اخر الاخبار:
تحذيرات من "مادة وردية" تغطي لوس أنجلوس - الثلاثاء, 14 كانون2/يناير 2025 18:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

استشهاد نصر الله وقيادات المقاومة والخرق الأمني المعادي// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب 

استشهاد نصر الله وقيادات المقاومة والخرق الأمني المعادي

علاء اللامي*

 

هكذا استُشهِد السيد الأمين العام وخليفته صفي الدين وقد فرَّ أحد رجال الخرق الأمني البشري إلى الكيان قبل اعتقاله بقليل.. مقابلة مع الإعلامي اللبناني المؤيد للمقاومة رضوان مرتضى وهذه مقدمة لها بقلمي: سلسلة الضربات الأمنية القاسية التي وجهها العدو إلى المقاومة الإسلامية في لبنان خلال عشرة أيام كانت مؤلمة ومذهلة ومحزنة للمقاومة وجمهورها لسهولتها وتكرار أساليبها واستمراريتها في حالة إطباق أمني معادٍ لم يسبق له مثيل. لقد بدأت هذه السلسلة بعملية تفجير البيجرات ثم أجهزة التوكي ووكي ثم اغتيال قيادة قوات الرضوان فاغتيال عدد من القادة فاغتيال السيد القائد الأمين العام فاغتيال خليفته المحتمل وأعضاء من المجلس التنفيذي الجهادي وقبلها بأشهر قليلة، حدثت عمليات اغتيال خطرة منها اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري وآخرين، وبعدها جاء اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في المقاومة الشهيد محمد عفيف النابلسي وعدد من زملائه بمقر لحزب البعث في لبنان ببيروت.

 

*هذه الجرائم التي ارتكبها العدو، صحيح أنها لم تكسر الحزب والمقاومة ولكنها تركت الكثير من الأسئلة الحارقة معلقة، فالمقاومة انشغلت بالتصدي الباسل للعدو وخاضت واحدة من أعقد وأصعب معاركها في هذه الظروف، فتكاثرت الشائعات والأخبار المغرضة والمضللة وقبل أيام قليلة وفي لقاء مع قناة "الجديد" اللبنانية أدلى الإعلامي اللبناني المعروف بجرأته ونقديته ومواقفه المؤيدة للمقاومة رضوان مرتضى بتصريحات كشف بعض أوجه ما حدث، وسأدرج أدناه بعض ما قال بشكل شبه حرفي:

 

"منذ سنة 2010 كان هناك عميل للعدو يدعى (أبو عبدو محمد سليم) وكان هذا الشخص مقاولا أشرف على تنفيذ تركيب كل نوافذ التهوية ومسالكها لجميع بنايات ومقرات الحزب ومنشآته العسكرية، وكانت بحوزته خرائط تنفيذية لها وللبنايات ويبدو أنها تُركت بحوزته. أي أن هذه المقرات والمنشآت معروفة للعدو منذ 2010. ولهذا كان طيران العدو يركز في قصفه على استهداف نوافذ البنايات لأنه كان يعرف ما وراءها. أما القول إن السيد الشهيد وخليفته السيد هاشم صفي الدين ومن معهما استشهدوا نتيجة انقطاع الهواء عنهم فليس صحيحا، لأن الأطباء الذين قاموا بفحص الجثامين أكدوا أنهم استشهدوا من الضربة الأولى نتيجة انفجار الشرايين بسبب قوة الضغط المتولد من الضربة الهائلة بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات.

 

*بالعودة إلى العميل "أبو عبدو سليم" فقد تم اكتشاف علاقة بالعدو من قبل أجهزة أمن الحزب قبل أكثر من عشر سنوات وذهبت قوة لاعتقاله ولكنه هرب كما يبدو بعد تحذير له من العدو وهذا يعني وجود خرق آخر فذهب العميل إلى الحدود الجنوبية بمساعدة ابنه الذي تركه هناك وعاد ومن هناك نقلته قوة من مخابرات العدو إلى داخل الكيان.

 

*إضافة الى هذا العميل تم اكتشاف عملاء آخرين منهم مسؤول العمليات الخارجية ولقبه "شوربا" ومسؤول أخر هو أبو تراب ... وهناك شبهات على أشخاص هربوا من لبنان، وهناك أيضا أكثر من عشرة ضباط في الجيش اللبناني على مستوى عقداء ومقدمين وعمداء تورطوا ببعض الأفعال".

 

*هذه خلاصة مركزة لما قاله الإعلامي المؤيد للمقاومة رضوان مرتضى، وهي وإنْ كانت تحتوي على بعض المعلومات المهمة والتي تضيء على بعض جوانب ما حدث ولكنها تثير بدورها الكثير من الأسئلة الإضافية ولا تجيب على أسئلة أخرى مهمة وهي لا تخفي أوجه القصور أو الإهمال من جانب أجهزة أمن الحزب والمقاومة، إضافة إلى وجود جانب الاختراق البشري أو تكنولوجي المعادي الذي هو نقطة ليست لمصلحة هذه الأجهزة.

 

ثم ما تفسير تكرار وقوع الاستهدافات الأمنية المعادية في الأماكن ذاتها وبالتكنيكات ذاتها ولماذا تنجح في كل مرة؟ لماذا لم يتم كسر حالة الإطباق الأمني المعادي أو في الأقل عرقلتها والتقليل من آثارها بتغيير أماكن القيادات وزيادة جرعة التمويه والتضليل المضاد وتغيير المعطيات والإحداثيات؟ حتى عصابة أو منظمة صغيرة حين يعتقل أو يقتل عضو فيها تلجأ إلى القيام بإعادة انتشار لعناصرها في أماكن بديلة وبعيدة غير مكشوفة للشرطة، فماذا تكررت الاستهدافات المعادية الناجحة في الضاحية ولم يتم اعتبارها منطقة مخترقة من قبل العدو وملوثة أمنيا وتجب مغادرتها بأسرع ما يكون؟

 

وردا على القول إنَّ الاغتيالات تمت بقنابل اختراق تحصينات لم يكن يملكها العدو وزودته بها الولايات المتحدة نسأل: لماذا لم يحسب حساب هذا الاحتمال؟ ولماذا ركنت قيادة الحزب طويلا وحتى وقعت المأساة إلى معطيات متغيرة من قبيل العمق الذي تصله قنابل العدو الخارقة للتحصينات، ولماذا لم يتم تغيير موقع خليفة السيد الشهيد الأمين العام بعد الضربة التي أستشهد بسببها وانكشاف أن العدو حصل على أسلحة أعمق مدى اختراقيا؟

 

*الأسئلة كثيرة وموجعة وحارقة فعلا والأمل كبير في تتوقف عندها قيادات الحزب والمقاومة بشجاعة وشفافية في قادم الأيام فمن لا يتوقف عند أخطائه وكبواته لن يستطيع النهوض منها ولا يستطيع تفادي مثيلاتها مستقبلا!

 

*وأخيرا أعتقد أن الاستشهاد والتضحية بالنفس في الحروب وفي نشاط حركات المقاومة ليس هو الهدف الأول، أو لا ينبغي أن يكون هو الهدف الأول الذي يسعى خلفه المقاتل المتدين أو غير المتدين، بل هدفه الأول هو الانتصار على العدو فإذا حضر الاستشهاد فأهلا به وأنْعِم به... إنَّ هدف المقاتل والقائد المؤمن بقضيته هو الانتصار على العدو وإحباط عدوانه أو إزالة احتلاله والقتال بشجاعة وإخلاص ومعنويات عالية وبحذر واحتراس لكي يقاتل أطول فترة ممكنة ويلحق بالعدو أكبر الخسائر الممكنة وليس الهدف هو الركض نحو الشهادة ونيل الثواب الإلهي ودخول الجنة وجعلها الهدف الأول له لأن استشهاده - وخصوصا إذا كان قائدا استثنائيا ومحبوبا وذا كارزما قوية كالسيد الشهيد - يلحق بالمقاتلين وجمهور المقاومة ضربة موجعة وألما مريرا وصدمة نفسية وعاطفية لا يمكن نسيانها أو استيعابها بسهولة.

 

أعتقد أن من واجب قيادات حركات المقاومة أن تثقف قياداتها وقواعدها وجمهورها بهذا المفهوم الذي خلاصته: نحن نقاتل أولا وحتى آخر لحظة ممكنة من حياتنا وآخر قطرة من دمائنا من أجل النصر، نحن نتوجه إلى النصر أولاً فإن جاء الاستشهاد في طريقنا إليه فأهلا به وأنعم وأكرم!

 

*المجد والخلود في ذاكرة الشعوب لشهداء المقاومة قادةً ومقاتلين!

 

1-رابط يحيل إلى المقابلة على قناة الجديد مع الإعلامي رضوان مرتضى:

https://www.youtube.com/watch?v=UKgJeNxgfBU

 

2-رابط المقابلة كاملة مع رضوان مرتضى:

https://www.youtube.com/watch?v=99dxyo_34T8

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.