية بقيادة لينين الذي ابرم اتفاقية السلام مع الالمان وحلفائهم لينسحب من الحرب فتم ذلك ، الا ان تخلف " 200 " ضابط روسي في ايران واذربيجان من تنفيذ الامر ، وقرروا الانضمام الى القوات الاشورية كفدائيين ، فدعا البطريرك ماربنيامين في الخامس والعشرين من تشرين الثاني 1917 لاجتماع طارئ لدراسة تشكيل جيش نظامي للمقاتلين الاشوريين ، وبعد نقاشات تم الاتفاق على مقترح اغا بطرس بتشكيل قوات نظاميه بقيادة داويذ اخو البطريرك ، وقوات غير نظاميه تحت قيادة اغا بطرس ، وتم وضع القوات بقسميها النظامي والغيرالنظامي تحت امرة قائد اعلى هو الجنرال الروسي " كوزمين " وبعد هذا التشكيل طلب اغا بطرس بفتح المشاجب وتسليح المقاتلين ،
وكتب البطريرك مار شمعون الى مار ايليا الالقوشي " ابونا " في " خوي " لتشكيل قوة قتالية من ابناء تلك المنطقة من الاشوريين " انتهى الاقتباس
، وبقى مار ايليا في مركزه حتى الهجرة الاثورية الى العراق وعن حادث اغتيال مار شمعون بنيامين من قبل المجرم سمكو سنة 1918 ، يقول بعد ان اوصلوا جثمان الشهيد مار شمعون الى احدى كنائس الارمن في خسراوا وقام( مار ايليا ابونا اسقف اثور لكنيسة القديمة بتقديم الذبيحة الالهية ، جسد ودم المسيح الحي من اجل احياء واموت الامة ) ومعه احد القساوسه الارمن ودفن في تلك الكنيسة. وتم تنصيب اخو البطريرك الشهيد مار شمعون بولص بطريركاً في 29 / ايار / 1918 في كنيسة مارت مريم، الذي كان مار ايليا ابونا قد اسامه قسيساً قبل ذلك .
وبعده حل المطرن ايليا ابونا في بعقوبة ثم مندان ثم بغداد فالموصل ، وظل يتردد بين الموصل والقوش ، وكانت رغبته متجهة الى تاسيس كنيسة مشرقية في الموصل ، لكن عورض ولم يستطيع تحقيق ذلك ، وبتوسط القاصد الرسولي " بتري " عاد الى كنيسة الكاثوليكية الكلدانية وكان ذلك يوم 6 كانون الاول 1922 ، وان المطران بابانا في كتابه القوش عبرتاريخ يقول كان ذلك سنة 1921 ،
فتصالح المطران مار ايليا ابونا مع البطريرك مار عمانوئيل مشروطا ان يعينه مطرانا وفي سنة 1924 عين وكيلا بطريركيا على ابريشة عقرة ، ولم يمكث بها سوى سنتين عاد بعدها الى القوش حتى وفاته 14 ايار 1955 ودفن في كنيسة مار كوركيس في القوش .
يصفه بنيامين حداد بان كان طويل القامة مهيبا طليق اللسان ذا قابلية جيدة في فن الخطابة بليغا في وعظه وكان يتمتع بصوت ملائكي رخيم ، وكان متضلعا من اللغة السريانية وعارفا بدقائق طقس الكنيسة الشرقية ويجيد العربية ويحسن الانكليزية والكردية ، وكان له مؤلفات عديدة منها كتاب في علم الفلك ، وكتاب دليل ومرشد المبتدئين الى معرفة سير الاباء بطاركة الابويين بالسريانية سنة 1927 ، وكتاب بالسريانية في 1929 " السورث ثبتا " سورهدا " باجيال اسرة ابونا التي قامت في القوش ، كما له كتاب نقل من العربية الى السورث رواية يزدانوخت للمطران سليمان الصايغ ،وكتاب تاريخ بطاركة البيت الابوي ، الذي هو احد مصادر بحثنا في هذه الحلقات.
وفي الحلقة القادمة سنتحدث عما اورده المطران ايليا ابونا كشاهد عيان عن استشهاد البطريرك مارشمعون بنيامين ،
يعكوب ابونا ....... 4 /11 /2024