اخر الاخبار:
"صيادو العبيد" في قبضة شرطة أربيل - السبت, 15 شباط/فبراير 2025 19:05
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الطلاق افة اصابت مجتمعنا في المهجر// يوحنا بيداويد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوحنا بيداويد

 

عرض صفحة الكاتب 

الطلاق افة اصابت مجتمعنا في المهجر

شؤون الحياة المعاصرة –15

يوحنا بيداويد

 

يمر مجتمعنا المسيحي والعراقي في المهجر اليوم في ازمات كثيرة، كنتيجة للتصدعات التي حصلت في معاير القيم والاخلاق، بسبب الهجرة والعيش دول علمانية، مثل استراليا التي يوجد فيها اكثر من 200 اثنية- قومية مختلفة من كل ارجاء العالم.

 

من اخطر هذه الازمات والتصدعات هي مشكلة الطلاق السريع التي تحصل في هذه الايام. لقد كانت هذه الظاهرة شبه معدومة قبل عقدين او ثلاثة حينما كنا نعيش في ارض الوطن، ولكنها تزداد اليوم بسرعة غير طبيعية، حيث تفشت في السنين الاخيرة بين المتزوجين الجدد.

 

على الرغم من كثرة الدورات المكثفة التي تقيمها الكنيسة التي تشمل على المحاضرات من قبل الاكليروس والمختصين في المجال الطبي وعلم النفس والمصلح الاجتماعي لتثقيف المخطوبين على مسؤولياتهم الروحية والقانونية والاجتماعية الا ان المشكلة لم تخفف بل زادت.

 

معظم المطلقين لا يعطون قدسية لسر الزواج امام المذبح والكاهن والمجتمع والعهد الذي يقطعونه على انفسهم، وكأن الزواج هي فقط عملية الظهور في الحفل بالملابس العرسان واحتفال المدعووين بهم والرقص امامهم بدون وجود مسؤوليات، هذه مشكلة تكبر شيئا فشيئا السبب الرئيسي حسب قناعتي هو زوال قدسية سر الزواج عند الجيل الجديد، بينما كان ابائهم يقبلون تحديات الحياة ومشاكلها بسبب التزامهم بالعهد الذي يقطعونه.

 

في هذا العدد من نسمة الروح القدس سنحاول دراسة هذه المشكلة بكل موضوعية وشمولية (بصورة مختصرة)، بعيدا عن تشخيص اي عائلة او اشارة الى اي شخصية. في اكثر من مجلس طرحت هذا الموضوع، حاولت ان استفهم موقفهم وارائهم عن هذه المشكلة، حيث ناقشتهم عن  المسببات والحلول، فكانت الخلاصة لاراء الجميع ما يلي:

1-  حصل تغير كبير في المفاهيم المتعلقة بالعلاقة الزوجية في العقود الاخيرة  تحت تاثير الاختلاط مع جماعات جديدة التي اشرنا اليها والاعلام المبتذل ووسائل التواصل الاجتماعي والمحاكاة في مجتمعاتنا المحلية.

 

2- انتشار ظاهرة الابتعاد او التخلي عن القيم الاجتماعية والعادات المتبعة في العائلة (الحياة الزوجية) عن السابق، كثير من هذه القيود اليوم لم تعد موجودة، بل لا يوجد استقرار او لا توجد قناعة على مبدا الزواج بين الرجل والمراة، لهذا الزواجات الحديثة مضطربة، غير مستقرة وتنتهي بالفشل بكل سهولة حينما تتعرض لاي ضغط او متغير.

 

3- كثير من الشباب والشابات المقدمين على الزواج يفتقرون المعرفة اللازمة عن المسؤوليات للحياة الزوجية مثل تربية الاطفال، والتمويل المالي، والالتزامات الاجتماعية والعلاقات المتبادبة مع اقارب الطرفين.

حقيقة هناك جهل مطبق عن هذه المسؤوليات على الرغم من كثرة التحضيرات التي تعملها الكنيسة من خلال الدورات المكثفة وكأنما البعض لا يعرف الزواج فيه التزام بالعهد اخلاقيا واخلاص وتفاني متبادل، وتاسيس عائلة وامتلاك اطفال والتخطيط لتربيتهم وادخالهم المدارس، وكذلك انتماء كلاهما الى عائلتين مختلفتين ربما يكون كثيرا او قليلا، لهذا نسمع البعض منهم لا يصرح الطرف الاخر اذا كان له تجربة او علاقة سابقة او خطوبة او تزوج وطلق من قبل. او بعض الفتيات بعد الزواج يرفضن جلب اطفال او لا تصارح خطيبها قبل الزواج ليست لديها رغبة بان تصبح اما!، وكذلك قسم اخر المتزوجين الجدد لا يعرفون كم هي صعبة تحمل مصاريف فتح بيت جديد الذي فيه التزامات مالية كثيرة.

 

4- من اسباب المهمة التي ظهرت في السنين الاخيرة مع الاسف، هو تدخل الوالدين في الحياة الزوجية من كلا الطرفين، وبسبب الاتهامات المتبادلة والكلام الجارح فيخلقون جدارا بين الطرفين يصعب ازالته من قبل الكنيسة او الوسطاء، فيتم الطلاق بين الرجل والمراة بسبب اراء ومواقف واقوال اهالي الطرفين.

 

5- هناك عامل جديد لم يكن في السابق ايضا، ويشكل خطر على العلاقة الزوجية ومستقبلها او الجهل عن مشروع الزواج، هذا العامل هو تكاليف الحفل التي بعضها ليست ضرورية والتي تتضمن الفقرات التالية :"فستان العروسة والذهب محبس الالماس (في بعض الاحيان)، تكاليف القاعة وعدد المدعوين وتكاليف الديكور والفيديو والمصور"، بالاضافة الى ذلك ثلاث حفلات جانبية غير ضرورية هي shower وليلة الحنة، والصبحية بالاضافة الحفل الكبير ومن بعدها سفرة. كل هذه قد تكلف اكثر من 120-150 الف دولار لحفلة يكون المعدوين (500 شخص). هذا المبلغ لا يمتلكه الخطيبين في هذه الايام بسهولة ولا يمكن رصده بسنين قليلة من العمل.

 

6- كثير من المتزوجين والاباء يضعون امالهم في تغطية المصاريف على الصبحية، لكن لسبب او اخر في بعض الاحيان تكون الصبحية (كمية المال المتجمع من دعم الناس لهم) مخيبة، اقل من المتوقع، فصيبح الفرق دين على الزوجين بالاضافة مصاريف فتح بيت جديد، الامر الذي يضع ضغط نفسي كبير على هذه العائلة الجديدة من يوم الاول لزواجهم.

 

7- لا ننسى معظم المطلقين حينما تحصل المشكلة تجد كل طرف قد حضر فايل كامل من الاتهامات ضد الطرف الاخر مثل عدم المصارحة بالعاقة السابقة، او امتلاك مرض، تكاليف الحفل والمعيشة ومصادرها، والخيانة الزوجية بالاضافة الى القمار والمخدرات والديون السابقة.

 

في الختام

اولا

اظن لا يحق للوالدين التدخل في تقرير المصير الزوجين، واذا تدخلوا المفروض يكون لمساعدتهم، مع العلم اذا تركا لوحدهما ويتم تشجيعهما من قبل اهالي الطرفين لا سيما من قبل الامهات والاباء تكون فرصة الحل اكبر بكثير من المتوقع لكن هيهات.

 

ثانيا

يجب ان يعرف كلا الخطيبين حينما يقرران الزواج التكاليف، ويحددان انفسها بميزانية معقولة حسب امكانيتهما، يستطيعان تحملها بعد الزواج اذا قاموا بهذه الفقرات، والافضل  يستشيران احد المقربين او من ذوي الخبرة في هذا المجال.

 

ثالثا

يجب الالتزام بتعليمات الكنيسة والاستفادة من الدورات التي تقيمها اثناء مرحلة التهيئة، المصارحة التامة بين الطرفين، يجب ان يعلم كلا الطرفين ان الزواج له قدسية لدى الكنسية والمجتمع، ولهم مسؤوليات اتجاه الاطفال في حالة امتلاكهما اطفال.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.