مقالات وآراء
انتصار حزب الله اللبناني حقيقة أم مهزلة؟// جمعة عبدالله
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 02 كانون1/ديسمبر 2024 20:03
- كتب بواسطة: جمعة عبدالله
- الزيارات: 589
جمعة عبدالله
انتصار حزب الله اللبناني حقيقة أم مهزلة؟
جمعة عبدالله
وضع اتفاق وقف النار في لبنان, طرفي النزاع الحربي (حزب الله والعدو الاسرائيلي) في ميزان الربح والخسارة, في الانتصار والهزيمة, وخاصة كل طرف يدعي أنه حقق انتصاراً على الاخر, وكل طرف يدعي أنه دمر قوات الطرف الاخر بالخسائرة الكبيرة, ولهذا السبب رفع الراية البيضاء بطلب بوقف النار والالتزام الكامل بشروط اتفاق وقف النار, مثلاً حزب الله اللبناني يدعي بأنه حقق انتصاراً كبيراً يفوق انتصار الحرب بين حزب الله واسرائيل عام 2006 , ولكن بعد ذلك حينما انتهت مراسيم مهرجانات الانتصار الصاخبة, واتضحت الصورة الكاملة المروعة, التي كشفت عن الدمار الكارثي لجنوب لبنان والضاحية وبيروت, لذلك اضطر الامين العام لحزب الله (حسن نصر الله) ان يلعق الهزيمة المرة ويعترف بقوله: لو كنت اعرف النتائج الكارثية لدمار التي لحقت بلدات وقرى الجنوب والضاحية وبيروت, لما أقدم بشن الحرب وتكبيد لبنان خسائر هائلة, ولكنه يعيد المأساة الكارثية, قام بشن الحرب ضد اسرائيل بدافع إسناد غزة, التي تحولت الى مدينة اشباح بأطلال مهدمة بشكل شبه كامل, في بداية المناوشات الحربية بالصواريخ والمسيرات يطلقها الجانبين, طلبت اسرائيل بأنها ستوقف الحرب ضد الجنوب اللبناني, اذا انسحب حزب الله عن الحدود مسافة 7 الى 8 كيلو متر, وينتهي الصراع الحربي, رفض حزب الله ذلك, لانه كان يراهن على الميدان وتكبيد العدو الاسرائيلي خسائر فادحة تجبره على التركيع والانسحاب الكامل من غزة, عندها تزف جبهة الممانعة أو المقاومة بالفرحة الكبرى, بأن وحدة الساحات حققت انتصاراً ساحقاً على العدو الاسرائيلي, الذي تجرع مرارة الهزيمة الساحقة, لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, استمرت الحرب المدمرة ضد لبنان اكثر من شهرين, تشرد اكثر من مليون ونصف تركوا ديارهم في الجنوب والضاحية, من الدمار المهلك الذي اصاب ديارهم وبلداتهم, نتيجة القصف الجوي الصاروخي طوال اليوم, حتى قال رئيس وزراء اللبناني, بأن لبنان لم يشهد حرب مدمرة في تاريخه, فكانت الحرب كارثة حقيقية على لبنان, كل شيء مدمر, والخراب في كل زاوية, وصرح وزير الاقتصاد اللبناني, بأن اعادة الاعمار يكلف اكثر من 20 مليار دولار, وكانت خسائر البشرية كبيرة, حوالي 4000 ضحية واكثر من 15000 جريح ومصاب خلال الشهرين من ايام الحرب, لم يعد لبنان يتحمل نتائج كارثية اكثر من ذلك, ذلك جرى اتفاق على وقف الحرب, واتفق حزب الله بالاتفاق والتعهد في الالتزام في تطبيق قرار 1701 واتفاق الطائف, والذي ينص على نزع سلاح حزب الله, وتحويله الى حزب سياسي بدون تنظيم عسكري. ونص الاتفاق على شرط انسحاب حزب الله الى شمال نهر الليطاني, يعني بعيداً عن الحدود بعمق 30 كيلو متر, والى اسرائيل الحق في رصد الخروقات وضربها مباشرة, بعدما دمرت كل المعابر الحدودية بين لبنان وسورية, ومتابعة تجريد سلاح حزب بسد كل المنافذ الحدودية التي تزود حزب الله بالسلاح, اي وضع حزب الله في القفص تحت رحمة الحارس الاسرائيلي المتوحش, ومن نتائج الحرب الكارثية على حزب الله, اغتيال وقتل القيادات في الصف الاول والثاني والثالث, بما فيهم اغتيال أمينه العام (حسن نصرالله وخليفته الثاني) واغتيال القيادات العسكرية والفنية والمديانية, وتدمير مستودعات وخزائن الصاروخية لحزب الله, ان الحرب أهلكت حزب الله وحاضنته الشعبية, التي تدمرت قراها وبلداتها بشكل شبه كامل, بعد اتفاق وقف النار تتضح الصورة, بأن اسرائيل لم تلتزم به, حيث نشهد خروقات مستمرة وخطيرة, بالتحليق المسيرات والطلعات الجوية وضرب أي هدف , حيث اسرائيل منعت سكان 68 قرية من العودة الى ديارهم, والذين سنحت لهم فرصة لتفقد منازلهم, وجدوا مشاهد مروعة وكارثية كل شيء مهدم, ومازالوا يسكنون في العراء في هذا الشتاء بالبرد والمطر, ومن المصائب الكارثية قبول بأن المشرف على بنود اتفاق وقف النار, ان يكون بقيادة أمريكا حليفة اسرائيل, وبدأت تغض الطرف عن تجاوزات وخروقات اسرائيل الخطيرة المستمرة, حتى ان اسرائيل احتلت مواقع جديدة بعد هذا الاتفاق, وكل يوم تزداد رقعة وتوسع احتلالها لمناطق جديدة, وحزب الله والحكومة البنانية لا يفعلان شيئاً, سوى بالتصريحات الاعلامية لهذه الخروقات, وتحاول امريكا ان لا تصغي لها في اطلاق يد اسرائيل بالخروقات....... هذه بعض الحقائق المروعة والكارثية, التي يسميها حزب الله انتصارات كبيرة !!!!!!
جمعة عبدالله